اقتباسات بثينة العيسى

‫ لا يريد قارئ الأدب فحص المفاهيم التجريدية، ولا أن يميِّز المشاعر ودوافعها مثل طبيب نفساني. يحتاج قارئ الأدب أن يشعر بما تشعر به الشخصية، وأن تخترقه أفكارها مثل نصلٍ في الرأس.

إذا لم ننجح في اكتشاف وجهٍ جديد في الأشياء، فسوف نصفها كما يفعل الجميع، بتلك الحواس الداجنة، الضامرة، العاجزة عن الاكتشاف.

ويمكن لوصفٍ حقيقي عن المطر، يكتبهُ روائي عربي، أن يجعل قارئًا روسيًّا يرى المطر وكأنه يكتشفه للمرة الأولى.

لقد بلغتُ عامي الأربعين مؤخرًا، وأصبحتُ، رغمًا عنِّي، أنتسبُ إلى أولئك الذين ينظرون إلى الوراء أكثر مما ينظرون إلى الأمام.

الحكاية هي مكونٌ في الرواية، ولكنها لا تترادف معها. إن الرواية هي حكاية وخطاب، إنها الحكاية وطريقة الحكي معًا، ولا يمكنُ، بأي شكلٍ، اختزال الرواية في الحكاية التي ترويها.

«الرقابة تخلقُ مجتمعًا لا يستطيع أن يكون راشدًا»، وهذا ما صرنا إليه.. مجتمعًا من القُصَّر الأبديين؛

كُنت منذ صغري مجذوبة إلى العالم ،كنتُ وحيدة، ولكن بإرادتي، لأنني مليئة بالآخرين

علّمني كيف أصلّي، ‫ صلاةً تخصني وحدي، ‫ آتني لغتي ‫ آتني لغتي يا رب اللغة، ‫ آتني لغتي كي أبتهل لك ‫ لك السبحانُ والمجد ‫ آتني لغتي جميعها، ‫ آتنيها كي أفكّر، كي أكون ‫ كي أعرفني، كي

لماذا لفظتني الثمرة المحرمة التي اشتهيتها طوال عمري؟

كيف أفلحُ في إقناع شخصٍ مقتنع تماماً بأن الحقيقة تقبع في جيبه الخلفي؟ كيف أنجح في اختراقه لأجعله يرى الأشياء بعيني أنا، بقلبي أنا

فضائي الخاص، فضائي الذي لا يخصُّ سواي، الذي لا يؤذي أحداً، أريده كله. لماذا سرقوه؟ لماذا يقتحمني العالم إلى هذا الحد؟

أريد ذلك المكان الذي بوسع المرء فيه أن يكون نفسه، أن يشبه ظاهره باطنه، وأن ينسجم مع حقيقته

إلا أن الفرنسية فتنتني بجمالها. كانت تسرّ لي بأنه يمكن للحياة أن تكون مختلفة. لغة تشبهُ الموسيقى، تعشقها في أذنك وفي فمك، تضع كلماتها في قلبك وتختبر خفتها، رفرفتها، غنجها، وقدرتها على الذوبان في لسانك.

‫ ‏لم يكن يعرف أيهما يؤلم أكثر؛ أنه فقد ابنته، أم أنه خانَ نفسه.

إنه لم يعد يجد أيّ معنى في الحديث عن المعنى، لقد تم تفريغه من الكلماتِ تمامًا

حتى الوراقة لم تكن تنظرُ في عينيه. كأنَّ النَّظر إلى التعاسة مُعدٍ.

هو لا يريد طفلةً أخرى. لا يريد طفلة من النوع الذي توافق عليهِ الحكومة، لا يريد أطفالًا من النوع الرائج هذه الأيام؛ بلا مخيّلة، بلا قصص، بلا أصدقاء افتراضيين. ‏

فكّر وقتها بأنها تُعاني من مرضِ الأدباء المعروف؛ قلة الثقة بالنفس، ولا يدري لماذا وجدَ في الأمر إشارة على أنها تكتبُ عملًا جيدًا.

أنت أمام مفترق طرقٍ حقيقي، إمّا أن تضع الأصفاد في يدي، أو أن تساعدني.

عندما يكون الواقع بهذا الانحدار، فإن أسوأ ما يمكن أن يحدث لك هو أن تتأقلم.‏