اقتباسات من كتاب ممتلئ بالفراغ: تأملات حول التعافي من الإدمانات والسلوكيات القهرية

لا تيأس.. فما يؤلمك اليوم، قد يكون هو ذاته سببًا في قوتك غدًا‏

‫ جورج سانتايانا

إن بين (كراهية النفس) و(الإدمان) علاقة تكافلية، كلٌّ منهما يقتات على الآخر، وكل منهما يبحث عن بقاء الآخر.

إن الكتاب ينبغي أن يكون المِعْوَل

‫ الذي يضرب هذا النهر المتجمد أسفل أقدامنا

‫ فرانز كافكا

علمت أن الأمر لا يتمثل في مجرد (حِمية غذائية) جديدة أو (ريجيم) مختلف، إنما (حِمية نفسية) و(تجربة تغيير نفسي شمولي طويل الأمد).

«هناك من يقضي حياته كلها في القراءة دون أن يمضي إلى ما هو أبعد من القراءة، هؤلاء يبقون ملتصقين بالصفحات، لا يدركون أن الكلمات ليست سوى أحجار مصفوفة تعترض تيار النهر، وأنها لموجودة فقط كي نتمكن من استعمالها للوصول إلى الضفة الأخرى

جوزية ساراماغو

ولنعلم أن التعافي لا يسير أبدًا في خط مستقيم، بل هو مسار تشعبي، وتحويله إلى خطوات إنما هو للتسهيل فقط، أما التعافي نفسه فهو في الحقيقة تحول نفسي وروحي يؤتي أثره في تغيير شامل لخارطتنا الذهنية.

إنما هو تأريخ خفي لألم عميق، ألم علائقي، ولغة بديلة؛

وكأني قد صدقت تلك الكذبة الكبيرة (أنني لا أستحق) وصرت أحيا لا لكي أثبت لنفسي أنني أستحق، بل وكأنني أثبت أنهم كانوا على حق، وأنني لست سوى كائن مشوه ونفس خرِبة وروح شريرة خلقت من أجل الجحيم!»

نتصور أن (الذات) في تكوينها النفسي إنما هي بناء معقد ومتشابك ومتشعب، ولكنه في البدء قد تكون من بناء من الوحدات الصغرى والمسماة العلاقات بالموضوع

فأنا الآن لست على المستوى المطلوب، ولست مستحقًّا للمحبة والقبول، والآخر يستصغرني ولا يقتنع بي كما أنا، ينبغي عليّ أن أتخلص من ذاتي وأبحث عن ذاتٍ أخرى لتعجبه.

إننا لا نكتفي بحضور الحدث، أو معايشته، أو تكوين ذاكرة إجرائية أو تاريخية عنه، وإنما نستمد منه تصورًا عن ذواتنا ورؤية عن أنفسنا كما استمددنا رؤيتنا عن أجسادنا من الآخر

ليس بإمكان أحد أن يتعافى بدون استخدام الكتابة (الورقة والقلم) أو ما قام مقامهما من سبل التدوين الإلكترونية

وأن أي اشتهاء إدماني يصيبني إنما هو مشاعر لم أنصت لها.

الإدمان بخساراته ونكباته هو الألم الفرعي (المخفف) فكيف بالألم الأصلي داخله!

إن دواخلنا تصرخ، والإدمان هو لغة أنين مكتوم، ووجع دفين، وآلام لم يتم ترجمتها.

إن الإدمان بديل شائه لغياب الأمان الأول!

إن بين (كراهية النفس) و(الإدمان) علاقة تكافلية

وكأنّ هناك صوتًا داخليًّا يخبرني أنني لست مؤهلة سوى للألم»

وتؤرقه العلاقات، ويصرعه الواقع، نجده ينسحب إلى الداخل، فينعزل غارقًا في عالمه التوحدي، يجد في خلوته سلوانه، وفي خيالاته وأفكاره مهربًا من إيلام الواقع ووطأته.

الجسد ممتنع، والعقل والنفس بلا تغيير حقيقي)