اقتباسات أدهم شرقاوي

والكثيرون ممن وقَّعُوا أوراق طلاقهم اكتشفوا لاحقاً أشياء كثيرة جميلة في أزواجهم وزوجاتهم ما كانوا يرونها وهم معاً!

صدقني، أن تندم على نفسك هو شعور مرير جداً،

‫ أن تندم لأنّكَ تمسَّكتَ أكثر مما يجب،

‫ في حين كان عليكَ أن تُفلتَ يدكَ قبل هذا بكثير،

‫ عن وضعكَ فاصلةً، حيث كان يجب أن تضعَ نقطةً!

الكثيرون لا يريدون من الحبِّ إلا اللذة التي يأخذونها منه، لا الشَّخص الذي منحهم هذا الحبّ، هؤلاء يجدون ضالَّتَهم في كلِّ عابرٍ، وإني أعيذك باللهِ أن تكون ضحيَّةَ أحدهم!

ولو قيلَ لي: ما أجمل ما قيلَ في الحُبِّ على مرِّ التَّاريخ؟

‫ لقلتُ: هو قول عائشة، إنِّي أحبُّ قربكَ ولكنِّي أؤثرُ هواك!

فالحبُّ هو محاولةٌ حثيثةٌ لإسعادِ شخصٍ، بينما حبُّ التَّملكِ هو محاولةٌ مستميتةٌ لامتلاكِ شيءٍ، وإن كانتْ هذه المحاولة مغلَّفة بالعاطفة، ومن هنا أتى الخلطُ بينهما!

لا أحد مسَّه الحبُّ فبقي بعده كما كان قبله، ولستُ أبالغ إذ أقول لك: إنَّ الحبَّ يُعرِّفُنا أنفسَنا!

وكسرُ القلب هذه المرَّة سيكون أكثر ألماً، ‫ من ألم الصُّدود أول مرَّة! ‫ لا شيء يُؤذي المُحب أكثر من أن تُعشِّمه أولاً، ‫ فيبني على هذا العشم أحلاماً، ويديرُ قافلة عمره باتجاهك، ‫ ثم فجأة يضيعُ عشمه فيكَ! ‫

فالإنسان نهاية المطاف قلب، وحيثما وجدَ قلبه أقامَ!

نحن نحفظُ روائحَ أحبابنا غيباً، ومن قبلُ قد وجدَ يعقوبُ رائحةَ يوسف رغم المسافات!

ونحن في غمرة اللقاء لا نُفكّر بالفقد أبداً،

‫ تُرى لو كُنا نعرف أننا سنشتاقُ للروائح،

‫ أما كُنَّا عبَّأنا روائحهم في قوارير، نرجعُ إليها خِلسةً كلما اشتقنا؟!

آمِنْ بنفسك، ولا تسمحْ للآخرين أن يقصُّوا أجنحتك! 

أكفكِفُ جفنَ العينِ والدَّمعُ سافحٌ

‫ كشبه غديرٍ فوق خدّي جارياً

‫ فيا ليتَ شِعري ذا البكاءُ إلى متى

‫ وحتّى متى ذا الحزنُ والجِسمُ بالياً

وإن أغلقَ في وجهِك باب المعصية فلا تطلبها من بابٍ آخرٍ، تخيَّلْ ربًّا ليس له بكَ حاجةٌ يُغلقُ في وجهِك بابَ معصيةٍ ليقرِّبُك نجيًّا، وأنت الذي لك عنده كلُّ الحوائجِ ترفضُ هديَّته، وتتسلَّقُ الجدران وكان الأجدر بك أن ترجعَ!

وإنَّ أشدّ ما يُبتلى به المرءُ في هذه الحياة قلبه!

وضخَّموا لنا مفهوم الكرامة حتى صار أحدنا رأسه أيبس من الصَّخر!

ولو أنَّ النَّاسَ كلَّما أحبُّوا ووقعت بينهم جفوةٌ أفلتوا أيديهم لأجل هذه الجفوة ما قامتْ لهم بيوتٌ ولا قلوب!

وسبحان من إذا ألقى محبةَ رجلٍ في قلبِ امرأةٍ، سكن عينيها فلا ترى سواه، وسكن قلبها فلا يطيب لها نبض إلَّا به، وسكن رئتيها فكأنَّها تحتاجُهُ لتتنفَّس!

إنَّ الحبَّ لم يكن يوماً عيباً ليُسْتَر، أو ذنباً ليعاقب مقترفه، إنَّه شأن القلب الذي بين إصبعين من أصابعِ الرَّحمن، ولكن للحبِّ آدابه، وللإسلام حرمته!

كان لدى زينب أسبابٌ كثيرةٌ للتَّخلي عن أبي العاص، بل كلُّ الأسباب كانت في وقت ما قد أجمعتْ على التَّفريق بينهما، بَوْصَلةُ الظُّروف كانت تشيرُ إلى الفراق، ولكنَّها ظلَّتْ متمسكةً به، لأنَّها تحبُّه ولأنَّه يحبُّها، وهكذا نحن حين نحبُّ الآخر

الحبُّ الذي يجعلنا لا نرى سواه كأنَّه كل أهل الأرض! يجعل الخيارات الكثيرة خياراً واحداً!