فيض الخاطر - الجزء التاسع > مراجعات كتاب فيض الخاطر - الجزء التاسع > مراجعة Eftetan Ahmed

فيض الخاطر - الجزء التاسع - أحمد أمين
تحميل الكتاب مجّانًا

فيض الخاطر - الجزء التاسع

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب مجّانًا
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أحمد أمين من الكتاب العظماء الذين تركوا لنا تراثا عظيما فى الفكر والأدب والسلوك والأخلاق وحضارة الإسلام اتسم فكره بالتجديد

كان للتعليم الأزهرى أكبر الأثر فيه من جميل العبارة وتنقيح الألفاظ وسلاستها برع فى اللغات والترجمة

ومن الإنصاف أن نحكم على الشخص فى ضوء عصره وقد مارس الاستعمار حينها السخرية من الأزهر وعلماء الدين ونجح اللورد كرومر فى خطته فى تهميش الأزهر ليتخلص من روحه الثورية التى تؤرق الأنجليز كما إن كثرة البعثات إلى الغرب رجع منها الكثير فى صراع بين الثقافة الغربية والشرقيه فكانوا ممزقين بين ثقافتي الغرب والشرق ومع ذلك لم يتنكروا لهويتهم العربية الإسلامية ولكن دعنا نقول إن العالم وقتها مر بهزة طاغية نحو التغريب وكانت فتنة لم يثبت فيها إلا من رحم ربي

وكان أحمد أمين صاحب المشروع الإصلاحى التربوى كتب لنا جميل المقالات السياسية والاجتماعية

بدأ مقالاته بالحديث عن الإسلام والمسلمين

وبين فضل الدين والشهادة وعدم الحكم على الإسلام من خلال المسلمين فقال "

من الخطأ الفاحش أن يحكم على الإسلام

بالمسلمين؛ فقد يكون الدين صحيحًا،

ومعتنقوه خارجين عليه، منحرفين عنه،

فيكون الخطأ خطأ أصحابه لا خطأه

هو، بل أحيانًا يكون الدين فاسدًا في

جوهره وتعاليمه، ويرتقي معتنقوه،

فتصدر عنهم أعمال فاضلة، لا تمت إلى

دينهم الأصيل بسبب، وإنما هم الذين

حوّروا دينهم، وصاغوه صياغة خيرًا مما

كانت عليه - والحق أن الفرق كبير بين

الإسلام نفسه، وعمل المسلمين في

مختلف العصور"

وذكر لنا فى ثنايا مقالاته فضل الدين

"فالدين نعمة على الفرد والمجتمع، هو

راحة للنفس؛ لأنه يساير طبيعتها، وهو

نعمة على المجتمع الإنساني؛ لأنه يوثق

روابطه ويحيي عواطفه ويوجهه نحو

الخير، وخير الأديان ما سما بالعاطفة،

وأوسع المجال للعقل، وبنيت تعاليمه

على خير الفرد وخير الإنسانية".

ودائما يذكر لنا السعادة فى الدين وفى القوة المادية مع القوة الروحية فلا نعيش بمعزل عنها لأن الانسان هو جسم وروح معا متحدان

"لن نصل إلى العظمة الحقيقية، إلا إذا

بلغنا الرقي المادي والاقتصادي الذي

حققه ستالين في روسيا، وبلغنا الرقي

الروحي والخلقي الذي حققه غاندي في

الهند"

ويستطرد فى موضع أخر ويرشدنا إلى معنى السعادة

"فليست السعادة في كثرة المال، ولا في

عظم الجاه، إنما هي في أنفسنا وفي

داخل قلوبنا، وشيء آخر، وهو أن

من

مزية الدين الإيمان باليوم الآخر، فهو

بذلك يضم حياة أبدية إلى حياته القصيرة

الدنيوية، وذلك من غير شك يدعوه إلى

أن يفكر فيما يعمل؛ لاعتقاده في الجزاء

العادل، إن لم ينله في الدنيا ناله في

الآخرة، ويكفه عن عمل الشر؛ لأن وراءه

إلها يجازيه على عمله مهما أسر"

ونجد أحمد أمين الإنسان الشفاف البسيط عاشق العلم والمعرفة لا يعبأ بالمال ذكر ابنه فى مذكراته ان أمه أشترت من البيت الذي يقطنون فيه من مصروف البيت الذى يعطيه لها فكتبه بأسمها وكانت تداعبه هو وأولاده أنتم تسكنون فى بيتى وعذا إن دل يدل على الإنسان المتواضع العفيف الذى لا يعبأ بالتفاهات والماديات وكرس عمره للإصلاح والعلم والمعرفة ولم يكن يحمل فى ثناياه مركبات النقص

تلك التى ذكرها فى الجزء التاسع من فيض الخاطر فقال :

"قد يتنازع الرجل والمرأة في البيت فإذا

استفسرت عن سبب النزاع قيل لك

أسباب تافهة، ولكن الحقيقة أن وراء هذه

الأسباب أسبابًا أخرى هي مركب النقص

عند الرجل أو عند المرأة، ولو سألت أي

إنسان: هل عنده مركب النقص في كذا ؟

لنفى ذلك نفيًا باتا"

فلم يسترسل أحمد أمين مع العوام فى مشاكلهم وكان يعظم العقل ويحتكم له ويتسامى عن التفاهات والماديات

ويخبرنا إن أكثر المشاكل من عدم تحكيم العقل قائلا :

"أكثر المنازعات والخصومات سببها عدم

احتكام الخصمين أو أحدهما إلى العقل

سواء في ذلك النزاع بين الزوجين

في البيت، أو بينهما وبين الأولاد، أو

نزاع الناس في الشارع أو في المجالس،

أو نزاعهم أمام المحاكم، أو النزاعات

السياسية بين الأحزاب أو بين

أعضاءالحزب الواحد"

وعلى ما يحمل الكتاب من قيم ومبادئ وإخلاق وسنن كونية فى المجتمع والناس والسير والنظر فى أجوال البلاد والعباد فقد جانب الصواب فى رفعه لشأن المعتزلة ورفعه لشأن العقل ومعلوم ان العقل الصحيح والشرع الصريح لا يتعارضان

وكان متردد فى مسألة المرأة وسفورها أو دعوى التحرير التى دعا إليها قاسم أمين فتارة كتب عن الحجاب بالخير وتارة ربط بين السفور والحرية ومعلوم ان دعاة السفور والتبرج فيها من الإفساد والتغريب ما فيها

أما بالنسبة لذكره لجمال الدين الأفغانى ومحمد عبده واستشهاده بهما وبحديثهما فى ثنايا الخطاب فلا شك إنهما كانا من مؤسسى النهضة ولا عجب بتأثيرهم وأثرهم فى المجتمع والنهضة والإصلاح حتى وان تخلل المسيرة هفوات فلا يوجد مصلحين بدون أخطاء وعلينا الإنصاف والتفصيل والدعوة لأحمد أمين وجميع المصلحين الذين غرسوا الحب والعلم والدين

غفر الله لهم وجمعنا على الصراط المستقيم.

#أحمد_أمين

#فيض_الخاطر

#الجزء_التاسع

#قراء الجرد

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق