اقتباسات آلان دو بوتون

فدينامية التكرار هي ما نطلق عليه النزوع الغريب في العلاقات، حيث نذهب مرارًا وتكرارًا إلى شركاء ذوي طبيعة معيبة جدًا ولا يسمحون لنا بالازدهار أو العثور على السعادة من الصعب جدًا رؤية هذا الميل في حالة المرء نفسه ولكن من السهل جدًا اكتشافه في الآخرين.

المشكلة مع غريزة الألفة ‫ أ- الدينامية المتكرّرة ‫ تقودنا الغريزة إلى شركاء محتملين يبدون مألوفين فحب البالغين، من نواحٍ كثيرة، هو بحث عن إعادة اكتشاف مشاعر اختبروها لأول مرة في الطفولة ومن ثم يتوجب على الشريك المُختار، ولإثبات جاذبيته، استحضار مشاعر عدة

ومن أكبر الأخطار التي ينطوي عليها نزوعنا «غريزتنا» إلى التأييد أنه يؤدي، عند الإحباط، إلى التجهّم. التجهّم ظاهرة مميزة للغاية في سيكولوجية الحب. فنحن، وبشكلٍ حاسمٍ، لا نحرد من أي شخص.

وينتهي بنا الأمر بالشعور بالوصاية والإهانة و«الاستحواذ» من قبل شريكنا ‫ علاوة على ذلك، قد لا يكون شريكنا دائمًا هو المعلم المتسامح والحكيم الذي قد نحتاج إليه وبغضّ النظر عن صبرهم في سياقات أخرى، سيكونون عرضة لخطر الخوف والإهانة.

سنكون دائمًا مخلوقات غريزية، لكن يمكننا أن نتعلّم كيفية إدارة دوافعنا بشكل أكثر فعالية. ومن خلال القيام بذلك، سنعمل على تحسين فرصنا بشكل جذري في العثور على شخص يمكننا أن نحبه بنجاح على المدى الطويل.

ينتهي الأمر بتعلّقنا بشركائنا إلى أن يخالطه الشعور بالألفة. ففي أحضانهم، بالمعنى العاطفي، نعود إلى المنزل.

‫ ومن دون أن يُعطي أحد الأمر كثيرًا من التفكير، فإنهم ينادوننا بلطف baby «طفلي».

تتشكّل الطريقة التي نتعامل بها مع الحب كبالغين

‫ إلى حد كبير من خلال الطريقة التي عشنا بها

‫ الحب كأطفال.

ليس علينا أن نشرّح الكثير عن أنفسنا إنهم يعرفون تمامًا وهم يفهمون الأشياء بسرعة من دون الحاجة إلى التحدّث يسبرون أرواحنا ومن ثم لا يتعيّن علينا توضيح مكنوناتها بالطريقة العادية والشاقّة وعليه فإن حبنا هو حصيلة الامتنان لقدرتهم السحرية على الفهم.

‫2 - غريزة التأييد أو التصديق ‫ ثمة غريزة ثانية تدفعنا خلال الحب: غريزة التأييد إذ لدينا العديد من المشكلات والمشاعر المُساء فهمها التي نشعر بوحدتنا إزاءها، والتي لا تُصيب معظم الناس، أو لا يأبهون لها: ربما نكره بعض الأشخاص ممن يتمتعون بشعبية عامة.

فمن المنطقي أنّ أشخاصًا مختلفين جدًا، سنجدهم جذّابين. فثمة مزايا وصفات لبعض المرشحين تجعلنا نشعر بالفتور .

نادرًا ما يكون الشعور بالحب تجاه شخص ما مقدمة للرضا على المدى الطويل. وإذا كنا نعتزم تحسين العلاقات، يجب أن نحاول فحص دعوات الحب الرومانسي بعقلانية. هذه ليست مسألة التخلي عن الغريزة، ولكن تحسينها.

في أوروبا منتصف القرن الثامن عشر، بدأت ثورة أفكار انتشرت الآن في جميع أنحاء العالم وهي حركة باتت معروفة لنا اليوم بـ«الرومانسية» أعلنت الرومانسية أن الأساس الحقيقي الوحيد للعلاقة هو رابطة الحب القوية وأُهملت جميع الاعتبارات العملية (الميراث، المكانة، الملكية) أو اعتبرت غير ذات صلة.

«المادة اليومية» التي تتكوّن منها علاقاتنا ‫ عندما لا يولي الطرفان مشكلاتهما ما تستحقه من اهتمام، فمن الممكن أن «يقعا» في دورَين باعثين على الإحباط إلى أقصى حد: المُلِحّ والمُتهَرِّب يكون الملحّ قد أقلع عن محاولة شرح ما يراه خاطئًا ..

الصعوبة أمر مشروع، وأنها أمر متوقّع يكون هذا الأمر ذا فائدة هائلة إذا اتسمت المشكلات التي نواجهها بقدر من «الألق» فهذا ما يزوّدنا بالطاقة اللازمة كي ننكب عليها بطريقة صحيحة، في حين أن ما «يأكل» أرواحنا شيئًا فشيئًا هو المشكلات التي تضايقنا مضايقة حقيقية لكنها تجعلنا نحس أنها صغيرة تافهة.

لا تكاد توجد رواية رومانسية واحدة حظيت فيها بدراسة دقيقة تلك الخلافات التي يمكن أن تنشأ بين زوج وزوجته في شأن غسيل الملابس ونادرًا ما أسهبت رواية في الكلام على العناء الذي قد ينتج عن تباين الآراء في شأن توقيت النوم.

ب- افتقاد السحر في الحياة البيتية

‫ لسنا عُميًا عن فكرة أن العلاقات يمكن أن تكون صعبة

فالفنون عكس القواعد؛ والنجاح فيها متوقف على امتلاك الدوافع الغريزية الصحيحة وامتلاك الإلهام. استطرادًا، يمكن القول إن فكرة تعلُّم كيف يكون المرء محبًا، أو شريكًا، صارت تبدو منفّرة قليلًا.

العلاقة مكانًا يحرص فيه كل طرف على أن يظلّ منتبهًا إلى مدى هشاشة الطرف الآخر إزاء أمور بعينها (هشاشة لا مهرب منها)، فيعتني عناية متأنّية بمعاملته معاملة رقيقة هذا إنجاز يستحقّ الإعجاب، وهو تعبير حقيقي عن الحب

‫ الدوافع الغريزية مقابل القواعد.

نخون حبنا إذا حجبنا شيئًا مما لدينا فلم نقله! ‫ على التضاد مع هذا، يميل الشخص الكلاسيكي إلى المحافظة على «التهذيب» وهو يرى أهمية كبرى في «تهدئة الأمور» حتى عندما يكون التوصل إلى اتفاق تامٍ أمرًا متعذرًا، فيحاول أن يضيف إلى ذات الآخر مسحة فنية تجملها.

الحبيب ليس امتدادًا لنا بل هو كائن مستقل له منظورات خاصّة به ليست كمثل منظوراتنا، ومن الممكن كثيرًا أن تكون مختلفة عنها اختلافًا مؤلمًا قد يكون مزاجه غير مزاجنا؛ وقد يحبّ أن يقرأ في السرير عندما نكون متحمّسين للسهر في الخارج.