أنا وهيبة > مراجعات رواية أنا وهيبة

مراجعات رواية أنا وهيبة

ماذا كان رأي القرّاء برواية أنا وهيبة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

أنا وهيبة - فاطمة العوا
تحميل الكتاب

أنا وهيبة

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    رواية بديعة مكتوبة بعناية تتناول سيرة الرائدة النسوية"وهيبة حرب".

    تستحق القراءة

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    1️⃣ الموضوع : مراجـعة نقدية

    2️⃣ العمل : رواية أنا وهيبة

    3️⃣ التصنيف : سيرة ذاتية

    4️⃣ الكاتب : فاطمة العوا

    5️⃣ الصفحات : 202 Abjjad | أبجد

    6️⃣ سنة النشر : 2024 م

    7️⃣ الناشر : السراج للنشر والتوزيع

    8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐

    📚 مقدمة عن أدب السيرة الذاتية:

    ✍️ يمثل أدب السيرة الذاتية نافذة فريدة على التجارب الإنسانية المتنوعة التي تشكّل ملامح المجتمع المصري، بثراءها وتعقيداتها وذكرياتها ؛ عاكساً حيوات الأفراد ولحظاتهم الشخصية وتجاربهم الفردية ، إلى تجارب جماعية ذات دلالات أعمق ، ففي حين يبدو أنه مجرد توثيق للأحداث ، فإنه يتجاوز السرد التاريخي إلى البحث في الهوية ، والذاكرة ، والصراعات الداخلية.

    ✍️ أضحى يلعب دورًا جوهريًا في إبراز هموم الفرد المصري ، سواء أكانت تلك همومًا ثقافية أو اجتماعية أو سياسية ، وهو نوع أجاد فيه كتابنا ببراعة ، متقنين المزج بين الصدق الفني ، والتحليل النفسي العميق ، وهنا أجادت الكاتبة ببراعة حينما عكفت على إبراز سيرة جدتها المخفية فأصبحت بمثابة مرآة تعكس تناقضاتها هي شخصياً ، بل ونحن في الجوار ، وتبرز النضال المستمر للتوفيق بين الماضي والحاضر ، وبين التفرد والارتباط بالجماعة .

    📚 الغوص في أعماق العمل:

    🔸 قبل أيام قليلة نادى منادٍ من هذا المكان ، يا معشر القراء هلموا معنا إلى رحلة شيقة ماتعة ممتعة ، خلافاً لما تألفوه ، وعكساً لما تعرفوه ، نحو عبق الماضي وجمال الذكريات وقصص السيرة الممزوجة بالتحدي والصمود ، والانزلاقات والصعود ، رحلة تقودها امرأة فاقت أقرانها خبرة ودقة وعرضاً وأدباً .

    🔸 ركبنا فأبحر الربان بنا إلى نحوٍ سحيق بدأت تعرفنا بنفسها من حيث ما انتهت إليه حياة والدتها الراقدة في المستشفى تعاني من السرطان ، تجاورها على سرير المرافق ، يناديها قريباً عجوزاً "بوهيبة" فتنتبه…! ، فللإسم وقع غريب ،عزمت على تتبعه فأتت الرياح بما لا تشتهي السفن .

    🔸 تموت والدتها إثر اشتداد المرض الذي ورثته ومنه تعانى هي الأخرى ، فتأخر البحث والاستقصاء إلى أمد طويل ، حتى شاء القدير بوقته ، فقامت تبحث وتغوص في أعماق الإسم "وهيبة" من هي..؟ وما علاقتها بنا..؟ ما علاقتها بي..؟ ولما ناداني هذا القريب بإسمها ..؟

    تساؤلات في سبيلها خاضت الكثير والكثير ، تصعد جبلاً ، تهبط وادياً ، تزور قريباً ، وتسمع غريباً ، ترى عجباً ، وتميل طرباً ؛ من جمال السيرة ، وروعة المسيرة .

    🔸 تعد العدة كاملة ، وتبدأ رحلة البحث والاستقصاء عن الجدة "وهيبه" التي أخفاها الزمان ، وشاء الله إلا أن تخرج للعِيان ، خطة مجدولة منظمة نهجتها الكاتبه في سبيل جمع المعلومات المؤكدة والموثقة ، تعددت اللقاءات والحوارات بكل من لهم صلة بصاحبة السيرة ، وكل من تظنه يقدم جديداً حول حياة الفقيدة .

    🔸 إلى الآن هذا هو الهدف الرئيسي من العمل ، بيد أن أمواج الذكريات تلاطمت ، واخذتنا إلى أبعاد وشخصيات وآفاق ورؤىً ورسائل شتى ، فالطريق إلى وهيبة فتح العين والقلب على تاريخ كبير … عرفنا البحث على قوم من الجزيرة العربية نزلوا مصراً واستوطنوها ، هم "آل حرب" والتي تنتمي وهيبه إليهم … عرفنا البحث على رجلٍ لم تقف نشأته الصعيدية ، وعاداته الملزمة الخانقة ، شديدة الجمود ، كثيرة الغموض ، من تحقيق رغبة بنيته الصغيرة في التعلم .. بل قام في سبيل ذلك ببذل النفيس حتى عم الخير على الجميع بفضل رؤية عميقة لرجل ملهم …عرفنا البحث على الجد توفيق الذي أحب وهيبه الذي كان ارتباطه بها ذو مغزىً وهدفاً سامياً ، نحو تحقيق المعالي .

    🔸تحررت وهيبة من قيود مجتمعها المكبلة والسالبة للحرية ، فظهرت وبانت وتعلمت وكانت لها بصمة عند الجميع ، قامت وزوجها وأهلها في سبيل ذلك جروا بحكمةٍ مفادها " لا تحاول توسيع المكان الضيق بل ابحث عن الرحابه بعيدا" هكذا انتقلوا الى القاهرة خلف شغفهم وأهدافهم فحققوا المراد ، وظهروا بين العباد .

    📚 رسائل وإشارات :_

    بعد قراءة العمل وقفتُ وتأملت قائلاً لنفسي ماذا جنيت يا توغان من هذه القراءة ، وهل عادت عليك هذه السيرة بفائدة .. واتتني الإجابة فوراً ومن قلب المحيط ، فما زلنا نبحر لو تذكرون ! أيقنت أن العمل يحمل كمَّاً من الرسائل النفسية الرقيقة ، والفلسفة الذاتية العميقة ، التي جاءت قصداً أو عرضاً ، وأهم ذلك ما يلي:

    1️⃣ العلم هو سبيل النجاح الأول :

    ضربت وهيبه أروع مثال على أن العلم هو سبيل كل نجاح وتقدم ومرونه وسلام ، لا سيما وقد فتحت لك الأبواب ويسرت لك الأسباب .

    2️⃣ الصمود يجلب الأمل :

    بالطبع فإن وهيبه قد عانت الأمرين في طريقها ، لكنها واصلت وكافحت فنجحت وتم المراد ، الوقت والزمان والمكان والنوع والعادات والتقاليد والأعراف والدين والطبيعة .

    3️⃣ التوثيق التاريخي:

    البحث في الذكريات ولد أحداثاً كثيرة كانت طي الكتمان أو النسيان ، فلولا هذا البحث لما علمنا شيئا عن مدرسة البنات في أسيوط ، ومن وراء نشأتها وتبيعات ذلك .

    4️⃣ العمل كورس تعليمي مجاني:

    فإن الكاتبة افرغت على الأوراق ضوابط ولوازم وأساليب وقواعد البحث والكتابة ، لاسيما لو كانت عن المجهول وفي ذلك جُل إفادةٍ للباحثين والكتاب صغاراً وكباراً .

    5️⃣ علاقة الأبناء بين الماضي والحاضر:

    فقد نوهت مراراً على علاقة الأبناء والآباء ، فالتحرر والثقة والإعتراض الذي نراه اليوم من أبناءنا كنا نقوم به في الماضي ، الأهداف التى نضعها لأنفسنا لا يجب أن نطالب أبنائنا بتحقيقها .

    6️⃣الحرية الفردية:

    الرواية تناقش بشكل كبير مسألة الحرية الشخصية ، حيث تعكس الشخصية الرئيسية صراعاتها مع القيود الإجتماعية التي تحاول فرض سيطرة معينة على اختيارات الأفراد .

    7️⃣ الهوية والانتماء:

    الرواية تلقي الضوء على مسألة الهوية والانتماء ، سواء كانت هوية الفرد داخل المجتمع أو الهوية الثقافية والاجتماعية ، كما تطرح تساؤلات حول تأثير المجتمع في تشكيل الهوية.

    8️⃣ التقاليد والحداثة:

    العمل يشير إلى التناقضات بين التقاليد والحداثة ، وكيف يمكن أن تؤثر القيم التقليدية على حياة الأفراد وتمنعهم من اتخاذ قرارات حرة ، بينما الحداثة تسعى إلى تحرير الفرد من هذه القيود.

    9️⃣ الحب والخوف من الفقدان:

    العلاقة العاطفية في الرواية تعبر عن الحب كقوة دافعة ولكن أيضًا كمصدر للقلق والخوف من الفقدان ، تتناول الرواية مشاعر الحب بمستويات متعددة من الإخلاص والصراع.

    🔟 الصراع الداخلي والخارجي:

    الشخصيات في الرواية تعيش صراعات داخلية تنعكس على قراراتها وأفعالها ، بينما تواجه صراعات خارجية مع المجتمع والتقاليد ، يعكس هذا التوتر بين ما يريد الشخص وبين ما يفرضه المجتمع.

    📚 التحليل الأدبي والنقدي:

    ▪️ـ الكتابة بحر فياض تتلاطم أمواجه ، ولا يمكن الوصول إلى أعماقه ، من قلبه تستخرج الدرر ، لكن هل يدرك الكُتاب ذلك ، إدراكاً يوجب عليهم تنقية المستخرج من الشوائب ، وتنزيهه من المعايب ، متسلحين بقوة المعلوم والمجهول .

    ▪️ـ أما المعلوم فهي سلاح اللغة القوية ، والسرد الممتع ، والحوار المشبع ، والأسلوب الرائق ، والمضمون الفائق ، والعرض المشوق ، والحبك المدقق ، والتصوير المنمق ، والفائدة المرادة ، بكل إجادة ، ثم القيام بخياطة كل ذلك بخيط رفيع ، لا تبصره العينان ، ويصل للقلب ومنه للجَنان .

    ▪️ـ وأما المجهول فهي الفكرة المستحدثة ، والقصة المغلفة بالقالب الروائي ، والقدرة النفسية ، والقوة المعنوية على إخراجها .. فهل نجد في هذا العمل ما سبق….؟ يتضح ذلك في هذا التحليل النقدي الموجز:

    ◾ العنوان:

    "أنا وهيبة" يعكس الجوهر الشخصي للرواية ، حيث يربط بين الذات (الكاتبة) وجذورها (جدتها وهيبة) ، هذا العنوان يبرز العلاقة المتأصلة والموتدة بين الكاتبة وجدتها ، مما يوفر للقارئ فكرة عن الطابع السيري الذاتي للرواية ، هو عنوان يعكس الصلة العاطفية والبحث العميق في الهوية الشخصية والتاريخ العائلي ، وإن كنت أرجح ألا يكون العنوان في السير الذاتية مباشراً ، كما رواية "موت صغير" للكاتب محمد حسن علوان ، سيرة الشيخ الأكبر بن عربي ، فللأسم وقع رهيب وجذب عجيب .

    ◾ الغلاف:

    الغلاف يحمل رمزية بصرية قوية ؛ لون أخضر عتيق قديم بقدم الزمن ، وصندوق خشبي كبير وآخر صغير عليه صورة وهيبة ، ومجموعة متناثرة من الأوراق ، كل ذلك له دلالات معينة ، تظهر لمن يقرأ العمل ويسبر أغواره ، والحق فهو جميل جدا وجذاب لنظر القارئ ، يساعد في خلق أجواء الرواية ويعزز من فهم القارئ لسياق القصة ، مما يجعله مناسبًا لمحتوى الرواية ، ومعبراً عن المكنون والمضمون ، رغم بساطته إلا أنه راقٍ ، ومميز بحق .

    ◾ البداية:

    بجملة "أهلا يا وهيبة"، التي تسحب القارئ مباشرة إلى عالم الرواية وتثير الفضول لدى الكاتبة ولدينا حول الشخصية المحورية وهيبة هذه البداية تأخذ القارئ والكاتبة قبلنا في رحلة بحثية وسردية تبدأ من سؤال بسيط وتتحول إلى رحلة بحثية واستقصائية عميقة ، جاذباً الانتباه ووضعاً الأساس لرحلة الكشف عن الهوية والتاريخ.

    ◾ العرض التشويقي:

    متسلسل ومرتب ومشوق جداً ، حيث تبدأ الرواية بالبحث في حياة وهيبة ثم تتطور الأحداث بشكل منطقي ، الرحلة البحثية التي تقوم بها الكاتبة يتم تقديمها بأسلوب يجمع بين التوثيق الشخصي والتحليل التاريخي ، مما يعزز من تماسك الرواية وجاذبيتها.

    ◾ اللغة وقواعد الإملاء:

    قوية ورصينة ومتمكنة ، تعكس إلمام الكاتبة بقواعدها والحرص على إخراجها بغير نقائص ، نقلت المشاعر حزناً وفرحاً ، وخوفاً وثقةً ، واطمئناناً وقلقاً ، وعزماً وتوانياً ، وحباً وبغضاً ، بكل حرفية من توصيل هذه المعاني بقليل من المباني ، بسيطة بلا تكلف واضح ، وسلسة بلا خلل فاضح .. بل إنني وجدت منها تدقيقاً وتحقيقاً لرسم وضبط قواعد الإملاء والنحو ، بالإضافة إلى استخدام متقن لعلامات الترقيم .

    ◾ السرد:

    ـ يتسم بالوضوح والتماسك والتسلسل واللغة الفصحى ، حيث يتم تقديم الأحداث والشخصيات بطريقة تجعل القارئ يشعر بالتفاعل مع القصة ، الرواية تتبع تسلسل منطقي في استكشاف حياة وهيبة ، مما يساعد في بناء تجربة قراءة ممتعة وشيقة … يسبق كل فصلٍ اقتباس له مغزىً مقصوداً ، ومعنىً موجوداً ، من درر الكاتب الكبير بهاء طاهر ، فازدانت جمالاً على جمالها.

    ◾ الحوار:

    باللغة العربية العامية الدارجة ، بشكل يعكس البيئة الثقافية والاجتماعية للأشخاص ، مما ساهم في عمق الشخصيات ، وأضفى على الحوارات واقعية حقيقة ، عكست تفاعل القارئ وتأثره بها .

    ◾الحبكة الروائية:

    الحبكة في الرواية جيدة ومتماسكة ولم تخرج عن إطار ما تهدف إليه ، تعتمد على رحلة البحث عن هوية وهيبة واكتشاف تفاصيل حياتها ، تقدم حبكة مشوقة تجمع بين الاستقصاء الشخصي والتاريخي ، مما يجعلها جذابة ومؤثرة للنهاية، رغم أنها متوقعة ، تعكس النجاح في تحقيق هدف الرحلة البحثية ، وتقديم الدروس المستفادة ، واستصحاب الحال على الماضي والعكس.

    ◾ نقاط القوة:

    - التمكن اللغوي والبلاغي شديد الجودة .

    - التوثيق الدقيق لكل معلومة وتاريخ وحكاية .

    ـ الحبكة الجيدة والمتماسكة بلا توهان ولا خلل .

    - تكريس قواعد البحث والاستقصاء والاستفادة منها.

    📚 اقتباسات:_

    ـ ❞ «ادعوا كما ينبغي أن يكون الدعاء، فإنَّكم تدعون لامرأةٍ ليس مثلها بين النساء نساء» ❝

    ـ ❞ يأتي الدعم تاليًا لأيِّ شيء: العقاب، الشك، اللوم، فيفقد معناه، ويزيد مع تأخره إحساسُنا بالضعف والهَشاشة اللذيْن يظلّان رفيقين لدروبنا لا يمحوهما نجاح ولا مركز ❝

    ـ ❞ لا دفء كدفءِ الأسرة ولا مودَّة كتلك التي تجمعُ دماءً مشتركة تجري في العروق رغم البُعد والاغتراب. ❝

    ـ ❞ أيجب أن يكون الشغف مرتبطًا بالحب كي نلتفت له، أو بالخطيئة ليُذكر ويُتحدث عنه ويُخلّد؟ أيجب أن يكون في قلوب اليافعين ليُفهم وليُبهر وليُقدر؟ لو أنَّ الزمن فقط يعود. ❝

    ـ ❞ يومًا بعد يوم أتأكدُ أن الماضي وحياة كلٍّ منّا الخاصة تقيِّدنا وتثقل أقدامنا وألسنتنا، ولا نستطيع خروجًا من قوالب الأهل والتربية التي عرفنا وخبرنا من قبل نحن أهل جيّدون، فقط بقدر ما تَسمح لنا به تجاربنا مع أهلنا، وآلامنا وأوجاعنا ❝

    #أبجد

    #فاطمة_العـــوا

    #مراجعة_أنا_وهيبة_وحكايات_نقوش

    #مراجعـــــات_محمــــود_توغــــــــــان

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    #مراجعة_أنا_وهيبة_و_حكايات_نقوش

    ### 1. **مقدمة عن العمل**

    أدب السيرة الذاتية والاجتماعية يعد من الألوان الأدبية التي تُعنى بالتوثيق الحميمي لحياة الشخصيات، معتمدةً على الحكي والتفاصيل الواقعية التي تبرز فيها الذكريات والعلاقات العائلية "أنا وهيبة" للدكتورة **فاطمة العوا** هي نموذج مشرق في هذا الصدد، حيث تختزل بين طياتها حكاية سعي نحو الجذور، رحلة لاستكشاف الماضي واستعادة تفاصيله المندثرة، العمل لا يقتصر على استحضار شخصية الجدة وهيبة فحسب، بل يفتح أبواباً واسعة لفهم تأثير الماضي على الحاضر، وتأمل في علاقات الأسرة، في ظل تحولات اجتماعية وثقافية متعددة، الرواية بذلك تمثل جسراً بين الأجيال وتعيد للقارئ سؤالاً أبدياً: كيف يؤثر ماضينا في تشكيل حاضرنا ومستقبلنا؟

    ### 2. **ملخص القصة **

    "أنا وهيبة" تأخذ القارئ في رحلة استقصائية تقودها الكاتبة فاطمة العوا، بحثًا عن هوية جدتها لأمها، وهيبة، التي لم تكن تعرف عنها الكثير سوى القليل من الحكايات المتناثرة، تبدأ الرواية بلحظة عابرة عندما يخلط أحد أفراد العائلة بين الكاتبة وجدتها بسبب الشبه الكبير في الشكل والملبس، ليبدأ التساؤل الجوهري: من هي وهيبة؟ ولماذا لم تعرف عنها شيئًا؟ يتعمق البحث بعد وفاة والدة الكاتبة، ويصبح استعادة الماضي وسيلة لفهم الجذور، الأسرة، وأبعاد شخصيات كانت جزءاً من حياة الأسرة، ولكن ظلت مغمورة.

    تتنقل الرواية بين الحاضر والماضي، تسرد تفاصيل حياة وهيبة، المرأة التي عاشت في فترة عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وسط تحديات اجتماعية وثقافية جمّة، مع ندرة المعلومات، تبدأ فاطمة رحلتها بجمع الحكايات والأحداث من أقاربها، لتكشف عبر مسار السرد عن شخصية قوية استطاعت تجاوز العقبات، سواء في اختيار مسار حياتها التعليمية أو كيفية التعامل مع البيئة الاجتماعية المحافظة، بينما تتابع فاطمة هذه الرحلة، تسرد أيضاً حياتها الشخصية مع زوجها وأولادها الذين يعيشون في الخارج ويواجهون تحديات مختلفة كالعنصرية والصراع مع التقاليد الغربية، الرواية لا تقتصر على اكتشاف هوية وهيبة، بل تطرح مواضيع اجتماعية مثل التعليم، المرض، العنصرية، والتحديات التي تواجه المرأة في كل عصر.

    ### 3. **اللغة**

    اللغة التي استخدمتها فاطمة العوا في الرواية جاءت سهلة وواضحة، ما بين الفصحى والعامية سردا وحوارا، كانت المفردات مختاره بدقة عالية مما أدى إلى الغرض المنشود بقليل منها الذي يجمع المعنى، كما أن استخدام بعض الكلمات الإنجليزية على لسان الأبناء الذين يعيشون بالخارج أضاف لمسة من الواقعية على طبيعة حياتهم في بيئة متعددة الثقافات.

    ### 4. **السرد**

    جاء السرد في الرواية متوازنًا، يجمع بين سرد الأحداث التي عاشتها الكاتبة أثناء رحلتها للبحث عن الجدة، وبين السرد التاريخي الذي يعيد إحياء حياة وهيبة في الزمن الماضي، اعتمدت الكاتبة في السرد على أسلوب التصاعد التدريجي للأحداث، مما أتاح لها بناء التشويق والاهتمام لدى القارئ، كما أن تنقل السرد بين الزمنين أعطى الرواية بعدًا عميقًا، وربط الماضي بالحاضر بشكل سلس.

    ### 5. **الحوار**

    الحوار كان واقعيًا وطبيعيًا، حيث استند إلى التفاعلات اليومية بين أفراد العائلة، واستخدام العامية المصرية في الحوار أضاف حيوية للشخصيات وجعل القارئ يشعر بأنه جزء من الأحداث، الحوار أيضاً ساعد في كشف شخصيات الرواية، سواء في الماضي أو الحاضر، وبرز فيه التباين بين الأجيال وطبيعة تفكير كل منها، خصوصًا بين الشخصيات التي تعيش في الخارج والذين تأثروا بالثقافات الغربية.

    ### 6. **الحبكة**

    الحبكة كانت مبنية بشكل جيد، حيث تميزت بالتدرج في كشف أسرار الماضي، الرواية تبدأ بحادثة بسيطة، ولكنها سرعان ما تتسع لتشمل رحلة معقدة لاستكشاف الجذور العائلية، الكاتبة استطاعت بناء حبكة متماسكة، حيث كانت كل خطوة في رحلة البحث تؤدي إلى اكتشاف جديد، مما حافظ على اهتمام القارئ وشد انتباهه طوال السرد، كما أن التوازي بين حياة وهيبة وحياة الكاتبة أضاف بعدًا فلسفيًا حول تأثير الماضي على الحاضر.

    ### 7. **الرسائل**

    الرواية تحمل مجموعة من الرسائل الهامة والمتنوعة التي تعكس قضايا إنسانية واجتماعية واسعة، يمكن تقسيمها إلى عدة محاور:

    1. **قوة الجذور والهوية العائلية:** 

       - من خلال رحلة البحث عن "وهيبة"، تؤكد الرواية على أهمية الجذور وتأثير الماضي في تشكيل الحاضر، فالكاتبة لم تعرف الكثير عن جدتها، ولكن عندما بدأت بالبحث عنها، أدركت أن جذورها تحمل تأثيراً كبيراً على حياتها وحياة عائلتها.

       

    2. **المرأة والتعليم:** 

       - الرسالة الأبرز تتعلق بالمرأة في المجتمع المصري، وكيف استطاعت وهيبة، مثل الكثير من النساء في تلك الفترة، الكفاح من أجل التعليم والتغيير، هذه الرسالة تحمل دعوة للاعتراف بدور المرأة القوي في بناء المجتمع.

       

    3. **التصدي للمرض:** 

       - الكاتبة تسلط الضوء على قضية **السرطان** وكيف أنه وراثي في الأسرة، وتوضح كيف كانت الأم والجدات قويات في مواجهة المرض، ليس فقط من أجل أنفسهن بل أيضًا من أجل أسرهن، الرواية تبرز رسالة قوية عن الشجاعة في مواجهة الأمراض والتحديات الصحية.

       

    4. **العنصرية والهوية في الغرب:** 

       - الرسالة المتعلقة بالأبناء الذين يعيشون في الخارج تعكس قضايا **الهوية والعنصرية** التي يواجهها العرب في المجتمعات الغربية، كما تطرح الرواية فكرة التأقلم مع الثقافات الغربية والحرية الشخصية، وكيف يؤثر الغرب على مفاهيم التحرر لدى الأبناء مقارنة بالأم التي نشأت في بيئة محافظة.

       

    5. **دور الأسرة في تشكيل الأبناء:** 

       - الرواية تبرز أهمية **التربية الأسرية** وتأثيرها العميق على الأجيال، حيث يظهر التباين بين أفكار الأبناء الذين تأثروا بالغرب وبين الأم التي تشكلت أفكارها في إطار تقاليد وثقافة مصرية قوية.

    ### 8. **نقاط القوة**

    1. **التناول الواقعي للشخصيات:**

       - الكاتبة نجحت في رسم شخصيات الرواية بواقعية شديدة، خصوصاً شخصية "وهيبة"، والتي رغم كونها غير موجودة بشكل مباشر في السرد، إلا أن تأثيرها الكبير يظهر في تصرفات أفراد الأسرة.

    2. **ربط الماضي بالحاضر:**

       - إحدى أهم نقاط القوة في الرواية هي قدرتها على الربط السلس بين الماضي والحاضر، مما يعزز الشعور بالاستمرارية والتأثير المتبادل بين الأجيال.

    3. **معالجة قضايا اجتماعية حساسة:**

       - الرواية لا تقتصر على قصة عائلية، بل تتناول مواضيع هامة مثل **العنصرية، الهجرة، السرطان، والمرأة**، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجه الأسر المصرية سواء في الداخل أو في الخارج.

    4. **السرد المتنوع والمتوازن:**

       - السرد يتنقل بسلاسة بين الحياة الشخصية للكاتبة وحياة الجدة وهيبة، مما أضاف ديناميكية للقصة وجعلها مشوقة ومترابطة.

    5. **الشخصيات المعقدة والمتعددة الطبقات:**

       - كل شخصية في الرواية تحمل خلفية قوية ودوافع واضحة، سواء في الماضي أو الحاضر، مما يجعل الرواية غنية بالتفاصيل الإنسانية والمعنوية.

    6. **اللغة السهلة والسلسة:**

       - استخدام الكاتبة لغة عربية فصحى بسيطة مدعومة بحوار بالعامية المصرية، جعل الرواية مقروءة بسهولة وواقعية في نفس الوقت.

    7. **طرح مسائل الهوية:** 

       - الرواية تُناقش كيفية تعامل أفراد الأسرة مع أفكار **التحرر والهوية** بين الشرق والغرب، وهو موضوع يعكس بعمق تحديات الجيل الجديد في مواجهة العالم المتغير.

    8. **النهاية المتفائلة:** 

       - رغم أن الرواية تدور حول اكتشافات مأساوية متعلقة بالماضي، إلا أنها تقدم نهاية مفعمة بالأمل في مستقبل أفضل واستمرارية الجذور رغم التحديات.

    ### 9. **الملاحظات**

    1. **تشتيت بسبب كثرة الشخصيات:**

       - الرواية تضم العديد من الشخصيات التي ترتبط بعضها ببعض عبر العائلة، مما قد يربك القارئ أحيانًا ويحتاج إلى مزيد من التركيز والتدقيق .

    2. **التكرار في المشاعر والأسئلة:**

       - هناك بعض التكرار في طرح أسئلة الكاتبة أثناء رحلتها الاستقصائية عن "وهيبة"، مما أدى إلى تسرب بعض الملل في أجزاء معينة من الرواية،كانت هذه الأسئلة يمكن تقليصها أو صياغتها بطريقة أكثر تنوعاً.

    3. **اختلاط التحرر بالقيم الغربية:**

       - بينما تعبر الرواية عن تقديرها للقوة والحرية، إلا أن القارئ قد يشعر في بعض الأحيان أن هذه الرسائل تركز بشكل مفرط على التحرر الذي يأتي من القيم الغربية، هذا الطرح قد يبدو مبهماً للبعض، إذ لم يكن هناك توضيح كافٍ لما إذا كانت الكاتبة تؤيد هذا التحرر أم تعارضه.

    4. **قلة التفاصيل حول الجدة وهيبة:**

       - على الرغم من أن الرواية تدور حول استكشاف ماضي وهيبة، إلا أن القارئ قد يشعر بأن التفاصيل التي حصلت عليها الكاتبة عن حياة جدتها كانت قليلة وغير مكتملة بشكل يروي فضول القارئ.

    5. **استخدام بعض الكلمات بالإنجليزية:**

       - اللغة الإنجليزية التي استخدمتها الكاتبة على لسان الأبناء الذين يعيشون في الخارج قد تكون منطقية لواقعهم، ولكنها قد تبدو للبعض غير ضرورية ومزعجة داخل السياق الأدبي.

    ### 10. **رأي نهائي**

    "أنا وهيبة" رواية مليئة بالتأملات العميقة حول الهوية، الجذور، والمرأة،فاطمة العوا نجحت في تقديم عمل أدبي يجمع بين السيرة الذاتية والأسئلة المجتمعية بطريقة حساسة ومشوقة، الرحلة التي قامت بها الكاتبة لاستكشاف ماضي جدتها هي في الحقيقة رحلة لاكتشاف الذات، والتفكر في معاني الارتباط الأسري وكيفية تأثير الماضي على الحاضر، رغم بعض التشتت الناجم عن تعدد الشخصيات، فإن الرواية تظل عملاً متماسكًا ومعبرًا عن تجارب شخصية واجتماعية، وتستحق أن تحظى باهتمام القارئ المهتم بالسيرة الذاتية والأدب الواقعي.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    🟨 مراجعة رواية "أنا وهيبة"

    🟪 التصنيف : سيرة ذاتية ـ اجتماعية 

    🟧 الكاتبة : فاطمة العوا

    🟦 الصفحات : 202 أبجد

    🟩 الناشر : السراج للنشر والتوزيع

    🟦 سنة النشر: 2024

    🟥 التقييم :⭐⭐⭐⭐⭐

    رحلة بين الماضي والحاضر: قراءة نقدية في رواية "أنا وهيبة"

    ◾ الأدب والذاكرة والهوية

    تمثل رواية *"أنا وهيبة"* نافذة أدبية مميزة لقراءة عميقة في عالم المرأة المصرية وتاريخها من خلال سرد سيرة شخصية تحمل في طياتها هموم الهوية والانتماء، تجسد الكاتبة فاطمة العوا في روايتها رحلة ذاتية تتشابك فيها الأزمان والأجيال، حيث تسعى البطلة إلى اكتشاف ذاتها عبر البحث عن إرث جدتها "وهيبة"، في محاولة لرسم ملامح هوية عائلية نسائية مليئة بالأسرار والقوة.

    ◾بين "أنا" و"وهيبة": عنوان يختزل الصراع الداخلي

    تسير الرواية على خطى عنوانها، *"أنا وهيبة"*، في محاولة لدمج الماضي مع الحاضر، العنوان يتجاوز مجرد بيان العلاقة بين الذات و"هيبة" الجدة، بل يعكس البحث عن الجذور والأصول، إنه صراع بين رغبة الحاضر في التحرر من قيود الماضي، وبين الحاجة إلى فهم هذا الماضي لتشكيل رؤية المستقبل.

    العنوان يأتي مثيرًا للفضول، يربط الشخصيتين الرئيسيتين "أنا" (الكاتبة) و"وهيبة" (الجدة)، حيث تسعى البطلة لفهم الجدة ومن ثم استيعاب تأثيرها على حياتها، ويضع القارئ أمام أسئلة: ما الذي تمثله "وهيبة" للبطلة؟ كيف سيؤثر هذا البحث على "أنا"؟ وكيف سيعيد ترتيب تصوراتها عن نفسها وعن المجتمع؟

    ◾ الغلاف: مدخل بصري إلى عالم الرواية

    الغلاف البسيط لرواية *"أنا وهيبة"* يلفت النظر بألوانه القديمة التي تشير إلى ذاكرة منسية، إذ يعرض صندوقًا خشبيًا مغلقًا، هذا الصندوق يشير إلى رمزية الماضي المخفي والمليء بالأسرار، وهو يتماهى مع مسار الرواية حيث تسعى البطلة إلى فتح هذا الصندوق الغامض والتعرف على حياة "وهيبة"، إنها دعوة ضمنية للقارئ لفتح صفحات الرواية بنفس الحماس والشغف.

    ◾الحبكة: بين التسلسل الزمني والغوص في الماضي

    الرواية تتخذ شكلًا متماسكًا في حبكتها، إذ تقدم الكاتبة فاطمة العوا الأحداث بأسلوب سهل وبسيط، مع توظيف رائع للتنقل الزمني بين الماضي والحاضر، يبدأ السرد من لحظة مرض الأم ووصول الكاتبة إلى المستشفى، حيث تشعر بالفراغ العاطفي والحاجة إلى البحث عن الجذور العائلية، ومن هنا تبدأ رحلة اكتشاف الماضي، التي تتعمق شيئًا فشيئًا في حياة "وهيبة".

    ◾"وهيبة": رمز للقوة والصمود

     ليست مجرد شخصية في الرواية، بل هي رمز للمرأة الصامدة التي تحملت الكثير من الضغوط في مجتمع تقليدي يعاني من التمييز ضد النساء، الكاتبة نجحت في تقديم *وهيبة* كرمز للمرأة القوية التي رغم التحديات والقيود الاجتماعية تسعى إلى الحرية وتحقيق الذات من خلال التعليم والاعتماد على النفس، تمثل شخصية "وهيبة" الأمل للبطلة، وهي الشخصية التي تسعى لاكتشاف تفاصيل حياتها لمعرفة أسباب قوتها وكيف انعكست على أفراد العائلة.

    ◾اللغة والسرد: توازن بين الفصحى والعامية

    توظف الكاتبة فاطمة العوا لغة سلسة تجمع بين الفصحى في السرد والعامية في الحوار، مما يضيف للرواية طابعًا من الواقعية ويجعل الشخصيات أكثر قربًا وحيوية، استخدمت الكاتبة أيضًا تفاصيل دقيقة لوصف الأماكن والمواقف، مما يجعل القارئ يعيش مع البطلة لحظات الحنين والحزن والبحث، اللغة الممزوجة بين مستويات متعددة تعكس تنوع الحياة المصرية وتباينها بين الأجيال.

    السرد جاء هادئًا وانسيابيًا، بحيث يتمكن القارئ من الانتقال بسلاسة بين الحقب الزمنية المختلفة، وهو ما يعزز انغماسه في رحلة البطلة.

    ◾ الشخصيات: بناء واقعي ومعبر

    الشخصيات في *"أنا وهيبة"* جاءت متنوعة ومعبرة عن واقع مصري معقد، *وهيبة*، برمزيتها، تمثل الجدة والملهمة، أما *أنا*، الكاتبة، فهي تسعى لتحقيق السلام الداخلي من خلال فهم الماضي، الشخصيات الثانوية مثل الأم والجد والأصدقاء والأقارب  كانت بمثابة أدوات تعمق رحلة البطلة، وتسلط الضوء على ما عايشته النساء من أجيال مختلفة.

    ◾موضوعات الرواية: التعليم، الحرية، والصراع مع التقاليد

    من خلال سرد حياة *وهيبة*، تنفتح الرواية على مجموعة من الموضوعات الأساسية، التعليم يحتل مكانة بارزة كقوة محررة للمرأة، حيث تقدم الكاتبة قصة *وهيبة* كدليل على أن التعليم هو السبيل للخروج من قيود التقاليد ، كذلك الحرية الفردية تمثل هاجسًا دائمًا في الرواية، حيث تسعى كل من *وهيبة* كجذر ثابت لشجرة نشات فروعها تهدف إلى تحقيق حريتها الشخصية من خلال الاختيار الواعي والاعتماد على الذات…الأم ـ الحفيدة ـ بنت الحفيدة .

    التقاليد والحداثة يتصارعان طوال الرواية، ويتجلى هذا الصراع في القرارات التي تتخذها الشخصيات، المجتمع التقليدي يظهر في صورة العائق الأساسي أمام تطلعات الشخصيات، لكن في الوقت نفسه يبقى جزءًا لا يتجزأ من هويتهم.

    ◾الرسائل الأساسية: الحنين والتعلم من الماضي

    الرواية تنقل رسالة واضحة عن أهمية العودة إلى الجذور لفهم الذات، البحث عن الماضي هنا ليس مجرد رغبة شخصية، بل هو ضرورة نفسية تساهم في بناء الحاضر والمستقبل، الكاتبة تقدم شخصية *وهيبة* كقدوة، تعلمنا كيف يمكن للقوة الداخلية أن تساعد في التغلب على الظروف الصعبة.

    الرسائل الأخرى التي تقدمها الرواية تتعلق بالصمود أمام العقبات، ودور الأسرة في تشكيل الفرد، وكيف يمكن للتاريخ العائلي أن يكون مرجعًا للنمو الشخصي.

    ◾النهاية: إغلاق دائرة البحث والتصالح مع الذات

    تنتهي الرواية بلحظة تصالح، حيث تتوصل البطلة إلى فهم عميق لحياة *وهيبة* وتأثيرها على حياتها الشخصية، النهاية جاءت متوقعة إلى حد ما، لكنها معبرة عن إتمام رحلة البحث والوصول إلى السلام الداخلي. تمكنت البطلة من فتح "الصندوق المغلق" واكتشاف مكنوناته، وهي عملية رمزية تشير إلى التصالح مع الماضي والمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر وعيًا بذاتها.

    ◾ أثر الرواية على القارئ

    *رواية "أنا وهيبة"* تترك أثرًا عميقًا في نفس القارئ، إذ تجعله يتأمل في علاقاته العائلية وفي ماضيه الخاص، إنها رواية عن الحنين، عن البحث عن الذات في جذورها، وعن أهمية التعلم من الماضي لفهم الحاضر، الرواية تحمل في طياتها قيمًا إنسانية عن الحرية والتعليم والتصالح مع الذات، مما يجعلها عملًا أدبيًا يستحق القراءة والتأمل.

     

    ◾الخاتمة: "أنا وهيبة" بين الأدب والواقع

    في النهاية، يمكن القول إن *"أنا وهيبة"* هي رواية تقدم تجربة إنسانية ثرية بفضل ما تقدمه من أفكار حول الهوية والصراع مع الماضي، بأسلوبها الرشيق وحبكتها المتماسكة، تنجح الكاتبة فاطمة العوا في تقديم عمل أدبي يجذب القارئ ويأخذه في رحلة عبر الزمان والمكان، الرواية تعد إضافة مميزة لأدب السيرة الذاتية النسائي في العالم العربي، وتستحق أن تكون ضمن الأعمال الأدبية التي تمثل صوت المرأة وقوتها في مواجهة تحديات الزمن والمجتمع.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    ■ أنا امرأةٌ خمسينية الآن، ولكن لم أزل أعاني آثارَ الفقد والذهاب المؤلم القاسي، أحاول قدرَ المستطاع مقاومة النهايات الصامتة، رافضةً المغادرة النهائية القاطعة المفاجئة التي يفرضُها الموت، أحاول تلوينَ حزن الماضي لأذكر منه فقط الفرح.

    بدأت الكاتبة العمل بصحبة كتاب وكأنه دلاله على أن الكتب خير رفيق في كل وقت وأزمة كما يتضح أيضا أهمية التعليم والذي كان محط تركيز خلال تتبع سير العمل فكانت البداية بصحبة كتاب في المشفى بجوار والدتها رحمها الله منذ ما يقرب من 30 عام حينما جاء أحدهم بصحبة زوج خالتها لزيارة والدتها ونادها ب "وهيبة" وهو ما استغربته ليتكرر ذكر هذا الاسم يومها على لسانه وبعدها في العزاء فقررت الكاتبة البحث وراء صاحبة الأسم خاصة وانها مجهولة بالكلية لديها ولكن تشاء الأقدار أن توقف رحلة البحث وتشغلها الحياة لتعود بعد اكثر من 30 عام تحمل عزيمتها في قلبها وشغف غريب يدفعها للبحث بلا كلل لا تدري ان كان الغرض إيضاح سيرة راحت طي النسيان ويجب الاعتراف بدورها، أم هي رسالة إعتذار لوالدتها الراحلة، ام دفقة أمل لأبنتها تعينها كلما هاج.متها الحياة، ام رسالة لها هي تعينها على ربط الماضي بالحاضر وكيفية التعامل مع الحياة وفهمها.

    حينما بدأت الكاتبة بالبحث عن "وهيبة" إتضح لها أنها جدتها لأمها وهو ما شكل لها مفاجأة كبرى فكيف لا تعلم جدتها وما السر وراء عدم ذكرها ولما يتحاشى الجميع الحديث عنها ويؤثروا ان تظل طي الكتمان لتتفاجأ بسيرة عطرة لسيدة مميزة بالرغم من قلة المصادر المتاحه فقلما تجد من عاش اكثر من 100 عام ليروي لك والذي حتى إن وجد سيكون أثر الزمن عليه كبير وبالتالي لا يذكر شيء مما كان كما انه وبتتبع سيرة الجدة كان لزاما ان تتبع أثر عائلتها "أل حرب" او "حربي" تلك القبيلة التي اتت من الحجاز او اليمن في قول آخر إلى مصر من قرون عديدة كما تباينت الاراء ما بين انهم اتوا هربا من جفاف الصحراء وبين أنهم اتوا مساعدة لاخوانهم هنا للحر.ب ضد الفرنسيين أو للتجارة وفي كل الأحوال كانت مصر وبالتحديد طما مستقرهم في بادئ الأمر لينتشروا بعدها ممتهنين كل من تجارة المواشي والدباغة مُستأثرين بهما.

    سنعرف أن وهيبة ولدت عام 1914 وكان لها من التعليم حظا طيبا كما كان الداعم الأساسي لها في ذلك كل من والدها وجدتها وجدها والذي أحببت حكمته جدا حينما قرر مساعدتها للإستمرار في الدراسة ولم يتخذ موقف عن.يف معها واكتملت الرحلة بزواج عجيب بمقاييس عصرها فكان الدافع هو الحب وليس المال لتحمل مسؤلية اسرة مكونة من 6 أطفال لا تفرق بين احد منهم وترحل في سن صغير بعدما تركت اكبر الأثر في نفوس من حولها.

    سنعرف خلال الرحلة ما سبب تسمية شارعها في طما بأسم "شارع المدرسات"؟ وكيف تزوجت دون السن الإلزامي للزواج؟ وما قصة عائلتها مع حزب الوفد؟ وما هو دور الباشا ذلك؟ وما قصتها مع الإسعاف؟ ومن هي السيدة الهولندية ومدرستها؟ ومن هما السيدتان مس نتر ومس بنس؟ وما قصة كلية الامريكان بأسيوط؟ وهل حقا تم ق.تل وهيبة عن عمد أم أن الامر قضاء وقدر؟ والعديد من الحكايات والمعلومات الشيقة.

    تطرقت الكاتبة ايضا لقضية هامة جدا وهي الإغتراب والسفر فحينما نشعر نحن عند السفر كأننا أسماك غادرت المحيط ولا نستطيع للوطن فراقا نجد ان الأبناء أو الجيل الجديد يراه السبيل والمتنفس الوحيد لهم فالبلاد محدودة الإمكانيات وطموحهم لا حدود له فيقرروا التحليق في سماء الغرب بدلا عن التمسك بتراب الوطن.

    كما تحدثت عن تلك المفاهيم البالية التي لا تتغير بالرغم من تطور التكنولوجيا وإدعاء تطور المجتمع ولكن المفاهيم والعقول ثابته جامدة ما زالت تنظر للمرأة كملكية خاصة وإن هي أرادت الرفض أو التحرر كان الثمن هو حياتها كمثال "نيرة" وغيرها من الفتيات في العامين السابقين مثلا.

    لم تغفل أيضًا إبراز العن.صرية الضاربة في عمق المجتمع الغربي مهما ادعوا من دعم للحريات وغيرها من الشعارات الرنانة فكانت مواقف ابناءها خير دليل ولكنها أوضحت القدرات الغير محدودة لعزم الجيل الجديد ورغبتهم في الصمود والتحدي مهما كلف الأمر.

    كانت هناك معلومات واماكن جديدة بالنسبة لي مثل متحف التعليم ومركز البحوث الجنائية والإجتماعية حول التعليم في بداية القرن وفكرة السفر بالأميال المجانية ونشأة التعليم ومدارس الفتيات وغيرها من المعلومات القيمة.

    كما لم تغفل الدور الهام للتكنولوجيا والذي ساعدها جنبا إلى جنب مع الكتب والمراجع بل كان أفيد في بعض النقاط كما اتضح من موقف منشورات الفيسبوك عن المدرسة الهولندية ومدرسة البنات الإنجليزية.

    احببت الجانب الإجتماعي في العمل وكيف تحدثت الكاتبة عن مخاوفها في الحياة وعلاقتها بأولادها وعلاقتها بوالدتها سابقا وكيف اننا كما ذكرت غالبا ما ننتهي بنسخ مكررة من امهاتنا رحمهم الله رحمة واسعه. كما احببت المسحه الروحانية في العمل من رضا بقضاء الله مهما كانت الأمور فبالتأكيد هي افضل ما يمكن أن يحدث.

    أسم العمل معبر عن فكرته فكما هو تاريخ لسيرة أحبتها الكاتبه وأحببناها معها فهو ايضا يوضح الفكرة من توارث جينات الجدة في العائلة فكلهم وهيبة في صميمهم، وكذا الغلاف جاء معبرا عن رحلة البحث والتقصي المضنية التي قامت بها الكاتبة.

    أحببت ملحق الصور جدا فدوما ما تشعرنا صور الأحبة القديمة بالأمان كما أحببت مقتطفات بهاء طاهر في بداية كل فصل وأغنية محمد منير الذي يعشقه جيلنا.

    يؤخذ على العمل في رأيي كثرة السرد فيه فكانت الكاتبة تخبرنا بما حدث حرفيا اعلم أن التقصي انهكها وكانت تود ان تبرز مجهودها ومن الممكن أن يفيد غيرها ممن يود ان يكتب في السيرة الذاتيه ان يتبع نفس نهجها ولكنه جعلني اشعر بالتململ غير مرة. كما كانت الكاتبة تعيد طرح اسئلة ومشاعر خاصة مرارا أو فقرات خاصة بتتبع اثر العائلة كان يكفي ذكرها مرة ولن تخل بالمضمون . هذا بالإضافة إلى تعدد الشخصيات المذكورة في العمل والذي قد يصيب بالتشتت في احيان كثيرة.

    اخيرا تمنياتي للكاتبة بدوام الصحة والعافية والا يصيبها مكروها في نفسها او أحبتها ابدا.

    ■ إقتباسات:

    • ما الإنسان بلا ماضيه؟ الماضي يحددُ لنا الحاضر ويرسمُ لنا المستقبل، يكاد الماضي أن يكون أهمَّ عنصرٍ محرِّك لحياتنا بكلِّ تفاصيلها.

    • لا دفء كدفءِ الأسرة ولا مودَّة كتلك التي تجمعُ دماءً مشتركة تجري في العروق رغم البُعد والاغتراب. 

    • المرونة خيط رفيع بين التنازل المُخل والتكيف الذكي.

    • سيجدُ هذا الجيل طريقَه، مخلفًا كلَّ مخاوفنا وخيباتنا وراءَ ظهره، مَن يدري قد يكونون هم القفزةَ التالية لنا في التاريخ. 

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    اسم العمل : أنا وهيبة

    اسم المؤلف : فاطمة العوا

    عدد الصفحات : 246 على أبجد

    النوع الادبي : سيرة ذاتية

    اسم دار النشر : السراج للنشر والتوزيع

    سنة النشر : 2023

    اللغة : فصحي سردا وعامية حوارا

    التقييم : 7/10

    ✍🏻عندما قرأت اسم العمل أول مرة رأيته فيها قرأته أنا و وهيبة ليتضح لي عندما نويت وبدأت في قرآته أن الاسم أنا وهيبة ويا للمفارقة عندما قرأت العمل أجد أنه كان ممكن أن يحمل الاسم الذي ظننته أول مرة أنا و وهيبة أو كما هو أنا وهيبة

    ✍🏻 هذا العمل سيرة ذاتية ولكن ليست سيرة بالمعنى المتعارف عليه في نفس الوقت فهنا الوضع مختلف نحن هنا سنكتشف السيرة الذاتية ل وهيبة من خلال حفيدتها التي لم تسمع عنها إلا عندما كانت والدتها تحتضر وبينما يزور والدتها أحد أقاربها إذ ينادي الحفيدة باسم وهيبة أكثر من مرة فتبدأ الحفيدة تسأل عن وهيبة ومن تكون لتعرف أنها جدتها لأمها وأنها ماتت صغيرة في السن لتبدأ رحلتها في البحث عنها لتعرف ماضيها وتتعرف عليها

    ✍🏻هل بحثت عنها وعرفت وأخبرتنا في الصفحات التالية؟ أما ماذا؟

    🛑انتباه في حرق من هنا 👇🏻

    ✍🏻إجابة السؤال السابق نعم و لا في نفس الوقت

    فنعم بحثت الحفيدة عنها بعد مرور ما يزيد عن عشرين عاما من وفاة والدتها ومعرفتها بجدتها ولكنها لم تعطنا المعلومات بطريقة مباشرة بل جعلتنا معها في رحلة بحثها لم تأتي لنا بالخلاصة وانتهي الأمر بل جعلتنا نعيش معها تجربة البحث ونكتشف معها أسرار وهيبة الواحد تلو الآخر ونتعرف عن المعلومة تلو الأخرى ونتابع معها بحثها عن حقيقة هذه المعلومات وصحتها من عدمها فكنا نعرف ما تعرف ونجهل ما تجهل وتارة يصبنا حماس عندما تحدد موعد مع خالتها أو خالها أو أحد أقاربها ممن يعرفون معلومات عن وهيبة وتارة يصبنا إحباط عندما تنغلق الأبواب ويرفض أحدهم الحديث عن الموضوع

    ✍🏻تكتشف أن جدتها وهيبة من آل حرب ونعرف ونتعرف على أصولهم

    ✍🏻وكما قولت سابقا كان ممكن يكون اسم العمل أنا و وهيبة وذلك لأننا خلال رحلتنا مع الحفيدة للتعرف على وهيبة نعرف مقتطفات من سيرة الحفيدة كذلك فأمها ماتت صغيرة بعد معاناة مع مرض السرطان وهي أيضا أصيبت به ولكنها لم تستسلم له وكذلك حكايتها مع أبناءها الذين ذهبوا ليتلقوا تعليمهم في الخارج فكما سافرت وهيبة سافرت ابنتها أسمهان وسافرت حفيدتها وسافر أبناء حفيدتها

    ✍🏻وتتعدد لقاءات الحفيدة مع أسرة أمها وأقاربها فمرة مع خالتها ومرة خالها ومرة ابنة اخ وهيبة و مرة ابنة أخاه الاخرى ومرة أبيها وتحصل رسائل و على العديد من الصور

    لنعرف من خلال ذلك كله نشأة وهيبة و مدرستها وتعليمها ومن كان له تأثير في حياتها فنجد جدها وجدتها والمدرستين الأجنبيتان الذين التقت بهم هم أكثر من أثروا فيها فتسمي وهيبة ابنتها البكر أسمهان وهو كان اسم جدتها

    🍃 اللغة : فصحي سردا سلسة سهلة بدون تكلف أو تعقيد وعامية حوارا.

    🍃 اسم العمل : جميل ومعبر جدا فهو إما يشار إلى وهيبة أو إلى الحفيدة والجدة معا.

    🍃 الغلاف : أعجبني جدا وجميل ومعبر.

    🍃 المغزي :

    🍁 معرفة تاريخ إحدى العائلات الكبرى وهي عائلة حرب.

    🍁 التعرف على وهيبة الفتاة التي كانت سبب في تعليم كل بنات جيلها في وقت كان لا يوجد تعليم للبنات بل كان يندر للرجال وكيف أنها تحدت كل ما هو غير مألوف وكيف أثر إختلافها وقوة إرادتها على من حولها وعلى ذريتها.

    🍁التعلم والاستفادة والتأمل في حياة الجيل السابق.

    🍁 إلقاء الضوء على علاقة الأباء والأبناء وكيف أن الأبناء عندما يصبحون أباء دون أن يشعروا يسيرون على خطى آباءهم فيربون أبناءهم كما تربوا

    🍁إختلاف الأجيال يولد فجوة لن يستطيع إستعابها من لم يكن مدركا لها

    🍁 إلقاء الضوء على العنصرية وبعض الحلول للتعامل معها ومن يتعرض لها

    🍁إلقاء الضوء على مرض السرطان ومحاربته وعدم الاستسلام له

    🍃رأيي في العمل: أعجبني فأنا لم أكن أعرف الكثير عن التعليم في تلك الفترة ونجحت الكاتبة في تعريفنا على تلك الفترة ولكن للاسف حزنت بسبب قلة المحتوي الذي وصلنا عن وهيبة التي استطاعت الحفيدة أن تصل إليه وذلك بسبب بدأها البحث بعد مرور ما يزيد عن 70 عاما منذ وفاتها وأكثر من قرن على ميلادها

    🍃ملاحظات على العمل :

    🍁أعجبني جدا ملحق الصور الذي كان موجود في نهاية الكتاب وحتي المنشورات لم تغفل عنها الكاتبة.

    🍁 لم يعجبني التأثر بالفكر الغربي كثيرا فيفضل أن نأخذ فقط ما يناسب ديننا ومجتمعنا وليس التأثر به كاملا.

    🍁 تكرار بعض المواضيع خلال رحلة البحث.

    🍁 وجود بعد العبارات باللغة الإنجليزية وهذا لا أفضله.

    🍃 بعض الإقتباسات التي أعجبتني :

    🌻❞ كيف يتهدَّد الحضورُ اليقيني بالغيابِ الأبدي، وكيف يعمل الحيُّ على طمر ذكرى الميت الا يكفيه موته❝

    ‏🌻❞ الإنسان طاقة وقدرات واختيارات، لا يمكن أن نكون نماذج من بعضنا البعض. ❝

    🌻❞ علامَ العجلةُ على الفراق، أليس هو ضيفًا ثقيلًا آت لا مَحالة ❝

    🌻إن كلَّ ما وعدت به نفسَها ألا تكررَه من تصرفات أمها، فعلته بالضبط مع ابنتها.

    🌻‫ نحن ننتهي نسخًا مكرَّرة من أهلنا، يا ترى ما نسبة الجديد في كلّ منّا؟

    ‏🌻❞ ذلك الشعور المُرّ، الشعور بالوحدة رغم أنَّ حولك آخرين، الشعور بالفقد، وأحبَّتُك على قيد الحياة. ❝

    🌻❞ أتستدعي أفكارُنا ومخاوفُنا المصائر؟ أم أن المكتوب مكتوب؟ هل الفحص المبكرُ أنقذني من مصيرٍ مشابه لأمي، أم هو آتٍ إن عاجلًا أو آجلًا؟

    🌻❞ لا دفء كدفءِ الأسرة ولا مودَّة كتلك التي تجمعُ دماءً مشتركة تجري في العروق رغم البُعد والاغتراب. ❝

    🌻❞ هناك إرادةٌ جَمْعية بنسيان الماضي وعدم الغوْص فيه، عدم معرفة المزيد عنه، ولكن ما الإنسان بلا ماضيه؟ الماضي يحددُ لنا الحاضر ويرسمُ لنا المستقبل، يكاد الماضي أن يكون أهمَّ عنصرٍ محرِّك لحياتنا بكلِّ تفاصيلها، ❝

    🌻❞ دائمًا ما يأتي الدعم في ثقافة تربية الأبناء. متأخرًا «too late»، كما قالت الصغيرة، يأتي الدعم تاليًا لأيِّ شيء: العقاب، الشك، اللوم، فيفقد معناه، ويزيد مع تأخره إحساسُنا بالضعف والهَشاشة اللذيْن يظلّان رفيقين لدروبنا لا يمحوهما نجاح ولا مركز، يظل كلٌّ منّا ذلك الشخص الذي عصفَ به الخذلان، بينما كلّ ما كان يريد هو أن يطمئن. ❝

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    #حكايات_نقوش

    #مسابقة_مراجعة_أنا_وهيبة

    أنا وهيبة

    فاطمة العوا

    السراج للنشر والتوزيع

    قراءة الكتروني علي أبجد_249 ص

    التقييم أربع نجمات

    في العام 2019 صدر كتاب بعنوان في أثر عنايات الزيات للكاتبة والشاعرة إيمان مرسال وهو كتاب يتتبع سيرة الكاتبة عنايات الزيات

    لا أعرف لماذا تذكرت هذا الكتاب وأنا أقرأ أنا وهيبة جائز لأنه يتتبع سيرة شخص مات في ظروف غامضة أو كان شخص ذو أهمية أو هالة ما لمن حوله, وقد يكون لأن هذه الفترة تمتلك شغف البحث والتنقيب لأنها ثرية بالموضوعات التي نحب الحكي عنها.

    دائما ما تأسرني كتب السيرة الذاتية أو الكتب التي تتحدث عن سيرة الأشخاص المؤثرين, وتأسرني تلك الفترة من تاريخ مصر لدرجة أنني كلما رأيت مجلة قديمة عند باعة الكتب القديمة اشتريها بدون تفكير حتي أشاهد الحياة وقتها بجمالها ورونقها بأزيائها الأنيقة ومدارسها المصرية والأجنبية وتعليمها الراقي وحتي في كلام الناس وتعاملهم مع بعضهم البعض كان هناك رقي وأخلاق رفيعة.

    أنا وهيبة ليست حالة من النوستاليجيا ولكنها حالة من الإعتذار والإعتزاز والتوثيق, الإعتذار من الإبنة فاطمة لأمها أسمهان التي كانت علي خلاف معها دائماً ولم تعرفها حق المعرفة سوي في مرضها ومصاحبتها لها في المستشفي, وإعتزاز بنسبها لشخصية ذات تاريخ عائلي ملهم جعلها تتبع أثره وتحاول توثيقه.

    أنا وهيبة رحلة لتوثيق تاريخ شخصية مؤثرة في عائلة ظلت تتناقل سيرتها علي تتابع الأجيال, وعلي مدار الصفحات نري ماضي وحاضر ومقارنة بينهم, الحاضر من خوف الأم علي ابنتها من السفر للبلد الأجنبي وحماس الفتاة الصغيرة للتجربة وعدم خوفها ووضح هذا بطريقة ولوجها للمطار بدون النظر للخلف والتلويح لأمها, بينما الماضي كانت وهيبة قد لفتت نظر جدها بمعرفتها للحساب والقراءة وتصحيحها له لدرجة أنه قرر تعليمها في زمن كان تعليم الفتاة فيه جريمة فما بالك وفتاة صعيدة أيضاً, لكن الجد قرر تعليم الفتاة الذكية وتعلمت وهيبة وكانت سبباً في تعليم فتيات غيرها من الجيران في حيلة ذكية من جدها الذي لاحظ حزنها وانطوائها بعدما تخلت عنها الفتيات وقت اللعب لأنها تتعلم فكان قراره أن يعد وليمة لأبناء الحي ويعرض عليهم تعليم بناتهم مع وهيبة وذهابهم وعودتهم بعربة خاصة من عنده وتحلمهم تكلفتهم.

    هذه الفترة من تاريخ مصر كنت شغوفة بها جداً لأن الفتيات لا يتعلم في المدار سالقراءة والكتابة وحسب بل كن يتعلمن كل شيء كل شيءَ حرفياً وكانت الفتاة تخرج من المدرسة تتقن فن المعيشة.

    تتبع الكاتبة سيرة جدتها وهيبة ومع تتبع الأثر تتبع حياة أبنائها فنري ولديها نقيضان الفتاة مقبلة علي الحياة تعرف كيف تأخذ حقها حتي لو في بلد أجنبي تري أنه تعامل معها بعنصرية في موقف ما, والفتي يتقلد بمظهر جعله شك لكل من يراه بذقنه الطويلة وينعته بالإرهابي.

    كنت اسأل نفسي لماذا تتبع الكاتبة سيرة جدتها هل بسبب ذلك العجوز الذي رأته في المستشفي وناداها وهيبة أم أن هناك أشياء تحدث فحسب فتجعلنا نسير ورائها بدون ان نشعر.

    ونحن نتتبع سيرة وهيبة مع الكاتبة نري أنها شخصية قوية تحدت عائلتها وتعلمت بل أكملت تعليمها وأصبحت مدرسة, كانت ترتدي ملابس أنيقة مثل الأجانب ولم تغط شعرها أبداً في شارة لتأثرها بالمدرسة الأجنبية التي تعلمت فيها, بل حتي في الزواج كانت عكس الفتيات في الصعيد كانت لها كلمتها في اختيار زوجها, اختارته متعلما مثقفاً حتي ولو كان قليل المال وسبق له الزواج.

    ما بين فر وكر وترحيب وهروب من العائلة كانت هناك مساعدات وكان هناك تخلي فلماذ ننبش قبور الماضي؟ لكنه كلما ابتعدت الحفيدة عن تتبع أثر الجدة وجدت الخيط يمتد ويأخذها لإتجاه تسير فيه للوصول لمعلومة ما حتي تصل.

    اعجبني جدا ترابط العائلة واهتمامهم خاصة من الجانب النسائي, كانت شبكة الانترنت والفيس بوك مساعدان قويان لتتبع سيرة العائلة وسيرة وهيبة في اشارة إلي ايجابيات مواقع التواصل الإجتماعي.

    الرواية أو الكتاب لا تحدث عن وهيبة فحسب بل عن الفقد جيل بعد جيل, فقد وهيبة وهي صغيرة ثم فقد أسمهان صغيرة أيضا واستمرا في حلقة الفقد كانت هي _الكاتبة_ مصابة بالسرطان كأن دورها حان في سلسلة من الفقد الفتيات الأسرة صغيرات السن, تتأمل صور وهيبة قبل زواجها وبعده, تري الإختلاف, قبل الزواج ضاحكة مقبلة بشغف علي الحياة, وبعد الزواج ذات نظرات شاردة كأنها تعيسة حزينة, وفي مقارنة بين صور جدتها تتذكر وهيبة وقت ولادتها وأنه لم يكن معها أحد لا يوجد بجوارها أحد يساندها, شعرت بالتخلي والققد وهي تري نفسها وحيدة وليس بجوارها أحد من اهلها ولم تنس هذا الموقف ابداً

    مع مرور الايام نجد تحمس الأبناء لمشروع الأم واهتمامهم بالبحث والسؤال معها، بل َوتحسن علاقتهم َواندماجهم في دفء العائلة

    رحلة قصيرة قضيناها نبحث في تاريخ عائلة حرب أو حربي متتبعين سيرة وهيبة وعائلتها وحياتها, بين ماضي وحاضر ونظرة للمستقبل في عيون فتاة تطير علي سكيت بورد تفرد جناحيها كالفراشة ويتابعها شقيقها ويبتسم بعدما شذب لحيتة وهندم مظهره بينما الأب والأم يستمعان لورد وبليغ ويستمتعان بالحياة التي تنتقل من جيل لجيل.

    السرد والوصف بالفصحي جيد جدا

    الحوار بالعامية لكنه موفق ومناسب مع الأحداث

    غلاف الرواية أكثر من رائع تفاصيله كلها حنين

    أرشيف الصور جميل وحميمي

    رحلة رائعة تمنيت أن تطول

    #ريفيو_اللحظات_الأخيرة🤭👌

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    " يا ترى وهيبة ستهم أحدا ، أو ستهمني وحدي ؟؟؟!!! "

    سؤال طرحته الكاتبة المتميزة د. فاطمة العوا في مستهل روايتها

    " أنا وهيبة " و باستكمال الرحلة أؤكد لك أنها تهمنا جميعاً ، من يعرفها و من قرأ عنها و كان شاهداً على مشوار حياتها 🌿🤍

    " أنا وهيبة " رواية من الأعمال الأدبية المعاصرة للكاتبة المتميزة د. فاطمة العوا ، تأخذنا في رحلة للبحث عن " وهيبة" جدتها لأمها 🤍

    في عالم تسوده السرعة والضوضاء و الصخب سواء في المحيط الخارجي أو داخل كل منا ، تأتي رواية "أنا وهيبة" كقطرات الندى على روح عطشى أو كنسائم الفجر في مطلع النهار .🌿🤍🌥️

    "أنا وهيبة" رحلة استكشافية في أعماق النفس البشرية. نسجت الكاتبة خيوط تربط الأجيال مرتكزة على أهمية العائلة و دورها المحوري في تشكيل هوية و انتماء كل منا و تشكل حاضرنا و مستقبلنا 🤍💛💚🤎

    تروي لنا الكاتبة ببراعةٍ قصة امرأة قوية و شجاعة و متمردة و متفردة ، نجحت الكاتبة في نقل التجربة الإنسانية بصورة واقعية منقطعة النظير، و ألقت الضوء على قضايا مجتمعية كانت و لازال بعضها يؤرقنا حتى يومنا هذا 🤍💛💚🤎

    إنها " وهيبة " التي كادت تصارع العديد من العادات و الموروثات في زمنٍ قاسٍ وظروفٍ بالية آنذاك، و بدعم أسرتها كانت نواة التغيير في محيطها . 🤍💛💚🤎

    وهيبة اسم على مسمى حيث كانت تهب كل ما تملك لكن حولها و مازال عطاؤها مستمر حتى وصل لمن قرأ الرواية.🤍💛💚🤎

    الرواية غنية بالتعددية الشخصية ، فتصادف أشخاص من الماضي و الحاضر و كل بحسب تحدياته و طموحاته و أحلامه و أحاسيسه و أفكاره . 🤍💛💚🤎

    رحلة وهيبة ملهمة و حتماً ستساعدك على أن تنمو و تتطور مع كل خطوة 🤍💛💚🤎

    الغلاف، بتدرجاته اللونية الرائعة من الأبيض إلى الأخضر والبني، يعكس بعمق جو الرواية. فالأبيض يرمز إلى نقاء القلوب والأفكار، والأخضر يرمز إلى الأمل والتجدد، والبني يرمز إلى عمق التاريخ والتراث. هذه الألوان، مجتمعة، تخلق لوحة فنية تعبر عن جمال الرواية وتنوع شخصياتها.🤍💛💚🤎

    "أنا وهيبة" الأنا تنم عن فخر و اعتزاز و كبرياء وقوة الشخصية 🤍

    الاقتباسات الأدبية عن الأديب الراحل بهاء طاهر تمثل علامات فارقة في مطلع كل فصل في الرواية ، تلك العلامات تشبه كثيراً ما صادفته الكاتبة في طريقها للبحث عن وهيبة.🤍💛💚🤎

    لمحبي التصوير ، الرواية بها ملحق صور يعكس جوانب شتى من حياة وهيبة و أكثر ما يميزه أنها صور حية كادت أن تنطق و تروي تفاصيل الحكاية .🤍💛💚🤎

    تعلن أغنية " بحر الحياة " عن الوصول و انتهاء الرحلة و لكن سيبقى اللحن خالداً 🎶🎶🎶🎶🎶

    " أنا وهيبة" ليس مجرد اسم أو رواية أو رحلة بل دعوة للبحث عن الذات و الاحتفال بالحياة ، و نداء عاجل لنترك بصمات على الطريق قبل أن نغادر الدنيا و نهنئ بالنعيم المقيم.🤍💛💚🤎

    أقتبس منها ...

    " وهيبة لن تموت ، حريتها و انطلاقها عبرا من جدتها أسمهان إليها،

    ثم إلى أمي أسمهان ، و سيمران من جيل إلى جيل، ولن توقفها أية

    قوة. رضيت ، قرَّ قلبي ، و فهمتُ لم كانت رحلتي مع وهيبة ، كانت

    الأصل لليقين؛ أنه مهما كان مصيري فالنهرُ مستمر في الجريان، شقّ

    مجراه منذ زمن ، والمياه تجري فيه ولن تتوقف بمغادرة أي منا، لم

    توقفها مغادرة وهيبة ولا مغادرة أمي بعدها." .🤍💛💚🤎

    #أنا_وهيبة

    #فاطمة_العوا

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    🟤️اسم الكتاب : أنا وهيبة .

    🟤️اسم الكاتب : فاطمة العوا

    🟤️نوع الكتاب :سيرة ذاتية / اجتماعي / واقعي

    🟤️اصدار عن : السراج للنشر والتوزيع

    🟤️عدد الصفحات : ٢٠٢ على أبجد

    🟤التقييم : ⭐⭐⭐

    عزيزتي وهيبة كانت رحلتك ملهمة لي مليئة بالإرادة والقوة والعزيمة ، كنتِ سيدة قوية ذات فكر وصاحبة بصمة خاصة في جيلك ، إرادتك امدت للإجيال من بعدك وتركت بصمة مثقلة بالنجاح والتغيير لبناتك وحفيداتك من بعدك ، فشكراً لك ولكل إمرأة مصرية كافحت وأصرت على التعليم والتغيير ...

    🟤 عن الرواية /

    - هي رحلة بحث وتقصي عن الجدة وهيبة التي لم تعرف الكاتبة عنها شيئاً خلال حياتها ، ولكن تسربت إليها في لحظات وفاه والدتها الأخيرة ، لتبدأ الأسئلة تدور في عقلها كيف لم تسمع عنها شيئاً من والدتها ؟ وكيف يخبرونها انها تشبهها ؟

    - لتمسك الخيط تلو الخيط وتقتبل أفراد أسرتها وحاول جمع المعلومات عن وهيبة وحياتها وتاريخها ، في رحلة مليئة بالمفاجئات عن وهيبة ...

    - في وسط بحثها عن جدتها تحكي لنا حياتها مع زوجها وأولادها ، في سرد لتفكير هذا الجيل وطموحاته ، حيث ان أولادها يدرسون بالخارج ويواجهون مشاكل وتفكيراً عنصرياً ورغم ذلك محبون للعيش خارج مصر ...

    - و لن أنسى هدفاً نبيلا للرواية وهو مكافحة مرض السرطان المتوارث أماً عن أم ، وكيف كانت الأم قوية مقالتة ليس من أجلها فقط بل من أجل اسرتها ..

    🟤 الإيجابيات /

    - أحببت فكرة البحث والتقصي عن ماضي يرتبط بالجدة التي كانت أساس تشكيل هذه الأسرة الفريدة ..

    - أحببت تناول الرواية مواضيع هامة كتربية الأولاد وتأثرهم بالوالدين ، والغرب وأفكاره ، والعنصرية ، ومرض السرطان ومحاربته ...

    🟤 السلبيات /

    - ذكر العديد والعديد من الأسماء التي جلبت لي التشتت وعدم الربط بينهم وبين وهيبة ، ربما احتاج الأمر لشجرة عائلة او ورقه وقلم لترتيبهم وربطهم بالبطلة .

    - وصلتني فكرة ان التحرر والقوة تأتي من الغرب وأفكارهم ومنهجهم في حال الأولاد ، فالأم كانت مستغربة لوضعهم ولكن وصل لي انها وجدت ذلك حرية وقوة ..

    - كان هناك تكرار لأحاسيس الكاتبة خلال رحلة بحثها جعلت الملل يتسرب لي في كثير من الأحيان وأسئلة تدور بعقلها متكرره !

    🟤 النهاية /

    مناسبة لرحلة البحث والأفكار التي طرحت ، تاركة بسمة أمل لمستقبل أفضل بأمل جديد ..

    🟤 الغلاف /

    لاغبار عليه يحمل اسماً ملفتاً فمن هي وهيبة !

    بتصميم يحمل نوستالجيا وجمال أخاذ لصورة وهيبة بين رسائلها وصناديق تحمل الماضي ...

    🟤 إقتباسات /

    - لا دفء كدفءِ الأسرة ولا مودَّة كتلك التي تجمعُ دماءً مشتركة تجري في العروق رغم البُعد والاغتراب

    -نحن أهل جيّدون، فقط بقدر ما تَسمح لنا به تجاربنا مع أهلنا، وآلامنا وأوجاعنا السابقة، نادرًا ما نستطيع منها فكاكًا، وإن كان- فدومًا أو غالبًا- بعد فوات الأوان.

    -يومًا بعد يوم أتأكدُ أن الماضي وحياة كلٍّ منّا الخاصة تقيِّدنا وتثقل أقدامنا وألسنتنا، ولا نستطيع خروجًا من قوالب الأهل والتربية التي عرفنا وخبرنا من قبل.

    -انظر لهذه الوحدة، والجنون، والكراهية. ما الذي يرغمُنا على ذلك؟ هذا الكون رحبٌ ورائع، لكننا ندفنُ أنفسَنا في جلودنا، تعمى عيونُنا عن النعيم الحقيقي والفرح الحقيقي .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    أنا وَهيبَة | فاطمة العوّا.

    دار النشر: السراج للنشر، والتوزيع.

    عدد الصفحات: ٢٠٠ صفحة.

    التقييم: أربع نجوم.

    ❞ فقد قدّر للحفيدة أن تكتب عن الجدة، ❝

    عَزيزي قارئ المُراجعة،

    للنساء -كما للرجال- أدوارٌ في التاريخ، القليل فقط يبرُز، والبقية تنطوي عليها الذاكرة.. وحين تفنى أجيال، وتولد أجيال، تكون الذاكرة نفسها قد مُحيت بالفعل..

    وحدها الكُتب تبقى، والكلماتُ تعيش، ولهذا تُخبرنا الكاتبة عن "وهيبة" جدّتها، وتحكي لنا عن إرثها، في رحلة نبحث بِها عنها معها.

    قُلت قبلًا أنَّ الكتابة هي نوعٌ من أنواع التعافي، ولكن هنا تتخذ الكتابة مسارًا جديدًا؛ لتخبرنا من نحن عبر البحث عن الماضي.

    قرأت قديمًا، بأنه لا مستقبل بلا ماضي، رُبما لهذا بحثت الكاتبة عن جذورها، بحثت عن ماضيها، هويتها، وإرثها الذي سيُبني عليه المستقبل، فَوهيبة هي واحدة من سِيَر الماضي المنسية التي نحتاجُ أن نعرفها، جوار حكاياتٍ أخرى لأجيال من نساء العائلة، نتعرف من خلالها على وهيبة، وحفيدتها معًا.

    بالنظر إلى كوننا اعتدنا العَيش في مجتمع يمارس العنصرية ضد المرأة بحجةٍ وحكمٍ مسبق أنّها لا تستطيع، فنحن حين نقرأ في سيرة وهيبة نجد ذلك حكمًا مجحفًا؛ فوهيبة استطاعت أن تقف ضد المجتمع، ونجحت في صنع عالمٍ للنساء يستطعن فيه نسج أحلامهن، وتحقيقها.

    لم تنشأ وهيبة في مجتمع تقليدي فحسب، بل خرجت من عائلة ذكوريّة، وفي الوقت الذي كانت الفتيات فيه يتعلمن حتى عُمرٍ معين ثم يتزوجن، رفضت هي هذا النسق، وسعت لشق طريقٍ آخر.

    أهم ما مَيز وهيبة بالنسبة لي كان مناشدتها دومًا لتعليم المرأة، فالتعليم هو السبيل لتحقيق الحرية، والخروج من شرنقة المجتمع الذكوري.

    تأخذنا الحكاية في بعض مواضعها من وهيبة إلى الحاضر في كتابةٍ ذاتية تخبرنا بها الكاتبة عن عائلتها التي تعيش خارج مصر، عن العنصرية، وعن محو التقاليد الغربية للهوية المصرية.

    وبين المَاضي، والحاضر كان مربط الفرس "التقاليد، والهوية".

    في نهاية تلك الحكاية تمنيت لو قابلت ''وهيبة حرب'' المصرية التي بسببها عرفت فتيات 'طما' المدارس.❤️

    توازن العرض بين سردٍ فصيح، وحوار عامي.

    جاءت تفاصيل وصف الأماكن ساحرة، لتجعلني أرى مصر على مر الزمان.

    كُتبت الحكاية بأسلوب سهل، وبسيط، حتى التنقلات الزمنية لم تكن مشتتة للذهن.

    كنت أفضل لو كان هناك رسمة لشجرة العائلة في بداية الكتاب تساعد على الربط بين الشخصيات التي جاءت كثيرة.

    وعلى الرغم من أنّ العمل يدور حول وهيبة، إلّا أنني شعرت أن التفاصيل عنها كانت قليلة، وغير كافية.

    لم أحب استخدام الكلمات بالإنجليزية في الحديث، فقد كانت خارج السياق بالنسبة لي.

    شعُرت أحيانًا بأن هنالك تكرار في الحديث عن المشاعر، أو عن أسئلة ظلّت تدور برأسها مرارًا.

    هذه سيرة ذاتية، واجتماعية تستحق القراءة.

    #ترشيحات_سلحفاة_قراءة 🐢📚

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    ▪️أنا وهيبة

    ▪️ فاطمة العوا

    ▪️السراج للنشر

    ▪️٢٠٢ صفحة

    ▪️سيرة ذاتية - اجتماعية

    ▪️تقييمي / ⭐️⭐️⭐️

    ▪️ تيتة وهيبة بتظهر فجأه في حياة حفيدتها زي الزور في آخر النفق الظلمة .. كنتي فين يا تيتة وهيبة وازاي معرفش عنك حاجه لحد دلوقت ؟ إزاي بيقولوا إني شبهك كده ؟ دا بيقولي إني بلبس نفس نوع الشوز اللي كنت بتلبسيه زمان ؟ لازم ادور عليكي وأعرف كل حاجه عنك يا تيتة وهيبة ..

    ▪️ مش هقدر أقول إنها سيرة ذاتية قد ما هي قصة كفاح وحرب مع الماضي ونضال في المستقبل .. قصة كفاح وهيبة الجده ورفضها للقيود على الست وحبها للتعليم وإنها تكون ذاتها وتبقى قدوة لبنات بلدها ... قصة إمرأة قوية اتنقلت قوتها عبر الأجيال للأم وبعدين الحفيدة ...

    ▪️تبدأ قصتنا بمرض أم الكاتبة بالسرطان وملازمة بنتها لها ، الأم والبنت اللي علاقتهم مكانتش أقوى حاجه لحد مرض الأم ، فتقابل قريبهم اللي يفتكرها وهيبة من الشبه بينهم فتبدأ تسأل نفسها ليه مامتها محكتش عنها قبل كده وازاي متعرفش عنها اي حاجه .. وبعد وفاة الأم تقرر الكاتبة تدور على جدتها وتاريخها اللي كان صعب توصله لأنها كلنت في طمى ومحدش فاكرها لأنها ماتت صغيرة ، خيط ورا خيط ومحاولات كادت تبوء بالفشل والخذلان ... بس وهيبة كانت بتبعتلها إشارات تقولها كملي قربتي توصلي ... عشان تكتمل فالآخر صورة وهيبة الجدة ورحلة حفيدتها اللي انا شوفتخا وهيبه الحفيده ...

    ▪️ وسط البحث عن الجدة . بندخل عالم الكاتبة ونتعرف على أبنائها اللي عايشين فس دول أوروبيه بيدرسوا فيها وبنعرف تأثير الغرب وأفكاره على الأجيال الجديدة ... صراع حضارات و دين ... مزج بين امبارح والنهارده خطوة بخطوة ...

    ▪️ الرواية مكتوبة بلغة عربية خفيفة اندمجت بعامية في الحوار وبعض الإنجليزي من الأبناء ...

    ▪️حبيت الفكرة وحبيت تجميع البازل للوصول لتاريخ وهيبة ...وحبيت المعلومات الجديده اللي عرفتها عن طنى والتعليم والمرأه الهولندية ...

    ▪️ محبتش تكرار المشاعر وبعض الجمل على لسان الكاتبة ... محبتش تمجيد الغرب ...

    ▪️انا عادة مش من قراء السير الذاتية بس اتبسطت جدا ... وهنتظر العمل القادم بكل حب ...

    ▪️إقتباسات /

    - يا الله لقد حملَ أبناءُ وهيبة عبئًا كبيرًا ثقيلًا لا بدَّ أنه انعكس على مسيرتهم، وعلى علاقاتهم، وعلى كلّ جوانب حياتهم، كانوا يستحقّون أمانًا أكثر من هذا، أيّ إنسان يستحق أكثر من هذا.

    - المرونةُ خيطٌ رفيع بين التنازل المُخل والتكيف الذكي .

    - السلسال ماشي ورا بعضه، القوة مُتوارثة والعند مُمتد، وكله بيشبه بعضه في الآخر، مع تغير الظرف فقط .

    -لا دفء كدفءِ الأسرة ولا مودَّة كتلك التي تجمعُ دماءً مشتركة تجري في العروق رغم البُعد والاغتراب .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كثيرا من القراء يتعامل مع الروايات كالوحات فنية يرسمها فنان مبدع من الكلمات و النصوص لكن في تقديري الشخصي اللوحة الفنية يكمن جمالها في عين الناظر من حيث جمال التعبير و تداخل التفاصيل وتجانس الألوان. لكن في رواية أنا وهيبة لعبت الكاتبة فاطمة العوا دور العطًار The Perfumer الذي ابدع فصنع لنا عطر متميز تفوح منه أرقى النوتات العطرية والأدبية المكونة لرواية فخرجت علينا بزجاجة عطر يُقرأ لتستشعر جمال ورقي نفحاته الأدبية المكونة له مع كل صفحة تقرأها

    رواية درامية قوية ومثيرة للذكريات تتعمق في علاقة حفيدة بجدة لم يروا بعضهم البعض، وتستكشف موضوعات الحب والخسارة والفداء في رحلة بحث مؤثرة تلتقط المشاعر الخام لشخصياتها.

    تعاملت الكاتبة ببراعة مع الوقائع المنظورة المتشابكة لأفراد العائلة الذين عاصرو حقب معينة، مما يخلق رواية غنية ومتعددة الطبقات مقنعة تماماً لتلمس تغير العادات والتقاليد من جيل لاَخر، تكمن إحدى نقاط قوة الرواية في سلاسة ومرونة السرد المثير للذكريات، الذي يرسم صورًا حية للأماكن والعوالم الداخلية للشخصيات فتظهر قدرة الكاتبة على التقاط الفروق الدقيقة في المشاعر الإنسانية بشكل ملفت للنظر، يتخللها لحظات من الجمال العميق والصدق الخام يتردد صداه بعمق، مما يجعل القارئ يشعر بارتباط وثيق بشخصية الرواية الرئيسية.

    إن إيقاع الرواية متوازن بشكل جيد، مع لحظات من التوتر والتأمل التي تجعل القارئ منشغلاً، مما يسمح لرحلات الشخصيات بالتقدم بشكل طبيعي حيث تساهم كل شخصية في النسيج العاطفي العام للرواية، ومع ذلك، هناك أوقات يتعمق فيها السرد في منطقة عاطفية ثقيلة، الأمر الذي قد يكون مربكًا لبعض القراء إلا أنة من الممكن استكشاف بعض الحبكات الفرعية بشكل أكبر لتوفير فهم أكثر شمولاً لقوة الحب الدائمة ومرونة القلب البشري

    بشكل عام، هي رواية درامية متقنة الصنع تقدم استكشافًا عميقًا لشخصية هامة أثرت في حياة اشخاص لم يلتقو بها، إن شخصيات الرواية ونثرها المثير للذكريات تشبه مؤامرة مقنعة تجعل قراءتها مؤثرة ولا تُنسى.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    #قراءات_٢٠٢٤

    #أنا_وهيبة

    #فاطمة_العوا

    #سيرة_ذاتية

    أخذتني الدكتورة فاطمة من يدي وجذبت معها روحي وقلبي في رحلتها البحثية التي لا أعلم على وجه التحديد أكانت رحلة بحث عن وهيبة الجدة، أم أسمهان الأم ، أم فاطمة البنت أم رحلة ملاحقة للحفيدة؟

    أعتقد أنه من الصعب على الكاتب أن يُشرح روحه على الورق أمام القاريء، لقد أوشكت على لمس قلب ومشاعر فاطمة العوا عبر كلماتها، لقد شعرت بمشاعرها تمامًا.. شعرت بالفقد، الحزن، الندم، الحيرة، الشوق للأبناء والقلق عليهم، و الخوف من المرض والموت.

    أوجعتني يا دكتورة وزاد من وجعي أنني أدرك مشقة ما كتبتي على روحك ككاتبة.

    أما عن وهيبة رغم حياتها القصيرة، إلا أن جذورها عميقة وفروعها ممتدة للأعالي، وقد تركت إرثها الذي هو شخصيتها وقوتها لتجمعه حفيدتها وتخلد به اسمها وسيرتها وتاريخها.

    كانت رحلة البحث عن تاريخ وهيبة ممتعة بأصغر وأدق تفاصيلها، بمكالمة هاتفية، بمنشور على الفيسبوك، برحلة لأماكن لا يعلم عنها أحد، بالزيارات العائلية، بالتحفظ على نبش الماضي. لقد شعرت بالدفء العائلي وطيبة وكرم عائلة وهيبة، أحببت تلك التفاصيل الدقيقة البسيطة عن طبق الفاكهة والفخذ الضاني والسفرة العائلية ومناقشات الأبناء.

    أحببت اختيار المجموعة الكاملة لبهاء طاهر كصاحب للقراءة في بداية الكتاب، واقتباسات منها كرابط بين الفصول.

    باختصار هذا كتاب أحببته من كل قلبي وتأثرت به أيما تأثر، وأتوقع وأتمنى أن تكتب لنا دكتورة فاطمة يومًا ما كتاب ماتع آخر من السير الذاتية.

    ❞ وهيبة لن تموت، حريتُها وانطلاقها عبرَا من جدِّتها أسمهان إليها، ثمَّ إلى أمي أسمهان، وسيمرّان من جيلٍ إلى جيل، ولن توقفَهما أية قوة. رضيت، قرَّ قلبي وفهمتُ لم كانت رحلتي مع وهيبة، كانت لأصلَ لليقين؛ أنه مهما كان مصيري فالنهرُ مستمرٌّ في الجريان، شقَّ مجراه منذ زمن، والمياه تجري فيه ولن تتوقف بمُغادرة أيٍّ منّا، لم توقفها مغادرةُ وهيبة، ولا مغادرةُ أمي بعدها. ❝

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    انتهيت من مشاهدة (أنا وهيبة) وقصدت فعل مشاهدة لا قراءة عمدا لا سهوا. لعلي لم اقرأ رواية بل شاهدت فيلما وثائقيا توالت أحداثه أمامي حتى مشهد النهاية. رحلة بحث عن جدة مجهولة انتهت باكتشاف مذهل لماضٍ مثير وشخصية استثنائية بكل المقاييس.

    (أهلا يا وهيبة!) بهذه العبارة العفوية ظاهريا والغامضة فعليا بدأت رحلة الدكتورة فاطمة العوا للتعرف عن جدتها وهيبة التي لم تسمع عنها من قبل أشعل شرارتها أحد الأقرباء الطاعنين في السن. خاطبها الرجل كما لوكانت وهيبة ولم يكن يدري أنه بهذه الكلمات سيتسبب في بعث ذكرى الجدة وهيبة من مرقدها لا بالنسبة لفاطمة التي تشبهها فقط بل لعائلة بأسرها بقيت وهيبة سرا محفوظا لم يسمع عنه سوى القليلون.

    (كأنما وفاة الابنة بعثت الأم للحياة)، بوفاة أم فاطمة أمسكت الحفيدة بتلابيب الماضي ولم تفلته حتى فكت طلاسمه وبعثت الجدة من مرقدها. لم أكن أراها عبر الصفحات إلا كباحث يبحث بشغف واهتمام لا عن موضوع يشغل باله بل عن جذوره العائلية.

    بلغة عربية جميلة وحكايات متنوعة هي مزيج بين ماضي الجدة وحياة حفيداتها جيلا من بعد جيل و تتنقل بنا في سيرة ذاتية مشوقة.

    رحلة استكشاف سر الجدة دليل على قوة رابطة الدم التي تهدأ ولم تستكين حتى وصلت لمنبعها وعرفته. كنت أفكر طوال رحلة بحثها عن جدتها في مشاعر من ولد لا يعرف أهله ولا يستطيع حتى الوصول إليهم. كم هي ملحة هذه الرغبة في معرفة المنابت والجذور!

    تساءلت فاطمة العوا في الكتاب (كيف يتهدد الحضور اليقيني بالغياب الأبدي؟) لتجيب فعليا باستحضارذكرى وهيبة التي أخفاها الجميع مرة أخرى لا على نطاق أسرتها فحسب بل لكل من يقرأ (أنا وهيبة)!

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    رحلة جديدة و كتاب جديد تصحبنا فيه الكاتبة مع رحلة بحثها عن تاريخ جدتها وهيبة حرب .. الجدة التي ماتت صغيرة و لم يعرف عنها أحفادها ، بنت الصعيد المغامرة المنطلقة ، التي تحدت قيود عصرها و سعت لتحقيق أحلامها لتقطف ثمار النجاح الواحدة تلو الأخرى .

    لتبدأ الحفيدة فاطمة محاولاتها للتعرف على جدتها وهيبة ، و ذلك بعد خمسة و عشرون عامًا من موت الأم ... تنقيب ، بحث ، سعي وراء كل خيط ، لقاءات و اتصالات حتى تصل لكل التفاصيل الممكنة عن حياة جدتها ، رحلة بدأتها علها تعوض فقد أمها ، أو تفك الخيوط المتشابكة لعلاقتها بابنتها ، رحلة للإجابة عن تساؤلات الحاضر داخل أروقة الماضي .

    فكانت رحلة للفهم ، التعلم ، التقبل ، و التسليم ، و مازال جريان النهر ، و السعي الدؤوب لتحقيق الأحلام مستمر من الجدة الكبيرة لأصغر الأحفاد مرورًا بالأمهات ، و كأن ما بدأته وهيبة هو فيض لن ينتهي ....

    تميز الكتاب بحميمية الحكي ، و اهتمام الكاتبة بعرض كل التفاصيل خلال رحلة بحثها ، ربما كان السرد تقريري بشكل أكبر في بعض المواضع ، كما تعددت الشخصيات التي ساعدت الكاتبة بشكل كبير سبَّب لي بعض التخبط أثناء القراءة ، إلا أن هذا لم يقلل من جمال الكتابة و المجهود المبذول في البحث لإخراج العمل بهذه الصورة .

    كما كان ملحق الصور من المفاجأت الجميلة بنهاية الكتاب .

    رحلة ممتعة بنكهة مختلفة أرشحها لمحبي أعمال السير الذاتية .

    #قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب

    #روايات_عربية #روايات_مترجمة

    #أنا_وهيبة

    #قراءات_٢٠٢٤

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    انا وهيبة هي سيرة ذاتية ورحلة شيقة تأخذنا فيها الكاتبة للبحث عن أصل جدتها من ناحية الأم .. وبتبدأ الحكاية كلها عندما جاء أحد الاقارب الكُبار في السن لزيارتهما وتوجهه بالكلام ل كاتبتنا وقال لها "أهلا يا وهيبة" ومن هنا جاء شغف معرفة من هي وهيبة ؟!

    وبتبدأ كاتبتنا في رحلة بحث ممتعة تأخذنا معها خطوة بخطوة لمعرفة تفاصيل اكثر عن حياة وهيبة واصلها وليه محدش كان بيتكلم عنها .؟

    بنشوف وهيبة الطفلة الذكية أول من تعلمت في جيلها وهي كانت البداية لزرع فكرة التعليم بين صديقاتها وجيلها .. وعندما كبرت وانضمامها لمدرسة المعلمات وانضمامها للكشافة والتمريض وكل جهة كان يتوفر لها الانضمام فيها كانت تفعل ذلك بصدر رحب ونشاط ، ونري هيئة "وهيبة" وقوتها وارادتها حتي تزوجت وانجبت ثم توفت .. ف ماهي خبايا واسرار حياة وهيبة وعائلتها ؟

    مع كل فصل كان في مقتطفات جميلة جداً من اعمال الراحل "بهاء طاهر" كانت تحفة ومتوافقة جداً مع الحالة والمشاعر كان اختيار ممتاز.

    سلطت الضوء ع فكرة "التربية" ازاي الاهل مقتنعين بطريقة معينة في التربية وازاي الابناء غير متقبلين الطريقة دي..! هناك فوارق كثيرة في الفكر تحديداً بين الاهالي والابناء .

    الكاتبة عرفت تدمجلنا الماضي مع الحاضر بين الاجداد والابناء وتفاصيل العائلة وابناء العمومة كنت حاسة ان وهيبة جدتي وانا اللي عايزة ابحث وادور عنها 🤍

    اسلوب الكاتبة كان ممتع جداً واللغة المستخدمة كانت جميلة ورغم انها فصحي ولكن سهلة ومش صعبة اطلاقاً.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    رحلة شيقة تصحبنا فيها الكاتبة فاطمة العوا عبر الزمان والاماكن للبحث عن اسرار الجدة القوية المؤثرة والمختلفة عن عصرها .. رحلة تبدو كانها لعبة بازل .. كل خطوة تضيف جزء جديد للصورة لتبدأ ملامحها في الظهور .. رحلة تبدأ من بلاد الحجاز لطما في الصعيد وتنتقل بنا في مدنه ..وشبرا في القاهرة وكذلك الشرقية ..

    وتتخللها عودة الى الحاضر لتتنقل بنا ما بين انجلتر وهولندا وجنيف والقاهرة لتسرد علينا حكاوي الابناء ومغامراتهم وتحدياتهم .. لتنسج لنا مقارنة بديعة بين نساء العائلة ع مدار الاجيال المختلفة ..

    وخلال هذه الرحلة الشيقة بتفاصيلها تشعر بتشابه كبير بين نساء هذه العائلة العريقة.. بداية من اسمهان جدة الجدة ..لفاطمة الجدة الكبرى ..لاسمهان الجدة ..لفاطمة الام ثم الشابة الصغيرة .. ورغم التباين الشديد بين العصور لكن يظل يجمعهم القوة والاصرار والتأثير في مجتمعهم ..

    لغة الحوار ثرية .. السهل الممتنع .. السرد بالفصحى والحوار بالعامية .. ورغم عشقي للفصحى لكن اللغة العامية في الحوار اضافت حيوية وواقعية ع الاحداث ..

    رواية شيقة ومختلفة اوصي بقرائتها ..

    حابة اقولكم ان عندي النسخة الورقية لكن قريتها ع ابجد .. اللي اتعود يقرا الكتروني صعب يرجع للورقي .. شكرا ابجد

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    ما يميز العمل هو أسلوب الكتابة كان سلسل و بسيط غير ممل و يدفعك لقراءة العمل سريعا و ادماج مواضيع كثيرة أهمها ما يرتبط بالاسرة

    و أعتقد لو أعادت الكاتبة التجربة في كتابة عمل أخر سوف تنجح فيها لأنها تملك الوسائل و الأدوات

    لكن موضع كتابة سيرة عن وهيبة يفتقد لسبب لماذا قررت الكتابة عنها ؟ ما هو الدافع الشديد؟ و هل لمجرد أن وهيبة تاريخها مجهول لها فقررت أن تتبع تاريخها دون معلومات سابقة أن الأمر يستحق كتابة سيرة ذاتية؟ و هل بالفعل بدأت ذلك بعد ٢٥ عاما من إبداء رغبتها؟

    نجحت الكاتبة في إبراز المواضيع الاجتماعية و لمست كثير من المشاكل في تربية الأولاد و الاهتمام بالناحية النفسية و استطاعت العبور بنجاح في تعليم الأولاد و اعتمادهم على أنفسهم في ظل مشغولياتها لم تنسى دورها كأم و زوجة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أتممت قراءة الكتاب وحقيقي استمتعت جدا بالقراءة.. اعجبني جدا طريقة سرد الأحداث ووصف التفاصيل كانها تصف لوحة فنية ببراعة..حسيت إني اندمجت في تفاصيله مع الكاتبة المبدعة واثارني الفضول للوصول معها لاسرار الماضي ورحلة حياة جدتها وهيبة.. وتنقلت معها وهي تتنقل ببراعة بين الماضي والحاضر.. .. كاني اشاهد فيلم ممتع..

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1 2 3