اقتباسات من كتاب البحث عن السعادة : رحلة في الفكر الصوفي وأسرار اللغة

ومعنى الشرك عند الصوفية هو وضع البشر في مكانة قريبة من مكانة الله، فيظن الإنسان أن من يقضى حاجته مثلًا هو أمير أو مدير، بينما هما أدوات في يد الله.

المحن مكتوبة لنا حتى نرتقي. وربما يكون طريق المحنة بداية لطريق أوسع للفهم.

‫ ‏«ربِّ خذ بيدي، وارحم قلةَ صبري، وضعف جَلَدي، ربِّ إني أشكو إليك بَثِّي وحزني وكمدي، يا مَن هو غوثي وملجئي، ومولاي وسندي،… ربِّ فأطلقني من سجن الحجاب، ومُنَّ عليَّ بما مننت به على الأولياء الأحباب، وطهِّر قلبي من الشكِّ والشرك والارتياب، وثبتني دائمًا أبدًا في الحياة، وعند الممات على السنَّة والكتاب، وفهِّمني، وعلّمني، وذكّرني، ووفِّقني، واجعلني من أُولي الفهم في الخطاب، وكن لي بلطفك ورحمتك، وحنانك، ورأفتك فيما بَقيَ من عمري، وعند حضور أجلي، ويوم يقوم الحساب»‏(255)

‫‏داود بن ماخلا‏

«يا غلام: عظ نفسك أولاً، ثم عظ نفس غيرك، أنت أعمى كيف تقود غيرك، إنما يقود الناس البصير، إنما يخلصهم من البحر السابح المحمود.

❞ ويعطي الغزالي هذا المثل «سئل أبو يزيد البسطامي عن اسم الله الأعظم، فقال: فرغ قلبك من غيره، وادعه بأي أسمائه شئت ❝

❞ والدعاء استجابة الكل منك للحق، وإن لم تأت بشرط الدعاء فلا تشترط الإجابة» ❝

❞ إذا كان كل شيء بيد الله، فتوبتنا لن تحدث سوى لو تاب علينا، وصبرنا لن يصح سوى لو أفرغ علينا صبرًا، وعملنا لن يصلح إلا لو ساعدنا فيه ورفعه له ❝

❞ كل لذات الشهوات متعلقة بالنفس تبطل بالموت، ومعرفة الربوبية متعلقة بالقلب فلا تبطل بالموت ❝

كما قلنا من قبل «لتعرف ربك، لا بد أن تعرف نفسك» تعرف نفسك الظاهرة، ولكن حاول أن تعرف نفسك الباطنة.

اعمل لدنياك بقدر مقامك فيها، واعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها، واعمل لله بقدر حاجتك إليه، واعمل للنار بقدر صبرك عليها».‏(109)‏ وهي بالطبع تعتمد على الآية القرآنية ‏ﱹ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﱸ‏ [النحل:96].

وأول مفتاح في الطريق الصوفي هو مواجهه النفس بصدق ومحاسبتها. وهذا عسير، أولًا لاختلاط الأمور علينا أحيانًا، فربما يقودنا الوهم فنظن أننا نعمل خيرًا، ونحن في الحقيقة نظلم ونفعل الشر

ويجب أن نعرف الله أولًا، ثم نحبه.

اعلم أن مفتاح معرفة الله تعالى هو معرفة النفس،

‏يقول ابن عربي إن الانسان يمر في الدنيا بضيق وألم، وكل ألم وضيق في الدنيا كفارة للإنسان ورحمة من الله ولا بد أن يعي الإنسان أن كل ضيق في الدنيا محدود مؤقت لأن الدنيا نفسها محدودة مؤقتة،

«وقال بعض السلف: الصمت زين العالم وستر الجاهل».‏

إحساس الإنسان أن الموت بعيد عنه يجعله يقع في المعاصي أحيانا. قيل لنوح كيف وجدت الدنيا قال «كبيت له بابان، دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر» ونوح كان أطول الأنبياء عمرًا.

والحر الحكيم يخرج من الدنيا قبل أن يخرج منها.

الصبر على المعرفة فهو أن تتعلم وتصبر حتى تفهم؛ لأن الفهم لا يأتي مباشرة بعد العلم، ولكن يحتاج إلى وقت.

أفضل محبوب المرء ما يدخل معه في قبره ويؤنسه فيه ويدفع وحشته، فما وجدته إلا الأعمال الصالحة فأخذتها محبوبًا لي

فيقول الغزالي ناصحًا تلميذه: «أيها الولد: العلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون».‏