شكرا دكتورة ريم على الابداع في الكتابة 🙏🏻❤️
الغواص: أبو حامد الغزالي > مراجعات رواية الغواص: أبو حامد الغزالي
مراجعات رواية الغواص: أبو حامد الغزالي
ماذا كان رأي القرّاء برواية الغواص: أبو حامد الغزالي؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
الغواص: أبو حامد الغزالي
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Hesham Wahdan
تقديم:
- على مدار اسبوع او يزيد قضيتها مع قراءة مُفصلة لأحدث كتابات الدكتورة ريم بسيوني كانت بمثابة وجبة أدبية دسمه حافلة بالعديد من الأحداث والمواقف والصراعات لواحد من أهم علماء الدين الإسلامي ، الإمام أبو حامد الغزالي الملقب بالغواص.
- استخدمت الكاتبة قصة حقيقية بعنوان ( الأسد والغواص ) ترمز بشكل مباشر لقصة الغزالي واستوحت منها معالجتها الدرامية والتاريخية لحياته وكانت بمثابة اطار خارجي للسيرة الروائية ككل.
- قدمت الكاتبة رواية شخوص وليست رواية فترة تاريخية مثل ( اولاد الناس ، القطائع ، الحلواني ) حيث التركيز هنا على شخص وسيرته كان لها أثر كبير جداً فى التاريخ الإسلامي ويمتد هذا الأثر حتى يومنا هذا.
- رغم طول الرواية لكن اسلوب الكتابة الذي يغلب عليه الطابع الدرامي لن يجعلك تشعر بحجمها الكبير. رغم ذلك كنت اقرأها ببطء نوعاً ما حتى اطيل من فترة الاستمتاع بالرواية.
- بعد قراءة هذه الرواية وقياساً على قراءاتي لكل أعمال الكاتبة فيما يتعلق بالروايات التاريخية ، اضع هذه الرواية في المرتبة الثانية بعد ثلاثية ( أولاد الناس - المماليك ) من حيث التفضيل ويليها ثلاثية ( القطائع ).
---------------
---------- رواية تاريخية ؟
أم دراما تاريخية ؟
أم سيرة ذاتية روائية ؟
( الغواص ) هي تجسيد لكل ما سبق مهما اختلف منظورك الشخصي عند قرائتها.
رواية تاريخية عن فترة زمنية مهمة فى القرن الخامس الهجري مليئة بفتنة طائفية وتعصبات مذهبية مقيتة ومكائد سياسية وصراعات لا تنتهي من أجل الجاه والسلطان والانتصار لما وجد كل فريق اباءه واجداده عليه.
دراما تاريخية حيث تعيش أحداث درامية كأنها مسلسل تاريخي متجسد أمامك بالصوت والصورة.
سيرة ذاتية روائية لواحد من أهم علماء الإسلام على مر التاريخ - الإمام أبو حامد الغزالي - الذي ترك علماً ما زال ينير الطريق حتى يومنا هذا.
من قرأ رواية ( ماريو وأبو العباس ) وحازت على اعجابه فادعوه لقراءة ( الغواص ) فسيجد فيها ما يسره على مدار خمسمائة صفحة من المتعة الأدبية ، العلم النافع ، دروس وعبر من الماضي ، التفكير والتأمل قبل الاندفاع في تكوين اي رأي والحكم على الأخر اقتداءاً بمنهج وفكر الغزالي القائم على اعمال العقل والمنطق واستخلاص المفيد والنافع حتى ممن نختلف عنهم في المنهج او المذهب.
الغزالي مثال حي لحكمة مأثورة هي ( الصدق مُنجي ). عالم عاش حياته بأكملها صادقاً مع نفسه ومع الأخرين. لم يلجأ للكذب أو الخداع والتلون مهما كان ماهية من يتعامل معه ؛ سلاطين وخلفاء او عموم الناس. الصراحة والوضوح هما أقصر طريق للوصول للهدف المنشود.
عالم لم يعش على امجاد وعادات وتقاليد اسلافه بل كان كل همه اعمال العقل قبل قبول أو رفض اى فكر او منهج. يغوص فى الأعماق ويستخرج النافع ويستبعد الضار كأمهر غواص يجمع اللآلىء والدُرر من أعماق البحار.
انقسمت حياة الغزالي الى قسمين كالتالي:
- القسم الأول:
كان يهدف الى المجد الدنيوي من خلال علمه الغزير وقدرته الفائقة على الجدال ودحض أي أفكار شاذة أو لا تتفق مع الشرع أو ضد المصلحة العامة للعباد. جادل أكبار العلماء على اختلاف مذاهبهم ، الملحدين ، الفلاسفة وغيرهم الكثير وفند كل ارائهم وأفكارهم وطرحهم أرضاً على طريقة لمس الأكتاف فى المصارعة لكنها مصارعة علمية وفكرية بطبيعة الحال. يتجلى هذا في الفصل الثامن تحديداً من الرواية والذي اراه من أجمل الفصول المكتوبة.
كل هذا التفوق جعله يجمع المجد الدنيوي من ثراء ونفوذ ومناصب واموال وحقق حلمه المنشود الذي طالما راوده منذ الصغر.
ظن العالم انه سيجمع الناس على كلمة سواء ويوحد الصف ويحقن الدماء وهنا خانه ذكائه وعلمه.
- القسم الثاني:
نشهد تحول ١٨٠ درجة في حياة الغزالي وهذا يقودنا الى الفصل التاسع حيث المواجهة مع النفس التي هي أصعب معركة يمكن أن يخوضها انسان فى حياته. تنقلب حياته رأساً على عقب بسبب أحداث عنيفة تؤكد له ان كل حزب بما لديهم فرحون وان الاختلاف بين الناس سيظل الى ان تقوم الساعة مهما كان يتوهم ان علمه وجداله لهم اليد العليا فى نهاية الأمر.
ترك المناصب ، وزع غالبية أمواله على الفقراء ، بدء رحلة البحث عن نفسه فى رحلة تأملية ، روحانية ، صوفية الفكر نتج عنها روائع ابداعاته التي تمثلت فى كُتب ورسائل ما زالت تنير الطريق لطلاب العلم والدين.
سلك طريق البحث عن الذات وتطهير النفس من كل ما يشغلها من علائق الدنيا وتوجه الى الله مخلصاً لينير بصيرته التى غشيها المنصب والجاه والسلطان والمال.
قد يبدو أن الغزالي تغير الى شخص أخر مختلف. هذا ما يبدو على السطح من زُهد وترك لكن فى الحقيقية هو لم يتغير لكنه دخل في طور اخر من حياته جعله يهتم باصلاح الانسان ذاته بدلاً من البحث عن وهم جمع الناس على كلمة واحدة.
سخر علمه لكل ما ينفع الانسان فى دنياه واخرته. حث الناس على اعمال العقل والتفكير قبل الحكم على اي فكر او رأي او منهج. ألف كُتباً تصلح لعوام الناس واخرى للخواص لا يطلع عليها الا الراسخون في العلم حتى لا تحدث البلبلة ويزداد الانشقاق.
رفض تماماً الرجوع الى أي منصب ديني يقيده وهذا يتجلى لنا في الفصل العشرين من الرواية. نجد ملحمة اخرى جسدتها الكاتبة من خلال مواجهة الغزالي لملك خراسان دفاعاً عن نفسه ضد الوشاه والحاسدين والحاقدين.
الغزالي عاش حياة حافلة ملك الدنيا ثم زهدها تماماً. سخر علمه للوصول الى المجد الشخصي ثم لتقويم وهداية الناس ودعوة الى الله خالصة من اي منفعة دنيوية.
رحم الله الشيخ المجدد وجعل علمه في ميزان حسناته يوم الدين.
-
Ahmed Mansour
كنت اتمنى أن أستطيع كتابة مراجعة لهذه الرواية اتحدث فيها عن السرد و دقة الألفاظ و وضوح المعاني و جزالة العبارة و لكن شعرت أنني قزم أمام هذا النص. لذلك سأتحدث عن التجربة و الرحلة
رحلتي التي بدأت من بائعة الملح حتى بائع الثلج و رأيت خلالها العجب أشعر و أنا أقرأ لريم بسيوني أن عيني ملغاة تمر الكلمات على أوتار القلب فتجذبه و يصدقها و يستكين لها كأن ريم بسيوني قدت تلك الكلمات من جدار القلب
لعل السر في عبقرية نص ريم بسيوني أنها استاذة لغويات بالجامعة الامريكية ربما، لكن جمال النصوص التي تعقدها كحبات اللؤلؤ يفوق أي أعتبار، ترتيب الكلمات له وقع أخاذ على الروح، تكتب كأنها تخط نوتة موسيقية كل كلمة في محلها حتى لا ينشز النغم.
من يمتلك الجرأة ليرسم صورة لوجيه قوم؟ حتما سترتعش الفرشاة و تختلط الألوان على العين من هيبة العظيم، فكيف أُخرج هذا النص بهذا الشكل!، سبق لي ان قرأت كتاب "ايها الولد" للغزالي و كان ثقيلا لم أفهمه كاملا لكن بذكاء و روح صافية تمكنت دكتور ريم من تبسيط كل شئ و قدمت كبسولة مركزة و مبسطة عن الطريق، نثرت كلماتها على أجناب الطريق كأنها قناديل تحدد الطريق حتى لا يحيد مريد.
عندما انتهيت وجدت ألف سؤال، فعلي أن أجد في البحث عن إجابة شافية، صحيح قدمت ريم بسيوني خلاصة الخلاصة في فكر ابي حامد الغزالي لكنها طرحت أسئلة فقط لم تجب كأنها تمسك بيدك و تشير لك على بداية الطريق التي رسمته بالكلمات و تترك تختار مطيتك.
وصل الغزالي لآخر درجة يمكن أن يمتطيها عالم، أصبح إماما لبغداد! و هو في أواخر العشرين كان أقوى من الوزراء و السلاطين و الخليفة نفسه و في عز قوته و سطوته تخلى و ارتحل لله مع أن الله في كل مكان لكن ليس كل مكان صالح للوصول بالقلب لله، باع قصره و وزع أمواله على الفقراء و رحل و بالتخلي و الترك خف وزنه فكان وصوله سهلا. حقدت عليه النفوس المريضة منذ البداية و عندما بلغ درجة الإمامة و لم يتركوه حتى بعدما ترك لهم الدنيا و نفض يده من غبارها تعرض الغزالي لمحن لا يعبرها إنسان عادي كان أن ينتهي عمره مرات عديده لكن من مع الله فلا خوف عليه.
#الدرس_المستفاد
قبل أن تبدأ طريقك انظر حولك أولا في محيطك في أصدقائك في زملاء العمل حاول أن تصلح القلوب ناحيتك بالكلمة الطيبة و الود فالود يصلح العيوب حتى لا تطعن من حيث لا ترى، اعرف النفوس و انظر للقلوب بقلبك، حتى لا يخدعك أحد. لا تتباهى بنسبك و لا حسبك و لا علمك التواضع يخمد نيران الحاقدين و الله خير حافظ.
#في_النهاية
رواية مغزولة من السندس مرسومة بعناية لبقة ترهق يدك من كثرة تظليل العبارات الجميلة لكن يمكنك الاحتفاظ بالرواية كلها كاقتباس بديع، ستسحرك كلماتها و تجذبك كأن بينكما علاقة كلاكما من نسيج واحد ربما ستفتحها لأول مرة لتأخذ فكرة عامة ستجد نفسك في الصفحة الثمانين دون أن تدري
شكرا دكتور ريم بسيوني🩵
-
Nadia Badi
رواية تاريخية تحكي عن حياة الغزالي عبر مستويات مختلفة من النشأة و الشباب إلى الكهولة و الوفاة من خلال الوقوف عند المتغيرات الكبرى في حياته و تحولاته الفكرية و زهده في السلطة .
العمل يقدم لنا وجها آخر من الغزالي و هو وجهه الإنساني بعيدا عن وجهه كمفكر و كمتصوف .
-
Rudina K Yasin
رقم ست وتسعون/2024
الغواص : أبو حامد الغزالي
د. ريم بسيوني
تطبيق ابجد
""بل أصبحت الأحكام تعتمد على تفاصيل ظاهرة ونسيت الجوهر، فتوى نفصل بها الخصام مهمة.. نعم، ولكن ما يُعين الناس على عدم الخصام أهم، ألاوهو الأخلاق ومجاهدة النفس. علم طريق السعادة والآخرة يُحرر النفس ويسلك بها طُرقًا أرقى وأسمى. الإخلاص في كل شيء هو المطلوب. وأهم شيء هو الإخلاص في العبادة
التقت أعينهما، قرأ الأخ قلب أخيه، ثم استلقيا على الرمال، ووجهاهما في اتجاه النجوم، يحدقان فيها، ثم يغمضان أعينهما، ويمسك الأخ بيد أخيه. كانا وسط الصحراء مثل شعاعين من الشمس، يلتقي الرأسان ويبتعد الجسدان، كنور الشمس المنتشر. حينها يسبح العقل خارج هذه الأرض، ويسبح معه الجسد، يطوفان مع الخيال، ولا يغرقان قط، فهذا بحر بلا أمواج ولا دوامات. قال أحمد بعد حين: محمد، هل التقيت بالسحاب والنجوم؟""
""تقدم ريم بسيوني في الغواص رؤية لحياة الإمام أبو حامد الغزالي؛ أحد أعلام عصره وأحد علماء وفلاسفة المسلمين في القرن الخامس الهجري. وتتناول الرواية مسيرته منذ ولادته في طوس في بلاد فارس، وصولًا إلى توليه إمامة بغداد، وما واجهه من تساؤلات وتحديات طورت من فكرة، حيث تاخذنا الى محطة جديدة تبحث من خلالها في حياة تلك الشخصية الإسلامية العظيمة التي تزامنت والعديد من الأحداث التاريخية المؤثرة، وبخاصة أن العالم العربي كان يخضع لعدة قوى؛ الدولة العباسية في بغداد، والدولة الفاطمية في القاهرة، والدولة السلجوقية في بلاد فارس؛ إلى جانب سيطرة جماعة الحشاشين على مقاليد الأمور وإشاعة الفتنة وغيرها من المؤثرات.""
بدأ محمد الغزالى رحلته صبيا يتيما فقيرا من طوس إلى نيسابور يرافقه اخيه الأصغر أحمد باحثا عن العلم والجاه. كان عقله هبة من الله، تحكي الرواية مسيرة حياة العالم محمد ابو حامد الغزالي الذي ولد في طوس في بلاد فارس وتنقل للتعلم في مدرسة نيسابور ثم صار فيما بعد أمام بغداد...حتى تركه لمنصبه وسفره الذي وصفه في كتبه بأنه كان لتهذيب النفس والتخلص من زهوة الحكم على القلب والدين...وكيف عاد بعد أن اقسم الا يجادل عالم ويهزمه أو يحضر لقصور السلاطين.
هي رواية تحكي عن الصراع بين زهوة الدنيا ونقاء النفس واخلاص العمل...بين الشك والايمان وكيف يصل له الإنسان حتى ولو كان مجدد الاسلام ابو حامد الغزالي.
بدأ محمد الغزالى رحلته صبيا يتيما فقيرا من طوس إلى نيسابور يرافقه اخيه الأصغر أحمد باحثا عن العلم والجاه. كان عقله هبة من الله، لا علم يستعصى عليه. يهزم كل مجادل ويكشف جهل من يدعى المعرفة لكنه تاه فى غيابات الشك بعد أن أصبح امام بغداد وحجة الإسلام ومفتى الأمة ، ثم ترك الدنيا وتخلى بعد أن دخل إلى عالم السلاطين والخلفاء بعد ان انغمس فيه باحثا عن المجد والجاه ،لم يجد سوى قلمه ، غاص داخل الكلمات والمعانى ليجد الخلاص. حاول فى كتبه ان ينقذ الناس من التيه والضلال وينشر النور لمن يريد الوصول.
ابتعد عن السلطة وهرب من الجاه والرياء فخلد الدهر اسمه. وكانت آخر وصاياه "عليكم بالإخلاص ". فهوعالمٌ نحرير قلّ نظيره في تاريخ الإسلام، عاش في زمن دولة السلاجقة وعاصر الحروب الصليبية، وكان له منهج إصلاحي متفرد من خلال تشخيصه لأمراض المجتمع ووضع منهاج للتربية والتعليم وبناء العقيدة الإسلامية ومحاربة التيارات الفكرية المنحرفة، وإصلاح الفكر، إنه حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي. إن التعرف على حياة هذا العالم الجليل ومعرفة أسباب نبوغه وعلمه، هو استشفاف لنموذج فريد لرجل أنجبه الإسلام العظيم. فمن هو؟ وكيف نشأ وتعلم؟ وما أسباب نبوغه في علمه؟
لمحات من حياته
: الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين العابدين أبو حامد ابن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي، الشافعي، الغزالي، صاحب التصانيف والذكاء المفرط. وقد نسبه البعض إلى غزالة ـ بتخفيف الزاي ـ وهي بلدته التي ولد فيها، وهي نسبة صحيحة من حيث اللغة، والبعض نسبه إلى الغزَّالي ـ بتشديد الزاي ـ نسبة إلى الغزَّال حرفة والده التي كانت يكتسب منها، وهي نسبة صحيحة أيضاً من حيث اللغة.
: ولد بـ (طوس)، سنة خمسين وأربعمئة هجرية، وأما والده، فقد كان فقيراً صالحاً لا يأكل إلا من كسب يده، حيث كان يغزل الصوف ويبيعه في دكانه بطوس، وكان يختلف في أوقات فراغه إلى مجالسة العلماء، ويطوف عليهم، ويتوفر على خدمتهم، ويجدُّ في الإحسان إليهم والتفقه بما يمكنه عليهم، وكان إذا سمع كلامهم بكى وتضرع إلى الله أن يرزقه ابناً يجعله فقيهاً وواعظاً، فرزقه الله بولدين هما أبو حامد، وأخوه أحمد. غير أن الأقدار لم تمهله حتى يرى رجاءه قد تحققت ودعوته قد استجيبت، فقد توفي وما يزال أبو حامد صغيراً لم يبلغ سن الرشد. أما أم (أبي حامد) فقد عاشت حتى شهدت بزوغ شمس ابنها في سماء المجد، وتبوُّؤَه أكبر مركز علمي في ذلك العهد.
وكان والده قد أوصى به وبأخيه إلى صديق له متصوف من أهل الخير، وقال له: إن لي لتأسفاً عظيماً على تعلم الخط، وأشتهي استدراك ما فاتني في ولديّ هذين، فعلمهما ولا عليك أن تنفد في ذلك جميع ما أخلفه بهما، فلما مات أقبل الصوفي على تعليمهما إلا أن ذلك النَّزر اليسير الذي خلفه لهما أبوهما ما فتأى أن نفد، وتعذر على الصوفي القيام بقوتهما، فقال لهما: اعلما أني قد أنفقت عليكما ما كان لكما، وأنا رجل من الفقر والتجريد لا مال لي فأواسيكما به، وأَصْلَحُ ما أرى لكما أن تلجأا إلى مدرسة، فإنكما من طلبة العلم، فيحصل لكما قوت يعينكما على وقتكما. ففعلا ذلك، وكان هو السبب في سعادتهما، وعلوِّ درجتهما، وكان الغزالي يحكي هذا، ويقول: طلبنا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله.
قرأ في صباه طرفاً من الفقه ببلده طوس على أستاذه أحمد بن محمد الرازكاني، وكان أستاذه الأول بها (يوسف النساج)، وبعد تناول الغزالي لهذا القدر اليسير من الفقه في بلدته، يشد الرحال إلى جرجان، حيث يلتقي بأستاذه أبي نصر الإسماعيلي، ويدون ما يسمعه منه كمرحلة أولى من التلقي والتعليم، ثم يرجع إلى طوس وفي أثناء رجوعه حدث له ما جعله يحفظ ما كتب، ويفهم ما علم، وفي هذا يقول: قطعت علينا الطريق، وأخذ العيارون جميع ما معي، ومضوا فتبعتهم، فالتفت إليَّ مقدَّمهم، وقال: ارجع ويحك وإلا هلكت، قلت له: أسألك بالذي ترجو السلامة منه أن تردَّ عليَّ تعليقتي فقط، فما هي بشيء تنتفعون به، فقال لي: وما هي تعليقتك؟ فقلت: كتب في تلك المخلاة هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها، فضحك، وقال: كيف تدَّعي أنك عرفت علمها، وقد أخذناها منك، فتجردت من معرفتها، وبقيت بلا علم؟! ثم أمر بعض أصحابه فسلم إليَّ المخلاة. قال الغزالي: هذا مستَنْطق أنطقه الله ليرشد به أمري، فلما وافيت طوس أقبلت على الاشتغال ثلاث سنين، حتى حفظت جميع ما علقته، وصرت بحيث لو قطع على الطريق لم أتجرد من علمي.
قدم الغزالي نيسابور، وهي عاصمة السَّلجوقيين، ومدينة العلم بعد بغداد ولازم إمام الحرمين ـ وهو من عرفنا شخصيته وجلالته في العلم والتدريس ـ وجدَّ، واجتهد حتى برع في المذهب، والخلاف، والجدل، والأصول، وكانت العلوم السائدة في عصره، وأعجب إمام الحرمين بذكائه، وغوصه على المعاني الدقيقة، واتساع معلوماته، فكان يقول: الغزالي بحر مغدق. وفاق أقرانه وهم أربعمئة حتى أصبح معيداً لأستاذه ونائباً عنه، وقيل: إنه ألف المنخول، فراه أبو المعالي، فقال: دفنتني وأنا حيٌّ، فهلا صبرت الان، كتابك غطَّى على كتابي.
ولما مات إمام الحرمين عام (478 هـ)، خرج الغزالي إلى المعسكر قاصداً الوزير نظام الملك، وهو لم يتجاوز الثامنة والعشرين من سِنّه، وقد ظهر فضله وذاع صيته، وكان مجلس الوزير مجمع أهل العلم، وملاذهم، وكانت المجالس حتى الماتم لا تخلو من المناظرات الفقهية، والمطارحات الكلامية، فناظر الغزالي الأئمة العلماء في مجلس نظام الملك، وقهر الخصوم، وظهر كلامه عليهم، واعترفوا بفضله، وتلقَّاه الصاحب بالتعظيم والتبجيل، وولاّه تدريس مدرسته النظامية ببغداد، وكان ذلك غاية ما يطمح إليه العلماء، ويتنافسون فيه، فقدم بغداد في سنة أربع وثمانين وأربعمئة، ولم يتجاوز الرابعة والثلاثين من عمره، وقلَّما تقلَّد هذا المنصب الرفيع عالم وهو في هذه السن، درَّس الغزالي بالنظامية، وأعجب الخلق حسن كلامه، وكمال فضله، وفصاحة لسانه، ونُكتَهُ الدقيقة، وإشاراته اللطيفة، وأحبُّوه. قال معاصره عبد الغافر الفارسي: وعلت حشمته ودرجته في بغداد، حتى كانت تغلب حشمه الأكابر، والأمراء، ودار الخلافة، وكان يقرأ عليه جمٌّ غفير من الطلبة المحصِّلين، يقول في (المنقذ من الضلال) في وصف حاله، والنظامية: وأنا ممنُوٌّ بالتدريس والإفادة لثلاثمئة نفس من الطلبة ببغداد. وأخذ في تأليف الأصول، والفقه، والكلام، والحكمة.
فالغزالي في تاريخ الفكر الإسلامي من أهم أئمة الأشاعرة المعدودين وفي الصدارة منهم، وهو كذلك من أئمة المذهب الشافعي الكبار، كما لقب الغزالي بـ"حجة الإسلام"، لأنه رد على الفلاسفة والدهريين ورد على الباطنية، كما عرف بأنه أهم منظري الفكر الصوفي في تاريخ الإسلام، ويجمع العقاد له قوته وريادته في الفلسفة وإمامته في التصوف فيقول "كانت السليقة الصوفية فيه أداة يغلب بها الفيلسوف الذي لا تصوف عنده، وكان التفكير المنظم عنده أداة تعينه على الفهم حين يقنع المتصوف بالتسليم ويستريح إليه".
توفي في14 جمادى الآخرة عام 505 هـ الموافق لـ18 ديسمبر/كانون الأول 1111 م توفي أبو حامد الغزالي في طوس ودفن في قصبة الطابران.
يقوم مذهبة على فكرة الاحياء السني للمحافظة على سنة رسول الله ضد المذهب الشيعي والباطنية وحسن الصباح وفرقته والإحياء السني مصطلح متداول في الدراسات التاريخية يشير إلى جهود استمرت على مدى قرون وقادها أعلام كبار علماء ومفكرون وملوك وسلاطين ووزراء، افتتح هذا المسار نظام الملك والإمام الجويني، ونظّر له ووضع أهم المصنفات التي أقامت قواعده على بصيرة علمية الإمام أبو حامد الغزالي، ثم نشط في نشره وتعميمه الملك العادل نور الدين زنكي، وكان بطله الموفق وصاحب القدح المعلى فيه الناصر صلاح الدين الأيوبي.
ثم استأنفه بعد فتور السلطان المظفر المؤسس الحقيقي لدولة سلاطين المماليك، وخلفه فيه الناصر قلاوون حتى أصبحت الكتابات الاستشراقية عن هذا المصطلح تجمع على أنه لا يمكن فهم تصرفات صلاح الدين دون معرفة رؤية وخطط وزير السلاجقة نظام الملك، ودون استيعاب العالم الروحي الذي رسم معالمه الإمام أبو حامد الغزالي.
-
Doaa Mohamed
يزل الغزالي يعد من أهم مفكري العالم ومن أكثر العلماء المسلمين تأثيرًا على الإطلاق، سواء في الغرب أو الشرق، بل أكاد أجزم أنه أكثر مفكر تمت الكتابة عنه في كل العالم حتى بعد موته بأكثر من ألف عام. تُرجمت الكثير من أعماله لكل لغات العالم. ❝
رواية عن الإمام الغزالي وحياته..
اختلف الكثير عليه أثناء حياته وبعدها ولكن لا أحد يستطيع الإنكار أنه كان رجل دين وفكر مؤثر.. كلماته الصادقة مازالت خالدة إلى الآن وربما ستبقى بعدنا.
تأخدنا الكاتبة في رحلة تاريخية الحدود إنسانية الصميم تتبع رحلات الغزالي منذ طفولته إلى وفاته وتبني على هذة الرحلات تخيلات لكيف كان الغزالي كإنسان عادى رغم نبوغه.
اللغة جميلة فلسفية ربما يمل البعض منها أحيانًا ولكنها مناسبة جدًا للشخصية التي نتكلم عن حياتها.
-انبهرت بأن الغزالي بدأ رحلته في عمر الرابعة عشر فقط! واتحسر على زمن كنا فيه متعطشين للعلم والمعرفة وأتعجب دومًا من بشر مثلنا ولكن حباهم الله ملكَات جعلتهم غير عاديين.
كان في طفولته قويًا يرتحل لطلب العلم هو وأخوه ويلتحقوا بالمدرسة النظامية ليسطع نجم محمد الغزالي بين المعلمين والطلاب.. كانت بدايات لكونه معروف باسم حجة الإسلام.. يعشق المجادلات ويجد لذته الكبرى في الانتصار على أخصامه فقط بلسانه!
-فترة شباب الغزالي كانت محمومة حتى بالنسبة لشخص مثله أن تصل لمثل مكانته أن يزيع صيتك في البلاد كلها في هذا الزمن.. أن تُعرف عند الملوك والأمراء وتُطلب مشورتك أن تملك القوة والسطوة بكلماتك وعلمك. كل هذا وهو في ثلاثينياته!
كان الشك يأكل قلب الغزالي منذ طفولته لكن الداء استفشى في القلب مع زيادة العلم وزيادة القوة والسلطة.
أعجبني أن الكاتبة أظهرت أنه مهما كان رجال الدين نيتهم صادقة في الإصلاح إلا أن اختلاطهم بالساسة يفسد قلوبهم..
كان منتشر في الدولة الإسلامية وقتها فكرة تمييع الأحكام الشرعية لأجل أهواء الحُكام.. يبدو أن الغزالي حاول ألا يحدث هذا ويمكن حافظ على وعده ولكن ليس تمامًا.. قلبه كان دائمًا يلومه على حبه لمنصبه.
شهوة السلطة والمنصب تطغى في نفس الغزالي لمجرد وصوله لمنصب إمامه بغداد كان صعبًا عليه أن يتنازل عن هذا الجاه وعن كونه الإمام الأعظم.
حياة الغزالي ترينا معاناة مجادلة النفس ومحاربتها ومحاولة تقييمها وتطويعها.. جهاد النفس المنغمسة في الملذات أعظم جهاد..
-الغزالي كان لديه كل شيء علم وجاه وشُهرة وبيت وأولاد.. حقق ما يتمناه في وقت قياسي كلمته مسموعة في أي مكان.. لكن القلب!
القلب كان عليلًا لدرجة أسقمت الجسد.
رحلة الغزالي الأولى كان على المذهب السني الأشعري وكان يهاجم الباطنية بشراسة ومتعصب لمذهبة ويستطسع نصرته بالحُجة على غيره من المذاهب.
-عندما أعياه القلب والروح قرر ترك كل شيء والارتحال والعزلة بحثًا عن دواء لداء قلبه و علّته.. قرأ في الصوفية ووجد ضالته فيها وكتب عنها وتكلم بها وهنا كان بداية الهجوم عليه..
الصوفية المعتدلة التي تتكلم عن الحب الإلهي والتقرب إليه بالذكر وعدم ترك القلب ينغمس في الدنيا.. أتمنى أنه كان من أهلها..
وسبحان الله شهرته وكلماته تزيد وتنتشر أكثر وأكثر.
-في رأيي الغزالي حياته كلها كانت معاناة بصرف النظر عن علمه وذكاءه ورجاحة عقله وشخصيته الفريدة.. كل هذا لا يشفي القلب الحائر الذي يُشكك في كل ما يأتي به العقل.. ولا بد أنه ارتاح عندما وجد ضالة قلبه..
تخيل أن تحقق كل أمانيك ولكنك لست مرتاحًا وصلت لما ظننت أنك تريده ولكن يؤرقك شعور مجهول يتآكلك من الداخل..
- ما كان فريدًا بشأنه أنه كان يخاطب العقول على قدرها.. يعرف أن هناك كلمات ليست للجميع ليست لنفوس العامة.. كانت لديه كلمات للعامة وأخرى للخاصة الذين ارتقوا في العلم درجة.. وليس لتناقض في كلماته ولكن لجعل كل يخوض رحلته الخاصة على قدر علمه ومعرفته ويرتقى في مقامات العلم بجهده.
-الرواية كانت رحلة عظيمة واللغة جميلة وتصل للقلب مباشرة.. حزنت في النهاية على مرضه وموته وكانت مشاهد وداعه لعائلته وأخوه صعبة جدا..
أحببت الرواية وأحببت ما عرفته عن الغزالي وما جعلتني أبحث عنه وأعرفه أكثر وخلق الرغبة في قراءة كلمات مثل هذا الرجل العظيم.
اقتباسات :
❞ من يملك عقلك ربما يصل إلى المجد، ولكنه يحيا معذبًا بالمعرفة. ما يساعدك على الوصول هو ما يهلكك أيضًا، الدواء هو الداء؛ عقلك. تذكر هذا. من يملك مثل عقلك لابد أن يحيا بين تهتك الفكر وغيابات الشك. لا نجاة لمثلك من الجنون أو اليأس. لن تجد الحقيقة؛ لأنها داخل بحر مغرق يا فتى، تحف أطرافه شواظ نار. ❝
❞ أنت مثلنا تتسائل دون أن ترتوي. ربما تكون الإجابة في كتب الفلسفة، أو ربما لا توجد إجابة. أسئلتك تنم عن عقل ذكي يدرك أن التناقضات بيننا تدل على أن الحقيقة ضائعة. لا حقيقة في هذا العالم يا أخي.❝
❞ -العقل قادر أم ليس قادرًا يا إمام؟ أنت تناقض نفسك.
-قادر وليس بقادر. معرفتك بالله محدودة، وهو لا حدود له. لو ظننت أن معرفتك تشمل كل العلوم فأنت مغرور، ولو أدركت عجزك عن إدراك كل شيء كنت عاقلًا. «العجز عن درك الإدراك إدراك». ❝
❞ ما معنى الدنيا؟ وما غايتها يا محمد؟ خضت كل علم، ورجعت تقلب كفيك على ما راح منك. لِمَ الحزن؟ لا أحد يستطيع أن يمسسك بسوء. أنت بخير، أليس كذلك؟ مثلك مثلهم تبحث عن نجاتك فقط، فليذهب الجميع إلى الجحيم، ويعش الملك والسلطان والخليفة والإمام. هل تحكَّم الهوى وتمكَّن يا محمد؟ ❝
❞ بدأت أكتب كتابًا غير كل ما كتبت، هذا كتاب إحياء؛ لأن الناس موتى من حولي، ولو لم أساعدهم فلن أدرك الحقيقة أبدًا. أدركت حينها عجزي عن إدراك الحق مادمت أنا هنا أصارع نفسي فقط ❝
❞ من يقرأ للغزالي يعرف أنه يكتب لأكثر من قارئ؛ لقارئ عام وقارئ خاص. وما يكتبه للقارئ العام غير ما يكتبه للخاص، والسبب في هذا هو أنه كان دومًا يحاول الحفاظ على عقيدة العامة، وعدم تشتيت فكرهم أو تلبيس اعتقادهم. ❝
-
olaelfouly
الغواص رواية جميلة من ابداع الكاتبة ريم بسيوني، تبدأ الرواية برحلة، وهي بداية موفقة جدًا للسير الذاتية، وكأنها تأخذ القارئ من البداية داخل قلب وعقل البطل "أبو حامد الغزالي" وهو ابن الرابعة عشر عام حتى وفاته.
والمدهش أني من البداية أدرك أن البطل شخصية تاريخية، ومن الطبيعي أن تنتهي الرواية بوفاته، ولكني خلال الرحلة أحببت الأمام وتمنيت ألا تنتهي حكايته هكذا، فحزنت لوفاته،
حزنت من أجل زوجته ثرية وبناته وشقيقه أحمد، ولكل منهم جزء رائع في الرواية حتى الشخصيات الهامشية مرسومة بدقة كأننا نراها، منها شخصية غريبة هي شخصية قاطع الطريق المعصري الذي يلتقي بالفتى من بداية القصة ويعجب به ولكن لابد أن يقتله لأنه عرف شكله وتتطور العلاقة بينهما بشكل غير متوقع طوال الرواية.
وبعض الشخصيات الغريبة التي تعطيه اشارات لا يدركها في حينها، ولكنه يراها بقلبه عندما تتبلور أمامه الحقائق، وبعض الشخصيات تقترب وتبتعد عنه طمعًا أو خوفًا، وبعضها يدور في فلكه، والبعض يحبه والبعض يكرهه، ولكن تبقى شخصية الأمام أثيرة مميزة كنور الشمس ننتظرها عبر سطور الرواية، ونشتاق إليها إذا تشابكت الأحداث، وحاك حساده المؤامرات والدسائس له.
فننتظر بشغف كيف سيخرج منها الأمام، ونفرح لانتصاره، وونتابعه وهو ينتقل من بلد لبلد، ويصل لأعلى المناصب، ويسحق أعداءه بسيف الكلمات، وسعة العلم وإجادة المعارف والعلوم، وشدة الذكاء، ولكن عقله يعاني من الشك، ويعاني هو من القلق، ويرى ما لا يراه غيره.
ربما لأن الله أعده لما هو أخطر وأهم، فيستغيث بربه فيغيثه، ثم تأتي نقطة تحول غاية في القوة تنقلنا من عالم السياسة المزدحم المتلاطم الأمواج، إلى عالم أخر أكثر رقه وهدوء، إلى نبع الحب.
فيأخذنا الأمام معه في رحله نورانية رائعة، نرى فيها تجلي الروح، ونسبح معه في صفاء الكون، وبديع الخلق، وتبدأ تتجلى أمامه الحجب، وينهل من رحيق الحب إلهام، فيكتب ويعلم ويتعلم حتى تأتي لحظة الوداع فنحزن لفراقه، ونحزن أكثر لنهاية الروية.
لا أحب أن أحرق الأحداث لأنها رواية تستحق أن تقرأها، وتستمتع بكل جزء فيها، وترى عالم مدهش، ربما لا يختلف كثيرًا عن عالمنا، ولكن المؤسف أن عالم اليوم يخلو من رجل مثل الأمام أبو حامد الغزالي.
الغواص الذي ركب فوق الأسد وسط هتاف الجماهير، ثم ترك كل شيء ليستخرج الدر من فيض الرحمن، ويترك لنا ثروة لا تقدر بثمن، وكنز لا يفني بموت صاحبه ولكن يبقى ليلتقطه من يزيل عنه غبار الزمن و فيكشف النقاب عن كنز يحمل بداخله عبق التاريخ وحكمة التراث الإنساني الخالدة لعلنا ننتبه من غفلتنا وندرك أن لنا جذور لو روينها سنتج جنات وارفة الظلال.
-
Alshaimaa Salah Younis
رواية_الغواص
أحدث إصدارات الدكتوره ريم بسيوني
الكتاب بيحكي قصة الامام أبوأحمد الغزالي التحديات التي واجهته سواء على المستوى الإنساني او المهني ما شكل أراؤه و كيف تغيرت. الكتاب تقريبا ٥٠٠ صفحه و غلاف الكتاب ألوانه مبهجه ويبدو كفزوره توضح محتوى الكتاب.
الروايه بتصور شكل الحياه في الفتره من ٤٦١ هجريا الى 505 هجريا، الحكام و الصراعات و موقف عامة الناس، رجال الدين و علية القوم.
رغم ان الروايه بتتكلم عن إمام فيلسوف خاض بحور المجادله و برع فيها الا انها بتعرض أفكاره الفلسفيه و منطقه في الحكم على الأور بسلاسه، و لغه رشيقه. عند قرائة الرواية الكلمات تشخص الشخصيات كأنك تراها و تجعل المشاعر محسوسه كإنك تشعر بما تشعر به الشخصيه.
من وجهة نظري من أبرع ما قدمته دكتوره ريم في هذه الروايه هو:
1- علاقة رجل الدين برجل السياسه، وهذه ليست أول مره تناقش فيها هذه العلاقه ،سبق و ان ناقشتها في رواية أولاد الناس في شخصية قاضي قوص.
2- أنها وضعت على الطاوله بوضوح فكرة ان بعض الكتب ليست لكل القراء، لابد أن يتوافر شروط مسبقه في قارئ بعض الكتب كي يستطيع فهمها و لا تفسد عليه حياته. وهو ماهو حاصل في وقتنا الحاضر من تعاطي غير المؤهلين لبعض الكتب المتخصصه.
3- بروزت بوضوح دور القلب في الفكر الصوفي سواء بالافكار او بترجمته لافعال في تصرفات الغزالي.
عموما تبرع دكتوره ريم في كل روايتها المعاصره او التاريخيه في انتقاء أبطالها. غاصت في تاريخ دولة المماليك و عرضت لنا لآلئ من الشخصيات كانت توارت الي الظل فتره ولم نكن نشعر بتاثيرها العظيم، ثم غاصت في الفكر الصوفي لتخرج لنا كتاب طريق السعاده و الغواص نفسه.
أنصح بقراءة رواية الغواص و التعمق في معانيها. وتنقية القلب اثناء قرائتها.
قرائه ممتعه ان شاء الله.
-
Marwa El Refaei
رواية عن حياة الإمام أبو حامد الغزالي .. تعرفت فيها للمرة الأولى عن حياتة وكيف تحول من المذهب الشافعي للصوفية وكيف زهد في الدنيا بعد أن ملكها بين بيديه. أصابني الكثير والكثير من الملل في أجزاء كثيرة من الرواية حيث تكلم فيها الإمام مع نفسه كثيرا واسهب في الكلام عن تصوفه ( قد يكون هذا الكلام جاذب للمهتمين بالفكر الصوفي). اختفى الملل في الجزء الأخير فقط من الرواية.
❞ أمسكت بقلبي حينها. ها هي شهوات الدنيا تجاذبني يا رب. أي ضعف يمسسني؟ وأي هوان؟ لم تكن غايتي نفسي فقط، «إنما أبغي أن أصلح نفسي وغيري»، يا حكيم، انتزعني بحكمتك من نفسي، أرني الحقيقة وعلمني من بحار علمك الذي لا ساحل له، أيقظني من غفلتي. كيف لي أن أساعد غيري وأنا بلا قلب؟ ❝
❞ غمرني يأس مصحوب بهيبة. وضعت كفي على قلبي أناجيه: أعد لي قلبي لأستطيع أن أعيش. أنت القادر، كرمك يفيض، ورحمتك وسعت كل شيء. ❝
أقف كثيرا أمام روايات ريم بسيوني مترددة لاني يوم قرأت لها للمرة الاولي أعجبني قلمها الرشيق ، لكني توقفت مرغمة عن متابعة أعمالها لأنها وضعت جميع أعمالها في إطار الفكر الصوفي وظل لدي السؤال الدائم هل للروائي أن تحمل رواياتة توجهه الديني أو السياسي دائما؟ أتفهم ذلك في الكتب الدينية او السياسية أما في الروايات فالوضوح التام لمذهب الروائي ( سواء ديني أو سياسي) يقف حائلا بيني وبين الإندماج بين السطور. قد يظهر هذا الإنتماء بين السطور في بعض الروايات إن أنه لا يصبح مستساغا عندما يظهر جليا وفي جميع الروايات.
لسنا هنا بصدد مناقشة الفكر الصوفي ،ولكني لا أتفق مع طرح المعتقدات بهذة الطريقة ( مثلما تتم في روايات دعاء عبد الرحمن مثلا) .
-
Samah Shady
للأدب تأثير على الروح والنفس في كلا الاتجاهين، فهو إما يؤثر بالغواية فتغرق النفس في شهواتها وملذاتها ويتملكها شعور بالحرية الزائفة.
أو يؤثر عليها بالتأمل في أحوالها والنظر إلى الروح باعتبارها المكون الخالد من الإنسان والذي يجب أن نعطيه الأولوية في حياتنا الدنيا لمن أراد أن يسكن في الآخرة.
عندما يكون الأدب هو سيرة ذاتية فكل شئ يصبح متجسدًا، الأشخاص، الخطأ، الصواب..
وعندما يكون الحديث عن الإمام الغزالي فيمكن أن نتوقع في أي منطقة سنصبح أسرى..
إنها رحلة نفس بكل معطياتها، نفوذها، علوها، رغباتها حتى لو كانت في اتجاه الخير كما يبدو في الظاهر المعلن وحتى الباطن غير المعلن، لكن فقط صاحبها يعرف حقيقتها بعد حين ثم يبدأ رحلته معها من الداخل من أعماق نفسه..
التأثير الذي سيتركه هذا الكتاب يشبه الشعلة التي يمتد نورها عدة أيام وأسابيع ثم تخبو من النسيان وخفوت الذاكرة..
لو لم يتبع الشعور بالأثر الكبير خطوة في سبيل التعلم ستنطفئ.
ربما هذه القيمة الأكبر الذي يتركه أي كتاب وحلم أي كاتب أن يكون له أثر ممتد كما الإمام.
الكتاب يشبه حديثنا اليومي مع النفس وتأملاتنا في الحياة حتى أننا نكتشف أن الأحداث لم تتغير كثيرًا فما نشكو منه الآن موجود منذ القدم ومن نشكو منهم يُستنسخون في كل عصر فقط ما يتغير هي مسمياتهم.
لكن كما يعبر عن كلام الإمام علينا بخصائص أنفسنا فصلاح الحياة يبدأ من صلاح النفس.
سماح شادي
-
نيرة مصطفى كامل
ما هذا الجمال....!
لم تؤثر فى ّرواية كهذه... جمال الأسلوب وبراعة الوصف كما أنها عن حجة الإسلام أبوحامد الغزالى إمام بغداد الذى ترك الدنيا تلهث وراءه وصم أذنه وأغمض عينيه عنها... كيف فعلها وما البحار الذى غاص فيها وأى أمواج واجهته...وحال قلبه وكيف نجا به من الأمواج العاتية التى حاصرته...
على رغم من طولها لم أشعر بالعكس كنت أسير على مهل كى لا تنتهى... أسلوب د. ريم بسيونى رائع مع الوصف الممتع و جمال الألفاظ...
الغواص رواية أدبية تاريخية تحكى مسيرة الإمام حجة الإسلام أبوحامد الغزالى.. رحلة الفتى الطوسى مع أخيه من طوس فى بلاد فارس إلى نيسابور ليتعلم على يد إمام الحرمين الجوينى ليبرع كنجم لامع فى سماء العلم لا يستطيع أحد اللحاق به.. وصولا إلى إمامة بغداد....
تسرد صراعه مع نفسه.. عقله... كيف ترك الدنيا وراءه بعد أن أصبح على قمتها...
تراثه الثرى من الكتب والرسائل التى تزخر بأغلبه مكتبتنا الإسلامية... وسبب تأليف كل كتاب وظروفه ولمن يخاطب.، الإمام لم يؤلف كتب للكل بل كان له كتب للعامة، وكتب للعلماء وكتب للخواص... فكان عالم فريد مجدد عزيز تكراره....!
سنتعرف أيضا على الوضع السياسي و التاريخي فى القرن الخامس الهجرى، الخليفة العباسي فى بغداد، والحكم الفاطمى فى مصر، السلطان السلجوقي فى فارس...
وكان أخر وصايا الإمام " عليكم بالإخلاص"....
-
Huda Okasha
عمل أدبى أكثر من رائع إن لم أكن مخطئة اعتقد انه العمل الأول الذى يتناول سيرة وحياة شرف الأمة أبوحامد الغزالى 👍❤️
وكما عودتنا ريم بسيونى فى كل أعمالها التاريخية السابقة تستند فى روايتها إلى وثائق حقيقية وهذا يؤكد الجهد الذى تبذله ليخرج لنا العمل بهذه الجودة والصدق والأمانة فى نقل الأحداث 👍…
نشأة الأمام ورحلته الطويلة فى البحث من الشك إلى اليقين وتقبل الآخر وكتبه العظيمة وإنتاجه الغزير من مختلف أنواع الكتب الذى يصلح للعامة والخاصة من العلماء والراسخين فى العلم فهو يكتب لكل المستويات من عقول البشر ليفهموا ما يكتبه …
حياته الخاصة وصراعه مع النفس ومع الأمراء والسلاطين حين قرر ان يعتزلهم ويبتعد عن مجالستهم ومع هذا لم يخلص من مؤامرات الحساد الذى يخشونه وإن ترك كل منصب واى طريق للسلطة والجاه …
رواية رائعة نقترب فيها من حياة الامام الذى لا نعرف عنه الكثير … رواية أنصح بقراءتها وبشدة 👍❤️📘
-
MARWA Hegazey
قبل أن أكتب مراجعتي
أنصحك أن تقرأ هذا الكتاب
جمال اللغة وجمال الطرح وشخصية غير عادية
استمتعت بالقراءة والتعرف على هذا العالم الفذ
أول مرة أقر أ للكاتبة ولن تكون الأخيرة
إذا كنت تبحث عن كتاب راقي يجعلك تتذوق اللغة وتتوه في مشاعر الشخصية وتقرأ عن فترة زمنية غنية بالأحداث فهذا هو الكتاب المناسب
عالم من المتعة اللغوية والقصة والحبكة الممتعة لم ان اتوقف عن القراءة حتى انهي الكتاب لمدة ٤ ايام متتالية
-
Rabab Kadry
انا من جمال الكلام والروايه مش عارفه اكتب اقول ايه انتي ياريم بتغردي في بعد تاني خالص
انتي ازاي كده بتعملي كده ازاي بتركبي الكلمات والجمل ازاي كده ده عربي مش موجود غير عند ريم بسيوني بس
كل روايه اخلصها ازعل اني خلصتها وسبت ابطالها ومشيت واقول مفيش احسن من كده
واتفاجا ان الراويه الي بعدها اجمل منها
انا مها اقولك ياريم حجم السعاده الي باكون فيها وانا بقرا كلامك مش ممكن يتوصف
اسعدك الله كما اسعدتيني
-
Dana Tabbaa
الرواية جميلة جدا و
سرد الكاتبة ريم بسيوني ممتع وغني بالمفردات كما عودتنا دائما في كتاباتها في رحلة للتعرف على سيرة حجة الاسلام الامام ابي حامد الغزالي رحمه الله.كاتبتي الغالية لقد تفوقت على نفسك في هذه الرواية ولو كان هناك اكثر من خمس نجوم لاستحقتها .أشكرك جدا على هذه الرحلة المليئة بالإبداع التي زادتني حبا وتقديرا لعلم وكتابات هذا العالم الجليل .
-
Mario Maged
من أجمل ما قرأت
أول تجربة لي مع د. ريم بسيوني ولن تكون الأخيرة بالتأكيد.
الشخصيات مكتوبة بعناية، السرد يفوق الوصف، الحوارات وخاصة الحوارات الداخلية والصراعات واختلاف وجهات النظر أثرت المحتوى جداً وخصوصا وبلا أدنى شك شخصية الغزالي بصراعاته وتغيراته وبلاغته من أجمل ما يكون.
توجد بعض الفصول التي لن أنساها مثل فصل الوباء والفصل الأخير.
-
Ohud Alqurashi 🌸
رواية سيرية تثقيفية رائعة، شكراً على المجهود الواضح في كتابة وتأريخ تفاصيل من حياة الامام الغزالي،
كان لي في السابق حكايات مع كتاب احياء علوم الدين وأثناء الرواية لما نفسي اني لم اقرأ المزيد من كتب الغزالي.