ساق البامبو > مراجعات رواية ساق البامبو > مراجعة إسراء مصطفى

ساق البامبو - سعود السنعوسي
أبلغوني عند توفره

ساق البامبو

تأليف (تأليف) 4.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

«إن لفظت الديار أجسادنا.. قلوب الأصدقاء لأرواحنا أوطان»

(هوزیه میندوزا)

وجدتني وأنا اقرأ هذه الكلمات في بداية الفصل الأخير تسيل الدموع على خدي .. اختلطت الدموع بابتسامات صغيرة وأنا انهيه .. غريب ذلك الشعور الذي أشعر به الآن..

أقرب الروايات إلى قلبي هي تلك التي تتخلل مشاعرك .. تندمج مع شخصياتها.. تفرح معهم .. تحزن معهم .. كانت تلك الرواية هي إحدى هذه الروايات..

«كنت أشعر بأنني ركلت الكرة في مرماي...ها أنا أسجل هدفا جديدا في مرماي الآخر.. النتيجة حتى الآن مرضية بالنسبة لي. المتبقي من زمن المباراة يزيد عن نصف الساعة لست أرغب بمتابعتها.. لا أريد أن أفقد توازني.. لا أريد أن أخسرني أو أكسبني.. بهذه النتيجة أنا.. متعادل.»

تعبر تلك السطور القليلة المضحكة المبكية عن كم الأسى في هذه الرواية.. عن كم التيه الذي يعيشيه هوزيه والذي لم يعرف من الذي ينبغي أن يلومه عليه..

«أن تكون ضحية لمستبد أمر اعتيادي، أما أن تكون ضحية لضحية أخرى... !»

«لو كنت مثل شجرة البامبو، لا انتماء لها نقتطع جزءا من ساقها.. نغرسه، بلا جذور، في أي أرض.. لا يلبث الساق طويلا حتى تنبت لها جذور جديدة.. تنمو من جديد.. في أرض جديدة.. بلا ماض.. بلا ذاكرة.. لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته.. كاوايان في الفلبين.. خيزران في الكويت.. أو بامبو في أماكن أخرى»

للأسف لم تستطع أن تكون مثل شجرة البامبو ياعيسى او هوزيه أو أيا كان اسمك.. فنحن البشر لدنيا جذور.. لدينا ماضي.. لدينا ذاكرة.. ولكن أتعلم؟ -بالتاكيد أنت تعلم.. فبعد كل ما مررت به انت أكثر من يعلم- أتعلم؟ ليست كل هذه الأمور هي المشكلة بل المشكلة أن لدينا مجتمعات لديها عادات قميئة سخيفة متجذرة متغلغلة فيها..

والأدهى من هذا عندما يغلفونها بغلاف من الدين!!

«قالت "الله سبحانه وتعالى لم يخلقك لتكون هنا"

كنت كالتمثال الشمعي. لا تعبير ولا حركة سوى عيني تنتقلان بينهما نظرة استهزاء.. يا إلهي كيف يقحموك في ما يحلو لهم.»

إنها رواية عن البحث عن الوطن.. البحث عن الدين.. البحث عن الاسم.. البحث عن الهوية.. البحث عن الذات..

«لو انهما اتفقا على شيء واحد.. شيء واحد فقط.. بدلا من أن يتركاني وحيدا أتخبط في طريق طويلة باحثا عن هوية واضحة الملامح.. اسم واحد التفت لمن يناديني به.. وطن واحد أولد به، أحفظ نشیده، وأرسم على أشجاره وشوارعه ذكرياتي قبل أن أرقد مطمئنا في ترابه.. دین واحد أؤمن به بدلا من تنصيب نفسي نبيا لدين لا يخص أحدا سواي.»

سعيدة أنني تعرفت على ذلك القلم الآسر .. قلم سعود السنعوسي..

26 ربيع آخر 1442

11 ديسمبر 2020

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق