اقتباسات أيمن العتوم

واللّيل جلاءُ الله للضّارعين

لكنّ الزّمن يَنبُذُ الأمنيات ولا يَعترفُ إلاّ بالعمل؛ وَلْيَكُنْ؛ تساءلَ بغموض: هل يُمكن أن يعمل الإنسان لِيُصبحَ مَسِيًّا مُنتَظَرًا؟!! ‏

وتُعطيه الإشارةَ الرّبّانيّة في إجابِتها الأخيرة، وتُعَلّمُهُ هذه الفتاةُ ذاتُ الخمسةَ عشرَ ربيعًا، ويبعثُ الله إليه بها رَسولاً وهو الشّيخُ ذو التّسعة والتّسعين عامًا، ثُمّ ينزل الدّرجات عائدًا إلى مُصلاّه وهو يترنّم بها: "إنّ الله يرزُقُ مَنْ يشاءُ بغيرِ حِسابٍ". فيستوي في المعبد، ويأتيه صوتُ المطر، وعُواء الرّيح، وتسابيح الطّاهرة، ويختلطُ كُلُّ ذلك، ويشقُّ عليه حَمْلُ جِسْمه فوق عِظامه الواهِنة في هذا البرد القارس، ويرفَعُ يديه، يَمُدُّهما إلى مَنْ لا يردُّ سائِلاً، وينكشفُ رداؤه، ويحزّ البردُ كالسّكّين جِسْمه، ويلهجُ بتذلُّلٍ: "ربّ هَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إنّكَ سميعُ الدّعاء"

ويَصِلُ الدُّعاءُ إلى السّميع، فترتجُّ السّماءُ لِصِدقِه، وتنهمرُ باكِيةً لبُكائِه، ثمّ يخرّ على الأرض، بعدَ أنْ تَلقّفتْه رَحمةُ السّماء!

أنّ كثرةَ اجتماع النّاسِ حول الباطل لا تُصيّرهُ حَقًّا

لذّةُ الدّنيا فانِيةٌ وتَبِعاتها باقِية، فلا تَجْمَعْ عليكَ في اللّذّة ما يزول، وفي السَّخَطِ ما يَبقَى

وتباينتِ الغايات عندَ كلّ فريق؛ كان الفريق الأوّل غايتُه الدّنيا، وكان الفريق الثّاني غايتُه الآخرة. كان الفريق الأوّل همّه ما عند النّاس، والثّاني همّه ما عند الله. كان الأوّل ينظر إلى السّماء والثّاني ينظر إلى الطّين. كان الأوّل يرى جنّته في عِلِيّين، وكان الثّاني يرى جنّته في مَعبده المُذَهّب وفي دراهمِ المُصلّين

غيرَ أنّ كلمات الله لم تُغادِرها، فأعاشتْها إلى اليوم، آياتٍ في كُتُبِ الله تُتلَى إلى يومِ الدّين،

غادرتِ امرأةُ عِمران الدُّنيا بجسدها، لكنّ الله أرادَ لذِكراها أن تبقَى حيّة، لأنّه أحيتْ أمر الله في قلبها، غادرتِ التّراب،

تُبلِّغُه المَقيل على تطاوُلِ الهَجير

‏كان يتبلّغ بالقليل، فلا يُكثِر الطّعام لئلاّ يثقل الجسد فينام عن الطّاعة؛ كلّما ثقل الجسد سهُل على الشّيطانِ قِيادُه

ولا أحدَ يستطيع أن يجعلَ المكانَ حِكرًا عليه، فالبيتُ لله؛ والكلّ خَلْقُ الله، بَعضُهم مَضى إليه، وبَعضُهم رأى الطّريق لكنّه تقاعسَ عن السّير فيها، وبعضهم لم يرَ الطّريق فرافقَ الشّيطان،

إنّني تعلّمتُ أنّ القول إنْ لم يزدْ على عقلِ المرء فإنّه من الفُضُول»

«العَجَلةُ تُورِثُ النّدم. لا خيرَ في مَنْ لم يُهذّبْ نفسَه بمقاومة جموحها النّابع من ثقةٍ مُضلَّلة.

لكلّ نارٍ ماءٌ يُطفِئها، إلاّ نار الحسد فإنّها إن اتّقدتْ أكلتِ الأكبادَ والقلوب؛ فإنْ أصابكم من حسد البشر وكيدهم فاصبروا واحتسبوا، فإنّه لا جَزاء للصّبر غير الفوز».

لا خيرَ فيمن غلبتْه شهوتُه على عِفّته، ولا خير فيمن غلبَه طمعُه على قناعته، ولا خير فيمن غلبَه جهلُه على حِكمته، العقلُ خيرٌ من السّلطان، والعِلم أنفع ما يُقتَنى ويُبذَل..

وإيّاكم والبخل فإنّه خَلّة الأحمق: «كالعِيس في البيداءِ يقتلُها الظّما.. والماءُ فوقَ ظُهورِها مَحمولُ!!».

أحِبّوا الآخَرين يكنْ لكم من حبّهم نصيبٌ، نحن نأخذ بمقدار ما نعطي؛ جعل الله ذلك دستورًا لكلّ خَلقه؛ هي سنّة الله ولن تجدَ لِسُنّة الله تبديلاً..

هكذا هو الموت؛ زائرٌ على غير انتِظار.

«الدّينا ليستْ حُظوظًا، الحمقى هم الّذين يُؤمنون بذلك،