اقتباسات آلان دو بوتون

‫2 - الخوف من السعادة ‫

من الطبيعي التوقّع أننا سنسعى دائمًا -بحكم الطبيعة تقريبًا- بنشاط إلى سعادتنا في الحب لذلك من الغريب والمثير للقلق بعض الشيء أن نجد كيف يمكننا أثناء علاقة الحب التصرّف أحيانًا كما لو كنا نحاول عمدًا تدمير فرصنا في الحصول على ما نريد.

تكمن أصول التفسير العاطفي للحب لدى الآباء الذين لم يكن بوسعهم التسامح مع الجوانب الظليلة لأبنائهم ففي مكان ما في الماضي، كان على الطفل أن يكون مثاليًا ليستحق المودة وكان لا بد من نبذ نوبات الغضب، العادات السيئة والأفكار الكريهة،

إن حاجة المحبّ إلينا ليست وهمية، وإنما هي التماس دقيق قد يقدّمه أي إنسان عنده عيوب إلى نظير آخر عنده عيوب بشكل مماثل.

ليسوا هم الساذجين، بل نحن الكذابين الجيدين فمن الطبيعي، أثناء الإغواء، إبراز الجوانب الأكثر إيجابية لشخصياتنا، لكن ثمة ظاهرة تتجاوز هذا، وهي حالة الإغواء الشديد، حيث نخفي بإصرار كل ما يمثّل إشكالية في شخصياتنا ما يكمن وراء الإغواء الشديد هو كراهية الذات.

عوائق إيجاد الحب ‏

‫1 - تحدّي المعاملة بالمثل

‫ ظاهريًا، نحن جميعًا نريد الحب - ولكن عندما يبدأ تبادل الحب فعليًا، قد يشعرنا ذلك بالقلق الشديد.

يحمينا الشخص الفوضوي من الضيق الذي قد نشعر به فيما لو كنا برفقة شخص منهجي ومنظم للغاية كما يجب أن نستمر في تذكير أنفسنا بالحقيقة المحرجة بأن بعض الصفات صعبة بالنسبة لنا إذ ليس من الخطأ أن ننجذب إلى هذا الشخص.

لدينا مشاكل مع شركائنا لأننا تعلّمنا الاستجابة لصفات الارتداد الخاصّة بهم بطريقة عقابية.

محاولة تحويل غرائزنا (أو إبطالها بشكل كبير)، وتعلم كيف ننجذب إلى الأشخاص الذين لديهم الصفات الجيدة للشخصيات الأبوية، ولكن -إذا ما حالفنا الحظ- ليس جوانبهم الإشكالية ولكن هذا صعب الهدف الأكثر واقعية هو قبول أننا على الأرجح سننجذب دائمًا إلى صفات الارتداد.

نبدأ في انتقاد شركائنا بسبب الصفات ذاتها التي سعت غرائزنا إليهم من أجلها ليس من المستغرب أن نفعل هذا، لأننا تعلمنا من قِبَل خبراء (في الطفولة) كيفية التعريض بهذا النوع من الأشخاص ‫ لم يكتفِ والدانا الصعبان بجعل مزاياهما سامّة فحسب.

إذا فهمنا أنفسنا بشكل صحيح،

‫ سنعرف حينها أن ثمة جوانب كثيرة منا بحاجة إلى التحسين.

التعليم والتعلم لا يمثلان تخليًا عن الحب: إنهما الأساس الذي يمكننا من خلاله أن نتطوّر إلى عشاق أفضل، وعلى نطاق أوسع، أشخاصًا أفضل.

فإذا فهمنا أنفسنا بشكل صحيح، سنعرف حينها أن ثمة جوانب كثيرة منا بحاجة إلى التحسين فالحب يصبو إلى أن يكون ساحة آمنة حيث يمكن لشخصين أن يعلما ويتعلّما بلطف كيف يتطوّران إلى نسخ أفضل من أنفسهما،

تحسين غرائزنا الإشكالية ‏

‫1 - تحسين غريزة الاكتمال

‫ لسنا عاجزين أمام غرائزنا. فمن خلال فهم طريقة عملها، يمكننا اتخاذ خطوات للتخفيف من أسوأ عواقبها.

ربما كان أحد الوالدين ذكيًا جدًا، لكنه مُحقرٌ: وعليه لا يمكننا الآن أن نحتمل أي شخص ذكي ربما كان أحد الوالدين جيدًا في العمل، ولكنه كان باردًا من الناحية العاطفية: ومن ثم لا يمكننا الآن أن نحتمل أي شخص ناجح مهنيا.

فدينامية التكرار هي ما نطلق عليه النزوع الغريب في العلاقات، حيث نذهب مرارًا وتكرارًا إلى شركاء ذوي طبيعة معيبة جدًا ولا يسمحون لنا بالازدهار أو العثور على السعادة من الصعب جدًا رؤية هذا الميل في حالة المرء نفسه ولكن من السهل جدًا اكتشافه في الآخرين.

المشكلة مع غريزة الألفة ‫ أ- الدينامية المتكرّرة ‫ تقودنا الغريزة إلى شركاء محتملين يبدون مألوفين فحب البالغين، من نواحٍ كثيرة، هو بحث عن إعادة اكتشاف مشاعر اختبروها لأول مرة في الطفولة ومن ثم يتوجب على الشريك المُختار، ولإثبات جاذبيته، استحضار مشاعر عدة

ومن أكبر الأخطار التي ينطوي عليها نزوعنا «غريزتنا» إلى التأييد أنه يؤدي، عند الإحباط، إلى التجهّم. التجهّم ظاهرة مميزة للغاية في سيكولوجية الحب. فنحن، وبشكلٍ حاسمٍ، لا نحرد من أي شخص.

وينتهي بنا الأمر بالشعور بالوصاية والإهانة و«الاستحواذ» من قبل شريكنا ‫ علاوة على ذلك، قد لا يكون شريكنا دائمًا هو المعلم المتسامح والحكيم الذي قد نحتاج إليه وبغضّ النظر عن صبرهم في سياقات أخرى، سيكونون عرضة لخطر الخوف والإهانة.

سنكون دائمًا مخلوقات غريزية، لكن يمكننا أن نتعلّم كيفية إدارة دوافعنا بشكل أكثر فعالية. ومن خلال القيام بذلك، سنعمل على تحسين فرصنا بشكل جذري في العثور على شخص يمكننا أن نحبه بنجاح على المدى الطويل.

ينتهي الأمر بتعلّقنا بشركائنا إلى أن يخالطه الشعور بالألفة. ففي أحضانهم، بالمعنى العاطفي، نعود إلى المنزل.

‫ ومن دون أن يُعطي أحد الأمر كثيرًا من التفكير، فإنهم ينادوننا بلطف baby «طفلي».