اقتباسات من رواية دار خولة

يجب أن يكون المرءُ جاهزًا للفرص عندما تأتي، وأن يعوِّل على الاحتمالات، لكنها تريدُ المزيد

في كل صباح، عندما تعجز عن فتح برطمانات الزيتون الفلسطيني والعسل اليمني والمكدوس ومربى الورد، تحسُّ ببرودة مفاجئة في عظامها، وتتساءل «إن كانت الشَّيخوخة والوحدة أمرين متلازمين»

وفي آخر اللَّيل.. عندها تكتشفُ أن وراء الصمتِ صمتًا ثانيًا، وتحدسُ أن وراء الصَّمت الثاني صمتًا ثالثًا، ورابعًا وعاشرًا ومئةً وألفًا. تكتشفُ خولة متاهة الصَّمتِ

ليست من النَّوعِ الذي يُفجعُ أمام سؤال: كم عمركِ؟ فهي تتوقع سؤالًا كهذا، آملة ألا يخونها صوتها إذا أجابت بأنَّها تجاوزت الخامسة والخمسين منذ شهرين، وأنها قرَّرت أن تشيخ بكرامةٍ، رغم أنَّ «الشَّيخوخة في جوهرها إذلالٌ وئيد»

توجهوا إلى غرفة الجلوس لمواصلة النقاش، وأحسَّت خولة بنفسها تُجرُّ إلى الأريكة. كانت تنظرُ إلى الضّيق في وجه يوسف، إلى صمته، وتساءلت إن كانت قد جَنَت على أولادها، وساورها إحساس بالذنب لمجرد كونها هيَ.

التعبير عن الألمِ، في سياقاتٍ بعينها، مرهون بوجود من يكترث.

الناس في «هذه البلاد.. لا يحترمون أمرين مهمَّين: المواعيد والحدود»،

أضحت فندقيَّة إلى حدٍّ بعيد»

في الأغلبِ تأكل وحيدة، لأنَّ «البيوت

أن الصَّمغ الذي يجمع أفراد عائلتها هو الادعاء، لا الحُب.

قالت وقتها إنها لا تفهم لماذا تنفق كل مواردها لرؤية أبنائها «بلا جذور ولا سيقان»، ولا حتى معرفة أساسية لفهم الأشياء

«لكن المشكلة ليست في اللغة». تريدُ خولة أن تقول في البرنامج: «بل فيما يقبعُ في جوفها»

فالتعبير عن الألمِ، في سياقاتٍ بعينها، مرهون بوجود من يكترث

❞ التعبير عن الألمِ، في سياقاتٍ بعينها، مرهون بوجود من يكترث. ❝

يجب أن يكون المرءُ جاهزًا للفرص عندما تأتي، وأن يعوِّل على الاحتمالات

متاهة الصَّمتِ -وهي متاهة مؤلَّفة من غيابِ اللغةِ المحض، لا من قصورها-

«الشَّيخوخة في جوهرها إذلالٌ وئيد»

ولكن بأيّ شيء تفيدُ تلك القوائم اللانهائية من الحقائق الخائنة؟ حقيقة أنّه كان فأرَ التجارب الأوّل في مختبر أمومتها الفارغ

ولكن الإنسان ليس منطقيًّا على الدَّوام

أحست بألمٍ أسفل ظهرها لكنها لم تجرؤ على الأنين. فالتعبير عن الألمِ، في سياقاتٍ بعينها، مرهون بوجود من يكترث