اقتباسات أدونيس

لم نستطع نحن العرب في تاريخنا كله أن نؤسّس دولة المواطنة. الدولة التي يكون فيها الناس سواسية أمام القانون، أياً كانت انتماءاتهم الاجتماعية أو الدينية أو الفكرية. وإنما أسّسنا سلطة. سلطة القبائل والمذاهب. سلطة الغلبة: العصبية الأكثر قوةً وفاعلية والتي تتناسل الآن في الحزب الواحد الأحد، وقائده الواحد الأحد.

لا يتم تغيير المجتمع بمجرّد تغيير حُكّامه. قد ينجح هذا التغيير في إحلال حُكّام أقل تعفّناً، أو أكثر ذكاءً. لكنه لا يحلّ المشكلات الأساسية التي تُنتج الفساد والتخلّف. إذاً، لا بد في تغيير المجتمع من الذهاب إلى ما هو أبعد من تغيير الحُكّام، وأعني تغيير الأسس الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية.

عندما يموت "الفاعل“ في لغة الكتابة، تموت الكتابة: يموت التاريخ.

أن نكتب، إذاً، هو أن نبتكر لقاحاً للكلمات يشفيها من أمراضها الكثيرة التي "زرعتها“ فيها السجون الكثيرة، ماضياً وحاضراً.

وأن نقرأ، إذاً، هو نحتفل بالتغيّر، كل لحظة، في كل فكرة، في كل جملة، في كل كلمة.

واحديّة الرأي في المجتمع ليست مجرد استعباد سياسي، وإنما هي كذلك استعبادٌ ثقافي واقتصادي واجتماعي. إنها استعبادٌ للإنسان. إنها شكلٌ آخر لنظام الرّق.

المعارضة هي التي تُعطي للنظام جدارته السياسية، وتضفي عليه مشروعيّته الاجتماعية. القضاء عليها ليس، في العمق، إلاّ قضاءاً على هذه المشروعيّة، وهذه الجدارة.

انّ الثقافة العربية أصبحت من جهة، أَمْناً، أي خاضعة للرقابة السياسية والدينية، وأصبحت، من جهة أخرى، مجرّد أداة إعلاميّة تسيّرها السّلطة، وصارت، من جهة ثالثة، مجرّد تكرار واجترار لما قاله الأسلاف الأوائل

إن القتل لا يجيء من الرصاص وحده، وإنما قد يجيء كذلك من الكلمات.

زمَنٌ يتآكلُ ويَحْدودب. وما أشقى الإنسان الذي لا يرى أمامه، كلّما تقدّم، إلاَّ القديم.

وثمَّةَ عطشٌ يَغورُ إلى أبعدَ من العظم،

ويَطوي الجَسَدَ طيَّ الوَرَق.

وكلّ لحظةٍ

قمقمٌ تندَلقُ منهُ أحشاء التّاريخ.

وإنّي لأسْتَسْقي بكلّ سَحابةٍ...تمرُّبها مِن نَحو أرضك ريحُ.

خذي لهم من سلامي عنبراً عَبِقاً...وأوْقديهِ بنارٍ من تباريحي.

القاضي الفاضل

إِذا استوحشتْ عيني أَنِسْتُ بأن أرى...نظائِرَ تُصبيني إِليها وأَشباها

فأعتنِقُ الغُصْنَ القويمَ لِقَدِّها.............وألثمُ ثغْرَ الكأسِ أحسبهُ فاها

مِهْيار الدَّيْلمي

كأنّكَ مِن كلّ النّفوس مُركّبٌ...فأنتَ إلى كلّ النّفوسِ حبيبُ.

القاضي التّنوخيّ

ولست بخابيء أبدا طعاما، --حذار غد لكل غد طعام"

أوس بن حجر (620 م) "

"فلا يسمعن سري وسرك ثالث --إلا كل سر جاوز اثنين شائع"

قيس بن الحدادية (عاش في القرن السادس ميلادي)،

"ونبكي حين نذكركم عليكم-- ونقتلكم كأنا لا نبالي".

المهلهل بن ربيعة التغلبي (توفي نحو 525 م)

ان لم اكن مفطرا على قبل

منك فدهري جميعه صوم

كن كيف شئت من البعاد

فأنت من قلبي قريب

ومُكلِّف الأَيَّام ضِدَّ طباعِها......مُتَطلِّبٌ في الماءِ جذوةَ نارِ

فالعيش نَوْمٌ، والمنيّةُ يَقْظَةٌ......والمرءُ بينهما خيالٌ سارِ.

التهاميّ

أنتِ النَّعيمُ لقلبي والعذابُ له...........فما أمرّكِ في قلبي وأحلاكِ

عندي رسائِلُ شوقٍ لست أذكرها....لولا الرَّقيبُ، لقد بلَّغتُها فاكِ.

الشريف الرضيّ