اقتباسات محمود درويش

من الظلم أن نُرجع النظرة من منتصف الطريق إلى عيون تصبّ العسل على النار.

فرس تنبثق من قطرة الضوء المتلألئة على حقل تفتحه ذبذبةُ وَتَرَيْ غيثار يُنادي أعراس الفرسان القتلى. القباب والمآذن والأَبراج والمدى تتبع ظلّ العاشقة الذي يتبع جهة الرمح المتوتر. سأدير ظهري للخناجر كي أُلاَمس طحلب المانغا وأسقط في علو الموت الشاهق محروساً بالنعناع والشظايا التي لا تسمح لأحد بالاقتراب من الفضاء المفتوح لخطوتين. الحب أن تترددي. والحب أن أسخى بمزيد من حيوانات الروح.

في كُلِّ امرأَة جميلة هِبَة من وصايا قدميك للأَرض، وإرث لا ينقطع عن تزويد الغابات بهستيريا الشعب. ليْتَ واحداً منا يمقتُ الآخر ليصاب الحبُّ بالحب. وليت واحداً منا ينسى الآخر ليصاب النسيان بالذكرى. وليت واحداً منا يموت قبل الآخر ليُصاب الجنون بالجنون.

كم امرأة فيك لتتقمص البرهة تاريخ الصلاة والمجون على قدمين هما ختم جهنم والجنة!

حديقة للماضي، وحديقة للحل

هل تستطيع سوسنة الماضي أن تكسر هذا السيف المرصع بالقذائف؟

المعدن سيد الوقت.

يطيرُ الحمامُ

‫يَحُطُّ الحمامُ

‫- أعدِّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ

‫فإني أحبُّكِ حتى التَّعَبْ …

‫صباحك فاكهةٌ للأغاني

‫وهذا المساءُ ذَهَبْ

يا لحم الفلسطينيِّ في دُوَل القبائل والدويلات التي

‫اختلفت على ثمن الشَّمَنْدَرِ, والبطاطا, وامتياز الغاز,

‫واتَّحَدتْ على طرد الفلسطينيِّ من دَمِه.

‫تَجَمَّعْ أيها اللحم الفلسطينيُّ في واحدْ

‫تَجَمَّعْ واجمع الساعدْ

‫لتكتبَ سُورَةَ العائدْ

كان المساء جريحاً بلا سببٍ واضحٍ تحت شرفتها الواعدهْ

يذوب رخام الكلام ليصقل مدائح الساق التي تشق المقبرة إلى حديقتين: حديقة للماضي، وحديقة للحلم. ويلمع البرق الأول في العظام اليافعة.

نحن المتخمين موتاً بما ليس لنا ندافع عمَّا ليس لنا.

بن بخار، وبخار من رماد. المعدن سيد الوقت. لا يفلُّ المعدن غير معدن آخر يصنع تاريخاً آخر. القصف يطاول كل شيء. ولا يبدو أن لهذا اليوم نهاية. آب أقسى الشهور. آب أطول الشهور. وهذا اليوم أقسى أَيام آب وأطولها. أما لهذا اليوم نهاية؟

«فإنا كنا نقتبس النار بأكفنا، وغيرنا يستنير، ونستنبط الماء بأيدينا وسوانا يستمير، ونتلقّى السهام بنحورنا وغيرنا يعتمد التصوير». فلما وصلهم الكتاب أساؤوا الجواب.

أفرح بمظاهرات تل أبيب التي تسرق منا كلَّ الأدوار. فمنهم القاتل ومنهم الضحية. منهم الوجع ومنهم الصرخة. منهم السيف ومنهم الوردة. منهم النصر ومنهم الهزيمة، لأنها تشي بتغييب أبطال المسرح. لقد اعتادوا الحروب السهلة وتعودوا على الانتصارات السهلة

صمت من ذهب. صمت من شماتة. لذلك أعجبتني غضبة الأمة على التآمر الغربي العنصري على المشاركة العربية الصاعدة في «المونديال

بيروت / ليلا:

‫آهِ، يا أفقاً تبدَّى

‫من حذاءِ مقاتلٍ

‫لا تنغلقْ

‫لا تنغَلقْ أَبداً

‫لئلاّ ..

وخطاب واحد يشتهي اغتراب الكلمات عما وراءها. خطاب واحد يعدد الصدأ المتراكم على الكلام منذ استوى الخطيب على عرش المنبر.

‫صمت مُكَلَّل بكل ما يفرغ التاريخ من أنخاب.

البطولة أيضاً تدعو إلى الضجر عندما يطول المشهد فتخف النشوة. ألم يُدفع موضوع هذه البطولة ذاته إلى موقع الضجر ليكون هو ذاته مصدراً للضجر في سياق حياة تبحث عن حياتها العادية الخالية من الرسائل والهتاف، ليشهر الحاكم أمامها أسباب التعاسة: