اقتباسات عبده خال

لأن جميع زعمائنا يحكموننا بالقوة، ولأننا لم نتعود مجابهة الأقوياء، وبسبب جبروت الزعماء وغلظتهم لا نميل إلى حبهم، ونفرح لانكسارهم.

أنا أعرف النفسية العربية، كل طبقة تحاول أن تترفع على الطبقة الأدنى منها… كلهم يلتصقون بطبقات أعلى بهذا النبذ المتبادل ولدت الدكتاتورية العربية، فكل فئة تحاول أن تنتمي إلى طبقة الحكام والوزراء وكبار الشخصيات، فينمو التملق والنفاق ويتسابق الجميع للانتماء

قناة فتحت علينا صنبور المياه الآسنة دفعة واحدة، وفي كل بيت كان زعيم عربي يخلع ملابسه الداخلية، ويقف عارياً، وضحكته القديمة تنكسر في مسامعنا وعلى شرفات أبصارنا.

ولا شيء يحرك هذا الركود سوى سيل أخبار قناة الجزيرة، هذه النافذة التي انفتحت في بيت مظلم، لنكتشف نحن العرب أن بيتنا خرابة تسكنها خفافيش ليلية لا تعرف التحليق إلا في الليالي، تخرج لتمتص دماءنا في غفلة منا وتتعلق بقلوبنا

نساؤنا لا يعرفن من الديمقراطية إلا أنها خلع الحجاب وقذف العباءة!!

الحياة لعبة قديمة لم يعرف قوانينها من جلس على كرسي الحكم، فتن بلعبة قذرة وكان عليه أن يكون أكثر قذارة منها، هكذا هو الحكم: نسيان وقذارة.

الجندية كغطاء المرأة يغطي جمالها، والعسكرية تغطي المعدن الأصيل للرجل، تحوله إلى عبد عليه تلبية أوامر سيده والموت بدلاً منه… لقد وضعوا الجندية لحماية الكراسي. الكلاب هي الكائنات الوحيدة التي يستعملها الإنسان للحراسة.

بياض زنديها يذكرك بأن جلدك اتسخ بقاذورات الأرحام قبل أن يتعرض لنسمة الحياة وعبرها بلون تفتضح أصباغه حين يقارن بمثل هذا الزند المعشش فيه زغب اشتكى من وهن عتيد

إن الحفظ تدمير لقدرة العقل البشري.

الصحافة المغلقة كالبيارة المغلقة تماماً، سيأتي يوم ويسيل ماؤها في الطرقات، عندها سيكتشف الناس مقدار العفن الذي كانت تطبق عليه تلك الأغطية الجديدة.

سماسرة الحروب كالخفافيش تنهض في الليل وتمتص الدماء الطرية.

ما بالنا نضع جمرات في راحة حياتنا، ونركض على مدار الأيام لقذفها، وحين يحدث ذلك، نعود للبحث عن تلك الجمرات الحارقة؟ إن حياتنا لا تصلح من غير عذاب، أو لوعة تشعرنا بأننا أحياء!!

الفساد لا يحتاج إلى زمن طويل كي يتخمر.

المستعمرون يصنعون مجدهم على أنقاض المدن القديمة، يكتبون تاريخاً مزوّراً، كما يفعل من سبقهم تماماً.

حينما نفقد شيئاً نلمحه يدبّ تحت أهدابنا

حتى المدن تتشتّت خطاها حين يمتطي صهوتها سائس أخرق.

ليس من الممكن أن يسير المرء أبعد من ذاكرته، فالمرء حبيس تلك البئر التي تسمّى الماضي.

‫ ولكي تصل للمستقبل عليك أن تعرف كيف تفتق السر الأول داخل تلك البئر.

القرية هي الرَّحِم الذي يضمنا وحين تدفع بنا للمدن نكتشف سوءة الدنيا.

فالأحداث التي تغور في الذاكرة أشبه بحجر جُمع في خزنة نقود ذهبية. ومن يفتح تلك الخزنة فلن يشغله ذلك الحجر الصغير أمام لمعان القطع الذهبية، وسيقذف به حتماً، أو يتركه في مكانه منطفئاً، مُهمَلاً.

إن الإنسان يتهاوى سريعاً حين لا يقيم صلبه بالنسيان.