اقتباسات إليف شافاق

: إنَّ الناس الذين يعتذرون من غير ضرورة ميَّالون أيضًا إلى الامتنان على نحو غير ضروريّ.

ثمَّة نمطان من الرجال: يتمثَّل الأوَّل في أولئك الذين يحطِّمون القلوب، والثاني في الذين يبثُّون فيها الأمل. ونحن نُغْرَم بالنمط الأوَّل. لكنَّنا نتزوَّج بالنمط الثاني. كانت تكره أن تفكِّر في أنَّ الحياة، حياتَها، برهنت على صحَّة نظريَّة شيرين.

تخيَّلت بيري المرأة حاملةً بين يديها حقيبةً مملوءة بمحن الناس وبلاياهم وأسرارِهم المصونةِ، فتحشر أنفها فيها وتتنشَّق منها كأنَّها تنشد استراحة موقَّتة من حياتها الخاصَّة.

‫فكَّرت بيري في نفسها: «كانت صديقتي المفضَّلة»، إلَّا أنَّها لم تشأ الإفصاح عن ذلك. «هي ومنى وأنا، نحن الثلاث: الآثمة والمؤمنة والمشوَّشة».

«ليس هنالك حكمةٌ من دون حبّ، ولا حبٌّ من غير حرِّيَّة، ولا حرِّيَّةٌ ما لم نتجرَّأ ونخرج عن النمط الذي آل إليه مآلنا».

تبدو إسطنبول عاصمة كبرى بقدر ما تبدو خليطًا مدنيًّا أو حضريًّا من جماعات منفصلة، الواحدة عن الأخرى. فالناس إمَّا «متديِّنون متشدِّدون»، وإمَّا «علمانيُّون متشدِّدون». أمَّا الذين ظلُّوا بين بينْ، فقد تواروا عن الأنظار، أو التزموا الهدوء على نحو غريب.

يُخيَّل إليكَ أنَّك لا تتحدَّث لغتهم، ثم تُدرك أنَّ الحزن نفسه لغة. فنحن البشر نفهم بعضنا بعضًا عبر ماضينا الحزين».‏

تركيا مضطرَّة إلى وضع إحدى قدميها على عتبة أوروپا، واندفعتْ إلى أمام بكلِّ ما تملك من قوَّة، لتجد أنَّ العتبة أصغر من أن تمكِّنها من حشر نفسها فيها على الرَّغم من الجهد الجهيد الذي تبذله في الاندفاع والتقدُّم

للبشر وَلَعٌ بالحذف قدر ولعهم بالتوثيق، لا سيَّما المنتصرين، القابضين على القلم الذي يدوِّن حوليَّات التاريخ.

كان غياب الأشجار توبيخًا قاسيًا على الأخطاء المريعة التي اقتُرفت.‏

لا تقلقي. خلق الله أغصانًا خفيضةً للطيور التي لا تُجيد الطيران

لم يكن يجد السلوى إلا حين يقرأ عن الأشجار أو يفكَّر فيها.‏

وعلى الرَّغم من أنَّ الأشياء حدثت بسرعةٍ بالغة، إلاَّ أنَّها تمرُّ دومًا في ذاكرته ببطءٍ شديد، ببطءٍ لا يُطاق.

بسم الله رحمن رحم عمدلله ربلعلمن عرحقارحم حمدالله

غريبون هؤلاء البشر، مليئون بالتناقضات، كما لو أنَّهم يحتاجون إلى الكراهية والإقصاء بقدر احتياجهم إلى الحبِّ والاحتضان. تنغلق قلوبهم بقوَّة، ثم تنفتحُ على وسعها، وتنقبض تارةً أخرى مثل قبضةٍ متردِّدة.‏

مع ذلك، ووفقًا للتجربة الشخصيَّة، أستطيع أن أؤكِّد لكم شيئًا عن البشر، وهو أنَّهم سوف يتصرَّفون مع اختفاء جنسٍ من الأجناس كما يتصرَّفون مع كلِّ شيءٍ آخر: بأن ينصِّبوا أنفسهم مركز الكون.‏

لا يسعكَ أن تهتمَّ كثيرًا بأيِّ شيءٍ غير عذابات البشر، وإلاَّ رأى الناس في ذلك إهانةً لآلامهم. لم يكن هذا هو الوقت أو المكان المناسب للحديث عن النباتات والحيوانات، والطبيعة بشتى أشكالها

لطالما آمنتُ بأنَّ حوامل العالم أمَّةٌ مستقلَّة، يتقيَّدن بالقواعد المتعارف عليها نفسها، وتساورهنَّ المخاوف نفسها حين يأوين إلى الفراش ليلاً.

الشريعة كالشمعة، فهي توفِّر لنا قَدْرًا كبيرًا من الضياء، ولكن يجب ألَّا ننسى أنّ الشمعة تساعدنا على الانتقال من مكان إلى آخر وسط الظلام. وإذا نسينا الوجهة التي نتّجه إليها وركَّزنا بدلًا من ذلك في الشمعة نفسها، فما فائدة ذلك؟

الذكريات مراوغةٌ وهشَّةٌ مثل خصلات الصوف التي تنثرها الريح