1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : رواية "مشاعر لا تنتهي"
3️⃣ التصنيف : إجتماعي
4️⃣ الكاتبة : أمنية شفيق
5️⃣ الصفحات : 153 Abjjad | أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2025 م
7️⃣ الناشر : دار اكتب
8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐
♦️مقدمة عامة:
ـ أولى قراءاتي للكاتبة أمنية شفيق ، في فرصة التعرف على أقلام جديدة ، لم أقف على أعمالها ، ورشحت لي من باقة من القراء ، وكان معادنا الأول مع "مشاعر لا تنتهي" العنوان يوحي بباقات من الإحساس ، وآآهات كما الأنفاس ، تصورتها غنية بما حمل الغلاف ، فهل صدق التصور أم كان الخلاف ...؟
ـ حول الفقد والألم دارات ، وفي كنفه صالت وجالت ؛ الفقد أولًا، حيث تناولته الكاتبة من مختلف زواياه: فقد الموت، فقد الأمل، فقد الحياة، فقد الشغف، فقد الطموح، وفقد الحب .. من تفقد زوجها ، وأخرى وليدها ، وثالثة حبيبها ، ورابعة طموحها ، وأخيرة كل ما لها .. كما تناولت الألم بجوانبه المتعددة: ألم المرض، ألم الوحدة، ألم البقاء، ألم الفراق، وألم العنوسة.
♦️ملخص القصة:_
ـ بدأت الرواية بداية قوية ، واستمرت في هذا النسق إلى حد كبير ، تدور أحداثها حول طفلة بسيطة الجمال ، لم تدن للكمال ، سمراء ليست مثلهم ، فقدت والدها منذ الصغر ، تاركًا إياها مع والدتها وثلاث شقيقات وأخ .. كونها البنت الكبرى ، تحملت مسؤولية تربيتهم مع والدتها.
ـ ومع مرور الأيام ، نجحت في دراستها ، وحياتها العلمية والعملية ، وفي المقابل اخفقت حياتها الإجتماعية .. تزوجت شقيقاتها جميعًا ، بينما بقيت هي عزباء حتى بلغت الخامسة والثلاثين ، حين طرق بابها حبيب ، لكنه سرعان ما رحل ، تاركًا جرحًا عميقًا .. وعند بلوغها الخامسة والأربعين ، أتى الخطيب ، فتزوجت ، لكنها خرجت من هذه الزيجة بجراح أشد عمقًا .. في النهاية ، أدركت أن الوحدة قدر كتب عليها ، فقبلتها ورضيت بها .
هل كانت ضحية القدر والظروف ؟
هل كانت هي السبب ؟
هل كان أهلها ؟
♦️اللغة والسرد والحوار:
أما عن اللغة ، فالعربية الفصحي البسيطة ، وقد لاحظت تفاوتًا في مستواها ، فبينما كان السرد قويًا في البداية ، بدأ يتهاوى في بعض المواضع ، خاصة في تراكيب الجمل التي جاءت ضعيفة لفظًا ومعنى ، كما في الأمثلة التالية:
ـ ❞ قامت سهام بشراء لوازم العروس من ملابس وقمصان نوم ❝
..وهنا، ألم تكن "قمصان النوم" ضمن "ملابس العروس"؟ التكرار غير مبرر.
ـ ❞ وطوال الأيام التالية، ستقوم سهام بمساعدة ضحى وعالية في الضغط على عواطف وحصارها للقبول بعرض الزواج، وسترقد سهام مريضة لتزيد من الضغط على عواطف ❝
..هذه الفقرة تصلح كملاحظة في مسودة العمل ، لكنها لا تنتمي إلى بنية السرد الأدبي.
ومع ذلك ، فقد كان الحوار باللهجة العامية من أنجح عناصر الرواية ، إذ جاء واقعيًا ومناسبًا لهذه القصة وهذا الزمن.
♦️الفكرة العامة:_
ـ ناقشت الرواية موضوع العنوسة وتأخر الزواج بشكل موسع ، متتبعة تداعياته من البداية حتى النهاية ، بما يحمله من آمال وآلام ، وأوهام وأحلام ، وطموحات وصعوبات .. البعض يتخى رغم قسوتها ، والبعض الآخر يستسلم تحت وطأتها.
ـ غير أن الكاتبة تناولت هذه القضايا بصورة سطحية، فلم تتعمق في معانيها بالشكل الذي يجعل القارئ يستشعرها ويتألم لها ! لا سيما والعنوان عن الشعورية .. حتى الشخصيات ، رغم كونها محورية في بناء العمل ، بدت هامشية في التأثير.
ـ أما الرسائل التي حملتها الرواية ، فقد كانت واضحة لكنها ضعيفة الأثر .. لم أشعر بمرارة الأحداث ، وإنما قرأتها كما لو كانت مجرد كلمات مكتوبة بلغة بسيطة ، هل يعود ذلك إلى أن الرواية تناقش قضية اجتماعية بحتة ، أو لأنها - في رأيي - موجهة للنساء فقط ..
»» إن كان للسبب الأول فهذا اخفاق في توصيل المعني باللفظ والمبنى .
»» وإن كان للسبب الثاني فهذا يعدّ أحد عيوبها ، إذ إن الأدب يجب أن يكون للجميع.
♦️العرض التشويقي:_
خلت الرواية من عنصري الإثارة والتشويق اللازمين في أي عمل روائي ، بغض النظر عن تصنيفه .. فالقصة مكرورة ومتداولة في العديد من الكتب والروايات ، فماذا يميزها إلا بعرض يحبس الأنفاس .. حتى الأحداث المفترض أن تكون صادمة ولها وقعها الشديد ، كوقوع أربع حالات وفاة لشخصيات مؤثرة جداً ، مرت مرور الكرام ، ولم تنقل الكاتبة فاجعة الفقد كما ينبغي .. جميعهم ماتوا بهدوء ، دون أن أشعر بالصدمة أو التأثر الحقيقي.
♦️رأيي الشخصي:
بشكل عام ، قدمت الرواية معالجة درامية لموضوع حساس ، لكن بأسلوب مباشر وسرد بسيط لم ينجح في تعميق الأثر النفسي للقصة .. على الرغم من البداية القويةز، فإن العمل افتقر إلى العمق في الطرح، والتأثير في القارئ، فضلًا عن غياب عنصر التشويق .. ومع ذلك ، فيكفي ما هدفت إليه ، ويكفي ما عرجت عليه عند قراء كثر ، ولي لقاء آخر مع أحد أعمالها كي تكتمل الصورة.
#أبجد
#أمنية_شفيق
#مشاعر_لا_تنتهي
#المعرض_قبل_المعرض
#مراجعات_محمود_توغان