من النادر أن يصتطدم المرء خلال قراءته بنص يلمس شغاف قلبه.., ويتوقف عنده طويلاً كي يتدبره بذهن يقظ، ويتذوقه بقلب مشتاق وروح تواقة... ورغم أن هذا حالي مع كثير من نصوص مقالات المبدع أحمد أمين إلا أن هذا النص -بالنسبة لي- يختلف عن غيره... لقد وقع في قلبي موقعاً كان مهيئاً له.. تظنونني أبالغ يا أصدقاء؟ إذن هاكم النص، اقرؤه وتدبروه وتذوقوه... دعوه ينفذ إلى أعماق أرواحكم ويسري في كل حيز من نفوسكم... يقول كاتبنا الجميل في مقاله الرقيق (الإيمان ينبوع السعادة): "ما الحياة بلا إيمان بالله؟ … إن الإنسان خلق في هذه الحياة وسط تيار جارف، وجو عاصف، تنتابه الأحداث العظام، وتحل به الكوارث، فما لم يعتقد في إلٰه يتخذه ملجأ له، وركنًا يعتمد عليه، ومعزيًا له في المصائب، ومساعدًا له في المتاعب، ومأمنًا له ضد الأخطار، ومواسيًا له عند الحزن — كان كبناء لا يستند إلى أساس، وبيت ليس له دعامة." تساؤل في ثوب استنكار,,, وإجابة تستحق التأمل... ترى أي حياة موحشة تلك التي تفتك بقلوب من لا يؤمنون بالله؟ إلى من يلجئون حين تعجزهم الأسباب؟ ممن يأملون تحقيق ما ترنو إليه نفوسهم؟ بمن يلوذون حين تحدق بهم المخاوف؟ من يحمدون على كل جميل تسر به نفوسهم؟ يا الله! بمجرد تخيل الأمر تنتابني وحشة وانقباض... اللهم لك الحمد على نعمة الإيمان وكفى بها نعمة. صدقت يا أحمد أمين... الإيمان -حقاً- ينبوع السعادة... الإيمان جنة القلب وملجأ الروح وملاذ النفس... هذا المقال العذب هو درة تاج مقالات هذا الجزء، وكلها درر تستحق القراءة والتدبر والتذوق... اقرأوا عن الجاحظ البطل والشافعي الأديب... اقرأوا عن روحانية الشرق ومادية الغرب، وعن الثقافة الأدبية والعلمية، وما نعلم وما لا نعلم...اقرأوا لتعرفوا كيف تتغير الأمم، وكيف أننا مسئولين عن حياتنا الاجتماعية... اقرأوا وتأملوا سنن الله في الكون والأمم... اقرأوا واجعلوا القراءة ضمن برنامجكم اليومي للسعادة ولاتحرموا أنفسكم من إبداع هذا الأديب.
#قراء_الجرد