اقتباسات من كتاب البحث عن السعادة : رحلة في الفكر الصوفي وأسرار اللغة

«البلاء يقوي القلب واليقين ويحقق الإيمان والصبر ويضعف النفس والهوى لأنه كلما وصل الألم ووجد من المؤمن الصبر والرضا والتسليم لفعل الرب عز وجل، رضى الرب تعالى عنه وشكره فجاءه المدد، والزيادة، والتوفيق

«إن الله ما أخذ منك إلا لتصبر، فيحبك فإنه يحب الصابرين، وإذا أحبك عاملك معاملة المحب لمحبوبه وما من شيء يزول عنك إلا وله عوض سوى الله لكل شيء إذا فارقته عوض، وليس لله إن فارقت من عوض».‏(757)‏ - وصايا ابن العربي

أن من يدعي حب الله والتسليم له، عليه أن يثبت هذه الدعوة. فلو ادعيت أنك تحب الله على كل حال لا بد أن تأتي بالدليل على دعواك في الثقة في قضائه.‏

‫ ‏ويبقى الرضا مفتاح الإيمان، والسعادة في الدنيا والآخرة.‏

‏فصبرك بالله وليس بنفسك ‏ ‫‏التوكل‏ ‫ ‏وعن التوكل يقول الغزالي للولد «وسألتني عن التوكل، وهو أن تستحكم اعتقادك بالله تعالى فيما وعد، يعني تعتقد أن ما قُدِّر لك سيصل إليك لا محالة،

فإذا ظلمك أحد، تأخذ في الأسباب التي ترد ظلمه عنك، ولكـن لا تظـل تشتمه وتغتابه، قال ﷺ: «إن العبد ليظلم المظلمة، فلا يـزال يشـتم ظالمـه ويسبه حتى يكون بمقدار ما ظلمه، ثم يبقى للظالم عليه مطالبة بما زاد عليه يقتص

عندما تدعو الله وأنت تعرف قربه منك، فاعلم أنه سيفتح لك بعلامات ابحث عنها ولو لم يعطِك ما سألت، سيعطيك علامة لسبب هذا اصبر على المعرفة، وافتح قلبك لفهم المغزى وكما قال ابن عطاء الله، من قبل، ما تراه أنت

عندما تدعو الله وأنت تعرف قربه منك، فاعلم أنه سيفتح لك بعلامات ابحث عنها ولو لم يعطِك ما سألت، سيعطيك علامة لسبب هذا اصبر على المعرفة، وافتح قلبك لفهم المغزى

لا تفر من خلق الله إلى خلق الله، ولكن فر إلى الله أسرع بخطاك أقصى سرعة للجوء إليه من يهرب من بلد إلى بلد من شدة الحروب، يجري بأقصى سرعته طالبًا النجاة فما بالك بمن يفر لمن معه كل أمان

يقول ابن عربي عن السعي في الرزق أن موسى كلم ربه بعد أن سعى في رزق عياله‏ ‫ ‏«‏ﱹ ﯖ ﯗ ﯘ ﱸ‏ [طه: 10] ما في الدنيا أشرف من السعي على العيال، الذين جعلك الله وكيلًا عنهم، في رزقهم

ولكن لا تغتر بعلمك. فمحمد ﷺ نفعه العلم ونفع به، أما إبليس فقد علم ما أمر الله به، ولكنه لم ينفذه. العلم بلا إيمان لا يجلب السعادة.

أنت تسعد بالوصال مع الله، فلا تقطع ما أمر الله به أن يوصل من اتصالك بالبشر وصلة الرحم. حتى الأنفاس متواصلة ولو لم تتواصل لمات الإنسان. في الوصل مع الله حياة، وفي الوصل بين البشر رحمة. ‏

ن نظر الخلق بعين الحق رحمهم، ومن نظرهم بعين العلم مقتهم»‏

من أهم الصفات التي يتسم بها المحسنون هي الرحمة و المغفرة و التسامح وتقبل الاختلاف.‏

ولنتذكر أن التمكين في الدنيا والآخرة يأتى دومًا بعد الذل أو الصبر على البلاء.‏

‏وقال ابن عطاء الله «من رأى لنفسه قيمة فليس له من التواضع نصيب»‏

ولكن للوصول إلى مقام الرضا ومقام الطمأنينة، لا بد من الوصول لمقام العبودية، وكل هذه المقامات يسعى المريد إلى الوصول إليها بالأخلاق فالأخلاق هي مفتاح الفتح ابدأ بأن تضعف التعلق بالعلائق، ثم راجع أخلاقك، وحاسب نفسك حساب الصديقين المتطهرين،

فالنبي ﷺ لم يكن أبدًا غنيًّا بماله، كما شرح لنا ابن عربي، ولكنه كان غنيًّا برضاه وتوكله على الله فلو ظننا أن الحياة الطيبة هي حياة نلملم فيها علائق الدنيا من مناصب وأموال وممتلكات وأحباب، فقد أخطأنا

إن النبي عليه الصلاة والسلام أهانه الكفار وابتلي في ابنه إبراهيم بوفاته، وابتلي في قومه بعدم تصديقه والافتراء عليه، ولكنه عاش حياة طيبة لأنه اطمئن بمكانه ومقامه عند الله النفس المطمئنة نفس سعيدة، والنفس الراضية سعيدة السعادة تتكون من كلمتين، الرضا والاطمىنان

ووجدعاىلا فااغني يمكن فهمها بالمعنى الحرفي، أي أن الله رزق نبيه المال، ولكن هناك معنى باطن أشد عمقًا الغنى هو الاكتفاء بحب الله وعبادته فلا يذل الشخص نفسه لشيء، ولا يقع أسيرًا لرغبة فالحياة الطيبة تأتي بالرضا، وثبوت

التوازن النفسي داخل الإنسان مع صفاء القلب والعمل بالصفات التي كلفنا الله بها تؤدي إلى السعادة. والسعادة تأتي بمعرفة الله.‏