اقتباسات من كتاب في صحبة الأسماء الحسنى

كُل كفٍّ مُدَّ للرحمن أزهَر، كانَ جَدبا عادَ بعد الله أخضَر.

يا بُنيَّ، إنَّ على العرش مَا لا تشرحه الحَواس، على العرش كتابٌ فيه (سَبقتْ رحْمتي غَضبي)!

إنَّ أسرار الأسماء لا تُفتحُ بالعَجز، بلْ تُفتح الأسرارُ باليَقين. تأتيكَ الأحداثُ في قَسوتها، فإذا أحاطتْ بها الأسماء لانتْ، وبانَ السِّر في المعنى ﴿وألَنا له الحَديد﴾.

‫ يا بُنيَّ، الدُعاء بالأسماء الحُسنى وديعةُ الغيب، ولا يليقُ بها إلا﴿فاستَجبنا له﴾.

ردِّد في يقينك: ﴿كَتَبَ رَبُّكمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾، حتى لو اغتالك الوحل، واعلمْ أنَّ لك من يقينكَ نَصيبًا.

قُل: يا ربُّ أسرَفتُ أدرِي، وَلَولَا ﴿رَحمَتِي وَسِعَتْ﴾ لهلكت.

وقد أمِنَ الحرمان، من سألَ الرحمن

نعوذُ بك يا مولاي أنْ تَصِلَنا ولا نَصِلك، فقل (أعِنَّا عَلينا لنسعى إليك).

سبحانه، إنْ بسَط في النَّعماء فهو رحمن، وإن قبضَ العَطاء فهو رحيم، ولا يَرى المعنى إلا مُبصِر، فقُل ﴿ربِّ أرِني﴾.

قال الحَسن البَصريُّ: ﴿مَن قال اللهُمَ، فقد دعَا بجميعِ الأسماء الحسنى﴾.

اتْرُك ذنبك، واجمعْ قلبك، واطلُب ربك! مع الله تنال المقصود، ومع المقصود، اللطف في الموجود.

لا عَناء في الدُّعاء؛ إذْ وُهِبتَ زمنَ العطاء. يا بني، على العَبد الإتيان بالأسباب، وعلى الله فَتح الأبواب،

ومَن استغربَ أنْ يُخرجه الله مِن غَفلته، فقد استعْجزَ قُدرة ربه!

هو الله، فارحلْ إليه، فإنَّ مَداك في السُّؤال ذروةُ الأمَل، الوَهبُ منه مِنة، وإنْ وهبَ أتَمَّ، فتخير ما شئتَ من الأسماء الحُسنى، واستَفتح بها ظنك! فإنْ قالت الأسباب: لا، قال صاحب الأسماء: نعَم!

اللهُمَ رُدَّ قلبي عليَّ، واطْوِ لي ذنبي، إنِّي بِأنأَى بِقاع البُعد، فأوصِلني إليك!

اللهُمَ كُن لي بين نفْسي ونفْسي، ولا تَكِلني لِحَولي.

إذا سبَقتْ للعَبد مِن الله العناية، برزتْ له العطايا، فاعقِد يَقينك،

اسأله الوصل وما بعد الوصل إلا العطاء يا بُنيَّ، مَن وقفَ على بابنا، اصطَفيناه، ومَن اصطفيناهُ صَفَّيناه، ومن صفَّيناه أكرمناه، ومَن لازَم الباب وصل ‫ لازم الباب وانقُش عمرك في سِجلِّ السَّابقين، واكتُبه هِجرةً لله مُستقرُّها في علِّيين، وكُن ممَّن

اللهُمَ أرهَقَني الأفُول، فلا تَمْحُني مِن لَوح القَبول، نعوذُ بك مِن وحشة الرُّوح، ومن وحشة السبل!

وعلى قَدر صَفاء الطَّوية تُوهب العَطيَّة.