اقتباسات أيمن العتوم

العُزلة تحمينا أحيانًا من العبثيّة، من الشّعور بالخُواء، وفيها يُمكن للقلوب المُنفطرة أنْ تستعيدَ أنفاسَها من أجل أنْ تُصلح ما انكسر، كانتْ قد انكسرتْ فِيّ أشياء كثيرة

والحياة تمضي، مِثْل ما يمضي شهابٌ في السّماء، ربّما لا أحدَ يعرف من أين جاء، وكيف لمع، ولا كيفَ انطفأ في رحلته السّريعة الخاطِفة. هل نحنُ شُهُب؟!

ما أجملَ عينَيكِ، هل يحقّ لي أنْ أتغزّل بهما؟ لماذا كان عليكِ أنْ تنتظريني هذه السّنوات كلّها لتسيري معي هذا الدّرب؟ أما علمْتِ أنّه شاقّ وطويلٌ، وأنّ على الّذين يقولون ما يُؤمنون به أنْ يُعانوا؟ فَلِمَ ارتضيتِ العَناء معي؟

الأقدار لا تُميّز بين الأشخاص في أنْ تُصيب غرضَها، بعضُ الأشخاص أدواتٌ لها، بعضُهم أهدافٌ؛ أنتِ كنتِ أداة، وأنا كنتُ هدفًا».

«فما الأمانة؟». «أنْ تقول الحَقّ ولو على نفسك، ويكون لك وجهٌ واحدٌ لا ألف وجه». «مَن هو المخلوق الوحيد على وجه الأرض الّذي يعيشُ بأكثر من وجه؟ هل هم الحمير؟ هل هم الكواكب والنّجوم؟ هل هي الأشجار؟ أم الإنسان؟»

ولربّما حدّثتْني نفسي بالانتِحار، ولكنّ العِلم يَحمي، والتأمّل يحمي، والتفكّر في خلق الله يحمي، والسّياحة في الأرض تحمي، وتعاهُد الأشعار والأخبار يحمي. وبهذا وحده عشت، وليسَ بالخُبز وحده يحيا الخلق، ولكنْ بكلّ كلمةٍ من الرّوح القُدُس!

فأنا لستُ مثل الزّعماء العرب ولا مثل الحُكّام الشّموليّين الذين يلتصقون بالكرسيّ ولا يتركونه ولو أهلكوا ثلاثة أرباع شعبهم، ولا يُمكن أن يغادروا منصبهم إلا بواحدة من اثنتين؛ عزرائيل أو أمريكا

ومررنا على القلعة، وهي يومئذٍ التّاريخُ في حجارة، والمجدُ في تُراب، وصلاحُ الدّين في ذكرى. وفلسطينُ في الشّرق. وأشفَينا عليها من شاهق.

ولكنّ البشر فوق أنّهم ينسَون فإنّهم ينكثون بعهودهم، ويتحلّلون من وعودهم

إنّ البشر يخافون مَنْ يحملُ السيف لا مَنْ يحمل الكَلِمة. ولكنّي أقول لكم: إنّ الكلمةَ أقوى من السّيف. وإنّ آلافَ الأسياف الباطِلة لا يُمكنها أن تقتلَ كلمةَ حَقٍّ واحدة. السّيفُ خُلِقَ للفناء، والكلمةُ خُلِقَتْ للخلود؛

قولوا لي أيّها الإخوة: هل هذا العالَمُ وطَنُنا؟! لا ألبَتّة . فأينَ هُوَ إذًا؟! إنّه هُناكَ وأشاروا إلى السّماء.

كان الفزع ينظر من خلال نافذَتَي عينَيه إلى الأفق، والخوف يسيل على وجنتَيه باردًا مُثلّجًا حتّى إنّه ليتجمّد أسفل الخدَّين، وعصفورُ قلبه في قفص صدره راجفٌ مَخروعٌ كأنّه أُصيب بضغطة القبر

«ماذا عرفتُم من الدُّنيا أيّها الصّغار؟ غدًا ستكبرون وستعرفونها على الحقيقة؛ إنّها أفعى؛ ملمسٌ ليّنٌ وسُمٌّ شديد»

وتعجّبتُ كيفَ يذهبون إلى الله وهم يُؤذون خلقَه!

ولكنّ الذّكور من الحمير مثل الذّكور من البشر مُستعدّون لأتفه الأسباب أنْ يُقامِروا بمشاعر زوجاتهم دون أيّ شعورٍ بالمسؤوليّة

❞ لا يُمكن للعلوم ولا التّكنولوجيا أنْ تُنتِج مُجتمعًا حَيًّا، ربّما تُنتِج مُجتمعًا يعيشُ في رفاهيّة، مُجتمعًا استِهلاكيًّا، ولكنّه سيكون إلى جانب ذلك مجتمعًا ميّتًا، وخاويًا روحيًّا ❝

‏الكلمةُ الصّادقة، مثلَ البذرة الصّالحة، تحتاجُ إلى أرضٍ صالحةٍ لكي تُثمر؛

«هذا البابُ الأَوَّلُ بائِسْ… يَحْكِي قِصَّةَ أَرْمَلَةٍ فَقَدَتْ فارِسَها فِي الحَرْبِ فَمَا ثَمّة فارِسْ… هذا البابُ الثّاني يُخفِي قِصّةَ شُهَداءِ القَصْفِ، لَقَدْ كانُوا سِتَّ مَناراتٍ في اللَّيْلِ الدَّامِسْ… ماتَ الخَمْسَةُ بَقِيَ السّادِسْ… احْكِ القِصّةَ يا مَنْ ظَلَّ يَتِيمًا ووَحِيدًا… كَيْفَ

«ما مضى لن يعود، بعضُ الجَمال تذهبُ به الأيّام، وبعضُ الحنين هو خطيئة القلب، كلّ شيءٍ يتغيّر، فلِمَ يكون الوقوف على أطلال الماضي ذابِحًا إلى هذا الحَدّ؟! كلّ شيءٍ صار غريبًا لك وغريبًا عنك، الأمكنة غير الأمكنة، والهواء غيرُ الهواء،

«الوطنُ أنت، ما يسكُنُكَ لا ما تسكُنُه؛ قلبُك، إيمانُك، فكرتُك عن الله، يقينُك، ضعفُكَ أمام قوّته، صبرُك على مِحنته، ثباتُك أمام طوفان الفتنة وهو يقتلع كلّ شيء عقلُك الّذي لا ينام، فؤادك الّذي لا يسهو، وأنتَ… أنتَ؛ ألا تنظر إلى