اقتباسات من كتاب البحث عن السعادة : رحلة في الفكر الصوفي وأسرار اللغة

❞ ترى رابعة مثل باقي علماء الصوفية أن الثبات على طاعة الله والتوبة المستمرة والاستقامة في الأعمال والنوايا هي الكرامة الحقيقية التي يبغاها العباد. ❝

❞ وتقول رابعة لسفيان الثوري: إنما أنت أيام معدودة، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل، وأنت تعلم، فاعمل».‏(85) ❝

❞ وسُئلَت رابعة، متى يكون العبد راضيًا؟، فقالت: إذا سرَّته المصيبة كما سرَّتْهُ النِّعمة» ❝

❞ المحبة هي الموافقة له فيما أمر، والانتهاء عما زجر، والرضا بما حكم وقدَّر».‏ ❝

❞ «إن رابعة سئلت كيف رغبتك في الجنة؟ فقالت: الجار ثم الدار!».‏(69) ❝

❞ لأن علم الشريعة يأتي قبل علم الحقيقة أي الصوفية ❝

‫ ‏«اللهم اجعلها في أيدينا، ولا تجعلها في قلوبنا. اللهم وسع عليّ رزقي في دنياي، ولا تحجبني بها عن أخراي»‏

إذن الفتح هو رزق من الله للعبد الصالح لينفع به عباد الله. الإدراك فتح، والكتابة المفيدة فتح. الخشوع فتح، والقرب من الله فتح وهدوء وطمأنينة، بل الاطمئنان والرضا فتح ومعجزة. ‏

وقيل لأبي يزيد رضي الله عنه: إن فلانًا يمشى على الماء، قال: الحوت أعجب من ذلك إذ هو شأنه، وقيل له: إن فلانًا يطير في الهواء قال: الطير أعجب من ذلك إذ هو حاله، وقيل له: إن فلانًا يعنى إلى مكة، ويرجع من يومه قال إبليس يطوف الأرض كلها في لحظة، وهو في لعنة الله»

ومعنى الشرك عند الصوفية هو وضع البشر في مكانة قريبة من مكانة الله، فيظن الإنسان أن من يقضى حاجته مثلًا هو أمير أو مدير، بينما هما أدوات في يد الله.

المحن مكتوبة لنا حتى نرتقي. وربما يكون طريق المحنة بداية لطريق أوسع للفهم.

‫ ‏«ربِّ خذ بيدي، وارحم قلةَ صبري، وضعف جَلَدي، ربِّ إني أشكو إليك بَثِّي وحزني وكمدي، يا مَن هو غوثي وملجئي، ومولاي وسندي،… ربِّ فأطلقني من سجن الحجاب، ومُنَّ عليَّ بما مننت به على الأولياء الأحباب، وطهِّر قلبي من الشكِّ والشرك والارتياب، وثبتني دائمًا أبدًا في الحياة، وعند الممات على السنَّة والكتاب، وفهِّمني، وعلّمني، وذكّرني، ووفِّقني، واجعلني من أُولي الفهم في الخطاب، وكن لي بلطفك ورحمتك، وحنانك، ورأفتك فيما بَقيَ من عمري، وعند حضور أجلي، ويوم يقوم الحساب»‏(255)

‫‏داود بن ماخلا‏

«يا غلام: عظ نفسك أولاً، ثم عظ نفس غيرك، أنت أعمى كيف تقود غيرك، إنما يقود الناس البصير، إنما يخلصهم من البحر السابح المحمود.

❞ ويعطي الغزالي هذا المثل «سئل أبو يزيد البسطامي عن اسم الله الأعظم، فقال: فرغ قلبك من غيره، وادعه بأي أسمائه شئت ❝

❞ والدعاء استجابة الكل منك للحق، وإن لم تأت بشرط الدعاء فلا تشترط الإجابة» ❝

❞ إذا كان كل شيء بيد الله، فتوبتنا لن تحدث سوى لو تاب علينا، وصبرنا لن يصح سوى لو أفرغ علينا صبرًا، وعملنا لن يصلح إلا لو ساعدنا فيه ورفعه له ❝

❞ كل لذات الشهوات متعلقة بالنفس تبطل بالموت، ومعرفة الربوبية متعلقة بالقلب فلا تبطل بالموت ❝

كما قلنا من قبل «لتعرف ربك، لا بد أن تعرف نفسك» تعرف نفسك الظاهرة، ولكن حاول أن تعرف نفسك الباطنة.

اعمل لدنياك بقدر مقامك فيها، واعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها، واعمل لله بقدر حاجتك إليه، واعمل للنار بقدر صبرك عليها».‏(109)‏ وهي بالطبع تعتمد على الآية القرآنية ‏ﱹ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﱸ‏ [النحل:96].

وأول مفتاح في الطريق الصوفي هو مواجهه النفس بصدق ومحاسبتها. وهذا عسير، أولًا لاختلاط الأمور علينا أحيانًا، فربما يقودنا الوهم فنظن أننا نعمل خيرًا، ونحن في الحقيقة نظلم ونفعل الشر