حنين الصايغ تأخذك في رحلة غنية ومتنوعة داخل عوالم النساء وما يواجهنه من تحديات في مجتمع يرزح تحت وطأة التقاليد والقيود الصارمة. بأسلوبها السلس والعميق، تمكنت من فتح نافذة على قلوب الشخصيات، لتكشف عن صراعاتهن الداخلية والخارجية، بين رغباتهن في التحرر وتحقيق الذات وبين الالتزام بما يفرضه المجتمع من قواعد صارمة.
ما جذبني في الرواية هو واقعية الشخصيات، حيث شعرت أنني أتعايش معهن، أرافقهن في الخوف والغضب والأمل، وحتى في لحظات الانكسار. أبطال الرواية ليسوا مجرد رموز؛ بل هم بشر حقيقيون بعيوبهم وأحلامهم، وهذا ما جعلني أشعر بصدق القصة. الكاتبة نجحت أيضًا في استخدام اللغة بطريقة سلسة، تمزج بين الوصف الدقيق والمشاعر العميقة، دون أن تغالي أو تشتت تركيز القارئ.
قد يبدو إيقاع السرد في بعض الأجزاء بطيئًا، خصوصًا مع الوصف المطول، لكن هذا لم يُضعف الرواية بل أضاف لها بُعدًا تأمليًا يدفع القارئ إلى إعادة التفكير في كثير من المسلمات الاجتماعية. النهاية كانت مفتوحة إلى حد ما، لكنها أثارت فيّ العديد من التساؤلات: هل يمكن أن تتغير حياتنا فعلًا أم أن التقاليد أقوى منا؟
رسالة إلى رحمة، والتي بدأت ب "عزيزتي رحمة"، سأترك لكم الاستمتاع بهذه اللوحة الفنية.
بكل صدق، أرى أن "ميثاق النساء" ليست مجرد رواية تقرأها وتضعها جانبًا، بل هي تجربة تدفعك للتأمل والتفكير، وربما لإعادة النظر في علاقتك مع المجتمع ومع من حولك. إنها عمل مميز يستحق القراءة والنقاش.
على الهامش، تعلمت الكثير عن الدروز وبحثت وفهمت، استطاعت حنين أن تدفعني للبحث في عمق الرواية وليس فقط القراءة.
تحديث: مبروك حنين القائمة القصيرة للبوكر
راهنت على روايتك ومازال الرهان مستمر ولكن المنافسة صعبة
بالتوفيق