، أكرمها غَاية الإكرام، وأغَدقَ عَليها من مَالِه ما عوَّضها فَارق السِّن، وأنبتَ في قلبها شجرة الحُبّ، لكنَّه تَركها ورَحَل، رُزِقت منه ابنًا، هَجَر الوطن في غُربةٍ طويلة لبلادٍ بعيدة، تتعجب لكلامِ الناس: «قالوا لقد ذهب ليحضر الشهادة الكبيرة، أوليسَ في مصر شهادات تكفي؟
بمرور الوقت اعتادت الهجر.
أوهام الجنوبي: من أقاصيصِ الصباح > اقتباسات من رواية أوهام الجنوبي: من أقاصيصِ الصباح
اقتباسات من رواية أوهام الجنوبي: من أقاصيصِ الصباح
اقتباسات ومقتطفات من رواية أوهام الجنوبي: من أقاصيصِ الصباح أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
أوهام الجنوبي: من أقاصيصِ الصباح
اقتباسات
-
مشاركة من عبدالسميع شاهين
-
امتلأت جيوبي بحباتِ البلح الأخضر والكشك، بيد أن عشرات اللعنات ترافقني كظلي، لأصبح ملعونًا كشيطانٍ رجيم انتزعت الرحمة من قلبه، تنتفخ أوداج الشيخ “معاطي” صائحًا كالمجنون: “أنت ملعون
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
ودعاء مجلسهم المحفوظ: “دع الخلق للخالق الله يسهل لعبيده”.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
انزوى فَتانا على نفسه يهدهد أمانيه، تطوف بمخيلته صورة حبيبته، فتسري في بدنه قشعريرة، ويزداد وجيب قلبه، فيعمد إلى أرغوله يَسكب عليه من لواعج وجدانه المَشبوب، ويهبه طَرفًا من مُهجته الحارة، فتشبّ أنغامه سِحرًا حلالًا.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
أبهرهم كيف أن عِملاقًا مثله، قد يبكيه صوت «قِمرية» تصدح فَوقَ غُصِ شجرة وجد سلوته في أرغولٍ خَشبي قالت عنه أمه إنَّه لجده، لا يُفارق يده، ما إن يخلو بنفسه حتّى تنساب أنغامه عذبة، تراه وقد اتخذ مكانًا أوان الحصاد، و من حوله تحلق الفلاحون ينصتون في استسلام
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
الرجل والنُّورج
كانت مشاعره العفوية كثيرًا ما تُصيب من حوله بالذهولِ، فيكتفون منها بشيء من السُّخريةِ والتَّندرِ، فكلامه عن تَشاكسه مع عِجليّ النُّورج، وجدالهما المستمر، وخصامهما المحتدم، وصراخ أخشاب المحراث حيِنَ يُقبِّل وجهَ الأرض بأسنانهِ الحِداد هي من قَبيلِ الخبل
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
حكايات البرلس
كُلّ ما أتذكره صَوته الجّهوري المُشبع برغوةِ الصَّباحِ الصَّحو، المُكلَّل بتيجانِ النَّدى فَوقَ الغيطان، يجَوبُ في قَامةٍ مُنتَصبةٍ كأعوادِ الذرة الصَّيفي، وجَسَدٍ يئَنُ تحت أثقالِ السنين الطوال، يتصايح في إيقاعٍ واحد لا يُغيِّره: «عال البرلس»
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
«لطفك يا صاحب اللطف»، وعلى مقربةٍ منه تلاحقت أنفاس مكروبة، وبكاء مكتوم، ودعوات تهتفُ ضارعة، وشهقات في حشرجةٍ مخيفة،
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
الوَلهانة
منذ فترةٍ لم يُسمع صرير بابه، لكنَّ سُعاله اليابس متواصل لا ينقطع، من غَبِشة الفجر وحتى مقدم المساء، وحدي من يعرف حكايته القديمة مع «روح» أو بالأحرى «الحاجة روح» هكذا يُطلق عليها بعدما أصبحت جدة،
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
لكنّ الرجل لم يرجع، هبط بلدياته قريتنا، بعد أشهر ليبيع، أخبرَ والدي بأمر موته، لدغته حية سامة وهو نائم أوان القيلولة، فلم يستيقظ.
تَبخَّرت أحلامي، لأظل أسير هذه الأمنية، تُشاغِب أمامي مَدهوشًا حتى الآن.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
وعدَ بائعُ الَجلاّب ذاتَ صَبيحةٍ والدي أن اصطحبهُ للعملِ معه في الورشةِ وقت الإجازة، على أن أعودَ كُلّ أسبوعٍ، فقريته تبعد عنَّا بضع كيلو مترات، هيَّأت نفسي للأمرِ، وأذعتُ على الملأِ بين رفاقي أنّي ذاهبٌ، انتظرت وانتظرت، حتى أنساني الانتظار
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
ما ذنب هذا الحيوان المسكين”، لم أكن لأعبأ بكلامه، حتى كان مساء وبينما أنا أغط في نوم عميق، وإذ بيعسوب عملاق يسد الأفق، اقترب مني حتى أمسك بتلابيبي وطار بي بين السماء والأرض، على وقع صرخاتي وتوسلاتي اجتمع من في الدار
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
تَوسَّع نشاطه فلم يكن قطار القصب مُنيته، بل تَعدَّت أمانيه غلته الشَّحيحة ينتظرها من أشهرٍ قلائل، ابتلعه وعصابته ظلام الحقول البعيدة التي تفيض بالخَيرِ، فملأ على أمهِ الدارَ بكُلِّ صِنفٍ تَطاله يده، والمرأة مُنتَشيةٌ ترَفع يدها عند كلِّ مساءٍ أن يستر علي
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
ابتسمَ له القدر ورَقَّ لحَالهِ، فألقاهُ في طَريقِ عِصابةٍ من أبناءِ الشَّارع، وجَدوا من اندفاعِه وصلابة عوده ضالتهم المنشودة، كانت مهمته تلهية الحُراس ريثما يتَمكَّن البقية من سرقةِ أعواد القصب، هكذا سطع نجمه سريعًا
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
يُوجِع ظَهرَ حِماره الهَزيل بَعصا السّيسبان اللَّينة، يَتمّنى لو استطاعَ طيّ الحَاضرَ، فيختصر ما تبَقّى من سَنواتٍ، فيجد مكانًا بين الهجَّامة لم يبخل عليه زمانه بأمنيةٍ، فبعدَ أعوامِ الانتظار، لانت له الفرصة ووجد نفسه بين جدران مدرسة الصنايع حِلُم أمسه.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
فاتحته أكثر من مَرةٍ أن يُصلح المكيف، لكنَّه تَحَّجج بأعذارٍ لا تنتهي، اهتديت ذات يوم لحيلةٍ أظهرت له فيها بطَرفِ ورقةٍ من فئةٍ مالية كبيرة، التقطها كنَسرٍ جائع، لتغيب في سراديبِ جيبه، أغمضت عيني قليلًا مُستسلمًا لقضاء الله
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
يفتتح قيادته بآياتٍ من الذّكرِ الحكيم، وأدعية بحروفٍ مُخلخلة غير واضحة، ثم يتبع ذلك بلزمةٍ تعودها: “كل دونيا ما في مظبوط”، للحقيقة تفاني في كسبِ ثقتي، فكانت عبارات الثناء تنهال عليّ خاصة وأنا أناوله أصابع الموز التي يعشقها،
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
إهداء
للجُدرانِ الطيّبة التي لا تَزال، تَتلقّى ونَس الصَّباح..
لروح جدي الشيخ خالد عبدالجواد.. شيخ البلد..
محمد فيض خالد
المنيا - بحر يوسف - عزبة حسني
مشاركة من عبدالسميع شاهين
السابق | 2 | التالي |