القوقعة > مراجعات رواية القوقعة > مراجعة amani.Abusoboh

القوقعة - مصطفى خليفة
تحميل الكتاب

القوقعة

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

ماهي الحياة؟

أو ما هو الموت؟

يمكن للحظة أن نشعر أننا في مواجهة أسئلة وجودية ضخمة، قد تحتاج الإجابة عليها كثير من القراءات والتأملات

وربما نخرج بإجابات حتى العقل يستعصي عليه فهمها لزخم ما نضعه في وصفها من مصطلحات معقدة، ليظهر للقارئ وكأننا بتنا على معرفة بهذين الأمرين " الحياة والموت".

نظن أننا في التعقيد وصلنا حقيقة الشيء وماهيته!!

حتى الأمور هنا نسبية، معنى الموت والحياة بالنسبة لي قد يختلف عما يعنيه لك أو لها.. ربما بحكم التجربة أو بحكم أمور أخرى لا أدري.

"أؤمن جدا بهذا القول " لا يمكن للإنسان أن يموت دفعة واحدة".

يمكن لك أن تعيش الموت على فترات، كأن يموت من تحبهم أمامك، كأن تصادر حريتك وحرية غيرك، كأن تتعرض لتجربة غيرك في صراعه للحفاظ على كرامته وحقه في أن يقول " لا" في وجه نظام يغتصب صوته، كأن تقرأ عن سجين في معتقلاتٍ لمن أوهموا البلاد أنهم حراس حدودها ومواطنيها، وهم في الواقع " وحوش" أقل كلمة يمكن أن تصفها بحقهم.. كأن تقرأ عن سجين أجبر على أن يبتلع مياه عادمة بكل ما تحويها من قاذورات، وآخر أجبر على أن يبتلع فأراً ميتاً وضعه أحد أفراد الأمن في فمه عنوة، وآخر أجبر على النهيق كحمار أو العواء ككلب، وآخر أجبر على أن يغتصب زميله أمام مرأى المعتقلين وعناصر الأمن، وآخرون سقطوا عراة تحت وابل من ضربات السياط في الحر والبرد، أو جرب أن تضع نفسك أمام من أعدم ثلاثة من أبنائه في يوم واحد، أو أن تكون شاهد عيان لوجبة يومية من الذين يتم إعدامهم شنقاً أو ضرباً بالرصاص، فقط ليثبت مدير السجن أن لا صوت يعلو على صوت الطاغية.. ضع في مخيلتك أي أمر سيء وقاوم الحس المرهف فيك بتخيل أمور بشعة،لا يمكن أن تطرأ لإنس على بال، ستجد أن هناك شيطاناً في زاوية وفي بقعة معينة من العالم يمارسها، وربما يكون قد مارس ويمارس أموراً يصعب لعقلي وعقلك حتى طرحها لمجرد الافتراض أو التخمين..!!

كم من عائلات لا تعرف أين ذهبت الدنيا بأبنائها، ويكونون قد غدوا أرقاماً في معتقلات الأنظمة الجائرة، حتى أنهم أنفسهم لا يعلمون لمَ جيء بهم لهذا المكان، جرب ولو للحظة أن تكون في موقف من خبر الموت يومياً لدرجة وصل معها إلى اعتبار الحياة والموت كلمتان لشيء واحد، بات من الطبيعي أن يصحو ويجد رفيقه في الزنزانة قد قتل على أيدي عناصر الأمن في الليلة الفائتة ولم ينتبه لموته لفرط ما كان يأنُّ من وجبة من الجلدات كان قد تلقاها في يوم سابق، حتى وعندما تلوح له فرصة في الأفق ليخرج من المعتقل، يكون قد نسي كم صار عمره، ويخرج بإجبار منه على أن يكون في مظاهرة مؤيدة للطاغية تشكره على فضله وبأنه سيكون مطيعاً له ولنظامه، فيكون أول ما يفعله عندما يتواجه مع نفسه، إما أن يقتل نفسه ، أو يسجن نفسه مرة أخرى ، لكن هذه المرة في سجن أوسع " سجن الحياة"..!!

إنني أؤمن بالقول " لا يمكن للإنسان أن يموت دفعة واحدة

وحتى تستطيع أن تلخص لمعنى الظلم والقهر واللاإنسانية، وأن تشعر بما أشعر به يمكنك أن تقرأ رواية " القوقعة.. يوميات متلصص" لمصطفى خليفة وستعرف حتماً عن ماذا أتحدث..!! وهي ليست من نسج خيال الكاتب بل هي تجربته وتجربة غيره في معتقلات النظام السوري..!!

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق