اقتباسات محمود درويش

❞ ماذا تبقَّى من بقايانا لنرحلَ من جديد؟

‫لا تُعطِنا، يا بحرُ، ما لا نستحقُّ من النشيد

للشعراء أن يتساقطوا غمّاً

‫وللشهداء أن يتفجروا حُلُماً

وللحكماء أن يستدرجوا شعباً إلى الوهم السعيدْ

‫لا تُعطِنا، يا بحرُ، ما لا نستحقُّ من النشيدْ. ❝

يقتل العربيُّ الفلسطينيَّ

لأن قطعان الذئاب الطائفية هي التي تستولي على الأمة.

‫ولأن القضية الفلسطينية هي فضيحة الأمة. هي الإثم والكابوس المرهق الذي يتحول إلى عدو، وهي التي تنغص عليهم أمنهم الطائفي، وأمنهم العائلي، وأمنهم الشخصي، وأمنهم الاستهلاكي.

يسكت الشارع العربي. يسكت تماماً من وطأة الإرهاب ومن الصدمة، ولا يعبر عن طاقته المكبوتة إلا في حالات فوزه، أو خسارته في ألعاب كرة القدم.‏

ظهره إلى الحائط ‫وعيونه إلى الوطن، ‫

ولا يستطيع الصراخ أكثر،

ولا التساءل عن حكمة صمت العرب وعن لا مبالاة العرب ‏ ‫

لا يستطيع أن يفعل غير شيء واحد: ‫أن يكون فلسطينياً أكثر، فلسطينياً حتى الوطن والحرية، فلسطينياً حتى الموت، لأنه لا يملك خياراً آخر.‏

‫هل هذا هو الجنون؟

‫فليكن…!

لم تتوحد الوحوش على جسد كما توحدت على الجسد الفلسطيني.

غير أن الطائر الأخضر يعاود الانبعاث في كل مرة ويصوغ أسطورته الجديدة، فبأي سلاح يقاتل هؤلاء الفتيان دائماً، المحاصرون في شارع أو بناية أو خندق، المحاصرون في هوية؟‏ ‫سلاحهم الوحيد هو الجنون، والجنون، والجنون: جنون الحياة، جنون اليأس، وجنون العزلة.

ولا أعرف كيف أمشي في وطن تحول إلى شجن وكيف أتحمل شجناً تحول إلى وطن…

والقضية العربية الأولى في هذا الزمن هي قضية سياسية. أعتقد أن مفتاح فهمنا لمشاكل التطور العربي. أو للتدهور العربي هو السؤال السياسي والإنسان العربي يعيش كل مشاكله حتى الشخصية منها تحت ضغط الانعكاسات السياسية.

وهل في وسع أحد أن يدهش من بطولة الفلسطيني في الدفاع عن الهوية وعن البقاء؟ ليس للفلسطيني موقع أخير ينهار بانهياره. ليس للفلسطيني موقع أخير. إنه ينبثق من كل مكان.‏

‫ولكني أنا المنفيُّ خلف السور والبابِ ‫خُذيني تحت عينيكِ ‫خذيني، أينما كنتِ ‫خذيني، كيفما كنتِ ‫أردَّ إليَّ لون الوجه والبدنِ ‫وضوء القلب والعينِ ‫وملح الخبز واللحنِ ‫وطعم الأرض والوطنِ! ‫خُذيني تحت عينيكِ ‫

خيول الروم .. أعرفها

‫وأعرف قبلها أني

‫أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسان!

ملوَّثة، يا كؤوس الطفولهْ

‫بطعم الكهولهْ

‫شربنا، شربنا

‫على غفلة من شفاه الظمأ

‫وقلنا:

‫نخاف على شفتينا

‫نخاف الندى .. والصدأ!

سيداتي ..

‫آنساتي ..

‫سادتي !

‫سلَّيتكلم عشرين عامْ

‫آن لي أن أرحل اليوم

‫وأن أهرب من هذا الزحامْ

‫وأغنّي في الجليل

‫للعصافير التي تسكن عشَّ المستحيل

‫ولهذا .. أستقيل

‫أستقيل

‫أستقيل ..

نضع الليلةَ حدّاً للوصايهْ.

‫دمنا يرسم في خارطة الأرض الصريعهْ

‫كل أسماء الذين اكتشفوا

‫درب البدايهْ

‫كي يفرّوا من توابيت الفجيعهْ.

‫فدعونا نتكلم

‫ودعوا حنجرة الأموات فينا

‫تتكلَّم ..

‫من أين جاؤوا؟

‫وكرمُ اللوز سيَّجه

‫أهلي وأهلك

‫بالأشواك والكبد!..

‫كلّ موتٍ فيه وجهي

‫معطفٌ فوق شهيد

‫وغطاءٌ للتوابيت، وآه …

عادةً، لا يعمل الموتى،

‫ولكنَّ صديقي

‫كان من عادته أن يضع الأقمار

‫في الطينِ،

‫وأن يبذر في الأرض سَمَاءْ.

سقطتْ كالوَرَق الزائد

‫أسرابُ العصافير

‫بآبار الزمنْ ..

‫وأنا أنتشل الأجنحة الزرقاء

‫يا ريتا،

‫أنا شاهدةُ القبر الذي يكبرُ

‫يا ريتا،

‫أنا مَنْ تحفر الأغلالُ

‫في جلدي

‫شكلاً للوطنْ …

هِيَ لا تعرف ــ ‫

يا ريتا!

وهبناكِ أنا والموتُ ‫سِرَّ الفرح الذابل في باب الجماركْ ‫

وتجدَّدنا أنا والموت،

في قبلتك الأولى

وفي شبّاك دارك ‫

وأنا والموت وجهان ــ ‫

لماذا تهربين الآن من وجهي ‫

لماذا تهربين؟ ‫

ولماذا تهربين الآن ممّا ‫

يجعل القمح رموشَ الأرض، ممّا

‫يجعل البركان وجهاً آخر للياسمين؟..

ولا نأخذ من عالمنا

‫غير طعم الموت

‫في عزِّ الظهيرهْ ..