امرأةً لا مثيل لها سوى في الأفلام القديمة، أو في الروايات الممتلئة بالحنين ودفء الوطن. صدرها عاجيٌّ وضئيل كبرتقالة نمَت لتوِّها، شفتاها مجروحتان دومًا، مُحمرتان كأنهما جمرتان، ورموش كحيلةٌ كرماد المحطة، تختلط بسمرة مقلتيها. أنثى كاملة، تمشي في بطءٍ لتبعث السرور على الواقفين. جسدها المنحوت بدقة، والبارزُ من الخلف بإلية تليق بفَرَس سِباق، تقول للجميع إن في الدنيا ما هو أكثر من أكل العيش يستحق أن تعيش لأجله.
أول دروب العودة - آخر دروب الحنين > اقتباسات من رواية أول دروب العودة - آخر دروب الحنين
اقتباسات من رواية أول دروب العودة - آخر دروب الحنين
اقتباسات ومقتطفات من رواية أول دروب العودة - آخر دروب الحنين أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
أول دروب العودة - آخر دروب الحنين
اقتباسات
-
مشاركة من إبراهيم عادل
-
فالبشر الضائعون في أزمنة أخرى لا يعودون لشيء سوى لأماكن الألفة، فوحدها تملك الجرعات الكافية من الحنين لدفع المرء للعودة.
مشاركة من Shehab El-Din Nasr -
ستبقى البيوت كما هي إلى الأبد، لتكون شاهدةً على أن هذا المكان احتوى ذاتَ زمانٍ على زمن آخَر.
مشاركة من Mostafa Ghareeb -
❞ كان خاويًا وممتلئًا برائحة الموت. ❝
مشاركة من بدر العنزي -
يتبعون العمياء التي أبصرت إلى المجهول وحين يصل الحشد المسرنم إلى النعناعية سيشقون له ولإسماعيل طريقًا إلى النعناعية، سيجره زين الدين وهو مستند إليه في رفق، سيستغرب عمق الليل وسكون الحشد، سيشعر كأنها القيامة، كأنهما مقدمان للأدلاء بشهادة أمام محكمة الآخرة.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
استفاقوا على صوت أم حسين حين نادتهم أن يمضوا وراءها إلى النعناعية لأن هناك غريقًا تحت الماء أمسكت برأسه شباك الصيادين، مضوا صاغرين يتبعونها بخطواتها التي كعقرب ساعة لها وقع الزمن، لم يلحظوا أنها تسير في الوحل كما لو كانت في صباها، ولن يعرفوا أبدًا أنها استعادت بصرها أيضا.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
أشمون، زارها يومًا ما، ذهب إلى ترعة هناك تسمى النعناعية، تبدو كمشهد من الجنة، وكان ذلك نهارًا، تساءل: ترى كيف تبدو في الليل؟! وشعر كأنها تناديه إليها في صورتها في خياله لم يستطع حمل الصندوق في تلك الرحلة.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
ورأى فاطمة.. فاطمة رائحة الورد، سماء اللازورد الموشاة بالنجوم، وصوت الملائكة الناعس كقيثارة تداعب أبواب السماء. كانت أمام النهر جالسةً في جلباب قطني أزرق، أسدلت شَعرها، وأطلقت العينين الكحيلتين
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
قَل صبره وتلاشت طولة باله، أصبح كأنه في سباق مع شيء ما، فلا توجد مساحة للتأخير لحظة هزت رأسها وغمغمت بشيء لم يسمعه، ثم قالت: - سعاد مراته اللي قالت لي، قالت لي إنها لبّسته زي البنات، وبعدين بعتته عند جده عطا الله.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
رسالةٌ تقول: «أود أن نعيد كلَّ شيء من البداية، أود أن نتقابل من البداية، وأن نرى إن كنا سنختار بعضنا أم لا، إن كنا سنعثر على بعضنا أم لا» أَحسّ مرارةً في قولها، كأنه لم يحبها يومًا، ولم يخترها إلا لأنها وقعت أمامه صدفة.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
المصطلح «بيوت الناس»، كذلك ابتلعَت أسماءُ المصطلحَ نفسَه وكان يقصد به كلَّ بيت يبعث الدفء ويملك أكثرَ من مكان يمكن أن ينتقل فيه، أي بيت يملك خزائن تختفي في أركانها كائناتٌ خرافيةٌ من أزمنة سحيقة وكان يحلم دومًا ببيت له وحده أو عش صغير.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
«لو أنا نسيت، البيت دا عمره ما هينسى يا ابني، البيوت هي الحارس لذكريات الناس بعد ربك سبحانه وتعالى». كان زين الدين يدرك أن فلسفة أبيه هي حلاوة روح، لكن جملته ظلّت عالقةً في رأسه إلى الأبد.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
وخطَب الأئمةُ في الناس في الجوامع عامًا متصلًا عن حكم البيت من حديد، وأن غالبية أهل النار من النساء العصاة وبعدما خربت بيوتٌ وتفرقت أُسر، وتشتَّت أولادٌ وأطفال، وضاع كلُّ شيء تقريبًا، اندفع الصعايدة إلى الحارة متهافتين من كل حدَبٍ و صوب، ومن الحارات الأخرى التي احتلوها.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
كان مدركًا أنهم أخضعوا كلَّ شيء للنسيان، يريدون العالم هشًّا وغيرَ مذكور، متغيرًا وسريعًا ودائرًا.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
وكان ذلك واضحًا في رأسه، أن الحارة والمدينة بأكملها لم تعُد كما كانت منذ أن احتلَّ الصعايدة المدينةَ الهادئة وعلى الرغم من رضاء الكثيرين عن الوضع الجديد، فإنه لم يملك التحكم في شعوره بالغثيان أمام هذا العالم تجاه العمائر الضخمة التي اخذت بالارتفاع فجأة.
مشاركة من عبدالسميع شاهين -
في غمرة التذكر والنسيان، والحزن والأسى فرد قدميه على السجاد، مستذكرًا كل اليوم الطويل، من أوديسيوس إلى زين الدين إبراهيم، وفي زحمة الصور والذكريات، سمع خبط المطر على الأرض، شعر به كأنه يطرق وترًا أخيرًا في قلبه كان لا يزال متماسكًا، رأى أوديسيوس يحمل مدينته بين يديه لكنها تذوب وتتساقط من بين أصابعه مثل الرمال، وشعر مع صورته بحرارة خفيفة في عينيه، حرارة متماسكة ودافئة كأنها متدفقة من قلبه، تخرج في بساطة، تنطلق في سهولة هذه المرة، أسهل من أي مرة، أسهل وأسرع من ترنيم المطر، أسهل ألف مرة من كل ذلك المطر.
مشاركة من إبراهيم عادل -
ساعة الغروب الرملية مثل صباح هرِم حانت نهايته، رقصة الشمس الأخيرة، وسط النجوم الزاهية المختفية تحت السحاب، والزرقة الوهمية للسماء، حفل وداع ليوم عمل شاق وطويل، لم تكن فيه إجابة عن كل الأسئلة، لكن كانت الأسئلة نفسها تتحرك كأنها إجابات لسؤال ما، أو كأن إجابتها في الإمكان. سيتمسكون بها حتى ينتهى اليوم دون إذن مسبق، لكنهم يعلمون أن الشمس مصيرها الغروب.
مشاركة من إبراهيم عادل -
«عزيزي زين الدين، حين أُردد اسمك أشعر بأنني أُردد اسم لا أحد، ليست لدي صورة محددة عنك، أحبك، لكني لا أعرفك، تقول تحبني وأشك في أنك تعرفني، اليوم فرصة لكي يعرف كلانا مدى الصدق الذي نحن عليه، ومدى قدرتنا على معرفة بعضنا سأعطل كل حساباتي، وسأغلق الهاتف ليوم واحد هو اليوم، أريدك أن تعرفني دون أن تلجأ إليّ، تعرفني وحدك بقلبك كما تقول، لذلك عطِّل حساباتك، واترك الهاتف وأغلقه، وتعالَ إليّ كما اتفقنا، سأنتظرك دون ملل، إلى أن ينكسر قلبي، وحينها سأغادرك للأبد، لن أكون حزينة، سأبحث عنك أيضًا، ولن أضع الفشل عليك وحدك، فإن لم نجد بعضنا، هذا يعني أن كل ما بيننا كان مزحةً ثقيلةً قالها كلانا في وقت الضجر، وحتى اليوم لم يضحك أحد، أنتظرك».
مشاركة من إبراهيم عادل -
كُتب عليهم أن يذوبوا مع النسيان. لكن ستبقى البيوت كما هي إلى الأبد، بجانب النعناعية، لتكون شاهدةً على أن هذا المكان احتوى ذاتَ زمانٍ على زمن آخَر.
مشاركة من Mostafa Ghareeb
السابق | 1 | التالي |