مصطفى خليفة من حياة الترف و البذخ والنعيم إلى حياة البؤس والشقاء والمهانة
في سجن مليء بالسجناء السياسيين , ينصدم الكاتب الصدمة تلو الأخرى بمشاهداته ويصدم القارئ أيضا
يناقش الكاتب العديد من الصراعات النفسية التي تختلج صدر الإنسان عندما يتعرض لكثير من الضغط النفسي والإيذاء الجسدي , ولكن للأسف لم يتوصل هو لنتيجة مقنعة أو جواب مريح وظل منكمشا على نفسه متقوقعا عليها بعد خروجه من السجن كما قد كان لمدة 13 عاما في السجن
ربما لا يحق لي انتقاده بعد أن عانى الكثير وشاهد أشياء صدمنا لها كقراء
لكن لم تعجبني طريقة الكاتب في معالجة الكثير من لأمور والحوادث .
ولم أر في السجن ذاك سوى الإنسانية تتجلى في أعلى الدرجات حتى تصل للملائكية كما السجناء
ورأيت أيضا الإنسانية تهبط إلى أدنى الدركات حتى تصل لدرجة الحيوانية كما الرقباء والجنود والبلديات
حتى خلت أن الشيطان يتلبس بأشكال أولئك البشر وكأنه ينتقم من جنس بني آدم ويذلهم
ولكن كما نعلم لم يكن هو الوحيد في ذلك السجن وأدري العديد من القصص لناس دخلوا المعتقلات ولبثوا فيها مددا متعددة
وتختلف ردود أفعالهم عندما يخرجون فمنهم يؤثر الوحدة والانعزال ومنهم من يكمل حياته بشكل طبيعي ويعيد ترتيب أولوياته ويفكر ويطمح
هذه القصة الحقيقية وإن كانت في سوريا يوجد الكثير من أمثال هذه السجون في بلاد العالم حتى في أعظم الدول التي تدعي التحضر والرقي .
سبحان من قهر عباده بالموت , مهما اشتد ظلم الباغين سيأخذهم الموت
وسيكون الجميع في محكمة عادلة قاضيها رب العالمين " ولا يظلم ربك احدا " "وليس ربك بظلام العبيد"
حين أتلو هذه الآيات تتنزل ظلال السكينة والارتياح على نفسي وتسكن قلبي وأن الحقوق ستأخذ وسيكون الكل راض
كما أذكر قوله صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ". أخرجه أحمد (3/203 ، رقم 13134) ،
هنا أشعر بالراحة العظيمة والاطمئنان الكبير
أسأل الله أن يعافيني من البلاء دنيا وآخرة وأن ينتقم من الظالمين عاجلا غير آجل