من منا لم يقابلها في حياته أو جمعته بها صدفة من صدف الأيام؟
عواطف، هالة، أو حتى أسماء كلها أسامي لشخصيات جمعهن مصير واحد هو قطار العمر الذي مضى سريعا وقد فشلن في إيجاد شريك العمر وربما العبارة الأصدق أنه هو من فشل في إيجاد جوهرة منهن لتجد كل واحدة منهن نفسها في نهاية العمر وحيدة في بيت خلى من الأهل والأشقاء وقد انشغلوا جميعا في أمورهم وأولادهم تاركين لها فراغا لا يملأه إلا الهلاوس والأفكار السوداء وربما الندم على قرارات لم تتخذ في وقت مناسب.
في مشاعر لن تنتهي والتي شرفتني كاتبتها بقراءة مسودتها النهائية قبل النشر عشت مع عواطف، تلك الفتاة المسالمة التي ظلمتها الجينات قبل الظروف، فجاءت سمراء نحيلة على عكس شقيقاتها التي شبههن الجميع حتى أمهن بالأميرات ما أدى إلى زواجهن جميعا قبلها لتستقر مع أمها كما كانت منذ طفولتها سندها وذراعها الأيمن بعد وفاة الأب وهم جميعا في عمر الزهور.
ظل التساؤل ينهشني طوال رحلتي مع الرواية، هل ظلمتها الأم بالسماح للشقيقات الأصغر بالزواج قبلها أم هي القسمة والنصيب كما نقول في كلامنا الدارج؟
ما أدهشني في عواطف هو قدرتها على التجاوز سواء للألم أو الفشل وتخطيها وخروجها للنور من جديد صلبة متماسكة رغم هشاشتها الداخلية.
احتوى العمل على قدر هائل من المشاعر الجميلة وتفاصيل بيوتنا المصرية جميعها بكل ما تحويه من دفء واحتواء ولمة العيلة في الليالي الجميلة.
نجحت الكاتبة في اختيار أجزاء من أغنيات عبد الحليم وأم كلثوم وكذلك الأغاني الحديثة فجاءت مناسبة ومتماهية تماما مع محتوى الفصل الجديد للرواية، كل ذلك بلغة عربية فصحى سهلة وبسيطة يتخللها حوار عامي أكثر من رائع اضفى على العمل حيوية وبساطة زادت من جماله.
كل التوفيق للكاتبة في أعمالها القادمة.