▪︎اسم العمل: مولتينج (القائمة القصيرة جائزة خيري شلبي في دورتها الثانية2021)
▪︎اسم الكاتب: أيمن القاضي
▪︎دار النشر: الرسم بالكلمات
▪︎عدد الصفحات: 388
▪︎النوع الأدبي: رواية درامية اجتماعية نفسية.
تنسيق داخلي: نورهان سعيد
تدقيق لغوي: نسيم عبدالمنعم الهواري
تصميم الغلاف: أيمن القاضي.
▪︎تقييم الرواية: ⭐⭐⭐
"أوخلقت الأديان لتسمو بالإنسان وتسعده أم لتشقيه ؟!."
▪︎ يمضي الإنسان طريقه مشتت بين الناس ودوافعهم الباطنة، من ينزع منا ريشة الأمل ومن يزرع أخرى حاقدة
من يخرب ما تبقى فينا من الإيمان ومن يعيد لنا الرغبة في المواصلة.
يتعلق المرء بهم كأمل زائف وحين يخسر ذاته ويهوى يجد أنه لم يسبق وأن اختار شيء.
وكان هارون هو النسر التائه الذي لايزال ينزع كل ريشة زرعها والده نافياً رغبته في أن يكون العبد المطيع الذي يدعوا الله ليستجيب، يطلب من الله فيعطيه، رافضاً فكرة أن الله يريد لنا الأفضل.
بعد أن خسر أولى معاركه حاول نزع الإيمان الراسخ في قلبه، وأبى أن يكون الشيخ هارون.
•••
▪︎ ❞هكذا كان الموت هو أول من استقبلني في هذه الحياة..❝
نقتحم عيادة الدكتور أسامة زياد، لنستمع إلى جلسات خاصة للغاية مع المريض هارون ابراهيم الركيبي والذي بدوره يروي لنا بأسلوب سردي -أنا الراوي- لسان ثعباني نرَ القصة، منذ نشأ في قرية بسيطة.
يسرد لنا كحايته منذ نشأته في بيت دافئ يشوبه التدين الصوفي وحب الله بلا شروط، يحكي عن قناعاته الذي اتخذها من والده الذي جعله ناشئاً على حب الله وحفظ كتابه الكريم، يحكي عن حبه من الفتاة المسيحية وعن فراقه لها، وعن مرارة فقده لبيته ولحكمة والده، وأيام الغربة في أحياء القاهرة وبالأخص في السيدة زينب ودراسته اللغة العربية.
- لكل منا مرحلة يجتاح اليأس فيها قلوبنا، نحاول ننسلخ عن إيماننا.
مولتينج هي حالة انسلاخ الطيور أو مرحلة -القلش- التي تحدث للطيور وهي مرحلة دورية في استبدال الريش وكل طائر يختلف عن الآخر في مرحلة ووقت انسلاخه، وركز الكاتب على حالة مولتينج النسر، أراد الكاتب أن يخبرنا بطريقة واضحة: أننا جميعاً نمر في مواسم الحياة بمرحلة انسلاخ؛ بشكل أو بآخر نحن كالنسور في سماء الحياة نحلق بأحلامنا ونعافر للبقاء.
في كل فترة من حياة الانسان يسلخ ريشة من ماضيه، السيء منه والجيد. يقاوم آلام نزع الماضي.. وتكون أكثر الأوقات إيلاماً، ربما يفشل ويترك ريش الماضي يفقده قدرته على الطيران فيرتطم أرضاً ويلقى حتفته.
وهذا ما حدث مع كل شخوص العمل، كل شخصية ظهرت في العمل كانت تمر بمرحلة مولتينج الانسان والصراع لبقاء الخير بداخلهم أو صراع الشر ليبقى.
- نهاية العمل
نهاية سريالية تليق بإنسان سعى ونال ما سعى إليه
ناهيًا عن سرعتها التي جاءت صاروخية بعد بطئ طال 69 فصل!
وكانت مناسبة لتسلسل الأحداث، مكتوبة منذ خطى الكاتب أولى صفحات العمل، مطبوخة بعناية حتى صارت متماسكة وصادمة غير متوقعة رغم التمهيد الذي وضعه الكاتب.
▪︎اللغة والسرد والحبكة:
- السرد هو صوت الحبكة الجيدة ذات النص المترابط القوي التي تدور أحداثها حول نفسها دون أي تشتت لقارئ العمل
جاءت حبكة العمل؛ حبكة درامية تتناغم بين الأحداث والسير مع رتم النَص بلا أي تشويش ولا خروج عن النَص الأساسي الذي وضعه الكاتب منذ افتتاحية العمل، وقد نجح في تقديم وجبته بلا أي توابل زائدة تفسد واقعية العمل، مقادير حبكته مضبوطة تثبت أنه كاتب متمرس لا تسقط منه سهوات.
- إن ما قد يدفع القارئ لالتهام الصفحات واحدة تلو الأخرى؛ سلاسة السرد وبساطة الوصف، إن احتسبنا أن الرواية ميدانٌ أفكارٍ لقولت فكرة العمل -عادية- وحدها لا تكفي لتكون نداهه متمكنة من سلب القارئ والذي صار مؤخراً -قارئ ذكي يتوقع أكثر من خيال الكاتب-
وإنما في العمل ملاعبة في تنقل الراوي مستخدماً الراوي المتعدد في السرد أو -الأنا الثانية للكاتب-
- إيقاع السرد كان بطيء في بعض الأحيان وسريع في اوقات أخرى، يدفعك الملل في بعض الفصول بأن تريح عينك من الرواية قليلاً وعند التكملة يدفعك الفضول لتكملة القراءة، كان هناك -مط- كبير في سرد بعض المشاهد في الرواية مما جعلها تسير ببطيء -متقطرة- على القارئ خوفاً من أن يندلق إناء المياه الممتلئ. خاصةً بعد الفصل الـ (18)
- لغة الرواية مبسطة فصيحة قد هيمنت على السرد: ألفاظها وتركيبها وأسلوبها. بعيدة عن التعقيد والتعميه، تناسب الأحداث الروائية ببساطة وسهولة، علاوة على توافقها للمستوى الثقافي -للأصوات المتعددة في روي العمل-
كان عنصر الإثارة والتشويق الأول في الرواية هو تناغم اللغة
والتي شكلت سرد روائي جيد، ولا سيما أن سرد الأحداث هو أهم عناصر الرواية؛ وقد نجح الكاتب في توظيف لغة السرد متغاضياً عن الوصف المبالغ للمكان والزمان، أن يصف بداية من القرية الصغيرة التي نشأ فيها بطلنا، إلى أحياء السيدة زينب بالقاهرة؛ وقد تعتقد تارة أن أحداث العمل مرت عبر عشرات السنوات؛ وتارة تدرك أن كل الأحداث لم تتجاوز العشر سنوات. وقد سخر الكاتب قلمه متمركزاً في نفوس شخوص العمل وبالأخص في مشاعرهم دون الحاجة للتعمق في وصف الأماكن التي تنقل البطل فيها.
- رغم قوة الوصف واللغة في بداية الصفحات لكن يبدو أن القلم جف من مصطلحاته وتعبيراته العديدة فتراجعت اللغة تدريجياً، وأصبح يعيد المصطلحات اللغوية في كل مشهد وخاصة مشاهد الحزن والكآبة، تكرار نفس الوصف في مواقف عدة بألسنة مختلفة بنفس الأسلوب جعل من جمال اللغة يسودها بعض الضباب.
- الحوار جمع بين الفصحى والعامية، تارةً تجده فُصحى وتارةً يكون بالعامية!
لم تؤثر خلطة لغة الحوار في العمل بالسلب، كانت جيدة إلى حدٍ ما.
وقد تعمد الكاتب أحياناً إلى استخدام اللغة العامية في الحوار رغبةً منه في جعل الحوار منطقي ملائم للمشهد وللبيئة المحلية ولثقافة بيئة الشخصيات.
- جعل الكاتب لكل شخصية راويها ليكشف الجوانب الداخلية المجهولة في الحكاية، في سبيل الوصول إلى أهداف القصة بأسلوب أدبي مميز ومتناغم وبسيط، كما -كشفت المقاطع الحوارية الخاصة بكل شخصية وبشكل أدق بشخصية "باسم"
بعض سمات الشخصية وأهدافها بدت جلية واضحة؛ عفوية لا تكلف فيها، منسجمة مع ظروف بيئة العمل.
- لم تكن الأخطاء الإملائية هي التي حجبت عليَّ الرؤية فقط؛ بل التنسيق للخط الذي بدوره حجب الياء مستخدماً -الألف مقصورة أو الياء المرسلة- وتم تبديل الفاصلة إلى (علامة الحذف أو القطع عند التوقف عن الكلام أو عند تعثّر الكلام) مما ترك نهاية الجُملة مفتوحة والتي تشير إلى عدم الانتهاء من تناول الفكرة)
وهذا قد يجعل القارئ في مأزق، أين هي حقوق القارئ من تلك الكارثة!
- التنسيق غير مريح للعين الصفحات محشوة بالكلمات مما قد يجعل القارئ يتعب أثناء القراءة.
▪︎الشخصيات وتأثيرها في السياق الدرامي للرواية:
-هارون ابراهيم الركيبي.
❞تشتعل في نفسي تلك المعركة كل صباح.. معركة بين اثنين.. بين الرجل الذى أنا عليه وبين الرجل الذي كان من المفترض أن أكونه..❝
هنالك أشخاص يحبون التعلق بالماضي للعيش في دور الضحية؛ الدور الذي يجعلهم يشعرون أنهم في أوج السعادة
يسعدهم الماضي بكل تفاصيله، نفسه الماضي الذي تسبب في جرح عميق شوه إيمانهم بالحياة وكان هذا هو هارون الشاب المتخبط الذي يريد الحصول على كل ما يتمناه، وقد أعتاد ذلك من نشأته أن يدعو الله فيستجيب، وحين لم يستجيب أن يجمع بينه وبين فتاة يختلف دينها عن دينه. يقرر اللجوء للكآبة واليأس لعل عزلته تهدئ من نفسه، يبتعد عن الله وعن النور بعد أن وصف الجميع نائبته بأنها اختبار من الخالق وأن الله يحب أن يختبر عبده، قائلاً في نفسه: ❞ألا يمل الله من اختبار العباد..؟ ❝ كان مثال لأشخاص كثيرة في الحياة سلكوا نفس الدرب دون وعي لماذا هما هنا!، وهو لم يخرج من عباءة الحزن الذي أكله لآخره.
- إبراهيم الركيبي
الشخصية الأساسية في بناء شخصية هارون.
تعثرت الأم وهي تنجب، وما أن وضعت طفلها فارقت الحياة
أراد لولده تيمة تليق بصبره الذي طال، تيمة تصبره أكثر على الحياة بدون زوجة فاختار له اسم هارون، وهب حياته له بين الدراويش والشيوخ، أحفظه كتاب الله ليكون له خير معين، جعل كل ما يريده يطلبه من خالقه؛ وما أن يدعو الطفل الله أن يجلب له لعبة ما أو سكاكر ويستيقظ ليجد كل ما طلبه من الله حاضراً بجانبه.
لم يريد ابراهيم أن يحرم طفله الوحيد من شيء وكان يوجهه أن يطلب كل شيء من الله وكل ما يطلبه يتحقق في التو، لذلك تعود هارون أن ما يريده من الله يجب أن يتم تحقيقه مادام يصلي ويقرأ القرآن ويذكر الله لهذا عندما صدمه الواقع أولى خبطاته استسلم وترك ايمانه وصلاته ودعاءه معتقداً أن الله يحمله ما لا طاقة له.
- رحيل
الفتاة المسيحية، ليست مجرد شخصية أحبها هارون حد التعلق وترك تلعثم لسانه في وجودها، رحيل كانت النقاء الذي حين يرحل يأخذ معه كل جميل فينا، نظل ننظر للماضي بحسرة لأنه لن يعود البته، لكن هارون لم يفهم أن الحياة تستمر عند رحيل الأشياء الجيدة أو السيئة لذلك كان تعلقه بها، أعمى عينه عن رؤية الجمال من حوله.
- أمين بشارة
هو الشخص الذي يثبت أن هنالك أشخاص يختارون أن يكونوا الأشرار في روايتنا من اللا شيء حتى وإن مددت لهم يد العون. حاقداً بدافع الاختلاف الديني.
أحتسب أمين هو الشخص الرئيسي لدفع هارون نحو طريق الحقد والضيق والبعاد عن الله.
لم أجد أسباباً كافية لبغض أمين لابن قريته هارون رغم أقرانه الذين يحبونه، مما يجعله يتسبب في فتنة قد قد تشعل نيران في القرية وتغير مجرى أحداث العمل.
-︎ الشيخ خليل المحمودي.
الرجل الذي أهدى هارون مسبحته وأعاد توازنه وإيمانه بالله عز وجل كان هو طريق النور لهارون وملاذه الآمن كأن الله سخره لكي يكون نوراً لهارون ولكن شيطانه أبى أن يكمل في طريق الرضا والراحة فترك مسبحته ورحل عنه للأبد.
وهذا كان دور الشيخ خليل، النور الذي يضيء القلب ويملأه ايمانًا وسكينة.
- د. أسامة زياد.
دكتور نفسي حاول مساندة صديقه ومريضه.
شخصية مهمشة غير كاملة في البناء، كل مهمتها هي أن نستمع من خلالها قصة "هارون".
جعل الكاتب منها باهتة رغم أهميتها كونها العنصر النفسي لوصف الحالة النفسية لـ"هارون" ولكنها كانت باهتة المعالم بداية من ظهورها حتى انتهاء دورها.
- باسم بطراوي
تأسس باسم -على يد الكاتب-
على قول الحقيقة بلا أي خوف، يقول ما يجُل بخاطرة بأسلوب لا يخلو من السخرية اللاذعة، يرسم الكاريكاتير ويجعل الوزير سارقاً يهرب الفن للخارج، دون أن يفصح أنه يقصد هذا وذاك. وقد استطاع الروائي أن يوظف السياسة في روايته، عن طريق الرسام المناضل، المتخبط من ظلم الدولة وسياستها القامعة
-باسم- الشخصية الرئيسية المحورية لحياة البطل بعد انتقاله من مرحلته الأولى.
هو النسر الذي أنسلخ من ريشه وعاش من جديد متقبلاً حياته الجديدة وقدره، ربما تجد أن ما مر به باسم كان أقسى وأقوى وأصعب مما مر به هارون ورغم ذلك ظل متمسكًا بحكمته الذي اكتسبها من الزمن.
المؤمن مرتكب الذنوب، والتائب الذي مر بكل تخبطات الانسان وظل ثابتًا، بعد مرحلة المولتينج.
هو أيضاً بطل ثاني في الرواية هو الأداة القوية التي وظفها الكاتب لتوضيح فكرته الأساسية المبني عليها احداث الرواية.
- ندى مصطفى العطار.
فتاة عادية بطريقة قد تثيرك بالغرابة! من نمط الفتيات اللواتي يشكل لهنّ البيت والزوج والحب كل الحياة تقريبًا. فتاة بلا طموح مهنية، لا تراها أبدًا تحاول تطوير مهاراتها الذاتية أو الاجتماعية
أحبت هارون متشبثة في مستقبل منير مع هذا الغامض الذي حاولت مراراً انتشاله مما هو عليه، لم تشعر بوهجها الذي انطفأ شيءً في شيء، وبعد أن نالت ما كافحت وناضلت إليه فلقت حتفتها على يد حبٌ لم يكن موجود من أساس.
- فؤاد جبر
الكاتب القدير الذي تربى على كتاباته جيل كامل كاتب جليل له وضعه ومكانته، يشتري أواخر أعماله ومقالاته من شاب ناشئ كي ينسبها لنفسه، فلم يعد متفرغ للكتابة فالسياسة ستجعل وضعه أفضل من كونه كاتب!.. فالكتابة لا تجعل الكاتب شخص مهم السلطة تفعل ذلك.
والذي بدوره وصف من يبيع أفكاره بأنه مثل "الباغية التي تبيع جمالها لمن يدفع!"
ظهور فؤاد جبر كان نقطة مهمة في حياة هارون مما دفعه للركض وراء موهبته المدفونة وإبرازها وهي الكتابة.
- صابر سردينة
البلطجي والديلر الذي وضع -بطيخة صيفي- في معدته قائلاً: أنه والشرطة يد واحدة ولا يمكن أن تنقلب عليه.
تتعاون الشرطة مع بلطجية الأماكن يكونوا لهم عوناً إذا حدث في الأمور أمور، ولكي تضعهم -تحت باطهم- كي لا يخرجوا عن طوعهم.
مجرد أداة غير شرعية تستخدمها الشرطة -عند اللزوم- ومن ينقلب أو يعترض سيصيبه بطش الضابط المحترم ويلقي حتفه في السجن
وهذا ما أراد الكاتب توضيحه من دور صابر سردينة
- ︎سلفراس
تلك المرأة التي ستراها وستحكم عليها من الوهلة الأولى أنها انتهازية، بعد فشل زواجها وهي تبحث عن إثبات ذاتها، فمرة تكون نسوية، ومرة شاعرة، ومرة مهندسة ديكور. آخذة كل ذلك وسيلة للهروب من فشلها.
متسلقة تسعى لتحقيق أهدافها نحو القمة حتى لو كلفها ذلك أمانتها.
- محمود المحمدي
الطفل الصغير الذي ساعده هارون وقد كان وسيلة لانتقال الأحداث وتغيير مسارها.
الكاتب الذكي يوظف الشخصيات بشكل يُحبك القصة، وما فعله الكاتب هو أنه لم يضع أي شخصية بلا سبب أو لملأ فراغ الصفحات.
على الرغم من دور "محمود" المهمش والذي يكون بلا هدف للوهلة الأولى إلى أن العمل بدونه قد يفقد بعض المنطقية.
بالإضافة للشخصيات الفرعية التي ساعدت في مرونة الأحداث دون ذكر أسمائهم كي لا أحرق ظهورهم.
= رسم شخصيات العمل سطحي بعض الشيء، كل ما قد تعرفه عن الشخصيات يخص الحبكة الزمنية التي بدأت مع اختلاط البطل بهما. اكتفى الكاتب بتوضيح ردود أفعالهم مع البطل فقط، دون التعمق في نشأتهم التي جعلتهم يسلكون الطرق التي سلكوها او طريقة التفكير والدوافع النفسية التي قادتهم لما هم عليه.
= قد يضع الكاتب شخصيات لملء فراغ الصفحات و -حشو- ما هو غير مهم، لكن الكاتب وظف كل شخصية في مكانها الصحيح لتأدية دورها -في تطور شخصية بطل العمل- حتى لو كانت شخصية مهمشة تظنها عابرة... وهنا كانت الشخصيات المهمة التي جعلت من البناء الحبكة وخط سير الأحداث بشكل درامي للرواية؛ تأثيراً هامًا ومن دونهما ما كانت اكتملت خطوط الحكاية التي تم رويها على لسان شخوص العمل، ومن رؤيتي أرى أن الكاتب نجح في توظيف كل شخصية في مكانها الصحيح والمناسب في الحبكة الدرامية للعمل.
كل شخصية وحدث في العمل مأخوذ من أرض الواقع والحقيقة لا خيال المؤلف، وضعوا الكاتب رمزيات كثيرة حقيقية تجعلك تخمن الشخصية التي تقرأ عنها وتحتار في الأسامي الكثيرة التي سوف يستحضرها عقلك
▪︎رؤيتي الخاصة للعمل:
• في إطار جسم حكائي تناول العمل مواضيع عدة، تمّ تناولها بشكل روائي غير واضح أو مبهر.
مما جعل إطار -الأنا الثانية للكاتب- تروي عناصر أخرى غير الهدف الرئيسي.
•مثل قمع الصحافة وسرقة الأعمال الفنية ونسبها للغير وسرقة الأعمال الأثرية وبيعها في الخارج، شراء الأعمال الأدبية من الكتاب الشباب ونسبها لكتاب كبار، البلطجة وتعاون الشرطة معهم، السياسة وألاعيبها الدنيئة.
وكما هو مفترض أن الصحافة هي صوت الشارع والغلابة لا السلطة وعلية القوم، وما تقوم به الصحافة المصرية اليوم ما هو إلا تودد لنيل وسام -أعظم طبلة- بجدارة بعيدًا كل البعد عن أراء الناس ولأن السلطة غضبها سريع فقد انساقت بقية الصحف المعارضة إلى التطبيل الخفيف ومداراة الحقيقة متناسية صوت الشارع وصوت المظاليم.
وهذا ما أشار الكاتب إليه في الرواية عندما حاول الرسام المناضل باسم العمل في جريدة معارضة، بعدما نال -قرصة ودن- في الماضي.
•في دولتنا يأخذ السارق عقابه بتعينه وزيرًا.
كم من سارق للتراث المصري نهب خيرات موطنه وقبض الثمن من الخارج. تبديل اللوحات المصرية من المتحف بأخرى تشبهها. نشر الخراء تحت مسمى -ديوان شعر- بمقابل مادي من قبل بعض دور النشر التي تساهم في انتشار -الهبد-
•بيع المجهود الأدبي للكتاب الكبار ونسبها لهم، النفاق والتصنع، دور النشر وفسادها المستمر. الحقد والكره الغير مبرر بين زملاء العمل، والعصفورة ناقل الأخبار.
- *ملاحظة
تم تشخصي المريض بالصرع في الفص الصدغي، والذي لم يتم تأهيله بشكل كافي ووصف ذلك في الأحداث، لذلك ما بدر منه لم يكن منطقي بالشكل الكامل.
_ لم يكن التعمق في شخصية هارون كافي رغم أنه المحور الرئيسي في العمل ومع ذلك لم يوفي الكاتب في وصف شخصيته وتوضيحها بالشكل المناسب.
-الغلاف:
وبما أن كاتب العمل صحفي ورسام -حاصل على بكالوريوس فنون جميلة- والذي للوهلة الأولى قد تظن أنه أحد أبطال العمل!
ولكنه لم يكتفي باستخدام قلمه في روايته الأولى وقرر استخدام ريشته مستخدماً فن الضوء والظل. -الابيض والاسود- وخطى لوحة مميزة جمعت بين الخير والشر، بين الأمل واليأس، في لوحة بسيطة معبرة عن حالة أبطال العمل.