ساق البامبو > مراجعات رواية ساق البامبو

مراجعات رواية ساق البامبو

ماذا كان رأي القرّاء برواية ساق البامبو؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

ساق البامبو - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

ساق البامبو

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    حلوة وأيد 😘 حبيتها

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    من اروع ما قرأت ..

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    من أجمل ماقرأت ..

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    روايه رائعة جداً

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    من اجمل ما قرأت

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رائعه...

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    رائعة

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    good

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    #فقرة_اعرف_رواية

    ساق البامبو/ سعود السنعوسي

    مَن مِنّا لم يشعر بالاغتراب في لحظة ما؟ اغتراب عن شخصٍ كنّا نشعر معه بالقرب، الألفة، الأمان. اغتراب عن صديق أجبرته الحياة على أن يظهر غريبًا، أو يعدنا غرباء. اغتراب عن أهل اكتشفنا فجأة أنهم لا يشبهوننا، أو أننا لا نشبههم. أفكارهم، تصرفاتهم، ملابسهم، لا شيء في عالمنا ينتمي لعالمهم. اغتراب عن بلد لم نشعر فيه يومًا بالأمان، ولا أننا بالفعل ننتمي له، بلد أقصى ما قدمه لنا أن أنجبنا على أرضه، ثم ظل طوال حياتنا يطالبنا برد الجميل! وأخيرًا، اغتراب عن.. أنفسنا. فجأة، في موقف ما، في لحظة ما، تكتشف أنك تجهل نفسك، لست أنت ذا، بل آخر غريب عنك.

    _________

    ..Jose

    هوزيه، خوسيه، جوزيه، كلها أسماء لشخص واحد، إضافة إلى رقم (1). فهو في الفلبينية هوزيه، وفي الإسبانية خوسيه، وفي البرتغالية جوزيه. أمّا في الكويت اسمه عيسى، Isa أي رقم (1) بالفلبينية...!

    وهو في الكويت مفترض أن يكون مسلم ويتحدث العربية، وفي الفلبين مسيحي ويتحدث الفلبينية أو الأنجليزية، وبين نفسه بوذي محبًا للخلوة ولا يحتاج لأحد يحدثه، وعند آخرون لا دين له! وولد في الكويت، ثم رحل إلى الفلبين وعاش هناك فترة طويلة، ومفترض أن يعود يومًا إلى الكويت، لأنه بلد والده. فصاحبنا غريب في وطنه، غريب في دينه، غريب في لغته، غريب في.. اسمه!

    جوزافين، هي خادمة فلبينية، تنحدر من عائلة فقيرة في الفلبين، أرادت ألّا تلقى نفس مصير شقيتها آيدا، التي اضطرت للعيش من جسدها، كي تحمي أهلها من الهلاك جوعًا. استطاعت جوزافين أن تجد لها طريقًا آخر، هو السفر لإحدى دول الخليج، حيث يلزم العائلات هناك غالبًا وجود مَن يقم على تدبر شئون منازلهم. وساعدتها آيدا متمنية لها حظًا أوفر من حظها، فمن ذاق المرار، لو كان نبيلًا، وكان يحبك، لدفع كأسه عن فاك إن رآك تهم على تذوقه.

    سافرت جوزافين للكويت، وكانت عائلة "الطاروف" هي حاضنتها هناك. كانت مثلها مثل باقي مدبرات المنازل هناك، تقم بعملها مقابل راتب شهري ترسله إلى أهلها في الفلبين، لكن يبدو أن جوزافين تطلعت إلى ما هو أكثر من ذلك، سمحت لعينيها أن تنظر إلى السقف وما فوقه وتحلم وتتخيل، ومثلها لم تكن تنظر للسقف إلّا لتنظيفه.

    استلطفت من عائلة الطاروف أشخاصًا واستثقلت أشخاص. ارتاحت لابن الأسرة الوحيد وحامل لواءها، أعجبت بفكره، بثقافته، بكتاباته. امتنت له كثيرًا لطريقة تعامله معها، أحبت أسلوبه، كلماته، وعشقت ابتسامته، وفي الأخير، اكتشفت أنها.. تحبه.

    لسان حالها بقول: جوزافين، انتبهي، هذا راشد الطاروف، أفيقي يا تعيسة الحظ، ألا تدرين ماذا اقترفتي؟ أنتِ تحبين يا بائسة، لا، ليس الحب جُرم، وأنما أن تحبي مَن لن تستطيعين نيل حبه أبدًا؛ فهذا هو الجرم. لكن يبدو أن جوزافين كانت مخطئة، لم يكن حبها جُرم، نعم.. فلقد أحبها راشد.. الطاروف.

    كان صادقًا، كان يحبها فعلًا، لم يرد إغواءها لإسقاطها في نفس ذات البئر المعتمة التي سقطت فيها شقيقتها آيدا، لم يتعاون مع سوء الحظ للإيقاع بها. لكنه، بشكل أو بآخر، بقصد أو من دون، سمح لسوء الحظ والبؤس أن يعرفا مكانها. وذلك حينما عرض عليها الزواج.

    تزوجها الطاروف شرعًا، وشهد على العقد أعز صديقيه. وطافت جوزافين على عوامات السعادة فوق مياه بحر الأمل. لكن ما كانت جوزافين لا تصدقه يومًا، هو أن يحبها راشد الطاروف مثلما كانت تحبه، يقينها ذاك، قلقها، خوفها، يبدو أن كل ذلك اجتمع عندها حينما حملت في.. عيسى.

    هو عربي، ابن عربي، من صلب راشد الطاروف، لكنه من جوزافين، ملامحه تقول ذلك، كل شيء فيه يُكذّب أنه عربي. هل فكرت يومًا في أن ملامحك هي سر تعاستك؟ عيسى راشد الطاروف فكر في ذلك.

    راشد الطاروف كان صادقًا مع جوزافين ومخلصًا، لكنه لم يكن قويًا كفاية ليحميها، لم يكن متبلد الشعور كي يتجاهل مشاعره تجاه والدته ويعصيها، ليبقي على جوزافين، ولم يكن ذا حجة قوية كي يقنع أسرته وبالأخص والدته بقبول أمر زواجه من التي أحبها، لكنهم لم يرونها سوى.. خادمة.

    أراد راشد أن يعزف على وتر العاطفة، أخذ الطفل لمنزل العائلة، وهو يراهن على فوز العاطفة، فعندما تراه جدته حتمًا ستشفق عليه وتحبه، فهو حفيدها، وِلد وَلدها الغالي. لكنه خسر الرهان. بالفعل هي أشفقت عليه، لكنها لم تتحمل رؤية ملامحه، فلم تحبه.

    ورحلت جوزافين بعيسى إلى الفلبين، وتربى هوزيه في منزل العائلة، وعلى طريقة جده ميندوزا، الذي قضى عمره في مصارعة الديكة. ولمّا أصبح واعيًا لِما يقال له، أخبرته والدته بما صار، وأن الفلبين ليس وطنه. حِبه يا عيسى، لكن لا تتعلق به، انسى شجر البامبو يا عيسى، انسى سيقانه الطويلة ذات الجذور الممتدة العميقة، إنّ ساق البامبو له جزور قوية لأنه نبت في أرضه يا عيسى، وهذه ليست أرضك يا بني، وليس لك جذور فيها، إنّ جذورك هناك، حيث وُلدت، في الكويت، فأنت حينما وُلدت مددت جذورك لأسفل لأسفل، فلا تتعلق بهذه الأرض، فالفلبين لن يعطيك شيئًا، لأنه يأخذ فقط. أما الكويت، فالمستقبل كله هناك.

    وهكذا نشأ عيسى على حب الكويت، لا يحلم نائمًا كان أو متيقظًا إلّا بالعودة إليه، فإن لم يكن هو المستقبل، فعلى الأقل فيه.. والده.

    ________

    ساق البامبو: الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) في دورتها السادسة لعام ٢٠١٣، وفي ٢٠١٦ تم إنتاج مسلسل كويتي يحمل أحداث الرواية. ويسعدني أن أخبركم أن أحداث الرواية حقيقية.

    أُرشحها لكم بقوة. رواية اجتماعية عظيمة، لغة قوية سلسة، أسلوب رائع، سرد ولا أروع. ستتعلقون بها، ستحبونها، ستقرأونها أكثر من مرة.. كما فعلت أنا.

    _________

    يا الله.. رواية مفعمة بالاقتباسات.

    أقرأوا بتروٍ.

    الاقتباسات:

    - ‏"من كان بوسعه أن يقبل بأن يكون له أكثر من أم، سوى من تاه في أكثر من اسم.. أكثر من وطن.. أكثر من دين؟!"

    - "الكلمات الطيبة لا تحتاج إلى ترجمة، يكفيك أن تنظر إلى وجه قائلها لتفهم مشاعره وإن كان يحدثك بلغة تجهلها."

    - "بقيت أنتِ الحلم الذي يزورني في منامي و يقظتي، كثير من الفتيات التي أمر بهن كل يوم هنا يحركن شيئاً في داخلي، و لكنهن يسقطن ما إن أقارنهن عن دون نية.. بكِ."

    - "السعادة المفرطة كالحزن تماماً، تضيق بها النفس إن لم نشارك بها أحداً."

    - ‏"كان من الصعب أن آلف وطناً جديداً، حاولت أن اختزل وطني في أشخاص أحبهم فيه، ولكن الوطن داخلهم خذلني"

    - "كل شئ يحدث بسبب ولسبب.. ولا مكان للصدفة في أقدارنا."

    - "ليس المؤلم أن يكون للإنسان ثمنًا بخس؛ بل الألم كل الألم أن يكون للإنسان ثمن"

    - ‏"نحن لا نكافئ الآخرين بغفراننا ذنوبهم، نحن نكافئ أنفسنا، ونتطهر من الداخل"

    - "الغياب شكل من أشكال الحضور، يغيب البعض وهم حاضرون في أذهاننا أكثر من وقت حضورهم في حياتنا."

    - ‏"حتى الجذور لا تعني شيئاً أحياناً. ‏لو كنت مثل نبتة البامبو لا انتماء لها، نقتطع جزءاً من ساقها، نغرسه بلا جذور، في أي أرض، لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة في أرض جديدة.. بلا ماض.. بلا ذاكرة."

    -‏ ‏"كل طبقة اجتماعية تبحث عن طبقة أدنى تمتطيها، تحتقرها وتتخفف بواسطتها من الضغط الذي تسببه الطبقة الأعلى فوق أكتافها هي"

    - "تحفر المشاهد المأساوية نقوشها على جدران الذاكرة، في حين ترسم السعادة صورها بألوان زاهية. تمطر سُحُب الزمن.. تهطل الأمطار على الجدران.. تأخد معها الألوان.. وتبقي لنا النقوش."

    - "اليد الواحدة لا تُصفِّق، ولكنها تصفع، والبعض ليس بحاجة إلى يدٍ تصفق له، بقدر حاجته إلى يد تصفعه، لعله يستفيق!"

    - "أنظر إلى الأشياء وكأني أراها لأول مرة، أشعر بالاختناق.. أبسبب الازدحام من حولي.. أم بسبب الازدحام في نفسي؟

    - "تنكشف لنا حقيقة أحلامنا كلما اقتربنا منها بعد عام. نرهن حياتنا في سبيل تحقيقها، تمضي السنون، نكبر، وتبقى الأحلام في سنها صغيرة.. ندركها.. نحققها.. واذا بنا نكبرها بأعوام. أحلام صغيرة لا تستحق عناء انتظارنا طيلة تلك السنوات."

    - ‏"في أذني اليمنى صوت الأذان يرتفع. في أذني اليسرى قرع أجراس الكنيسة. في أنفي رائحة بخور المعابد البوذية تستقر. انصرفت عن الأصوات والرائحة والتفت إلى نبضات قلبي المطمئنة فعرفت أن الله.. هنا"

    - "لماذا كان جلوسي تحت الشجرة يزعج أمي؟ أتراها كانت تخشى أن تنبت لي جذور تضرب في عمق الأرض ما يجعل عودتي إلى بلاد أبي أمراً مستحيلاً؟"

    - "لا يُقدِم على الانتحار سوى إنسان جبان فَشلَ في مواجهة الحياة، وإنسان شجاع تمكّن مِن مواجهة الموت!"

    - ‏"شعرتُ فجأة أن هذا المكان ليس مكاني، وأنني كنت مخطئًا لا بد حين حسبت ساق البامبو يضرب جذوره في كل مكان"

    - "إذا ما صادفت رجلًا بأكثر من شخصية، فاعلم أنه يبحث عن نفسه في إحداها"

    - ‏"كلما شعرت بالحاجة لشخص يحدثني.. فتحتُ كتابًا"

    - ‏"إن لفظت الديار أجسادنا.. قلوب الأصدقاء لأرواحنا أوطان"

    - "أزاح كفه عن رأسى واضعًا إياها على كتفى، أردف: حتى تذلل مصاعب العمل، حَسّن علاقتك برب العمل، و كى تذلل مصاعب الحياة، حَسّن علاقتك.. بربك"

    _________

    أنا بحب الرواية جدًا.. حِبوها معايا

    ولا تنسوا اللايك والشير 💙

    - محمد كمال

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    الكتاب العشرون 2024

    ساق البامبو

    سعود السنعوسي

    لو كنت مثل شجرة البامبو، لا انتماء لها نقتطع جزءا من ساقها نغرسه ، بلا جذور ، في أي أرض لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة تنمو من جديد في أرض جديدة بلا ماض بلا ذاكرة ، لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته كاويان في الفلبين خيزران في الكويت أو بامبو في أماكن أخرى

    • سؤال الهوية هو ما يطرحه "سعود السنعوسي" الكاتب والروائي الكويتي في عمله السردي الرائع "ساق البامبو"، بعدد صفحات 400 صفحة وهو يفعل ذلك من خلال رصد حياة شاب وُلد لأب كويتي، ينتمي لعائلة عريقة، ومن أم فلبينية، فتوزعت الرواية بين هاتين الهويتين في علاقة ملتبسة يغلب فيها الشعور بالانتماء إلى ثقافتين مختلفتين، وعدم القدرة ...على التماهي مع إحداها وترك الأخرى، ولعل خير ما يتمظهر به هذا الالتباس هو الرغبة لدى بطل الرواية في التصالح مع الذات والهوية الأصلية، للوطن القديم، الكويت، الأرض "الحلم" أو "الجنة" كما صورتها له والدته منذ كان طفلاً…وفي الرواية، تأتي جوزافين للعمل في الكويت كـ "خادمة" تاركة دراستها وعائلتها، والدها، وأختها التي أصبحت أماً لتوّها آنذاك، وأخاها وزوجته وأبناءهما الثلاثة، وهم يعقدون آمالهم على جوزافين، لتضمن لهم حياة كريمة، بعد أن ضاقت بهم السبل.

    • الرواية ناقشت المجتمع الكويتي وفلسفته قبل وبعد الاحتلال أي من سنوات 80 الى الاحتلال سنة 90 وما نتج هنه من تغيرات في المجتمع الكويتي الى عودة عيسى في سنوات 2000

    • يوجد بدون كثر في الكويت : العمالة الاجنبية فهم اناس متعلمون يتركون بلدانهم من اجل العمل وبناء مستقبل لعائلاتهم ، والمواطنون المنسيون او البدون الحقيقيون والمجتمع الكويتي بتميزه بين فئات المجتمع .

    • عيسى الكويتي او هوزيه الفلبيني الذي ولد في الكويت لأبٍ كويتيّ وام فلبينية حيث نشات علاقة البوح بينهما بسسبب الضغط النفسي وسوء المعاملة التي كانت تمارس على جوزفين الخادمة ليقوم راشد الابن الوحيد للعائلة بالزواج زواجا عرفيا ويظهر الابن عيسى من ليلة واحدة .

    • لا يوجد اسرار وخاصة بمجال الحمل : انكشف السر وظهرت الحقيقة واصبحت العائلة( عائلة الطارووف) في خطر لفد خالف ابنها العادات والتقاليد وتزوج من الخادمة ليتم طرده من البيت بعد رفض تطليق الخادمة حيث يتم تسفير الخادمة بعد انجاب الام طفلها ورفض العائلة الاعتراف به

    • يبقى الحب سيد الموقف حيث تبقى الرسائل والاموال وتستمرّ الام في تمْنية ابنها بالعودة إلى بلاد الأحلام الكويت كما كانت تسميها وهنا تظهر عائلة جوزفين والدها ضابط الجيش وخالتها وابنتها تلك الفتاة التي احبيت عيسى وتزوجته

    • راشد يعود عيسى الكويتي الى امه الكويت تبحث الأمّ (جوزافين) عمّن يُساعد ابنها (عيسى) في العودة إلى الكويت، تستعين بـ (إسماعيل فهد إسماعيل) الرّوائيّ الكويتيّ الّذي استقرّ في الفلبّين بعد تحرير الكويت من الاحتلال 1990 لستّ سنوات ليكتب روايةً تؤرّخ لزمن الاحتلال... يُخبرهما إسماعيل أنّ الاب راشد قد وقع في أسر قوّات الاحتلالفيما بعد يكتشفان ما هو أبعد من هذه الصّدمة الأوّليّة؛ فلقد استُشهد (راشد) ودُفِن في مقابر جماعيّة مع مجموعةٍ من المُقاوِمين في جنوب البصرة بالعراق يظهر (غسان ) صديق أبيه القديم، والذي احب اخته انائبة بالبرلمان واحبته لكنه بدون ويستخرج له أوراقًا ثبوتيّة يستطيع من خلاله العودة إلى وطن أبيه.

    • يعيش عيسى غربةً مُضاعفة في وطنه، وهناك تحدث سلسلة مُتشابكة من المتناقِضات، يعيشها البطل بكامل تفاصيلها، ومن خلال هذه المتناقِضات يُوجّه الكاتب سِهام انتِقاده إلى المجتمع الغاصّ بها... يلفِظ الوطن أبناءه،حيث يقرر العودة إلى الفلبّين، لم يكنْ يحمل من إرث الكويتيّين غير صوتِ أبيه، حتى جدّته الّتي بكتْ يوم سمعتْ صوتَه الّذي يُشبه صوتَ ابنِها راشد لم تتمكّن من الاحتِفاظ بحفيدها من ابنها الغالي لأنّ المجتمع لا يتقبّل أن يندمج فيها ابنُ الخادِمة...

    • أتقن السّنعوسيّ في هذه الرّواية اللّعب بمشاعر القارئ، والانتِقال بتوقّعاته من فضاءٍ إلى آخر، وحبسَ الأنفاس في أكثر من موقعٍ انتظارًا لنتيجةً ظلّ خيالُ القارئ يُطاردها دون أن يُمسِكَ بها، وهذا يُحسَب له في منزلة التّشويق الّذي هو أحد العناصر المهمّة في التّقنيات المُستخدمة في فنّ الرّواية، باسلوبه الجميل كحالة ميرال وعيسى

    • حب عيسى او خوسيه لميرال ومحاولاته ورفضته لانها احبته لكنه احبها بجنون واحبته بصمت :(سبب تافهٌ كهذا لن يحول بيني وبين رغبتي لو رغبتُ) (فكانت المُفاجأة تختبئ خلف المقولة الأخرى لها: (لو لم تكُنْ رجلاً) " وقد انقطعت عن الاتصال به نتيجة حبها له حتى ظن القارئ انها ماتت او انتحرت او تركت عيسى ، إلاّ أنّها تعود للظّهور بشكلٍ مُفاجِئ وصاعِق في النّهاية، وهي تنعم بالدّفء والأمان مع زوجها وابنهما، فيقول على لسان البطل: (سأترك ورقتي الأخيرة هذه لأتفرّغ لمشاهدة وجه صغيري المطمئنّ في نومه بين ذراعيّ أمّه)

    • مشاكل المجتمع الكويتي

     ظلم عائلة الطارووف لابنائها وهذا كان واضحا اكثر في المسلسل لانك تشاهده هنا وان احسسته بالرواية حيث احب راشد فتاة جامعية رفضت والدته لانها من مستوى اقل واحبت ابنتها رجلا من البدون وهذا لا يمكن في المجتمع الكويتي للاسف فالعائلة تتجوز من نفسها : (قبل أن تقع في الحبّ يجب أن تختار الفتاة الّتي تُحبّها"

     مِمّا اضطرّ راشد المُثقّف والواعي والقارئ أن ينحو بعاطفته تُجاه خادمةٍ لم يكنْ لها من ميزةٍ – كما تذكر الرّواية – إلاّ أنّها أجادت الإصغاء إليه. هذه الخطيئة لم تتوقّف هنا، بل أدّت إلى طرد الأمّ الفلبّينيّة، واضطرار راشد الى الزواج من ايمان الّتي لم يعرفها ولم يُحبّها، وأنجبتْ له (خولة ) الّتي كانت هي الأخرى ضحيّة هذه التقاليد، ومحكومة بقوانين العائلة الظّالمة، فلم تستطع – مثلاً – أن تُساعد أخاها البطل على الاندِماج في العائلة الممتدّة، واستسلمتْ أخيرًا للأعراف الّتي هي أقوى منها، وهربتْ باتّجاه عائلة أمّها، وأمّها (إيمان) تخلّت عن بيت الطّاروف، وتزوّجت بآخر ونسيتْ فيمن نسيتْ حتّى ابنتها (خولة) هذه

     من الخطايا كذلك، ما كانت تعتمده الأم الكبيرة (غنيمة) جدّة البطل من التّطيّر، كانت تؤمن بكثيرٍ من الخُزعبلات وتبني على أساسها حياتها، هذه الخُزعبلات استطاع الكاتب أن ينفذ من خلالها لنيتقد هذه الفئة من الجدّات المُترَفات اللّواتي يُنفقن الأموال والسّاعات في تفسير حلم أو مشهدٍ أو موقف.

     مشاكل المجتمع بعد الحرب حيث ظهرت التنظيمات الجهادية والتفجيرات والفساد والرشوة وغيرها من الاشياء الصعبة التي ظهرت في المحتمع الكويتي

     نظرة المجتمع الدونية تلك التي قضت على الرجل الوحيد الذي يحمل اسم العائلة ( إذا ما سألكَ أحدُ الجيران أو خَدَمهم أنتَ الطّبّاخ الجديد" ص 230: هذا ما قالتْه خولة له نقلاً عن جدّتهما (غنيمة)، انظر مستوى الازدِراء الّذي ينظرون به إليه، مع أنّه ابن عائلة الطّاروف، والوحيد الّذي يحمل اسم العائلة: عيسى راشد عيسى الطّاروف..

     وفي النهاية هذه الرواية التي ناقشت المجتمع الخليجي ، والتي حازت على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2013 عرضت على الشاشة ياشتراك فلبيني كويتي من خلال 30 حلقة تلفزيونية عام 2016 .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    «إن لفظت الديار أجسادنا.. قلوب الأصدقاء لأرواحنا أوطان»

    (هوزیه میندوزا)

    وجدتني وأنا اقرأ هذه الكلمات في بداية الفصل الأخير تسيل الدموع على خدي .. اختلطت الدموع بابتسامات صغيرة وأنا انهيه .. غريب ذلك الشعور الذي أشعر به الآن..

    أقرب الروايات إلى قلبي هي تلك التي تتخلل مشاعرك .. تندمج مع شخصياتها.. تفرح معهم .. تحزن معهم .. كانت تلك الرواية هي إحدى هذه الروايات..

    «كنت أشعر بأنني ركلت الكرة في مرماي...ها أنا أسجل هدفا جديدا في مرماي الآخر.. النتيجة حتى الآن مرضية بالنسبة لي. المتبقي من زمن المباراة يزيد عن نصف الساعة لست أرغب بمتابعتها.. لا أريد أن أفقد توازني.. لا أريد أن أخسرني أو أكسبني.. بهذه النتيجة أنا.. متعادل.»

    تعبر تلك السطور القليلة المضحكة المبكية عن كم الأسى في هذه الرواية.. عن كم التيه الذي يعيشيه هوزيه والذي لم يعرف من الذي ينبغي أن يلومه عليه..

    «أن تكون ضحية لمستبد أمر اعتيادي، أما أن تكون ضحية لضحية أخرى... !»

    «لو كنت مثل شجرة البامبو، لا انتماء لها نقتطع جزءا من ساقها.. نغرسه، بلا جذور، في أي أرض.. لا يلبث الساق طويلا حتى تنبت لها جذور جديدة.. تنمو من جديد.. في أرض جديدة.. بلا ماض.. بلا ذاكرة.. لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته.. كاوايان في الفلبين.. خيزران في الكويت.. أو بامبو في أماكن أخرى»

    للأسف لم تستطع أن تكون مثل شجرة البامبو ياعيسى او هوزيه أو أيا كان اسمك.. فنحن البشر لدنيا جذور.. لدينا ماضي.. لدينا ذاكرة.. ولكن أتعلم؟ -بالتاكيد أنت تعلم.. فبعد كل ما مررت به انت أكثر من يعلم- أتعلم؟ ليست كل هذه الأمور هي المشكلة بل المشكلة أن لدينا مجتمعات لديها عادات قميئة سخيفة متجذرة متغلغلة فيها..

    والأدهى من هذا عندما يغلفونها بغلاف من الدين!!

    «قالت "الله سبحانه وتعالى لم يخلقك لتكون هنا"

    كنت كالتمثال الشمعي. لا تعبير ولا حركة سوى عيني تنتقلان بينهما نظرة استهزاء.. يا إلهي كيف يقحموك في ما يحلو لهم.»

    إنها رواية عن البحث عن الوطن.. البحث عن الدين.. البحث عن الاسم.. البحث عن الهوية.. البحث عن الذات..

    «لو انهما اتفقا على شيء واحد.. شيء واحد فقط.. بدلا من أن يتركاني وحيدا أتخبط في طريق طويلة باحثا عن هوية واضحة الملامح.. اسم واحد التفت لمن يناديني به.. وطن واحد أولد به، أحفظ نشیده، وأرسم على أشجاره وشوارعه ذكرياتي قبل أن أرقد مطمئنا في ترابه.. دین واحد أؤمن به بدلا من تنصيب نفسي نبيا لدين لا يخص أحدا سواي.»

    سعيدة أنني تعرفت على ذلك القلم الآسر .. قلم سعود السنعوسي..

    26 ربيع آخر 1442

    11 ديسمبر 2020

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    روعة السرد و بساطة الطرح و عمق التحليل.

    عالم كامل جديد رسمه السنعوسى فى هذه الرواية الرائعة.

    بعد قراءة المقدمة و مقدمة المترجم توهمت أنها مترجمة و ان ارتبت قليلا فى علاقة سعود السنعوسى المؤلف بهذه الرواية فهو عربى كويتى ... هل كتبها بالإنجليزية مثلا. فلما ترك غيره يترجمها إذا؟ كلما قرأت أكثر زادت الريبة و أيقنت أن هذا الإسلوب الساحر لا يمكن أن يكون ترجمة أيضا. و عندما تخطيت منتصف القصة بحثت فى جوجل و تبين لى أن موضوع الترجمة هو خدعة من الكاتب للتشويق على غرار رواية عزازيل.

    العمل رائع كما قلت و نهايته مفتوحة على مصراعيها و به من جنون الأفكار و هتك الحجب و فض الأسرار الكثير. حقيقة فإن الأدب الخليجى و بالذات الكويتى تطور كثيرا و اعتقد أننا بانتظار المزيد.

    أترككم مع اقتباسات اعجبتنى من الرواية:

    01

    كلما شعرت بالحاجة لأحد يحدثنى قرأت كتابا

    02

    تحفُر المشاهد المأساوية نقوشها على جدران الذاكرة. في حين ترسم السعادة صورها بألوان زاهية. تُمطر سُحُب الزمن .. تهطل الأمطار على الجدران .. تأخذ معها الألوان .. وتبقى لنا النقوش

    03

    تتكشف لنا حقيقة أحلامنا كلما اقتربنا منها عاماً بعد عام. نرهن حياتنا في سبيل تحقيقها. تمضي السنون. نكبر و تبقى الأحلام في سِنّها صغيرة.. نُدركها.. نُحققها.. و إذ بِنَا نكبُرها بأعوام.. أحلام صغيرة لا تستحق عناء انتظارنا طيلة تلك السنوات

    04

    قالت لها: لا يصح أن تبقيا معا .. أنتما الإثنين.. ثالثكما الشيطان.

    انصرفت خولة مع جدتى. خرجت أنا الآخر عائدا إلى غرفتى. تاركا الشيطان وحيدا فى غرفة المكتب.

    05

    أزاح كفه عن رأسى واضعا اياها على كتفى. أردف: حتى تذلل مصاعب العمل. حسن علاقتك برب العمل. و كى تذلل مصاعب الحياة. حسن علاقتك بربك

    06

    لكل منا دينه الخاص. نأخذ من الأديان ما نؤمن به. و نتجاهل ما لا تدركه عقولنا. أو. نتظاهر بالإيمان. و نمارس طقوسا لا نفهمها. خوفا من خسارة شىء نحاول أن نؤمن به.

    07

    أفكر أحيانا فى تلك الدقائق التى استغرقها الإثنان معا على ذلك المركب قبل أن يصبحا أبى و أمى.

    أى جنون هذا الذى يخلق من دقائق متعتهما بؤس حياتى بأكملها

    08

    لا يوجد مستبدون حيث لا يوجد عبيد

    .‏خوسيه ريزال‬

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    لم أنته من رواية ساق البامبو، ولم أعد أتمنى لها النهاية كما كنت أتوق في البداية، فقد تملكتني بجمالها حتى صرت أخشى من اقتراب النهاية، أريد أن أبقى أتلذذ المتعة بين أحداثها...

    بل إنني وقبل الانهاء منها اتمنى أن أعيد قراءتها مرة أخرى من البداية

    ليس الغريب في كون أبطال الرواية كلهم مجانين، بل الغريب في انتقال الجنون إلي أنا...

    ولا شك أن السبب في توزيع هذا الجنون ناتج عن الجنون في التميز الذي يحمله كاتب الرواية المتخفي وراء الترجمة، بينما يوزع جرعات الجنون بين مشاهد الرواية وأحداثها...

    أتوقف عن القراءة الآن لأتوجه إلى صلاة الجمعة، أدعو الله أن يبعد عني شيئا لا أعرفه...

    فقد أصبح ميندوزا هو الآخر ضمن قائمة عديمي الآباء الذين سبهم كثيرا في ظلمة كوخه.

    وبهذا ينسف الراوي ما تبقى من شرف أصل العائلة، ويبث الشك عند الجميع... غفرانك.

    نصحني أحد الأصدقاء أن أعرج إلى فئران أم حصة بعد الانتهاء، فقلت له:

    سأفعل..

    حتما سأفعل..

    ولكن ليس قبل أن تهدأ نوبة الجنون التي تتملكني بعد العيش في أحضان ساق البامبو، والأسر من أفكار السنعوسي.

    سأفعل.. بعد أن أكمل أبتلاع هذه الرواية، وليس قبل أن أطرد ما تسببه لي السنعوسي من جنون.

    تخيل أنني البراحة ومن غير شعور فتحت لأقرأ الرواية وقت الدرس في المسجد..

    في كل مرة أحدق في وجوه الناس أبحث عن شبيه لميندوزا كما يصوره السنعوس.

    بل وصل الحد بأن أخاطب آيدا.. وميرلا.. والسيدة الكبيرة.. في وسط الصلاة والإمام يقرأ الفاتحة، وإذا قال الناس آآآآمييييين تخيلتهم جميعا ينادون: هوزيييييه، أستعيد ذهني بقوة من مخالب السنعوسي محاولا استحضاره إلى نهاية الصلاة... ولكن...

    ينصرف الناس محدثين فرقعات بطرح أحذيتهم عند مخرج المسجد، فأتخيلها تصفيقات الكويتيين في شاطئ الجزيرة.

    حتى أزيز الميكروفون حين يسود الهدوء في الصلاة أحسبه نحلة تريد أن تنفلت من جمجمتي...

    أفففف...

    لن أفعل الآن، أريد أن أستريح.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    #قرأت_لك_هذا_الكتاب

    #ساق_البامبو

    #سعود_السنعوسي

    يبدو أني سوف أقوم بتحضير قائمة بأفضل الروايات التي قرأتها ، ولا عجب أن تكون هذة الرواية على رأس القائمة

    رواية رائعة ، شديدة العزوبة ، تخاطب الإحساس والقلب ربما قبل العقل

    استمتعت جداً بقراءتها

    الرواية تحكي قصة " عيسى" الشاب النصف فليبيني ونصف كويتي والذي يعاني من التيه ، فلا هو يشعر بالانتماء للمجتمع الفلبيني وفي المقابل يلفظه بلده الكويت ، تماماً مثل ساق البامبو التي لا جذور لها

    استمتعت بالوصف الدقيق للمشاعر ، أمه العفيفة جوزافين ، وصف مشاعر عيسى والتخبط الذي كان يعانيه …

    أعجبني أيضاً عرض الكاتب لمشاعر تخبط البطل في إختيار دينه والكيفية التي تم بها عرض الإسلام

    رواية لا تشعر بها بأي تكلف ، تسير الأحداث برشاقة ، تترقرق الدموع من عينيك في عدة مواقف ، لا عجب أنها فازت بالبوكر ٢٠١٣

    ورغم قسوة بعض الأحداث بها ، لعلني كنت أتمنى نهاية مختلفة ، مع يقيني أن النهاية التي قام الكاتب بوضعها هي الأكثر واقعية

    إقتباسات أعجبتني:

    - من كان بوسعه أن يقبل أن تكون له أكثر من أم سوى من تاه في أكثر من .. اسم.. أكثر من .. وطن .. أكثر من ..دين

    - نحن لا نكافيء الآخرين بغفراننا دنوبهم، نحن نكافيء أنفسنا ونتطهر من الداخل

    -أي شعور هذا الذي باغتني وأنا أملك ميزة لا تملكها أختي !

    -وإن بدا البامبو في غير محله في تلك المزهريات الفاخرة ، مثلي تماماً في بيت طاروف

    -لو كان تدليك ساقيها يقربني إليها لقضيت عمري كله في هذا العمل

    - أنت تشكك في الدين؟

    بل أنا أشكك في معجزاتك الباطلة ! وهل يرسل الله الأمواج تدُك بيوت المؤمنين حول المسجد ليصدق من لم يؤمن بالله بأن هذا الدين حق؟!!

    - لا مكان للأديان في غير القلب

    - العطاء من دون حب لا قيمة له، الأخذ من دون امتنان لا طعم اه

    رواية" ساق البامبو" رواية رائعة ومن أجمل ما قرأت

    أوصي بقراءتها ❤️

    #لبنى_الحو

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    هذا ثاني عمل أقرأه للروائي الرائع سعود السنعوسي وللأمانة لم أستطع منع نفسي من مقارنته بـ "فئران أمي حصة" ولذلك كان تقييمي لهذه الرواية أقل بنجمة. سعود السنعوسي نجح برأيي المتواضع في رواية قصص غير تقليدية من صميم واقع دول الخليج العربي وفي نفس الوقت تناقش قضايا ومشاكل متأصلة في مجتمعات الشعوب في تلك الدول.

    ما هو الوطن؟ هل هو عبارة عن دفتر يسمى جواز سفر أو بطاقة هوية يحملان اسمك وصورتك... يعيش بطل هذه الرواية رحلة اكتشاف الجواب لهذا السؤال البسيط المعقد. عيسى أو هوزيه لا يملك فقط أكثر من طريقة لنطق أسمه بل أكثر من وطن أو طيف له. عيسى لم يختر القدوم نتيجة علاقة حب بين أب من دولة غنية وأم جاءت من بلدها الفقير لتخدم اباه وجدته وفرض على هوزيه أن يعيش طفولة فقيرة يخففها الأمل في الوصول إلى أرض العجائب التي ولد فيها هو وأبوه الغني. بين هوزيه وعيسى يضيع الإنسان أو يكاد بسبب الخوف من عضلة تحتويها أفواه الناس.

    السرد جميل جداً لرحلة بطل الرواية في الحياة حتى قبل أن تحمل به أمه. ستسير بك الاحداث في دوامات من المصاعب والمسرات والعديد من القناعات التي يتم التخلي عنها أو قليلاً ما يتم تعزيزها. هي كذلك الحياة... الثابت فيها قليل وهو كثيراً ما يكون دلالة على ضيق الأفق وانعدام الخيال. باعتقادي تدعونا هذه الرواية لمراجعة قناعاتنا في تقييم البشر بناء على فكرة أننا أفضل من الآخرين فقط لأننا نحن وهم آخرون. لماذا هذا الهوس في التدقيق في كل ما يمكن أن نعتبره اختلاف بيننا وبين الآخر (أياً يكن هذا الآخر) لدرجة نبدأ فيها فعلياً في توهم المزيد من الاختلافات.

    بمجرد ما بدأت في قراءة الرواية استحوذت على اهتمامي بأحداثها وحياة شخصياتها. شخصياً وجدت الجزء الخامس من الرواية فيه ركاكة في الاحداث والحوارات ولم يرتق لما استمتعت به في الاجزاء الاربعة الأولى.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ..)) .... صدقت يا حبيبي يارسول الله ....

    ما هذا العالم المتكامل أيها السعود ؟؟! لقد خلقت حياة بداخل رواية ...

    ساق البامبو ... أنت البيت والحقل والمنظار و السهم ...

    عالم حاد وحشي يفرق بين الطبقات .. يفرّق بين الأب وإبنه بسبب لون بشرة وتقاسيم وجه مختلفة .. عالم فرّقه السلام بين عائلة وابن وأرجعته فجائع الحرب ليتعرف علي منبته ؟؟ الطبقية دائما وأبدا حتي بين العائلة ...

    " عيسي " و " خوسيه " و" هوزيه " أيهم أنت ؟ ماهي ديانتك ؟ ماهي جنسيتك ؟ أأنك الكل أم بدون ؟ لحظات أعتقد أنك تعيش بسلام داخلي رهيب ولحظات أخري أري الحرب المستعرة بداخلك ...

    " جوزافين " أنتي مثال للصبر والرضا بكل الأقدار .. أنت امرأة جديرة بالإعجاب ..

    اسمي جوزيه هكذا يُكتب . ننطقه في الفلبين كما في الانجليزية هوزيه . وفي العربية يصبح كما في الاسبانية خوسيه . وفي البرتغالية يُكتب الحروف ذاتها ولكنه يُنطق جوزيه . أما هنا في الكويت فلا شأن لكل تلك الأسماء بإسمي حيث هو عيسي ...

    يالكثرة أسمائي . أما آن الأوان للاستقرار علي أحدهما ...

    تضاربت مشاعري تجاه النهاية أحسست بالسعادة الغامرة تجاه السلام النهائي الذي حصل عليه عيسي مشوبا بالإحباط المطلق نتيجة ترسخ العنصرية والقيود المجتمعية بسبب اختلاف لون البشرة وتقاسيم الوجه أسفة علي كل شيء في عالمنا العنصري ....

    إنها ليست آفة الكويت فقط يا عزيزي بل وباء منتشر في عالمنا البشري ..

    استمتعواا .. رواية تستحق القراءة ...

    دمتم قراء ..❤️ ❤️ ❤️

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    بعد قراءة المقدمة و مقدمة المترجم توهمت أنها مترجمة و ان ارتبت قليلا فى علاقة سعود السنعوسى المؤلف بهذه الرواية فهو عربى كويتى هل كتبها بالإنجليزية مثلاً !

    فلما ترك غيره يترجمها إذا؟

    أيقنت أن هذا الإسلوب الساحر لا يمكن أن يكون ترجمة أيضا هو خدعة من الكاتب للتشويق على غرار رواية عزازيل

    ثمة موهبة هنا، وثمة اجتهاد أيضا حتى يأتي لنا المؤلف بهذه الرواية المسبوكة بشكل ممتاز التكنيك، الأسلوب الأدبي البسيط والعميق في -آن-الحبكة الروائية المتقنة !

    حرصه على التفاصيل، تكبده عناء السفر إلى بلاد أجنبية لكي لا "يفوته" شيء النقد الثقافي المباشر للخطاب المجتمعي، كل شيء بهذا العمل يدل على مدى جدية الكاتب، والأهم :

    على تعصب هذا العمل للإنسان أولا، وثانياً، وأخيراً، ودائماً ..

    التجريب في الشكل لافت ومقنع، اللغة سلسلة وغير متكلفة بلاغيا وهذا أمر مناسب للقالب، وتيرة الأحداث مناسبة وهناك مفاجآت صغيرة بين الفينة والأخرى والرواية معبأة بالمعلومات التي من الواضح أن الكاتب تجشم الكثير ليجمعها ويضعها في هذه الصورة ..

    القصة العامة بحد ذاتها قد تبدو مبتذلة للوهلة الأولى، طفل يولد لأب خليجي وخادمة فلبينية

    لو سمعت هذا، ستتوقع تلقائيا رواية فضائحية سطحية، لكن الكاتب تمكن من تطويع هذه الحكاية ليضرب على أوتار حساسة، وليقطع أوتارا أُخَر!

    تحفل الرواية بالنّقد الذي يوجهه الرّوائي إلى جملةٍ من القيم السائدة في المجتمع، ويُقابِلها بالسخرية حينًا، وبالمرارة أحيانًا أخرى، وتاركًا المساحة حُرة ثالثةً للقارئ نفسه ليحكم على هذا المجتمع الذي تسود فيه هذه المُعتقدات !

    رواية بديعة حقاً تستحق البوكر العربية ، وكاتب يستحق الإعجاب.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون