اقتباسات آلان دو بوتون

فنادرًا ما تُفصحُ نفوسنا عمّا يلزمها لكي تصير راضيةً مُشبَعة، وحتّى عندما تتمكن من الغمغمة بشيءٍ ما، فالأرجح أن تكون مطالبها تلك إمَّا خاطئة وإمَّا مُتناقضة.

❞ وحاولت أن أعكس عملية الاعتياد بحيث ألغي الصلة بين الأشياء المحيطة بي وما وجدته لها في السابق من استخدامات. أرغمت نفسي على طاعة نوع غريب من أنواع التوجيهات الذهنية. عليّ أن أنظر من حولي كأنني لم أكن في هذا المكان ❝

❞ كزافييه دو ميستر الذي ارتدى بيجامة وردية وزرقاء وقنع بالبقاء ضمن حدود غرفته، فهو يحثّنا حثًا لطيفًا على أن نحاول ملاحظة ما رأيناه وما نراه دائمًا قبل أن نشد الرحال إلى أصقاع بعيدة. ❝

❞ ويبدو لنا أمرًا غير قابل للتصديق أن يكون هناك شيء جديد يمكن أن نعثر عليه في مكان نعيش فيه منذ عشر سنين، أو أكثر. لقد اعتدنا المكان، فصرنا عُميًا عنه. ❝

❞ ما هي ذهنية السفر هذه؟ لعل من الممكن القول إن الانفتاح والتقبّل أهم خصائصها جميعًا. فالتقبل يجعلنا نقارب الأماكن الجديدة متواضعين. لا نكون حاملين أية أفكار متصلبة في شأن ما يثير اهتمامنا أو لا يثيره. ❝

❞ فإن استطعنا تطبيق «ذهنية السفر» على الأماكن المحيطة بنا، فقد نجدها تصير في مثل جاذبية الممرّات الجبلية المرتفعة، والأدغال الممتلئة فراشات في أميركا الجنوبية التي وصفها هامبولت. ❝

❞ الفكرة هي أن المسرّة التي نستمدها من السفر قد تكون أكثر اعتمادًا على الذهنية التي نسافر بها منها على الوجهة التي نرتحل إليها. ❝

❞ بدأت الحكاية بداية طيبة. أغلق دو ميستر بابه، وأبدل بملابسه بيجاما زرقاء ووردية. ولما كان غير محتاج إلى أمتعة، فقد سافر إلى الأريكة التي كانت أكبر قطعة أثاث في غرفته. ❝

❞ رحلة ليلية حول غرفة نومي ❝

❞ السبب الوحيد لتعاسة الإنسان هو قلّة معرفته كيف يجلس في غرفته هادئًا» باسكال، ❝

❞ لا يكتفي روسكين بتشجيعنا على أن نرسم خلال أسفارنا، بل يرى أيضًا أن علينا أن نكتب، أو أن «نرسم بالكلمات» بحسب تعبيره؛ وذلك حتى نثبّت انطباعاتنا عن الجمال ❝

❞ إن عين الرسام معتادة أن تبحث عن سبب الجمال وأن تبلغ أدق أجزاء السحر. يرفع صاحبها رأسه وينظر فيلاحظ كيف يسقط ضياء الشمس موزّعًا متناثرًا بين أوراق الأشجار المتلامعة في الأعلى إلى أن يمتلئ الهواء ضياء أخضر زمرديًا. ❝

❞ ⁠‫أن نعتبر حالات اليأس أنها معارضةٌ عمومًا، وأنّها أمرٌ يجب إزالته، لهو [الحماقة الكبرى]، إذ تكون عمومًا كارثةً حقيقيّةً في عواقبها… بشكلٍ يماثل تقريبًا حماقةَ الرغبة بإزالة الطقس السيء. ❝

❞ اتَهم الشاعرُ المدنَ بأنها تشجّع مجموعة مشاعر تدمّر الحياة: قلقنا على مراكزنا ضمن التراتب الاجتماعي؛ وما يثيره نجاح الآخرين من حسد في نفوسنا؛ وغرورنا ورغبتنا في أن نبدو لامعين في أعين الآخرين. ❝

❞ لو اعتبرتَ المعاناة والتعاسة شرًا مكروهًا يستحق الإزالة، وتشوّهًا للوجود، إذًا من الواضح أنّك [تُكنّ في قلبك] دين الراحة. يا لقلّة ما تعرفون عن السعادة البشريّة، أيها… الناس المرتاحون، إذ إنّ السعادة والتعاسة شقيقتان، بل توءمان، إما أن تكبرا معًا، ❝

❞ يتم تحقيق الإنجاز عبر الاستجابة بحكمة إلى المصاعب التي يمكن أن تمزّق المرء إلى أشلاء. قد تميل الأرواح المُوَسْوَسة إلى قلع الضرس فورًا، أو تحطيم بيز كورفاتش إلى مستوى المنحدرات الأخفض. أما نيتشه فيحثّنا على التحمُّل. ❝

❞ لا ينبغي أن نشعر بالإحراج بسبب بلاءاتنا، إذ عبر إخفاقاتنا فحسب سينمو كلّ ما هو جميل. ❝

❞ وكذلك الأمر في الحياة، عند مستوى الجذور، قد تكون ثمة مشاعر ومواقف عويصة يمكن لها أن تُنتج، برغم ذلك، عبر العناية الحريصة، أعظم الإنجازات والمسرّات ❝

❞ يمكن للمرء أن يتخلّص من دوافعه الشخصيّة، كما يفعل البستانيّ، وأن يعمل، برغم أنّ قلةً يتقنون هذا، على تهذيب اندفاعات الغضب، والشفقة، والفضول، والزهوّ لتصبح شجرةً مثمرةً جميلةً على عريشة، على نحو مُنتجٍ ونافع. ❝

❞ لا بدّ من أن نتعلّم معاناةَ كلّ ما نعجز عن تجنّبه. ❝