اقتباسات عزت القمحاوي

دائمًا نائم. وعندما يستجيب مرَّة ويخرج إليهنّ، يتطلّعن إلى وجهه، يكدن يشددن الكلمات من لسانه. يقول:

‫ ـ كانوا بيرشّونا رشّ زي الناموس.

‫ لم تفهم النسوة سببًا للألم الذي يعاني منه

وهذا ما حاول الشباب أن يشرحوه لمسعدة، لكنّها لم تفهم، أو لم تشأ أن تفهم، مهووسة بمصير آخر عنقودها ‫ تمضي مع أمّهات الغائبين، يجلسن مع أمّ العائد أمام دارها، على أمل أن يحكي شيئًا جديدًا تدخل المرأة وتعود إليهنّ على استحياء.

كان معجبًا بإصرار أخته على النجاح طوال اختفاء وفيق، لكنّه لم يشأ أن يضغط عليها لتواصل العيش مع ضرّة وتتحمّل سخافات تصرّفات الاثنين اللذين لا يحلو لهما الهراش إلّا وسط الجميع مثل الكلاب ‫ ـ طول الليل تضحك كأنّه بيزغزغها،

أشجار الكازورينا العتيقة نفسها، لكنّها هزلت وشاخت حتى إنّ بعضها لم يتبقَّ منه إلّا جذوع قصيرة نخرها السوس لاحظت أنّ الأشجار لم تعُد تحجب قرص الشمس الذي بدأ في الغرق وسط حقول القمح الصفراء في البعيد ‫ فكّرت في أنّها أيضا تغيرت. صارت عجوز، لكنها عادت مع ابنتها.

كانت الحكومة متحالفة مع إنجلترا بحكم اتّفاقيّة ملزمة، بينما يهتف المصريّون للألمان: تقدّم يا روميل، استبشارًا بالقائد الذي عبر بجنوده من برقة إلى العلمين فكّر سلامة في ضرورة عودة الأولاد من الزقازيق، خوفًا من القصف والاجتياح وبلطجة الجنود الإنجليز المحبطين في شوارع لندن.

مجاهد الذي يعرف حفيظة، ابنة عمّه، لم يستبعد أن يكون دافع التوفير وراء اقتراحها، خصوصًا أنّ الحالة تدهورت حتى اضطرّوا لدفع الأموال الأميريّة في السنة الأخيرة من مصاغ المرأتين. أصابه الاقتراح بالكمد، ولكنّه لم يجد ضرورة لرفض التناغم بين الزوجتين.

ووجد مجاهد أنّ عليه مواصلة الحياة في بيت مباركة؛ فلم تعُد دار بدر، أو دار المرأة الصغيرة التي أذلّت رجولته، بل صارت داره مع نصف أسرته. منصور الصغير الذي يحجل في الغرف المفتوحة، وناجي المختبئ في الغرفة المغلقة.

كان مساء جمعة، وكان الرجال في المنضرة يتكلّمون في الوقت نفسه، دون أن يتوصّلوا إلى حلّ للمشكلة التي أثارها يوسف أثناء خطبة الجمعة. كان الخطيب يتحدّث عن فضل التبكير إلى الصلاة: «مَن جاء مبكرًا يكون قد قرّب إلى الله جملًا

استطاع أن يفضّ القشرة الرقيقة للكلمات المجرّدة ليستمع إلى دعوة انتظرها طويلًا وجاءته على غير توقّع؛ فارتبك وأزاحها عن طريقه كأنّه يتحاشى فضيحة خرج مهرولًا يتلفّت حوله دون أن يجد الفرصة ليسأل نفسه إن كان ما فعله صحيحًا أم لا:

وماجدة تنفق عليه من الأرباح البسيطة لدكان بن وفي نهاية يوم من الترتيل ليس له إلا لفافة حشيش أو بانجو أمام التليفزيون ليرى النشرة التي سجلها منذ قليل، لكنه ليلة الحادث لم يتمكن من ذلك في وجود زوجة توبخ أسيرها،

«مجنونة إيهاب» البلطجية جرحوا يده وهددوه بتشويه وجه زوجته المخرجة بماء النار؛ ولم يكن أمامه سوى تطليقها (خوفًا عليها مثلما روى في التحقيقات).‏ ‫ ‏بطل تراجيدي نبيل، أجلى امرأته من ساحة المعركة، وتفرغ لمحاربة الشر القدري كما في مسرح شكسبير

وبتعبيره: «أرادت أن أزني معها».‏ ‫ ‏قد لا يكون لهذا التفصيل أهمية في القضية، لكنه مثل ستارة الغرفة، قسم حقيبة الإثم بين القاتل والقتيلة لدى الرأي العام؛ فإيهاب قاتل، نعم، ولف سيجارة حشيش قبل القتل نعم، لكنه من بيت أصول تربى على الأخلاق .

تم تنفيذ حكم الإعدام في صدام فجر عيد الأضحى الموافق 30 ديسمبر 2006م.‏ ‫(6)‏ سقطت سعاد من شـرفة في لندن 12 يونيو 2001.‏ ‫(7)‏ رحل جودة خليفة في 19 سبتمبر 2000.‏ ‫(8)‏ رحل إبراهيم منصور في 9 مارس 2004.‏ ‫(9)‏ مات مايكل جاكسون2009

رحل يحيى حقي يوم 9 ديسمبر 1992.‏ ‫(2)‏ رحل محمد شكري في 18 أغسطس 2004.‏ ‫(3)‏ رحل إميل حبيبي في الأول من مايو 1996.‏ ‫(4)‏ قتل إيهاب زوجته يوم 19 يوليو 2010.‏ ‫

‫ ‏لا يشبه الأبنودي في نصه وشخصه أحدًا آخر مثلما يشبه المتنبي، يحلو له اللعب مثله، ولا تجد له مبررًا لهذا اللعب الذي لايتناسب مع حجم جمهوره.‏ ‫ ‏بحار المحبين يمكن أن تصل بشخص آخر إلى ادعاء الألوهية لا النبوة، فكيف يجامل الأبنودي خفير ًا أو وزير ًا

«يامنه» العمة التي صفّاها الأبنودي وخلدها شعرًا تقول:‏

‫ ‏عاد اللي يعجِّز في بلاده‏

‫ ‏غير اللي يعجز ضيف‏

‫ ‏هي رؤية الشاعر أعارها لعمته، كما استعار البنطلون والقميص والجاكيت من القاهرة، قلق الغربة من جده سنوحي.

‫ ‏عندما ترى الأبنودي في زيه الإفرنجي، مهما كانت قطع الزي متناسقة، مع بعضها البعض، أو مع لون الحشو الداكن، لا يمكن أن تشعر بأن هذه الملابس تخصه، بل تخص ابن خاله المديني، أعارها له حتى تجف جلابيته المغسولة، بعد أن طالت مدة زيارته

حصر شخصياته في أربعة عدهم على أصابعه: الواد الغلبان الذي لم يزل يعيش في داخله، المواطن البسيط الذي يجالس جيرانه من المزارعين بالإسماعيلية؛ فلا تحس أبدًا بأنه يختلف عنهم أو يعلو عليهم، والرجل المريض الذي لا يُسمح له بمجالسة زواره، و أخيرًا عبد الرحمن المهيمن.

وتقول إن أجمل ما في الحب هو الإهمال والاسترخاء والبعد عن القواعد المضجرة، والابتكار أمام القدور وبين الملاحف.‏ ‫ ‏نايجيلا تأخذ الطبخ بجدية أكبر، ويراها الرجال وهي تبتكر بين القدور. ومن حسن حظ النساء الغيورات أن رجالهن لا يستطيعون رؤية ابتكاراتها الأخرى.

نايجيلا وحيدة دائمًا، ونرى أثر الأكل المنفرد لوجباتها الشهوانية في اكتناز جسدها.‏ ‫ ‏إيزابيل تختلف عنها في نقطة أخرى؛ فهي لا تمتثل للوصفات بل إن الكتاب يبدو معارضة ساخرة لقواعد الطبخ الواقعية والشعوذات المطبخية، عبر مئات من الوصفات الخطرة للإمساك بالحبيب.