فيض الخاطر - الجزء التاسع > مراجعات كتاب فيض الخاطر - الجزء التاسع

مراجعات كتاب فيض الخاطر - الجزء التاسع

ماذا كان رأي القرّاء بكتاب فيض الخاطر - الجزء التاسع؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.

فيض الخاطر - الجزء التاسع - أحمد أمين
تحميل الكتاب مجّانًا

فيض الخاطر - الجزء التاسع

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب مجّانًا
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    اوشكت رحلتي مع فيض الخاطر على الانتهاء و لاح لي سؤالا في السماء ، هل انا هي نفسها قبل قراءة هذه المجلدات و تصفحها والإطلاع على مقالاتها المتنوعة؟! و أقصد بسؤالي هذا إني بعد أن أنهي قراءة العشر مجلدات فكم من المعلومات و الموضوعات الجديدة التي لم اقرأ عنها قبلاً و لم أكن لأقرأ عنها أصلا لولا هذه المجلدات.

    وقد بدأ هذا الجزء من فيض الخاطر بمقال قوي في فكرته ولكنه واقعي للغاية ففي وجهة نظري من يرغب في التعرف على الإسلام لا يجب أن يكتفي بدراسة حال المسلمين في اى عصر ما بعد عصر الرسالة وإلا تكون وجهة نظر منقوصة وغير صحيحة بالمرة ، وقد طرح الكاتب أهم عناصر الاسلام وهو التوحيد و رفض الأغنياء الذين لديهم نزعة السلطة له كيلا يخسروا مكانتهم ، و قد عمل على توسيع مداركي بذكره لاقبال المقهورين على الاسلام أما كبار قريش فكانوا "يؤخرون قدم و يقدمون أخرى".

    ودعا في مقال آخر إلى ضرورة تنظيم الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين و ذلك عن طريق الجمعيات الخيرية التي تدرس حالة كل أسرة قبل الإحسان إليها و أكد على اعتبار الإحسان علاج اجتماعي كما أن الفقر مرض اجتماعي و للتخلص منه يجب فهم الإحسان بصورة صحيحة فهو واجب على الاغنياء و حق للفقراء من أجل الارتقاء بالمجتمع.

    ❞ حتى قال بعضهم: إن الزكاة والإحسان لو نفذا بإحكام ما وُجِدَ فقير محتاج ولا حيوان محتاج. ❝

    واكد على ذات الفكرة في مقال آخر عن الفرد والجماعة وقارن بين الشرق والغرب في ال أنا و ال نحن و سرد أسباباً توضح تأخر الشرق عن الغرب و تركيزهم على ال أنا أكثر دون الإهتمام بالجماعة مما يؤدي عىى سبيل المثال إلى افلاس بعض الشركات و الجمعيات و لكني على غير العادة لم أتفق تماما مع رأيه فالغرب ليسوا بهذه المثالية و لكنهم أجل يحترموا القوانين أكثر منا لذلك أوصى بالاهتمام بالتربية الاجتماعية في التعليم و الأسر .

    ‏كما كتب عن الإيمان بالدين النابع من القلب والذي يعد مصدراً للسعادة ، فوجود الدين بداخلنا يمنحنا راحة البال و الاستقرار النفسي لكونه داعم نتوكأ عليه كلما شارفنا على السقوط.

    وتعرفت على أناس ذي أثر عظيم ولكنهم لم يرغبوا الشهرة بل كانت أفعالهم لوجه الله الكريم فهنا عيسى الهكاري و عيسى العوام و الفتى الدمشقي وهناك صاحب النقب و آخرون تركت افعالهم اثرا في التاريخ اكثر مما ذُكرت اسمائهم وهذا ما كانوا ينشدون.

    وقد عرض الكاتب سيرة ذاتية مختصرة للجاحظ مؤكداً على كونه واحد من الابطال في اللغة والأدب فقد نقل الأدب العربي نقلة كبيرة و خاطب العقول التي أظلمت وتميز عن أقرانه في هذا العصر بتأجيره لدكاكين الكتب كي يلتهم كتبها التهاما ولم يكتف بالقراءة فحسب و لعل هذا أكثر ما جعله من النابغين بل أخذ الأدب شفاهة ولم يقنع بفكرة او شئ الا بعد تجربته بنفسه او مقارنته بآخر كي يصل للرأي السليم.

    وقد اضافت اليه رحلاته و ترحاله في البلاد المختلفة مزيدا من الثقافة والاطلاع و اتصل بمختلف الطبقات الاجتماعية مما اتاح له الكتابة عن كل شئ و اى شئ.

    وينتقل بنا الى فرع اخر من الأدب او الفنون الا وهو خيال الظل الذي ربما مر علي سريعا يوما ما دون ان اعرف عنه اى تفاصيل او معلومات و من الجميل ان هذا الفرع يعد كاشف لشكل الحياة الاجتماعية للشعب ذاته في عصر المماليك وخاصة الحرفيين منهم وقد أكد ظهور هذا الفرع على ضرورة الاعتراف بالفضل للشرق دون إهمال حقهم

    ❞ فإن كتب التاريخ تصور لنا أكثر ما تصور: الملوك والسلاطين والحروب والوقائع، وقل أن تصف لنا الشعب، أما هذه فتمثل الشعب، ففيها نحو سبعة وعشرين شخصًا، ❝

    فلم يتوقف الكاتب عن الانتقال من زمن الى اخر ومن شخصية الى اخرى وكأن كتابه الة زمن وضع لها احداثياتها عشوائيا و قد اثار المقال فضولي فبحثت وقرأت اكثر عن ابن دانيال ومسرحياته الثلاث التي تبقت من مؤلفاته.

    و عرض مقارنة سريعة بين المجلات الهزلية التي تعرض فنون الادب الشعبي قديما و حديثا بعد ان ارتقت بمستواها فخلت من البذاءة و الحرفشة و انتشرت فنون الادب الشعبي وقتها ما بين النكات و الزجل و خيال الظل كما كتبت ، وذكر استخدام هذه الفنون للغة العامية التي تصلح لها ليسرها و سهولة فهمها على جميع الفئات و كما ذكر الجاحظ فالنكتة ان كانت بالفصحى سمجت.

    و‏بدأت قراءة هذا المقال الذي يتحدث عن الحر وكلما توقفت عن القراءة وجدتني أدندن اغنية الدنيا برد لاحمد منيب فالمرء يتضرر من الجو في كلا الحالتين ، هكذا هو حاله صعب الارضاء دوما ، ولعل اكثر ما اعجبني هو محاولة الكاتب للهروب من شعوره حتى وان كانت محاولات مؤقتة او فاشلة و في ذات الوقت معترف بفوائد الحر للجماعة خاصة على المزروعات و اقتصاد البلد.

    لم اكن ادري شيئا عن الشافعي سوى انه صاحب مذهب من المذاهب الاربعة حتى كشف لي الكاتب وجها اخر منه الا وهو كونه اديب محتمل لولا انه اختار الفقه عن الشعر لاعتقاده ان الشعر يزري من الفقه فاختار ان يكون فقيها ، كما كان في بلاغته قوي الحجة فحاج الرشيد حتى عفا عنه وارتحل من بلد الى اخرى حتى استقر بمصر و ازاح مذهبي مالك و ابي حنيفة.

    وكنت قد قرأت العديد من المقالات لاحمد امين وأعجبتني كثيرا و لكني لم اقرا مثل البرنامج اليومي للسعادة فقد كتب قلمه في العديد من الموضوعات حتى وصل إلى ما يسمى بالتنمية البشرية في عصرنا نحن ، كتب عن فكرة الغذاء الروحي و كم هو ضروري لحياة الفرد اليومية كما هو الغذاء المادي وعن كون السعادة نابعة من ارادتنا و ليس المال هو السبب الوحيد للسعادة

    ويحكي الكاتب عن والدته كمثال لقمع النساء قبل و بعد الزواج و حرمان بعضهن من التعليم وقتها و الديكتاتورية التي تحكم كل بيت من جهة الرجل و عدم تحرك المرأة خارج النطاق الذي يضعه لها رجل البيت ، اسلوب حياة اشبه بحياة امينة في ثلاثية نجيب محفوظ ، ولكن أيضا النقيض في رايي ليس هو الحل فالاسرة ليست مملكة بل هي شراكة بين طرفين يجب ان يتفقا ويتلائما كي تسير الحياة على افضل وجه ممكن.

    و عرض احمد امين هاهنا كتابا قراه و أعجبه يحمل في طياته أفكاره و اراءه الجريئة التي اقتنع بها من قراءاته و حديثه مع الغزالي و ترحاله في البلاد كما عرض الفوائد التي استقاها من الكتاب و قدم رايه في بناء سور اشبيلية و لكن للاسف ثار عليه الناس و كانت نهايته مؤسفة.

    وادركت انه لواقع حقيقي ان الادب في كل مكان يتاثر بحال المجتمع المحيط به و كما قيل سابقا فإن الأدب مرآة للمجتمع فالحال بعد الحرب العالمية الاولى كان يغمره اليأس و تجلى هذا في الكتب التي خرجت وقتها اما بعد الحرب العالمية الثانية فالوضع اختلف كثيرا و ظهرت الأعمال الاجتماعية ، و بناءا على ما لاحظ احمد امين فقد توقع ان الادب في المستقبل سيخرج في صورة رداء اخر فالاديب سيصبح اقل انانية في كتاباته.

    فهل تحقق له ما تنبأ ؟! اظنه تحقق بصورة كبيرة.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    أحمد أمين بغيرته على الإسلام دين التوحيد الدين الوسط السمح الذي كفل للبشرية جمعا العدل والمساواة ،سواء من اعتنقه أم عاش في ظله ولم يعتنقه ، تحدث الكاتب عن الإسلام وتكامله في كل الجوانب وأنه تمثل في العهد النبوي وبعد هذا كلما تقدم الزمن بدأ البعد والتساهل في أحكام الدين فكان التسلط من بعض آفراد الأمة الى بعضهم الآخر إما لمال ملكه أو سلطة اعتلاها ، فكان بهذا مثل ماكان في الجاهلية كيف استعبد علية القوم الكثير من بسطاء المجتمع . ولما نتأمل حال كثير من الأمم فترى التسلط وتعبيد الناس لبعضهم البعض والسيطرة عليهم ، وأن هذا الفعل سماه الكاتب بالتأليه ،وارجع الكاتب الشرور والفساد في العالم اليوم غالها من التأله من جانب والضعف من جانب آخر .

    المدنية التي غزة العالم الإسلامي بسرعة كبيرة وكيف كان موقف المسلمين منها ،فمنين رافض لها وآخر مقبل عليها وعلى كل مافيها ، ووسط يغربل هذه المدنية وياخذ منها ماكان مناسباً للمجتمع الإسلامي ويبعد ماكان مخالفاً له ، ولكل مجتمع مايناسبه ويلائمه من المدنية فما ناسب هذا المجتمع لم يناسب الآخر ، وهذا دور المصلحين في التدقيق وحسن الاختيار ومعرفة الصالح لمجتمعهم .

    اتسم الغرب بالمادية فنمت الصناعة والعلم ومرافق الحياة ،وخاصة الآلة ولكن القلب لم ينمو فليس هناك روحانية في هذا المجتمع تعطيه تعلق بالله تعالى ، والشرق وصف بالروحانية وهي التعلق بالله تعالى والتدين ، ومع تقدم الزمن بالمجتمع المسلم تحولت الروحانية عند البعض من تعلق بالله تعالى فأصبحت الروحانية كسل وخمول كحال التصوف والفلسفة ،والادعاءات الكاذبة والأقوال الفاسدة وهذا سبب ضعف للأمة وعدم أخذ لأسباب القوة ،فكانت العزلة وعاش هؤلاء الناس عالة على المجتمع ، ومع هذا فهناك من يعيش الروحانية الحقة الصادقة التي تدعو للعمل ونبذ الكسل .

    مرض الحبيب فعدته

    فمرضت من حذري عليه

    وآتى الحبيب يعودني

    فبرئت من نظري له

    نُسب هذا الشعر للإمام الشافعي رحمه الله تعالى ، الإمام الذي برز اسمه في الفقه ومسائله وفي النحو وفي نبوغه وعلمه وذكائه ،وهذا نبوغ في الغة بجميل الكلمات وعذب الشعر ، ولعل من الأبيات له -لم يذكرها الكاتب

    سلام على الدنيا إذا لم يكن فيها

    صديق صدوق صادق الوعد منصفا

    ولعل مامنع الإمام الشافعي من الشعر والإكثار منه الانشغال بالفقه والإمعان فيها ،ومع هذا فقد كانت عبارته جزلة رصينة غزيرة في كتابه الأم ،

    أمي ، مقالة وصف فيها أحمد أمين أمه وهي مثال لكثير من الامهات في زمانه وحتى زمان قريب ، المرأة التي لم تتعلم القراءة والكتابة ولكنها بارعة في التربية بارعة في رعاية البيت من كل النواحي ، متمسكة بحجابها وبدينها لاتخرج إلا بكامل حسمتها ولا تخرج إلا لحاجة ،تحدث عن لهو النساء في ذاك الزمان فكانت الأعراض في الحارة هي اللهم المتاح لهم .

    وحدانية الله تعالى هذه هي العقيدة الإسلامية الصحيحة التي تعظم الله تعالى ،وترفع من شأن معتنقها عقيدة التوحيد تجعل من صاحبها عاملا للفضيلة ،متجنبا للرذيلة في سلوكه ، هذه العقيدة هي أفضل عقيدة لأنها توحد الله ،ويجب أن تكون أمته خير أمة أخرجت للناس ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله ، يطيع الله فيما أمر به ، وينتهي عما نهى عنه ويُعمل عقله حيث لا أمر ولا نهي ، لأن العقل منحة الله ، والله أمر باستخدامه والاستهداء به.

    مما كتب :

    ليس ينقص المسلمون دستورهم الذي ارتضاه الله لهم ، وإنما ينقصهم فهمه حق الفهم ، والعمل به في دقة وإحكام والتزام .

    ،،،،،

    لقد أفهمتنا الحياة أن السير على قوانينها الطبيعية يكسب الراحة والسعادة ، وأن كل سأم وقلق وملل واضطراب سببه مخالفة القوانين الطبيعية في جزء من أجزائه ، وإذا كانت طبيعة الإنسان مكونة من هذه العناصر الأربعة .

    ،،،

    لنتصور أمة من الأمم عاش أهلها من غير دين ، المساجد ولا كنائس ولا شعائر ، ولا اعتقاد بإله ، ولا بيوم آخر، ولا اعتقاد في جزاء :ثواب أو عقاب ، فماذا يكون شأنهم وهل يتصور أن يكونوا سعداء؟.

    ،،،،،،

    من المؤسف أن حاجة المسلمين إلى الجامعة الإسلامية هي اليوم كما كانت ولم تتقدم كثيرا ، ولم تكف أوربا عن مناهضتها ، وكل حادثة من الحوادث الكبار تؤيد الرأي القائل بأن المسلمين لا تقوم لهم قائمة إلا بهذه الجامعة .

    ،،،

    يسير العالم على نظم دقيقة في كل شيء ، سواء في ذلك النبات والحيوان والإنسان ، وكما أن للأفراد سنناً ثابتة ، من صبا وشباب وكهولة وشيخوخة ، ومن صحة ومرض وقوة وضعف ، كذلك شأن الأمم، لها قوانين لحياتها وفنائها وصحتها ومرضها ، وقد نبه القرآن الكريم على كثير من هذه القوانين …..

    ،،،،

    من القوانين العامة في الامم أن الظلم والبغي والفساد سبب في انحطاط الأمم وضعفها وهلاكها ، بل ورد في القرآن أن ذلك سبب لقلة المطر والقحط والفساد الزرع وهلاك الحرث والنسل .

    ،،،،

    نعمة من الله كبرى ان يسود الأمة روح التعقل ،،

    ،،،

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    يأخذنا كتاب "فيض الخاطر" في رحلة ممتعة داخل عقل المفكر أحمد أمين. فمن خلال المقالات المتنوعة، نتعرف على أفكاره وآرائه وطموحاته وأمله لمستقبل الأدب والأمة الإسلامية.

    نتقل مع أحمد أمين في مقالاته إلى العديد من الأماكن، فيبدأ بطرح أفكاره عن الفرق بين الإسلام والمسلمين، وعن الفرق بين الدين وسلوكيات معتنقيه. ويلقي الضوء على أسباب تدهور حال المسلمين في العصور الوسطى ويشرح الفارق بينها وبين طابع العصور الإسلامية الأولى،

    كما يعرفنا على المعتزلة، والذي يرى أنهم لو أتيحت لهم حريتهم، لكان هناك نقلة كبيرة حدثت في مختلف أنحاء الدولة الإسلامية. فالمعتزلة هم أهل عقل لا نقل، وما أحوجنا في الماضي والحاضر إلى فرقة مثلهم.

    فكما يقول: "ما أحوج المسلمين اليوم أن ينقضوا عنهم غبار الماضي، فيخلعوا التقليد، ويقدسوا الابتكار، ويعملوا عقولهم في كل شيء".

    ومن هنا يتحدث عن فضيلة الاجتهاد في الإسلام، وعن ضرورة التخلي عن الجمود حتى نستطيع تحقيق التقدم والابتكار. ومع الاجتهاد، يجب أن يأتي التسامح الديني حتى يستطيع المفكرون والمجددون التفكير من دون الخوف من التكفير. ولا يشمل التسامح أبناء الدين الإسلامي فقط، بل يشمل أيضًا أصحاب الديانات الأخرى الذين يحفظ لهم الإسلام حقوقهم وحريتهم في ممارسة شعائرهم.

    وكذلك ناقش النهضات الفكرية في الإسلام، وكيف تغيرت عقلية العرب بعد مجيء الإسلام، وكيف تحولت حياة الحروب والغارات إلى حياة عدل واتزان. واوضح لصعوبات التي تخللت هذا الانتقال، وتأثير الفتوحات والاختلاط مع الشعوب الأخرى على نهضة العرب، وأثر ذلك في التشريع والنهضة الأدبية. وكذلك ألقى الضوء على كيفية جمع اللغة العربية.

    ولم يقتصر حديث الكاتب فقط عن هذه الجوانب، بل تحدث أيضًا عن النظام المالي في الإسلام ومدى شموله، ووضح الفارق بينه وبين بعض الأنظمة الاقتصادية الأخرى. وعن دور الزكاة في المجتمع، كما تحدث عن الإحسان بمعناه الواسع الذي لا يقتصر فقط على الإحسان بالأموال.

    ويحدثنا أيضًا عن أسس الأخلاق في الإسلام، وكيف أن الآية الكريمة جمعت لنا هذه الأسس: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون".

    ثم ينتقل بنا بعد ذلك إلى خواطره الخاصة عن الجمهورية الأولى، ويطرح مميزاتها والفرق بينها وبين الملكية، ويناقش آماله في ظل الجمهورية، ورغبته في أن تزدهر الأمة مع مرور الوقت وتغير الأحوال.

    ومن أهم النقاط التي ركز عليها في كتابه، أهمية محاربة الجهل والخرافات بالعلم. ودلل بمثال أنه أحيانًا يظن المصريون أنهم سينتصرون لأن هناك فرخة باضت بيضة زعموا أنها مكتوب عليها "نصر من الله وفتح قريب". أعتقد أنه لو اطلع علينا في العصر الحاضر، وجد أن هناك كثيرًا من الأشخاص مصدقين الصور المعدلة لفرخة برأس زرافة، لأصيب بخيبة أمل كبيرة.

    وشدد على أهمية العناية بالعلوم كالعناية بالأدب، وأن من أسس المدنية الحديثة تطور العلوم. واعتبر أننا في أمس الحاجة إلى المخترعات الحديثة ومواكبة التطورات العصرية. وأشار في ذلك إلى أهمية العناية بالنشء ومحاولة معرفة ميولهم، سواء للعلوم أو الآداب، وإرشادهم حتى نكتشف الكنوز المدفونة، وعندها سنرى العديد من العلماء والأدباء البارزين فى الأمة .

    ثم يأخذنا أحمد أمين في زيارة إلى الجاحظ، ويوضح فضله وكيف أنه غاز جهل وفاتح عقول. ثم يأخذنا إلى عالم ابن دانيال ومسرحياته، ويلقي الضوء على مسرح خيال الظل وتاريخه، وكذلك الأدب الشعبي. ويعرفنا على جانب آخر الشافعي الفقيه، وهو الشافعي الأديب كما نتعرف على لمحة من حياة عيسى الهكاري وعيسى العوام من عكا وبطولاتهما.

    وكذلك نزور الفلاسفة من خلال مقارنة بين منهج الفلسفة القديمة والفلسفة الحديثة ثم نتقل بالزمن لنزور أيضًا ورقة ابن نوفل ونتعرف على كرهه للشرك وبحثه عن التوحيد في كل مكان.

    ونرى أيضًا رسالته لمحمد عبده وقاسم أمين، التي يتضح فيها مدى إعجابه بهم وبرسالتهم.

    ولا يخلو الكتاب من المقالات الخفيفة اللطيفة، فجد مقال عن الحياة السعيدة وبرنامج يومي لها، وأهمية الغذاء الروحي، ومقال عن الربيع الباكر، كما نري ايضا رغم اختلاف العصر ان الكاتب يشاطرنا ا أفكارنا حول حرارة الصيف. وهذا ليس كل شي ، بل يأخذنا أيضًا الكاتب في مقالاته إلى جزء من حياته الشخصية فيحدثنا عن أمه وكفاحها، وعن أبيه.

    بعد انتهائي من الكتاب، أذهلني كم التنوع في المقالات ومدى الثقافة والعمق فيها. فغالبيتها تلقي الضوء على قضايا مهمة ومؤثرة، وكل ذلك مكتوب بأسلوب سلس وواضح. وحتى مع كبر حجم الكتاب، إلا أنه يجعل المرء يرغب في أن ينهل من هذا الفيض وان لا ينتهي .

    # قراء_الجرد_فيض_الخاطر

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أحمد أمين من الكتاب العظماء الذين تركوا لنا تراثا عظيما فى الفكر والأدب والسلوك والأخلاق وحضارة الإسلام اتسم فكره بالتجديد

    كان للتعليم الأزهرى أكبر الأثر فيه من جميل العبارة وتنقيح الألفاظ وسلاستها برع فى اللغات والترجمة

    ومن الإنصاف أن نحكم على الشخص فى ضوء عصره وقد مارس الاستعمار حينها السخرية من الأزهر وعلماء الدين ونجح اللورد كرومر فى خطته فى تهميش الأزهر ليتخلص من روحه الثورية التى تؤرق الأنجليز كما إن كثرة البعثات إلى الغرب رجع منها الكثير فى صراع بين الثقافة الغربية والشرقيه فكانوا ممزقين بين ثقافتي الغرب والشرق ومع ذلك لم يتنكروا لهويتهم العربية الإسلامية ولكن دعنا نقول إن العالم وقتها مر بهزة طاغية نحو التغريب وكانت فتنة لم يثبت فيها إلا من رحم ربي

    وكان أحمد أمين صاحب المشروع الإصلاحى التربوى كتب لنا جميل المقالات السياسية والاجتماعية

    بدأ مقالاته بالحديث عن الإسلام والمسلمين

    وبين فضل الدين والشهادة وعدم الحكم على الإسلام من خلال المسلمين فقال "

    من الخطأ الفاحش أن يحكم على الإسلام

    بالمسلمين؛ فقد يكون الدين صحيحًا،

    ومعتنقوه خارجين عليه، منحرفين عنه،

    فيكون الخطأ خطأ أصحابه لا خطأه

    هو، بل أحيانًا يكون الدين فاسدًا في

    جوهره وتعاليمه، ويرتقي معتنقوه،

    فتصدر عنهم أعمال فاضلة، لا تمت إلى

    دينهم الأصيل بسبب، وإنما هم الذين

    حوّروا دينهم، وصاغوه صياغة خيرًا مما

    كانت عليه - والحق أن الفرق كبير بين

    الإسلام نفسه، وعمل المسلمين في

    مختلف العصور"

    وذكر لنا فى ثنايا مقالاته فضل الدين

    "فالدين نعمة على الفرد والمجتمع، هو

    راحة للنفس؛ لأنه يساير طبيعتها، وهو

    نعمة على المجتمع الإنساني؛ لأنه يوثق

    روابطه ويحيي عواطفه ويوجهه نحو

    الخير، وخير الأديان ما سما بالعاطفة،

    وأوسع المجال للعقل، وبنيت تعاليمه

    على خير الفرد وخير الإنسانية".

    ودائما يذكر لنا السعادة فى الدين وفى القوة المادية مع القوة الروحية فلا نعيش بمعزل عنها لأن الانسان هو جسم وروح معا متحدان

    "لن نصل إلى العظمة الحقيقية، إلا إذا

    بلغنا الرقي المادي والاقتصادي الذي

    حققه ستالين في روسيا، وبلغنا الرقي

    الروحي والخلقي الذي حققه غاندي في

    الهند"

    ويستطرد فى موضع أخر ويرشدنا إلى معنى السعادة

    "فليست السعادة في كثرة المال، ولا في

    عظم الجاه، إنما هي في أنفسنا وفي

    داخل قلوبنا، وشيء آخر، وهو أن

    من

    مزية الدين الإيمان باليوم الآخر، فهو

    بذلك يضم حياة أبدية إلى حياته القصيرة

    الدنيوية، وذلك من غير شك يدعوه إلى

    أن يفكر فيما يعمل؛ لاعتقاده في الجزاء

    العادل، إن لم ينله في الدنيا ناله في

    الآخرة، ويكفه عن عمل الشر؛ لأن وراءه

    إلها يجازيه على عمله مهما أسر"

    ونجد أحمد أمين الإنسان الشفاف البسيط عاشق العلم والمعرفة لا يعبأ بالمال ذكر ابنه فى مذكراته ان أمه أشترت من البيت الذي يقطنون فيه من مصروف البيت الذى يعطيه لها فكتبه بأسمها وكانت تداعبه هو وأولاده أنتم تسكنون فى بيتى وعذا إن دل يدل على الإنسان المتواضع العفيف الذى لا يعبأ بالتفاهات والماديات وكرس عمره للإصلاح والعلم والمعرفة ولم يكن يحمل فى ثناياه مركبات النقص

    تلك التى ذكرها فى الجزء التاسع من فيض الخاطر فقال :

    "قد يتنازع الرجل والمرأة في البيت فإذا

    استفسرت عن سبب النزاع قيل لك

    أسباب تافهة، ولكن الحقيقة أن وراء هذه

    الأسباب أسبابًا أخرى هي مركب النقص

    عند الرجل أو عند المرأة، ولو سألت أي

    إنسان: هل عنده مركب النقص في كذا ؟

    لنفى ذلك نفيًا باتا"

    فلم يسترسل أحمد أمين مع العوام فى مشاكلهم وكان يعظم العقل ويحتكم له ويتسامى عن التفاهات والماديات

    ويخبرنا إن أكثر المشاكل من عدم تحكيم العقل قائلا :

    "أكثر المنازعات والخصومات سببها عدم

    احتكام الخصمين أو أحدهما إلى العقل

    سواء في ذلك النزاع بين الزوجين

    في البيت، أو بينهما وبين الأولاد، أو

    نزاع الناس في الشارع أو في المجالس،

    أو نزاعهم أمام المحاكم، أو النزاعات

    السياسية بين الأحزاب أو بين

    أعضاءالحزب الواحد"

    وعلى ما يحمل الكتاب من قيم ومبادئ وإخلاق وسنن كونية فى المجتمع والناس والسير والنظر فى أجوال البلاد والعباد فقد جانب الصواب فى رفعه لشأن المعتزلة ورفعه لشأن العقل ومعلوم ان العقل الصحيح والشرع الصريح لا يتعارضان

    وكان متردد فى مسألة المرأة وسفورها أو دعوى التحرير التى دعا إليها قاسم أمين فتارة كتب عن الحجاب بالخير وتارة ربط بين السفور والحرية ومعلوم ان دعاة السفور والتبرج فيها من الإفساد والتغريب ما فيها

    أما بالنسبة لذكره لجمال الدين الأفغانى ومحمد عبده واستشهاده بهما وبحديثهما فى ثنايا الخطاب فلا شك إنهما كانا من مؤسسى النهضة ولا عجب بتأثيرهم وأثرهم فى المجتمع والنهضة والإصلاح حتى وان تخلل المسيرة هفوات فلا يوجد مصلحين بدون أخطاء وعلينا الإنصاف والتفصيل والدعوة لأحمد أمين وجميع المصلحين الذين غرسوا الحب والعلم والدين

    غفر الله لهم وجمعنا على الصراط المستقيم.

    #أحمد_أمين

    #فيض_الخاطر

    #الجزء_التاسع

    #قراء الجرد

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    من النادر أن يصتطدم المرء خلال قراءته بنص يلمس شغاف قلبه.., ويتوقف عنده طويلاً كي يتدبره بذهن يقظ، ويتذوقه بقلب مشتاق وروح تواقة... ورغم أن هذا حالي مع كثير من نصوص مقالات المبدع أحمد أمين إلا أن هذا النص -بالنسبة لي- يختلف عن غيره... لقد وقع في قلبي موقعاً كان مهيئاً له.. تظنونني أبالغ يا أصدقاء؟ إذن هاكم النص، اقرؤه وتدبروه وتذوقوه... دعوه ينفذ إلى أعماق أرواحكم ويسري في كل حيز من نفوسكم... يقول كاتبنا الجميل في مقاله الرقيق (الإيمان ينبوع السعادة): "ما الحياة بلا إيمان بالله؟ … إن الإنسان خلق في هذه الحياة وسط تيار جارف، وجو عاصف، تنتابه الأحداث العظام، وتحل به الكوارث، فما لم يعتقد في إلٰه يتخذه ملجأ له، وركنًا يعتمد عليه، ومعزيًا له في المصائب، ومساعدًا له في المتاعب، ومأمنًا له ضد الأخطار، ومواسيًا له عند الحزن — كان كبناء لا يستند إلى أساس، وبيت ليس له دعامة." تساؤل في ثوب استنكار,,, وإجابة تستحق التأمل... ترى أي حياة موحشة تلك التي تفتك بقلوب من لا يؤمنون بالله؟ إلى من يلجئون حين تعجزهم الأسباب؟ ممن يأملون تحقيق ما ترنو إليه نفوسهم؟ بمن يلوذون حين تحدق بهم المخاوف؟ من يحمدون على كل جميل تسر به نفوسهم؟ يا الله! بمجرد تخيل الأمر تنتابني وحشة وانقباض... اللهم لك الحمد على نعمة الإيمان وكفى بها نعمة. صدقت يا أحمد أمين... الإيمان -حقاً- ينبوع السعادة... الإيمان جنة القلب وملجأ الروح وملاذ النفس... هذا المقال العذب هو درة تاج مقالات هذا الجزء، وكلها درر تستحق القراءة والتدبر والتذوق... اقرأوا عن الجاحظ البطل والشافعي الأديب... اقرأوا عن روحانية الشرق ومادية الغرب، وعن الثقافة الأدبية والعلمية، وما نعلم وما لا نعلم...اقرأوا لتعرفوا كيف تتغير الأمم، وكيف أننا مسئولين عن حياتنا الاجتماعية... اقرأوا وتأملوا سنن الله في الكون والأمم... اقرأوا واجعلوا القراءة ضمن برنامجكم اليومي للسعادة ولاتحرموا أنفسكم من إبداع هذا الأديب.

    #قراء_الجرد

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    ونلتقي مجددا مع خواطر أحمد أمين

    وأود هنا أن أسلط الضوء على بعض الأفكار التي تظهر إبداع الكاتب وتميزه بعقلية فذة،مما جعله سابقا لعصره.

    نجد في خواطره ما يستحق التأمل ،بل إنني أستطيع الجزم بأن بعض تلك الخواطر صالحة للتطبيق في يومنا وعصرنا هذا.

    ولا عجب ،فهو من دعاة التجديد ولا يكاد يخلو جزء من خواطره من الحث على التجديد وتبيين محاسنه.

    ودعونا نتحدث عن السعادة

    فقد عدد الكاتب اسبابها وسائل تحقيقها في ثنيات كتابه.

    فقد أشار إلى أن الإيمان هو ينبوع السعادة.فالمؤمن يحمد الله في السراء والضراء،فهو يعتمد على ركن ركين، وملجأ حصين،إن فاته الخير في الدنيا أمل في الآخرة.

    ..فالدين يكسب النفس قوة وسلوى وعزاء .

    وهذا ما توصل إليه العلم الحديث عبر العديد من الدراسات التى تمت على نطاق عالمي وخلصت إلى أن المؤمن أسعد حالا من غيره.

    كما بين الكاتب أن التفاؤل في الحياة من أكثر أسباب السعادة والنجاح ،ودعا الله قائلا "..فاللهم أجعلنا من المتفائلين المؤمنين،ولا تجعلنا من المتشائمين.."

    وهذا ما يتوافق ما توصل إليه د .مارتن سيليجمان،رائد علم النفس الإيجابي.

    فقد توصلت دراساته العديدة إلى أن التفاؤل هو الوصفة السحرية لجودة الحياة.

    وفي مقالته الرائعة "البرنامج اليومي للسعادة " دعا إلى غذاء من شأنه أن يزيدك قوة وسعادة.

    و لعلك تتساءل متعجبا عن أصناف هذا الغذاء العجيب!

    إنه غذاء يبدأ بمحاسبة النفس و العفو عن المسيء وتتبعه بالرضى عما حدث في يومك ويجعلك تختم يومك عند محاسبتها بأنه كان يوما سعيدا يضاف إلى حلقة الحياة السعيدة.

    ويضيف قائلا: " ولا شيء يغذي الروح من الحب بمعناه الواسع ،فحب الخير للناس ،وحب المناظر الجميلة،وحب كل شيء جميل ،وحب إسعاد الناس ما أمكن،كل هذا غذاء."

    كما دعا الكاتب إلى تأمل الجمال و الطبيعة من حولك " إن فيها بلسما للجروح، وطربا للنفس و جمالا في العين".

    وفي مقالتة الحياة السعيدة عرض لنا السعادة من منظور إسلامي ، تلك السعادة التي تسمو بالروح والعقل ولا تهمل المادة و البدن.

    سعادة تتجلى فيها التوازن و إلاعتدال.فلا إفراط ولا تفريط ولا حرمان ولا تعذيب. " قل من حرم زينة الله التى اخرجها لعباده والطيبات من الرزق ".

    وبعد،فقد تشعبت المواضيع والمقالات في هذا الجزء بين دين وأدب وفلسفة وتاريخ.

    ولقد آثرت أن اقتصر في مراجعتي على تلك اللمحات التى أراها قابلة للتطبيق في حياتنا و يومنا .

    وأحب أن ينظر القاريء الكريم إلى تلك المراجعة باعتبارها قطرة من فيض.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    في مواضيع شتى، وبين عناوين بازخة تجولت مع أحمد أمين في رحاب أفكاره وتأملاته التي أودعها هذا الجزء من فيض خاطره... كانت البداية مع (الإسلام والمسلمون) وهو مقال من الأهمية بمكان يوضح فيه الكاتب أساس العقيدة الإسلامية الذي هو التوحيد، ويؤكد على أهمية عدم اتخاذ تصرفات الناس ذريعة للحكم على دينهم فإنها لا تمثله بالضرورة... وأن على المسلم أن يجتهد في جعل توحيده خالصاً نقياً لا تشوبه شائبة، فلا يؤله أحداً من الناس، ولا يخصع أو يأتمر إلا لله عزو جل... ثم ناقش الكاتب في (موقف المسلمين إزاء المدنية الحديثة) ما يصح استفادته من الأمم المتقدمة مما يتوافق مع ديننا وقيمنا.. ثم جانبه الصواب في بعض ما قدم من (أسباب انحطاط الثقافة عند المسلمين في القرون الوسطى) كجعله انهيار المعتزلة، وغلبة المحدثين عليهم، السبب الأول في ذلك... لكنه عاد فأحسن في (التقليد والابتكار) وأجاد في (مادية الغرب وروحانية الشرق)... ثم استوقفتي الفكرة الأولى من مقال (سنن الله في الأمم) والتي هي "حفظها بالصالحين من أبنائها" وهي فكرة تستحق أن نتأملها ونسقطها على واقعنا الذي نحياه، لنرى موقعنا منها، وما ينبغي علينا فعله كي نكاثر الفسدة بالصالحين... ونجتهد في التعليم والتربية ومحاربة الجهل والفساد حتى نكون صالحين مصلحين يحفظ الله بنا أمتنا... وبعد قراءة (الثقافة الأدبية والثقافة العلمية) طرأ على ذهني سؤال عن الجمع بينهما، هل هو متعذر أم -وإن كان شاقاً- في الإمكان؟ أدهشني إتفاق ما ذكره أحمد أمين في (الشيطان رجل الساعة) مع نراه الآن في واقعنا الحاضر.. وكأن الشياطين هموا هموا في كل زمان ومكان بأفعالهم الشنيعة مهما اختلفت تجلياتهم... في (حديث إلى نفسي) كان أحمد أمين يتحدث إلى نفوسنا جميعا، ويشاركنا خواطرنا وهواجسنا ومشاكلنا وآمالنا... حزنت كثيرا على (ضيعة الأدب) لا لأجل ما ذكره عن حال الأدب والأدباء في زمانه، فليته بقي رغم ما فيه.. بل على ما صار إليه الآن... وليت شعري لو كان أحمد أمين حياً بينا الآن بم كان سيصف هذا الحال؟

    #قراء_الجرد

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    الهم الأول في مقالاته هي المسلمون وقد تميز بدقة معرفته وتجليته للمشكلة حتى لتظن أنه قد استغرق سنين عمره في بحثها وفي كل مقالة ينشغل بقضية ما يتعمق في إظهار المشكلة وقد بدأ بأول مقال بالمسلمين ثم انحطاطهم وانتقل بعدها إلى الابتكار وهو في كل مقالاته يؤكد على أهمية نبذ التقليد الأعمى والابتكار والإبداع ويدعو للأخذ من الغرب أفضل ما عنده ونبذ ما انحط به، وهو بهذا يؤكد أيضًا أن الشرق ليس بأقل من الغرب لكن حدث له ما جعله بهذه الحاله ويحذر من مركب النقص، وهو معتز بانتمائه، ويعجبك أنه ينتقل من تاريخ إلى دين إلى شخصيات تاريخية، وقد ختم هذا الجزء كما بدأه في أول الجزء وهو مقالة عن الإسلام، ولا يكدر هذا الكتاب إلا الاقتراب من نهايته لما فيه من تجوال في ربوع العلوم المختلفه مع مرشد موسوعي لا تمل قلمه ولا أفكاره.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1
المؤلف
كل المؤلفون