اقتباسات محمد الغزالي

ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرَّف عيوبها وآفاتِها، وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلَّص من هذه الهَنَات التي تُزري به!!

الأعمال بخواتيمها. والليل والنهار مطيَّتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة. واحذروا التسويف فإنَّ الموت يأتى بغتة، ولايغترَّنَّ أحدكم بحلم الله عز جل ، فإنَّ الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شِراك نعله». ثم قرأ:

‫ {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(٨)| [الزلزلة: 7، 8].

وفي ذلك قال رسول اللهﷺ: «النادم ينتظر من الله الرحمة. والمُعجَب ينتظر المقت. واعلموا عباد الله أنَّ كل عامل سيقدم على عمله، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله وسوء عمله، وإنما

هذه التي بين جنبيك، والظروف الباسمة أو الكالحة التي تلتف حواليك، هي وحدها الدعائم التي يتمخَّض عنها مستقبلك. فلا مكان لإبطاء أو انتظار، قال رسول الله ﷺ: «إن الله يبسط يده بالليل ليتوبَ مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوبَ مسيء الليل» [رواه مسلم].

لا تعلِّق بناء حياتك على أمنية يلدها الغيب، فإنَّ هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير.

لا مكان لتريُّث، إنَّ الزمن قد يفد بعون يشدُّ به أعصاب السائرين في طريق الحق، أمَّا أنْ يَهَب المقعد طاقةً على الخَطو أو الجري فذاك مستحيل.

السَّبَخ، ثم هي تشقُّ الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة!!، لقد حوَّلَت الحمأ المسنون والماء الكَدر إلى لون بهيج وعطر فوَّاح… كذلك الإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته، واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجه من شئون كريهة، إنه يقدر على فِعْل الكثير دون انتظار أمدادٍ خارجية تساعده على ما يريد.

والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وبصر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت، ولا تُصرِّفه وفق هواها. إنَّه هو الذي يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها، كبذور الأزهار التي تُطمَر تحت أكوام

‫ ‏ربَّّ عذراء حرَّة وصموها‏

‫ ‏وبغيٍّ قد صوّروها بتولا‏

‫ ‏وقطيعِ اليدين ظلمًا ولص‏

‫ ‏أشبع الناس كفَّه تقبيلا‏

❞ إذا كان العمل رسالة الأحياء فإن العاطلين موتَى. ❝

❞ وإذا استوحشت من صنوف الناس فإلي رَبِّ الناس المفزَع:

⁠‫{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (٨٣) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤) وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (٨٥)| [الشعراء: 83 - 85]. ❝

‏ومن ذا الذي تُرضَى سجاياه كلُّها ‏

‫ ‏كفى المرءَ نُبْلًا أن تُعَدّّ معايبه‏

‫ يُروى عن عمرَ بنِ الخطاب أنه قال: إني لأرى الرجل فيعجبني، فإذا سألت عنه فقيل: لا حرفة له، سقط من عيني.

❞ الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل استيقظ في الظلام!!». ❝

❞ وأول معالم الحرية الكاملة ألاَّ يضرع الرجل لحاجة فقدها. ❝

أما الذين يعتنقون الحق المجرَّد ولو أثخنته الهزائم، ويُغَالون بنفاسته ولو مُرِّغ في التراب، فهؤلاء غرباء في العالم.

قال رسول الله ﷺ: «لا يكُنْ أحدكم إمَّعة، يقول: أنا مع الناس؛ إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت!! ولكن وَطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم» [رواه الترمذي].

فكما قال «شوبنهاور»: ذوو النفوس الدنيئة يجدون المتعة في البحث عن أخطاء رجل عظيم.

❞ أتدري كيف يُسْرَق عمر المرء منه؟ يذهل عن يومه في ارتقاب غده، ولا يزال كذلك حتى ينقضيَ أجله، ويده صِفْر من أي خير. ❝

❞ كان الخليل إبراهيم عليه السلام إذا طلع عليه الصباح يدعو: «اللهمَّ هذا خلق جديد فافتحه عليَّ بطاعتك، واختمه لي بمغفرتك ورضوانك، وارزقني فيه حسنة تقبلها مني وزكِّها وضعِّفها لي، وما عملت من سيئة فاغفره لي، إنك غفور رحيم ودود كريم» ❝