ولـكنَّ الآلامَ لا تدومُ، فالوقتُ شَبيهٌ بالمِكنسةِ إلى حدٍّ ما؛ فهوَ يَكنِسُ الآلامَ والأحزانَ شيئاً فشيئاً، وهـكَذا تضعُفُ الأحزانُ وتَقِلُّ، وبعدَ مُدَّةٍ تَتلاشى
صندوق الحكايات 3 - الكلب ذو الصفارة > اقتباسات من كتاب صندوق الحكايات 3 - الكلب ذو الصفارة
اقتباسات من كتاب صندوق الحكايات 3 - الكلب ذو الصفارة
اقتباسات ومقتطفات من كتاب صندوق الحكايات 3 - الكلب ذو الصفارة أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
صندوق الحكايات 3 - الكلب ذو الصفارة
اقتباسات
-
مشاركة من Maaly Ahmed
-
فالوقتُ شَبيهٌ بالمِكنسةِ إلى حدٍّ ما؛ فهوَ يَكنِسُ الآلامَ والأحزانَ شيئاً فشيئاً، وهـكَذا تضعُفُ الأحزانُ وتَقِلُّ، وبعدَ مُدَّةٍ تَتلاشى
مشاركة من Rehab saleh -
شَعَرَ في البِدايةِ أنَّ الأمْرَ الأمَرَّ الَّذي لا يُطاقُ في الحياةِ؛ أنْ يَكونَ كلباً بلا صَفّارةٍ لِذا، ظَلَّ بعدَ ذلِك يَبْحثُ عَن صَفّارتِهِ لأيّامٍ وأيّامٍ، وكانَ يُطارِدُ كُلَّ هِرَّةٍ يَراها، ويَتَعَقَّبُها لَـكنَّهُ - ويا لَلأسفِ - لَمْ يَستطِعْ بَعدَ هذا أن يرجع كلبًا ذا صفارة.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
أثناءِ ذلِك، صارَ قَلبُ القِطَّةِ الكُبْرى يَخفِقُ «بَمْ بَمْ» كأنَّهُ طَبْلُ المُسَحِّرِ في رَمضانَ. أمَّا قَلبُ القِطَّةِ الوُسطى فقَدْ بَلَغَ خَفَقُانُهُ صَوتَ دَقَّاتِ سَاعةِ الجدارِ ذاتِ النُّوّاسِ «دِقْ دَقْ»، أمّا القِطَّةُ الصُّغرَى فلَمْ يكُنْ قَلبُها بِمختلِفٍ عنْ جَرادةٍ أصابَتْها الرِياح
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
لَعَلَّ هـذه المَوَّاءاتِ المَذهولاتِ قَدْ ثَقُلَ سَمعُهُنَّ فَصُمَّتْ آذانُهنَّ! وَيْ!… إنَّ قطّةً لا تَسمعُ لَهِيَ شَرٌّ عندَ زَيْبَقَ مِن قِطَّةٍ تَموءُ؛ لأنَّها لَنْ تَستطيعَ سَماعَ بَشاعةِ مُوائِها، ولا حَتَّى سَماعَ صَوتِ الصَّفّارةِ.
لقدْ كُنَّ كأنَّهُنَّ أُلصِقْنَ بِالحَديقةِ
بِصَمغٍ.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
حَيثُما تكونُ القِطَطِ فَكُلُّ شَيءٍ مُرهقٌ لأعصابِهِ… كلُّ شَيءٍ! وأخيراً حَلَّ ظَلامُ اللَّيلِ، فأوَى كُلُّ ذي بيتٍ إلى بيتِهِ، وعادَ كلُّ ذي دارٍ إلى دارِهِ؛ ولَجَأَ كُلُّ مَن لا دارَ لهُ إلى جُحْرٍ يُؤوِيهِ، فدخلَ زَيْبَقُ حينَئِذٍ إلى جَوفِ شجرته خفية عن أنظار الآخرين.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
جِذعَ الدُّلّبةِ كانَ أجوفَ تَجويفاً كأنَّهُ مَحرسُ كلبٍ صغيرٌ.
ولـكنَّ زَيبَقَ باتَ يَعتقِدُ أنَّ كلَّ مَكانٍ فارغٍ مَحجوزٌ أو مملوك.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
كانَ مارّاً مِن أمامِ أحدِ البيوتِ، لَمحَ مَحرَسَ كلبٍ في حديقةِ البيتِ، فصارَ قلبُهُ يَخفِقُ خَفَقاناً، كأنَّهُ سَيخرُجُ مِن مكانِهِ ويطيرُ فهـذا بيتٌ مُنَمنَمٌ حُلوٌ، مُعَدٌّ لإيواءِ الكلابِ، وليسَ هـذا فَحَسبُ، بَلْ وبابُهُ مَفتوحٌ! كأنَّما يَدعو المارّةَ إلى دُخولِهِ!
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
توقَّفَ في زُقاقٍ عَبِقٍ برائحةِ العَظْمِ؛ فصارَ لُعابُهُ يَسيلُ؛ لِما بهِ مِن جوعٍ، ولـكنَّهُ في يَومِ رَحيلِهِ لَمْ يجِدْ مَن يَحنُو عليه بِقِطعةٍ مِنْ عَظمٍ، ولا مَن يَدعوه إلى بيتِهِ لضيافتِهِ… فظلَّ في الطُّرُقِ ساعاتٍ طِوالاً .
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
كانوا يَفعلونَ هـذا في الحديقةِ أمامَ مَرْأى زَيْبَقَ وسَمْعِهِ، وتَراهُم يَقولونَ لَها: - آهٍ منكِ أيَّتُها الهُرَيرةُ الجميلةُ! آهٍ مِنْ جَمالِكِ يا قَطقوطةُ… ما أحسنَ التَّاجَ الَّذي على رأسِكِ!… في تلكَ اللَّحظاتِ بِالذَّاتِ حارَ الكلبُ المِسكينُ أينَ يُوَلِّي هاربًا، لكنه استمر في حراسة الكوخ كرامة لمالكه الراحل.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
عندَ تقاسُمِ ورثةِ الخالِ همامٍ، لَمْ يُنسَ أحدٌ، حتَّى الحيواناتُ الأليفةُ الَّتي في الكوخِ وقَدْ وَرِثَ الكلبُ «زَيْبَقُ» صَفّارةَ حِراسةٍ علَّقَها أولادُ السَّيِّدِ هُمامٍ في رقبتِهِ، فَسُرَّ بها أيَّما سُرورٍ، وراح يَتَجوَّلُ في حَديقةِ القصرِ الخشبيِّ مُزَمِّراً مُصَفِّراً بها،
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
لَمْ يكُنْ يَسيراً على الطَّبيبِ أنْ يُخبرَهُمُ بالأمرَ؛ لأنَّ الخالَ هُماماً قَدْ فارَقَ دِيارَ الدُّنيا… وكانَ هـذا هوَ السَّببَ الوحيدَ لامتناعِهِ عَنِ الِاستيقاظِ حتَّى الظُّهرِ.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
لذا فإنَّ في الأمرِ «إنَّ».
ولهـذا نادَتْ زوجُ الخالِ همامٍ أولادَهُما داعيةً إيّاهُم للحضورِ إليها في الحالِ، فاجتمَعَ أهلُ الكوخِ كلُّهُم جميعاً عندَ الشَّيخِ المُسِنِّ، وفيهِم كلبُ الكوخِ وقِطَّتُهُ.
مشاركة من عبدالسميع شاهين
السابق | 1 | التالي |