حوار الغزالي الداخلي و نوازع نفسه هو البطل الحقيقي لهذه السرديه الصوفيه و التي رأيت المؤلفه قد سارت فيها علي خطي الكاتب يوسف زيدان في رواية فردقان.
طوال الروايه يمكن ملاحظة تباعد أو قلة الأحداث لصالح الحوار الداخلي بين جنبات البطل و سعيه نحو اليقين.
الروايه قطعا بها نبذات تاريخيه عن المحطات الرئيسيه في حياة حجة الاسلام أبوحامد الغزالي و التي إعتبرتها أربع محطات رئيسيه في مسيرته الحافله.
أولها النشأه في بلدة طوس بالجانب الفارسي من العالم الإسلامي، و التي جاءت في رأيي مختصره و عابها الإجتزاء و قلة التفاصيل عن بوادر الإهتمام العلمي.
تلتها مرحلة التأسيس و النبوغ في نيسابور عاصمة الدوله السلجوقيه و بناء العلاقه مع ركن الدولة الوزير الأول نظام الملك ، و قد كانت في رأيي من أجزاء الروايه الخِصبه و الغنية بالتفاصيل و الأحداث مقارنة بباقي الفصول.
مرحلة بغداد و دخول بلاط الخلافة العباسيه و نوازع السلطه و صراعاتها ثم فتنة عقد اللسان التي كانت بمثابة ناقوس الإنذار.
كانت المرحله الرابعه و الأخيره هي فترة التيه أو الإختلاء و التنقيب عن اليقين مع تهذيب النفس من شوائب الدنيا. حيث تأصلت الناحيه الصوفيه في فكر الغزالي و أنجز مؤلفه الأشهر " إحياء علوم الدين " ثم عاد للاستقرار في مسقط رأسه بين أهله و عشيرته المقربين.
استغرقت الروايه كثيرا في حوارات النفس و دواخلها في نثريه صوفيه شابها التكرار و الإسهاب حيث كان يمكن الإختصار تجنبا للإطاله أو الملل.
علي الرغم من ثراء شخصية الغزالي إلا أن الروايه جاءت أقل مما توقعت و أصابني الملل في كثير من أجزاءها.