اقتباسات من كتاب البحث عن السعادة : رحلة في الفكر الصوفي وأسرار اللغة

حكمة 83: «ربمـا أعـطـاك فمنعـك.. وربمـا منعـك فأعطـاك»‏

‏وتذكر حدود معلوماتك الضيقة عن الغيب «عدم علمك بعواقب الأمور، فربما دبرت أمرًا ظننت أنه لك، فكان عليك، وربما أتت الفوائد من وجوه الشدائد، والشدائد من وجوه الفوائد، والأضرار من وجوه المسار، والمسار من وجوه الأضرار؛ وربما كمنت المنن في

كما قال ابن الفارض في قصيدته:»أنتَ القَتِيْلُ بأيّ مَنْ أحبَبْتَهُ فاختر لنَفْسِكَ في الهوى من تصطفي» ‏

‫ ‏حكمة 35: «أصل كل معصية وشهوة وغفلة: الرضا عن النفس، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها، ولأن تصحب جاهلًا لا يرضى عن نفسه، خير لك من أن تصحب عالمًا يرضى عن نفسه»

حكمة 61: «ما قادك شيء مثل الوهم» ‏

‫ ‏تذكر أيها الإنسان أن الدنيا محدودة، ونحن سجناء لحدود خيالنا وعقلنا. كيف نتحرر؟ بالمعرفة. كلما جلسنا أكثر مع ربنا وخلونا به نعرف أكثر.‏

‏من دعاء الشاذلي‏

‫ ‏«اللهم اجعلها في أيدينا، ولا تجعلها في قلوبنا. اللهم وسع عليّ رزقي في دنياي، ولا تحجبني بها عن أخراي»‏

«إنما الله هو المجري للأرزاق على يد من يشاء كيف يشاء»‏

‫‏جلال الدين السيوطي‏

ولكن الجنة لا ندخلها فقط بالقيام بالفرائض وقلبنا مريض بالحقد والكره، بل الجنة يدخلها كريم النفس سليم الصدر من يحب لأخيه ما يحب لنفسه.‏

يقول ابن عطاء الله: «لو فتح لك باب الكمال لما رجعت إلى الرذائل، أرأيت من فتح له باب القصر أيرجع إلى المزابل؟! لو فتح لك باب الأنس بينك وبينه ما طلبت من تأنس به. لو اختارك لربوبيته ما قطعك عنه»‏

‫ ‏«لذة القلب المعرفة. وكلما كانت المعرفة أكبر، كانت اللذة أكبر»

‫‏أبو حامد الغزالي

‫ ‏«قد يستفيد الأستاذ من التلميذ أشياء من مواهب الحق تعالى، لم يقض الله للأستاذ أن ينالها إلا من هذا التلميذ».

‫ ‏«قد يستفيد الأستاذ من التلميذ أشياء من مواهب الحق تعالى، لم يقض الله للأستاذ أن ينالها إلا من هذا التلميذ».

‫ ‏سئل جنيد: «بم نلت ما نلت؟ فقال: بجلوسي تحت تلك الدرجة ثلاثين سنة. وقال أبو يزيد: أخذتم علمكم ميتًا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت».

‫ ‏بل نجد أن أبا مدين يعرّف «المريد» بأنه من يجد في القرآن كل ما يريد. المعرفة المباشرة إذن مع الله هي مفتاح الفهم الصوفي.

«سئل أبو يزيد البسطامي عن اسم الله الأعظم، فقال: فرغ قلبك من غيره، وادعه بأي أسمائه شئت».‏

لقوله ﷺ حاكيًا عن الله: «وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ»‏

‫ ‏فأصبح قرب العبد من الله هو هدفه الأساسي، أما الله فهو قريب في كل وقت وحال.

«وإذا أردت جهاد النفس، فاحكم عليها بالعلم في كل حركة، واضربها الخوف عند كل خطرة، واسجنها في قبضة الله أينما كنت، واشك عجزك إلى الله كلما غفلت»‏

فقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي أن الله يطلب منا العبودية: «من أطاعني في كل شيء بهجرانه لكل شيء أطعته في كل شيء، بأن أنجلى له في كل شيء حتى يراني أقرب إليه من كل شيء».‏(153)