اقتباسات من رواية دار خولة

«أسوأ ما يمكن أن يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد»

❞ «يمه يوعان!» ❝

أنَّ أمَّه مصدر إحراجٍ كبير، وأنَّها بدت كالمهرِّجة على التلفزيون وهي تولولُ بشأن ما أسمتهُ «الانمساخ الجمعي» لجيل الشباب، و

ويستيقظ المرءُ من نومه يومًا ليكتشفَ أنه في الثلاثين، وأنه أضاع حياته.

‫ انقبضَ قلبه.

وتتساءل «إن كانت الشَّيخوخة والوحدة أمرين متلازمين»، لكنها لم تصبح عجوزًا ميؤوسًا منها، ليس بعدُ، فهي ما زالت قادرة على صعود الدَّرج متظاهرةً بأنَّ قلبها لم ينخلع من مكانه، ولم تفقد أيًّا من أسنانها بعدُ، عوضًا عن كونها تتبضَّع وحيدة؛

آملة ألا يخونها صوتها إذا أجابت بأنَّها تجاوزت الخامسة والخمسين منذ شهرين، وأنها قرَّرت أن تشيخ بكرامةٍ، رغم أنَّ «الشَّيخوخة في جوهرها إذلالٌ وئيد».

ستعرفُ البلادُ أنَّ كل تصريحٍ صبّته في الحطِّ من الأجيال الجديدة منشؤهُ فشلها كأم.

يجب أن يكون المرءُ جاهزًا للفرص عندما تأتي، وأن يعوِّل على الاحتمالات،

كانت حزينة، نعم، ليس على اللقاء، بل لأنَّ ولديها -رغم فظاظتهما- كانا على حق، وشعرت بأنها المرأة الأخيرة في قارّةٍ تغرق على مرأى من الجميع. قارة تُفقد دون أن يفتقدها أحد.

«أسوأ ما يمكن أن يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد»،

لا تقدرُ على نسفِ كل ما تعبت في بنائه: كل شعرة بيضاء في رأسها، كل جعدة أسفل عينيها، كل فكرةٍ متطرفةٍ وكل استعارةٍ شاذةٍ وكل طللٍ في القلب، من أجله،

فالتعبير عن الألمِ، في سياقاتٍ بعينها، مرهون بوجود من يكترث.

«يستحقون معرفة د. خولة سليمان على نحوٍ أعمق»، وهو ما جعل دَمها يفور، «فالنَّاس لا يستحقون أيَّ شيء!»،

أنَّ العَلاقات معقدَّة، وأنَّ على الولد أحيانًا أن يتولى تربية والديه، وأنَّ العالَم مقلوبٌ على عقِبيه.

«أمريكا ليست بلدًا آخر، أمريكا هي البلد، بألف لام التعريف، والآخرون هم الآخرون»

لقد خيبت أمريكا أملها، وأعطتها في المقابل: «كثير من البلادة، والإحساس الزَّائفِ بالتفوُّق، والغباءِ المطبقِ أمام التاريخ».

فالتعبير عن الألمِ، في سياقاتٍ بعينها، مرهون بوجود من يكترث

❞ ثمَّ طمأنت نفسها بأنَّ كراهيتها لأمريكا ينبغي ألَّا تخلو من استدراكات، «حتى تصبح موقفًا، لا مجرَّد تعصُّب» ❝

❞ تعرف خولة أنَّ المبالغة ليست اختراعًا أمريكيًّا، ❝

❞ لكنها في الأغلبِ تأكل وحيدة، لأنَّ «البيوت أضحت فندقيَّة إلى حدٍّ بعيد» ❝