اقتباسات محمود درويش

هل نحن مَنْ كنا وما سنكون؟

كم عذَّبتنَا يا حُبُّ،

كم غيّبْتَنَا‏ ‫عن ذاتنا،

وسلبتنَا أَسماءنا يا حُبُّ.

نهبتنا يا حب لم تترك لنا شيئاً‏ ‫صغيراً

كي نُفَتِّش عنكَ فيهِ وكي نقبِّل ظلَّه،

فاتركْ‏ ‫لنا في الروح سنبلةً تحبُّكَ أَنت

لا تَكْسِر زُجَاجَ‏ ‫الكون حول نِدائنا

لا تضطربْ لا تصطخبْ واهدأْ‏ ‫قليلاً

كي نرى فيك العناصرَ وهي ترفع

وهي ترفع عُرْسَها الكُليَّ‏

‫نحوك. واقتربْ منا لنُدرك مَرَّةً:

هل نستحقُّ‏ ‫بأَن نكون عبيدَ رَعْشَتِكَ الخفيةِ؟

يا‏ ‫حُبُّ قد عَذَّبتَنا، ونهبتنَا. غرّبْتنَا عن كُلِّ شيء،

يا حبُّ. من سَفَرٍ إِلى سَفَرٍ تُسَفِّرنا سدى. عَذَّبتنَا،‏

«أَنا أريدْ‏

‫أَن لا أريد».

أَنا أُرَى بالقلب لا بالفلسفةْ‏

لا تسألوني عن جوابْ‏

‫إِن الجوابَ هو الطريقُ

ولا طريقَ سوى التلاشِي

في الضبابْ‏

ولَعَلَّ منتصفَ الطريق هو الطريق إِلى طريق من سحابْ‏

‫ولعلنا، يا هُدهدَ الأَسرار، أَشباحٌ تفتِّش عن خرابْ‏

لكنَّ رحلتنا إِلى النسيان طالت.

والغرباء نحنُ‏

‫ونحن أَهْلُ المعبد المهجور

مهجورون فوق خيولنا البيضاء

‫ينبت فوقنا قَصَبٌ

وتعبر فوقنا شهُب

ونبحث عن محطتنا الأَخيرةْ‏

‫لم تبق أَرضٌ لم نعمِّر فوقها منفى لخيمتنا الصغيرةْ‏

‫هل نحن جِلْدُ الأَرض؟

والحبُّ أَن لا يُدْرَكَ المحبوبُ.

والأَرضُ تكبر حين نجهلُ، ثم تصغر حين نعرف جهلنا‏

والناسُ طيرٌ لا تطيرُ…‏

انتهينا من دموع النادبات، الراقصاتِ, الباكياتْ‏

قد تدخل المأساةُ في الملهاة يوماً‏

‫قد تدخل الملهاةُ في المأساة يوماً…

ها نحن نحن, فمن يغيِّرنا؟ نعودُ ولا نعودْ‏

‫ونسير فينا …

أَقصى الوضوحِ هو الغموض, ‫فكيف ندرك ما نسينا؟‏

كم من زمانٍ مرَّ كي يجدوا الجوابَ عن السؤال. وما السؤالْ ‏، ‫إلاَّ جوابٌ لا سؤال لَهُ.

ولأَنهم لا يعرفون من الحياة سوى الحياة كما تقدِّمها الحياة، ‫لم يسألوا عما وراء مصيرهم وقبورهم. ما شأنهم بعد القيامهْ؟‏