اقتباسات من كتاب البحث عن السعادة : رحلة في الفكر الصوفي وأسرار اللغة

كيف نرضى ونحن نتعرض لظلم، أو فقد، أو فقر، أو مرض؟ ما هو سر السعادة؟ نحتاج إلى أن نقرأ عن الصبر والبلاء عند علماء الصوفية، لنتذكر كلماتهم وقت البلاء ووقت العفو. ونطلب معهم من الله دومًا العفو والعافية

يقول إبراهيم بن أدهم «من عرف الله لا يكون له غم».

وكان الشبلي رضي الله عنه يقول: «قلوب أهل الحق طائرة إليه بأجنحة المعرفة، ومستبشرة إليه بموالاة المحبة!»

إن طلبتَ قارئًا وجدت ما لا يحصى، وإن طلبت طبيبًا وجدتَ كثيرًا، وإن طلبتَ فقيهًا وجدتَ مثل ذلك، وإن طلبتَ من يدلُّك على الله تعالى ويعرِّفك عيوب نفسك لم تجد إلا قليلًا، فإن ظفرتَ به فأمسكه بكلتا يديك

فلا بد لك من العزلة عن الناس، وإيثار الخلوة على الملأ، فإنه على قدر بعدك من الخلق يكون قربك من الحق ظاهرًا وباطنًا.

إذن الفتح هو رزق من الله للعبد الصالح لينفع به عباد الله. الإدراك فتح، والكتابة المفيدة فتح. الخشوع فتح، والقرب من الله فتح وهدوء وطمأنينة،

ويؤكد ابن عربي أن الفتح من الله معجزة. هب أن الله فتح عليك، فكتبت كتابًا مفيدًا للبشرية، هذا فتح ورزق من الله. وهب أن الله فتح عليك فأدركت معاني كانت غائبة عنك، هذا أيضًا فتح.

مرة أخرى يؤكد ابن عربي أن الكرامات المعنوية هي الأصل، وهي الأهم، وهي خروج الحسد والغيرة والكبر من القلب.‏

أن تستقيم لله، وتكف نفسك عن الهوى هما أكبر المعجزات. أما أن تقول إنك وصلت إلى مكة في ساعة أو غيره من الكلام عن المعجزات فلم يؤثر في الصوفيين الأوائل، ولم يكن شيئًا يفتخر به أيّ منهم. بل نجد عندهم

الوصول إلى السعادة لن يكون بترديد كلمات معينة. نحتاج إلى ما هو أصعب. نحتاج إلى جهد، وعناء، واستغناء، ومجاهدة.

فهل لو عرفنا الاسم الأعظم سنكون أكثر حكمة وأكثر إيمانًا؟ لا، بل لو فرغنا قلبنا مما سوى الله، كما قال البسطامي.‏

اسلوب سهل وبسيط وقرأه ممتعه للكتاب ربنا يبارك فيكي وفي علمك

التصوّف خُلق فمن زاد عليك في الخلق، فقد زاد عليك في الصفاء».

ويؤكد السيوطي في حديث عن النبي ﷺ أن «الأبدال ليس أفضل من غيرهم بكثرة الصوم والصلاة والتسبيح، ولكن بحسن الخلق، وبصدق الورع، وحسن النية، وسلامة قلوبهم لجميع المسلمين، والنصيحة لله» حديث أبي الدرداء».‏

الجنة لا ندخلها فقط بالقيام بالفرائض وقلبنا مريض بالحقد والكره، بل الجنة يدخلها كريم النفس سليم الصدر من يحب لأخيه ما يحب لنفسه.‏

ارتكز الفكر الصوفي على فكرة جهاد النفس، وترقيتها، واعتمد على لفظ القرآن «القلب السليم» فأصبح هدف الصوفي هو الوصول لسلامة القلب من كل طمع وشر وكبر وحقد. ويقول السيوطي: «اسأل عن دواء قلبك».

إذن الصوفية ليست لبس الصوف، ولا التجريد والزهد فقط. الصوفية تعتمد على الفكر العميق، وتهذيب القلب والنفس.‏

هناك فرقًا كبيرًا بين الفكر الصوفي والطرق الصوفية. الفكر الصوفي فكر عام، مبني على أسس الشريعة والقرآن الكريم والسنة، والطرق الصوفية ظواهر اجتماعية جاءت باعتبارها نتاجًا للفكر الصوفي، لها أوراد وأحزاب خاصة بها، وشيوخ ومريدون، أي طلاب علم.

وأهم عنصر في السعادة هو الرضا، والرضا عند المتصوفة هو مقام، أي لا بد أن نصل إليه بالمجاهدة، وعند الوصول إليه نحاول أن نثبت عليه. فيصبح الوصول إلى الرضا هو «تحقيق هدف» وليس مجرد عبور من حالة نفسية إلى حالة

«الفرح بالله أولى من الحزن بين يدي الله!»‏

‫‏أبو بكر الشبلي‏