للأدب تأثير على الروح والنفس في كلا الاتجاهين، فهو إما يؤثر بالغواية فتغرق النفس في شهواتها وملذاتها ويتملكها شعور بالحرية الزائفة.
أو يؤثر عليها بالتأمل في أحوالها والنظر إلى الروح باعتبارها المكون الخالد من الإنسان والذي يجب أن نعطيه الأولوية في حياتنا الدنيا لمن أراد أن يسكن في الآخرة.
عندما يكون الأدب هو سيرة ذاتية فكل شئ يصبح متجسدًا، الأشخاص، الخطأ، الصواب..
وعندما يكون الحديث عن الإمام الغزالي فيمكن أن نتوقع في أي منطقة سنصبح أسرى..
إنها رحلة نفس بكل معطياتها، نفوذها، علوها، رغباتها حتى لو كانت في اتجاه الخير كما يبدو في الظاهر المعلن وحتى الباطن غير المعلن، لكن فقط صاحبها يعرف حقيقتها بعد حين ثم يبدأ رحلته معها من الداخل من أعماق نفسه..
التأثير الذي سيتركه هذا الكتاب يشبه الشعلة التي يمتد نورها عدة أيام وأسابيع ثم تخبو من النسيان وخفوت الذاكرة..
لو لم يتبع الشعور بالأثر الكبير خطوة في سبيل التعلم ستنطفئ.
ربما هذه القيمة الأكبر الذي يتركه أي كتاب وحلم أي كاتب أن يكون له أثر ممتد كما الإمام.
الكتاب يشبه حديثنا اليومي مع النفس وتأملاتنا في الحياة حتى أننا نكتشف أن الأحداث لم تتغير كثيرًا فما نشكو منه الآن موجود منذ القدم ومن نشكو منهم يُستنسخون في كل عصر فقط ما يتغير هي مسمياتهم.
لكن كما يعبر عن كلام الإمام علينا بخصائص أنفسنا فصلاح الحياة يبدأ من صلاح النفس.
سماح شادي