ثلاثية غرناطة > مراجعات رواية ثلاثية غرناطة
مراجعات رواية ثلاثية غرناطة
ماذا كان رأي القرّاء برواية ثلاثية غرناطة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
ثلاثية غرناطة
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
الكتاب السابع عشر 2024
ثلاثية غرناطة
د. رضوى عاشور
غرناطةٌ هل يُعيد الروح إنشادي للقصر , للقِمـةِ الشَـماءِ , للوادْي
لقلعــةً كانـتْ الأمجادُ تـسكُنها أمجادُ قَـومي وتاريِخي وأمَجادي
للزخُرفاتِ , لجناتِ العَريفِ لمِن كانو على البُعد آبائي وأجدادي
"تبدو المصائب كبيرة تقبض الروح ثم يأتي ماهو أعتى و أشد فيصغر ما بدا كبيراً و ينكمش متقلصاً في زاوية من القلب و الحشا"
"تلتهم النار الكتب، تفحم أطرافها، تجفف أوراقها، تلتف الورقة حول نفسها كأنما تدرأ النار عنها ولا جدوى، فالنار تصيب الكتب وتأكل وتلتهم وتأتي عليها سطرًا سطرًا وورقة ورقة وكتابًا بعد كتاب"
• رضوى عاشور (ولدت في 26 مايو 1946 - توفيت في 30 نوفمبر 2014) قاصة وروائية وناقدة أدبية وأستاذة جامعية مصرية، وهي زوجة الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، ووالدة الشاعر تميم البرغوثي ويكا
• في عام 2018 كان اللقاء الاول مع الثلاثية تميز الكناب بورقه الابيض الغير جيد لاقوم باستبداله بكتاب جديد تميز بملمسه الاصقر ورائحة الورق الجميلة لنذهب في 2024 مع الحرب الدائرة الان حيث دراكلا يقتل ويدمر باجمل مدينة في القرن العشرين مدينة غزة
• ثلاثية غرناطة للكاتبة المصرية رضوى عاشور، وهي ثلاثية روائية تتكون من : غرناطة ، مريمة ، الرحيل وتدور أحداث الرواية في بلاد الأندلس، خصيصًا في مملكة غرناطة ، حيث تبدأ أحداث الرواية في عام 1492م ، وهو عام سقوط غرناطة بإعلان المعاهدة التي تنازل فيها أبو عبد الله محمد الصغير عن ملكه لملوك قشتالة وأرجوان، وتنتهي باعتراض آخر أبطالها الأحياء علي الذي يقول أن الموت في الرحيل عن الأندلس وليس البقاء لا وحشة في قبر مريمة
• وتُصنّف رواية ثلاثية غرناطة لمؤلفتها المصرية رضوى عاشور على أنها من الروايات التاريخية، أعادت الكاتبة من خلالها التاريخ المُهمّش إلى الواجهة حسب ما ذكرت نزهة الأنصاري في قراءتها التحليلية لهذه الرواية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من القُرّاء وشغلت حيزًا كبيرًا من دراسات النقاد والدارسين، لنذهب مع صفحاتها واصدار دار الشروق ب 560 صفحة
• لمحة تاريخية من موقع ويكا :تم سقوط غرناطة في يناير من عام 1492 بتسليم اخر معقل من قبل ابو عبدالله الموافق في 2 ربيع الأول عام 897 هـ الى الملك فرديناند الخامس بعد حصار خانق دام 9 أشهر.دب الضعف في أوصال دولة الإسلام في الأندلس، وسرى الوهن في أطرافها، وراح العدو القشتالي يتربص بها، وينتظر تلك اللحظة التي ينقضّ فيها على الجسد الواهن، فيمزقه ويقضي عليه، لم تصرفه القرون الطوال عن تحقيق أمله الطامح إلى إزالة الوجود الإسلامي في الأندلس، فلم يكد ينتصف القرن السابع الهجري حتى كانت ولاية الأندلس الشرقية والوسطى في قبضة النصارى القشتاليين، وأصبحت حواضر الأندلس الكبرى أسيرة في قبضتهم؛ حيث سقطت قرطبة واشبيلبة وبلنسية واخر المعاقل غرناطة .
• "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" ال عمران 110
• كنتم خير امة اخرجت للناس لان هذه الامة راعت حق الله في الفتوحات الاسلامية أمة تعرف ما معنى الانسانية أمة تكفل حريات البشر في الدين والتعبير وأسلوب الحياة وكل شيئ ، عندما عمر الفاروق رضي الله عنه وقت حرر الأقصي وكيف جسّد آية كنتم خير أمة أخرجت للناس.. تأمل كيف كفل السلام وطيب العيش لمن خالفونا في الدين ، صلاح الدين عندما اشترى حريات النصارى لمن لم يملك الدفع وقت أمر بإخراجهم من القدس وإعادتهم إلى ديار.
• ماذا فعل الصليبيون في القدس وهولاكوا في بغداء وملوك اسبانية في الاندلس, بل ما ذا يحصل االان في فلسطين وحرب الابادة على غزة الجميلة من القتل والتدمير الهمجي .
• دارت أحداث هذه الرواية في الاندلس اخر معقل وهي غرتاطة ؛ إذ إنّ غرناطة ما زال جرح سقوطها محفورًا في الذاكرة، وهي رمز الحضارة والمجد والعز عند العرب والمسلمين، وفي هذه المدينة تصف رضوى عاشور العديد من الأماكن لتُعطي صورةً كاملةً عن الحياة فيها، وتغرس في نفس القارئ الألم الذي عايشته هذه المدينة وأهلها.
• من ابرز شخصيات الرواية
1. عائلة الوراق وهم الرواية والقصة الاساساسية وتبدا من أبو جعفر: هو جد العائلة أبو جعفر الوراق، راعي العائلة التي تدور حولها الأحداث، والذي مات قهرا عندما انهار كل شيئ .
2. حسن: هو ابن أبو جعفر، متسمكّ بتعليمات التنصير والذهاب إلى الكنيسة.
3. سليمة: هي حفيدة أبو جعفر، متعلقة كثيرًا بالكتب، مما أدى إلى نفور دائم بينها وبين زوجها (سعد) واتهامها بالسحر والشعوذة، وقد حكم عليها بالموت حرقًا.
4. نعيم: هو شخص محب للاكتشاف، يطوف الأرض مع قسّيس يؤدي دورًا مهمًا.
5. مريمة: هي الشخصية الرئيسية في الجزء الثاني من الرواية، وهي زوجة حسن امرأة فطنة وذكية.
6. علي: هو حفيد مريمة، أصرّ على البقاء في أرضه، فبعد وفاة أمه وأبيه يعيش مع جدته التي تستقر في قرية الجعفرية، وهو الشخصية الرئيسية في الجزء الثالث من الرواية.
7. سعد: هو زوج سليمة، ينضم إلى المجاهدين وينتهي المطاف في أحد السجون.
8. أبو منصور: هو صاحب حمامات يحب مساعدة الناس حتى يصدر قرار بإغلاق حماماته.
9. عمر الشاطبي: هو شيخ قرية الجعفرية وكبيرهم، لم تعتمد عليه الكاتبة بكثرة في الرواية.
10. أبو عبد الله الصغير: ورد في بداية الرواية عندما أعلن عن استسلامه بعد أن ضاعت البلاد من يديه (شخصية حقيقية).
11. الملك فرديناند والملكة إيزابيل: هما الملكان القشتاليان اللذان وقّعا اتفاقية تسليم غرناطة (شخصية حقيقية).
12. موسى بن أبي الغسان: هو قائد عربي مسلم، من القادة الذين حضروا اجتماع الحمراء لبحث بنود معاهدة التسليم مع قشتالة، لكنه رفضها رفضًا قاطعًا (شخصية حقيقية).
• وتبدأ الرواية في السنة التي سلم فيها أخر ملوك الأندلس " أبو عبد الله محمد الصغير" مفاتيح غرناطة إلى ملكي قشتالة وأراجون فردناند وإيزابيلا مقابل الحصول على ثلاثين ألف جنيه قشتالي مقابل صون حقه الأبدي في ممتلكاته، وبعض افتضاح أمر الأمير والمعاهدة السرية التي عقدها من الملكين عاش سكان غرناطة حالة من الرعب والترقب وشعروا بالحزن والخيبة وكأنهم بيعوا مثل القطيع للأسبان، وعلى الورق كانت معاهدة غرناطة تنص على أن يتمكن المسلمون أن يحافظوا على دينهم وثقافتهم ويحتفظوا حتى بخيولهم وأسلحتهم وأن من حقهم اللجوء للقضاة المسلمين للفصل في خلافاتهم، لكن الواقع كان أمرًا أخر لا مثيل له، فكان أول ما تم تغييره هو فرض الديانة المسيحية على الجميع وإلا فإنه يقتل، صار على السكان تغيير أسمائهم من الأسماء العربية إلى أسماء إسبانية وتغيير دينهم والتخلي عن أي مظهر إسلامي سواء في الملابس أو غيرها.
• ويتم تصوير حياة أبو جعفر الذي كامل يعمل مجلد كتب ويعشق الكتب والقراءة والمعرفة، لكنه يجبر على ترك كل ذلك بعد سقوط غرناطة، في رواية غرناطة، توضح الكاتبة معاناة عائلة أبو جعفر وعائلته عندما صادر الحكام الجدد لغرناطة الكتب وتم حرق جميع المجلدات التي تم جمعها، حتى نقل أبو جعفر مكتبته الغنية إلى خارج غرناطة بهدوء، كما نقلت الرواية معاناة المسلمين المضطهدين من أجل تشكيل حكومة مستقلة، لكن الضغوط الاقتصادية والسياسية والثقافية على مسلمي إسبانيا واضطهاد الحكام المسيحيين تتوج في النهاية بتحولات للمسيحية وانتفاضات إسلامية.
• وفي خضم كل ذلك تعيش العائلة وتنجب وتفرح بإنجاب أبنائها ويموت بعض أفرادها فيحزنون ، لكنهم يستمرون في العيش ، و يشعرون بالحزن من القوانين الظالمة التي تطبق عليهم، ثم يفرحون بأخبار وفاة فرديناند وزوجته ومن قبل وفاتهما فقدانهما لأبنائهما وجنون ابنتهما وريثة عرشهما، وفي خضم كل ذلك يؤمنون أن حكمة الله تعالى أكبر وأوسع من أن تدركها عقول البشر، وفي نهاية الثلاثية يتأكد علي أنه بالرغم من كل ما حدث لأهل الأندلس من المسلمين، فإن الموت في الرحيل عن الأندلس وليس بالبقاء فيها فلا وحشة في قبر مريمة.
• يتزوج سعد من سليمة ، كما تزوج حسن حفيد أبي جعفر من فتاة تُدعى مريمة تسعى إلى التعلم، ودائمًا ما كانت زوجة أبي جعفر تشتكي من إهمالها للمنزل وتركها لواجباتها الزوجية والتفاتها إلى العلم والتعليم. حاولت مريمة بسرعة بديهتها وفصاحتها أن تحل أزمات الكثيرين من حولها، فكان الجميع يفرح بها ما عدا زوجها الذي كان يخاف من مشكلات قد تجرها إليه بسبب عملها، أمّا سليمة فقد انكبت على تعلم طب الأعشاب والعمل به ومُساعدة النّاس من خلاله. لم يسعد زوج سليمة بعملها والذي تركها لاحقًا وانطلق لينضم إلى المقاومة في الجبال؛ ليتدبر القشتاليون لها تُهمة ممارسة السحر والشعوذة، ويسوقونها إلى ساحة القرية مُكبلةً، وأقروا عليها عقوبة الحرق وهي حية جزاءً لفعلتها. كأنّ قلبها ينطق قائلًا: "ما الخطأ في أن يتعلق الغريق بلوح خشب أو عود أو قشة؟ ما الجرم في أن يصنع لنفسه قنديلًا مزججًا وملوّنًا لكي يتحمل عتمة أيامه؟ ما الخطيئة في أن يتطلع إلى يوم جديد آملًا ومُستبشرًامريمة: تلك التي حملت راية العائلة على عاتقها بعد أن رأى سعد موت سليمة وكيف احترقت في النار وهي حية مات كمدًا وهو يتحسر عليها، وتزوج ابن مريمة عائشة وهي ابنة سليمة وسعد وأنجبت صبيًا اسمه علي، ثم ماتت ليُربي حسن وهو زوج مريمة عليًّا على حبّ اللغة العربية والقرآن الكريم، خاصةً أنّ القشتاليين كانوا يُحرمون اللغة العربية أو تداولها حتى بين أفراد العائلة. لكنّ حسن لم يكن يخاف، وأخذ علي في يوم من الأيام وأطلعه على المكتبة التي أخفاها من أجله دون علم مريمة بذلك، وبعد أن علم في قرارة نفسه أنّه استطاع أن يُقدم لعليّ أفضل ما يملك غادر الحياة آمنًا مُطمئنًا.
• هذه الرواية يجب أن يقرأها أولا الشخص الغير مسلم.. الشخص الذي يرى ان الاسلام انتشر بالسيف لا بـ سواه.. الشخص الذي يعتقد ان الاسلام دين الارهاب وان المسيحين متسامحين ودعاة للسلام بينما التاريخ والوقائع كلها تشير إلى عكس ذالك تماما
• شخصية علي هي الفكرة : ارادت الكاتبة من خلال علي ان تعكس واقع العرب المهزوم والازمات الحياتية فحكام تصدوا فقط لشعوبهم ونسوا قضية مهمة عانى منها شعب ولا زال يعاني من 1948-2024 هذا الانعكاس مهم جدا فغرناطة تشبه بيروت وبغداد ودمشق ، تشبه الربيع العربي المهزوز غرناطة هي الجرح القديم لتاتي غزة وتبدا الجرح الجديد وقبلها بيروت وبغداد ودمشق ولنعد الى علي .
• كيف يبدأ المرء حياته وهو في السادسة والخمسين "علي" الذي وصل لهذا العمر بلا عائلة بلا وجهة! "علي" الذي كبر يتيم الأب والأم ثم يتيم الجدة.. وقبلها يتيم الوطن.. يتيم الهوية.. يتيم الديانة.. يتيم المعتقد.. علي الذي لم يعرف كيف يرحل ويبدأ حياته بعد ستة وخمسين سنة من التشرد والترقب والتنقل والترحال.. علي ومريمة أكثر الشخصيات المسكينة في الرواية .
• مريمة وعلى وهنها في قاقلة الترحيل عندما ماتت.. ماتت هكذا ببساطة.. لفظت انفاسها ولفظت معها كل تفاصيل غرناطة المسلوبة.. فهي لم تتمكن من السير بعد ان كبرت حسرة وكمدا فهي لم تحتمل لم تختمل أن يأتي أحد ويأخذ بيتها منها..
• واخيرا ابدعت الكاتبة في نقل الاحداث والدمج بين السرد الروائي والتوثيق التاريخي لنقل ما حصل الى الى القارئ ومعرفة احاسيس ومشاعر بلد عربي كان عامرا بالعلم فتفرق اهله وقتلوا ، فهل سنقرء روايات تحكي قصة غزة كما قرئنا عن غرناطة ، فالكاتبة لا تطلب منا الحزن ولا تكتب المأساة بطريقة البكاء ، كانت مبدعة جدا في نقل الصورة للقارئ ولم تكن تصف المشاهد بمأساة مبالغة.. لم تكن تصف مشهد موت أحدهم بمأساة على العكس من ذلك كانت تسرد التفاصيل والأحداث من بطريقة سردية وبكل اعتيادية تقول أن فلان مات بسبب كذا وكذا ، لكنها كانت تذهل القارئ وتجعله يبكي
• ربما امراة انصفت الواقع الصعب هنا وهي عائشة أم الأمير أبو عبد الله محمد الثانى عشر المعروف بأبى عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس الذى سلم غرناطة للملك فرناندو والملكة إيزابيلا، ليطوى صفحة سبعة قرون ويزيد من الوجود الإسلامى سطرت خلالها معالم الفردوس الذى تتغنى به الحضارات إلى الآن بقولها ابك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال "
ابكِ كالنساءِ ملكاً لم تدافع عنه كالرجال".
لا وحشة في قبر مريمة
ما هو الوطن يا صفية
-
دينا ممدوح
*الرواية التي أجلت قراءتها لسنوات، خوفًا من تأثيرها النفسي عليّ.
*عن الرواية:
-بدأت الرواية التي تحكي عن سقوط غرناطة أخر ممالك الدولة الإسلامية، وذلك خلال 100 عام متتابعة من خلال أسرة بعينها، بيت أبي جعفر الوراق والذي يمرح فيه حسن وسليمة، ونعيم وسعد الذي يكفلهم أبو جعفر في العمل ويعاملهم كجزء من أسرته، مع مرور الأحداث تبدأ في الشعور بالارتباط بهذه الأسرة بشكل واضح.
-سليمة الفتاة الذكية التي تحب القراءة والتعلم والبحث، وحرص جدها على تغذية ذلك بكل ما يملك، يظهر من وسط ذلك سقوط غرناطة وكيف بدأ يتسلل فيها القمع، ونقض المعاهدة التي كانت تنص على الأحتفاظ للمسلمين بحريتهم في تطبيق كافة شعائرهم وعاداتهم دون أي تدخل، وكان من أول مظاهره هو حرق الكتب في ساحة جبل الرملة، وكان هذا الموقف هو بداية نهاية أبو جعفر لتعلقه بالكتب التي كانت هي عمله وحياته، توقع أن القيامة ستقوم في اليوم التالي لذلك، ولكن لم يحدث وأستمر الحال من سيء للأسوأ ورحل أبو جعفر حزنًا وكمدًا.
-تزوج سعد من سليمة وتزوج حسن من مريمة، مريمة الفتاة التي ساعدتها سليمة في تعلم القراءة، كانت مدللة ولكنها ذكية، ملئت المنزل بأطفالها من حسن خمس بنات وولد، أما سليمة فقد فقدت طفلها بعد ولادته وفقدت معه علاقتها بسعد التي أصابها الفتور بعد فترة فقرر الرحيل إلى الجبل لمشاركة الثوار في جهادهم ضد القشتاليين.
-أما التنصير أو الرحيل.. كان لمريمة حوار من أجمل الحوارات في هذا الجزء، وهو الذي جعلهم يقررون البقاء، لذا رفض الجميع الرحيل كما فعل سعد، وقرروا الحياة بصورة مزدوجة، يوافقون على التنصير وتغير اسماءهم العربية الإسلامية إلى اخرى نصرانية، يقومون بالصلاة والصوم وغسل الموتى والصلاة عليهم وإقامة الأفراح في الخفاء، كل شيء في السر، الحياة بأكملها كانت في السر، ويضعون صورة أخرى تمامًا لشخصياتهم أمام الحكام القشتاليين، يحضرون القداس، يعلقون الصُلبان في منازلهم، ينادون بعضهم البعض بأسماء لم يعرفوها أبدًا.
-بعد سنوات عاد سعد مرة أخرى ولكن رحل نعيم ليعمل مع القيس ميجيل الذي أخذه إلى بلاد لا يعرف عنها شيء وحتى لم يذكر اسمها، عادت علاقة سعد بسليمة وتركها ومعها نطفته، عائشة التي ولدت في غير حضوره، تربت مع حسن ومريمة ابنائهم وسليمة، كان يسميها حسن باسم أمل، كان يرى فيها الأمل الذي يمكن أن يجعل الحياة أفضل، الذي يجعله يشعر أن هناك ضوء بعد العتمة.
-أهتمت سليمة بالأعشاب وتركيب العلاجات الطبيعية، فأتهمت بالهرطقة والتعاون مع الشيطان، تم اقتيادها إلى ساحة باب الرملة، في تلك اللحظة شعرت إنها ساحة القهر والظلم طوال احداث الرواية، كانت ساحة نظير الشؤم والموت، فيها ماتت الكتب، وفيها ماتت سليمة، وفيها ماتت حياة غرناطة بالكامل!
-نعيم كان الوجه الأخر لسعد كان يعتمد كل منهم على الأخر، وفي البعد أصبح كل منهم مشتت، تعرف نعيم على مايا التي تزوجها ولكنه فقدها هي وجنينه في اثناء هروبهم، لم يستوعب ذلك وظن أن لديه أطفال قمر وهلال وبدر، فعاد مرة أخرى إلى بيت البيازين ليصُدم برحيل سليمة وسعد بعدها بفترة قصيرة، فجلس مع حسن ومريمة، وعليّ حفيد مريمة من ابنها هشام الذي تزوج عائشة ابنة سليمة، خاصة بعد رحيل بنات مريمة وحسن إلى بالنسية وزواجهم هناك، ورحيل هشام إلى الجبل مع الثوار.
-ظهرت قوة شخصية مريمة بصورة واضحة في كل الأحداث وخاصة في الجزء الثاني من الرواية "مريمة"، كانت قوية ولديها سرعة بديهة ورثها منها حفيدها عليّ، توفى حسن وتركها، وبعد فترة توفى نعيم وتركها، لم يتبقى في هذا البيت الذي كان يمتلئ بالأطفال والروح والحياة سوى مريمة وعليّ الصغير، حلمت مريمة بحلم بأن الأمل سوف يأتي بعد سبع سنوات، وكأنه اسقاط على السبع سنوات العجاف في قصة سيدنا يوسف، بالرغم من محاولة القشتاليين في إخفاء أي معالم للعرب أو الإسلام إلا أن روحهم كانت معلقة بكل ما كان وكأنه لن يكون بعده شيء أبدًا.
-مع مرور السنوات لم تفقد مريمة الأمل، ولكنها فقدته حين حملها عليّ لترحل عن غرناطة، صمتت.. رفضت الطعام.. وبكت، حتى رحلت هي الأخرى عن الدنيا وتركت الصغير عليّ وحده، صرخ "جدتي ماتت" لم تخرج من فمه ولكنها خرجت من قلبه، رق قلبي لحاله كيف لصغير مثله أن يتحمل رحيل الأحباء والأماكن وكل الأشياء التي تعلق بها القلب والروح.
-مرت سنوات وعاد عليّ مرة أخرى إلى البيازين، قابل خوسيه صديقهُ الذي أستغله فأعاد له عمله وأوراقه ولكنه في المقابل أخذ منه بيت عين الدمع وبيت البيازين، مر عليّ بكثير من الفقد والحرمان سواء فقد اسرته برحيل جزء منهم أوتشتت الجزء الأخر في أماكن متفرقة، سُجن عليّ ثلاث سنوات لذنب لم يقترفه برغم براءته منه، ولكنه كان فصل أخر من الظلم يضاف إلى قصته البائسة.
-حين قرر الرحيل إلى "بالنسية" للبحث عن من تبقى من أسرته، وصف ابتعاده عن أشجار الزيتون والعنب في غرناطة ووصوله إلى أشجار الليمون والبرتقال، وكأنها وصف الانتقال من روعة الزيتون وحلاوة العنب إلى الحمضيات التي تتميز بلاذعتها والصبار الذي يحمل الكثير من الأشواك، وكأنه أنتقل من رغد الحياة إلى التعاسة مهما كانت توازيها في الجمال، وهذا الفرق داخله ما بين غرناطة وأي مكان أخر في الكون.
-ظل عليّ ينتقل من هنا لهنا دون أن يدري أين يمكن اللجوء سوى إلى الله، ظل في قرية الجعفرية وكأنها فرع ممتد من بيت آل جعفر كأن روح جده تخبره إنها معه، لم يتخلى عليّ يومًا عن اللغة العربية فصار يعلمها للأطفال، قابل الكثير من النساء ولم تكن واحدة منهن نصيبه، وكأنه كتب عليه فقدان كل الأحباء وفقدان الأمان والسند والحب، كل الأطفال في الرواية لم يعيشون يومًا طفولتهم، تحملوا المسئولية منذ عمر صغير، سواء كان بالزواج أو العمل أو الحياة المزدوجة السرية التي كانوا يعيشونها، مسئولية الظلم والقدرة على تحمل القهر هي الأصعب.
-رحلة عليّ من الجعفرية إلى مصر وزيارة الحسين والسفر لمكة وزيارة الكعبة والقيام بكافة شعائر الحج بحرية دون خوف وبعدها السفر للقدس ومشاهدة الكنائس والمساجد في كل أرض تخطوها قدمه، كانت كأنها رحلة ما بين الأديان، مر عليّ على كل العصور في رحلته، على كل كتب الله وشعائرها، لم يتواجد الظلم والإجبار في أي منهم، فلماذا حدث هذا معهم في غرناطة؟!، ما الكتاب الذي يعتنقه الظالمون على هذه الأرض؟!.
-زرعت مريمة الزيتون في غرناطة فاُقتلعت من الأرض، ذهب عليّ ليزرع الزيتون في الجعفرية فكتبوا عليه الرحيل، وكأن جذوره لن تمتد يومًا ويسحبون البسيطة من تحته كلما ثبت، لا أهل، لا زوجة، لا أولاد، لا أرض، ولا زيتون، هكذا كانت حياة عليّ، وحيدًا عاريًا من كل شيء إلا من الحزن والألم والفقد، رحل عليّ من الجعفرية كما جاء، ولكن من قال أن الموت في البقاء؟ بل الموت في الرحيل، ولا وحشة في قبر مريمة، فعاد عليّ إلى جذوره يبحث عن الحياة.
*خواطري:
-التفاصيل كانت كلمة السر دائمًا في الرواية، كانت د.رضوى عاشور تحترف غزل كافة التفاصيل البسيطة بشكل مبهر وتضفرها مع أحداث الرواية بتمازج واضح، وصفت لي شكل باب الحمام العربي عند إنشاءه، وصفت لي صندوق مريمة وزخرفته، وصفت حي البيازين والسوق وعين الدمع وساحة باب الرملة وساحة الحمرا التي أصبحت كنيسة، وصفت كل شيء وكأنني أراه، فعشت معهم وكأنني هناك وتعلقت بهم.
-لعبت د.رضوى عاشور على وتر العلاقات الإنسانية ومدى تعلقنا بالتفاصيل والأشخاص، وكأن الإنسانية لها علاقة بالقلب كما لسقوط الأندلس علاقة مباشرة بالقلب، كانت الإنسانية هي الغطاء الذي يجبر القلب ويهون القسوة الموجودة في الأحداث عليه، لذا لم تجعلني أتعلق فقط بفكرة الأندلس المهيبة التي حين سقطت سقط معها جزء من قلب كل مسلم، ولكنها جعلتني اتعلق بأسرة على مدار سنوات وأجيال، وطرفين كل علاقة التي كانت تتلخص في العطاء والمنح بشكل متبادل ومتباين ما بين شخصيات الرواية بالكامل، لذا لم تكن الرواية سرد تاريخي أو احداث سياسية بحته، ولكنها كانت حكاية جذابة متجانسة من كافة الجوانب ومتضافرة مع بعضها البعض، جعلتني أحزن معهم وأفرح معهم وأبكي عليهم ومعهم، انتهيت من الرواية وأنا حزينة على فقدان الأندلس وفقدان اصدقائي الذين عشت معهم طوال احداث حياتهم.
*بعض الاقتباسات من الرواية:
-"كل شيء في الحياة مقدر، وكل خطوة نخطوها مكتوبة في اللوح المحفوظ، جاء إلى الجعفرية ليسأل عن عمته وكان مقدرًا له أن يبقى فيها، يتلمس الغريب المكان، يتعرف ببطء عليه، وتبقى المسافة لتؤكد غربة المكان وغربته فيه."
-"أحيانا أقول إن الحياة تقسو بلا معنى ولا ضرورة، وأحيانًا أقول حظنا منها، وإن ساء، أقل قسوة من الاخرين، أقل بكثير."
-"لا يأتي الكدر منفردًا، وكذلك الفرح يجيء وفي أعقابه فرح سواه."
-
Mh Mh
حينما تكون بين يدي عمل عظيم يشار إليه كأحد أهم الروايات العربية، وحينما تتابع تقييمات القراء التي تعطي هذه الرواية نجوماً بعدد السماء؛ فقد يربكك هذا عن الإفصاح عن تقييمك الشخصي للرواية، خصوصاً أنك قد لا تكون أهلاً لذلك.
ولكن للتقييم معياره وجهاته:
فهل هو يصب على العمل الأدبي بما هو أدبي من حيث السرد والوصف والحبكة والتعابير وغير ذلك من أدوات الرواية، بغض النظر عن المضامين والأفكار المطروحة، وبغض النظر عن تفاعلك الشخصي معها؟
أو هو من جهة تفاعلك الشخصي مع الرواية عقلاً وقلباً، فتجد الرواية تطرح أفكاراً تثري عقلك وفكرك، ومشاعراً تلامس قلبك ووجدانك، وشذرات تتناسب مع رؤيتك وعقيدتك وإيمانك؟
أم المطلوب في التقييم هو النظر للمجموع للكل، ولا يصلح أو لا يستحسن الفرز والتفريق.
لعلنا لا نتفق هاهنا، فالبعض يرى أنه لا بد من إبعاد القارئ برؤاه ومشاعره وتطلعاته عن ساحة التقييم، وأن ينظر بموضوعية وحيادية للعمل الروائي كروائي.
ولكن يصعب ذلك حقاً، وقد لا يكون صائباً؛ لأننا لسنا أمام بحث علمي تجريدي، بل نحن أمام رواية فعّالة يراد لها أن تسكن في وجداننا وتحرك أمواجه.
هكذا أنظر للرواية وهكذا أنظر للتقييم، لذا :
الرواية كعمل أدبي محض- إن صح التعبير - عمل جبّار في الوصف والسرد والتعابير العربية الفصيحة القيّمة، وتمتاز في نقل التاريخ بقالب خيالي شيّق، وفي ربط الماضي بالحاضر وبما سيأتي.
ومن جهة المشاعر والأحاسيس، تجعلك تتفاعل مع الأحداث والشخصيات؛ ولكنني لم أشعر تماماً بالنكبات التي حصلت، شعرت بضعف في توصيف المشاعر الأساسية كما ينبغي، وهذه كان لا بد منها أمام رواية تريد أن تربطنا ببلاءات ومآسي.
أما من جهة الجنبة الفكرية والإيمانية - اللذان لا يفصلان - فهنا موطن أسف واستغراب !!؛ فلم ينتصر الإيمان الثابت والراسخ إلا نادراً، وكثيراً ما كان يطغى الترديد والشك أمام حديث السماء، بل العبثية واللاجدوى - كما لمّحت المؤلفة لهما في محاضرتها المدونّة في آخر صفحات الكتاب - كانت تتردد على ألسنة أهم أبطال الرواية.
لماذا !! إذا أردنا أن نستحضر غرناطة - ”ولكل غرناطته“ كما عبرت المولفة - في فلسطين الأبية الآن وخاصة بعد طوفان الأقصى، فهل نجد أن الظلم والقهر قد سلب إخواننا إيمانهم وجعلهم يترددون فيه! أم أننا نرى ازدياد إيمانهم ومقاومتهم وتمسكهم بالحق أكثر!
وإن لم نستحضرها الآن، هل لا بد لنا أن نصوّرها سابقاً بكون أكثر شخصياتها - الأساسية في الرواية - من المترددين ! ، فالمؤلفة أرادت أن تجعل الهامش (عامة الناس ) - كما قالت - في القالب، فلماذا يجعلون هكذا ؟!
لماذا! لم أرى فكراً وضاءاً بما فيه الكفاية بين يدي عرب كان لهم من العلم والحكمة ما لهم، لماذا لم تتردد على ألسنتهم بشكل واضح وجلي الحكم والعبر والرؤى القوية والصحيحة لما يجري من أحداث !
وعوداً إلى الرواية كرواية، لم أتعلّق بأي شخصية كما ينبغي، حيث تبدأ بالتعلق بالشخصية مرة من جهة فهمها وأخرى من جهة إيمانها، وتارة بسبب شخصيتها القوية وأخرى لإنسانيتها؛ ولكن فجأة تتداعى الشخصيات إما انقلابا أو شكا أو وهنا، أو ترددا أو غرقاً في تفاصيل غير مهمة، وهكذا…
هل الجنبة الإنسانية بمجمل انقلاباتها تستدعي ذلك ! ما من ثبات ولو على حلم عظيم ! أو رؤية قيّمة ومثمرة !
وأيضاً لا أحبذ أبداً التوصيفات التي لا تتناسب مع العفة من قبل الجنسين، وكأننا لا نجد هذا عند العرب منذ القدم !، وكأن الرواية لا تكتمل إلا بإضفاء مشاهد تخدش الحياء ولو تلميحاً، مع أنها كانت أكثر من ذلك.
وقبل الختام، إن كانت هذه الرواية توثق تاريخاً في قالب خيالي، أو تدمج بينهما، كما أشارت المؤلفة نفسها لهذا التوصيف، فلا بأس وهذا عمل جبّار، ولكن كان يمكنني كعربي أن أرى غرناطة الآن - فلسطين الأبية - يزداد إيمانها وثباتها، وتشتد مقاومتها، ولها النصر القريب إن شاء الله. وهذا النصر ليس وليد الساعة بل هو حلم واقعي وعمل دؤوب وإيمان راسخ كان في غرناطة وقبلها، ومرّ على كثير من بيوتاتنا العربية، وها نحن نرى العالم الآن والناس الآن ونقول الحمد لله ” اقتربت الساعة“.
ختاماً لعلّني نظرت للرواية ككيان كامل، وكنت أتمنى أمام قوة بيان المؤلفة ووصفها وسردها، وعروبتها، وبعدها المقاوم، أن يثار عقلي وقلبي وإيماني مع غرناطة وأهلها، مع فلسطين وأهلها، مع كل العرب بإبائهم ومروءتهم وإيمانهم؛ ولكن كانت دون توقعاتي للأسف.
-
Mohamed Farid
ثلاثية غرناطة
لم أقرأ للكاتبة "رضوى عاشور" من فترة طويلة - كانت "الطنطورية" هي أولى رواياتها معي وقد كانت رائعة!
ولم أكن متحمساً لقراءة ثلاثيتها لأنها تتحدث عن موضوع صعب بالنسبة إلي وهو سقوط غرناطة واندحار الاسلام عن أوروبا - وقد قرأت الكثير عنه ولكنني رغبت أن أقرأ للكاتبة من جديد فتشجعت!
وكنت مخطئاً في حق قلبي - فالرواية جميلة وقوية ومؤثرة - هذا التأثير النفسي الذي يزيد من همي وحزني على ما ضاع من العرب والمسلمين وعلى ما اقترفته أيدي القشتاليين من مآسي! هذا الاحساس الذي يبقى في القلب فلا يزول عنه!
الرواية جميلة ومليئة بالشجن، وتستشعر أن الكاتبة كانت مع أهل غرناطة ترى ما يرون وتشعر بما يشعرون! غريبة هي رضوى عاشور في مقدرتها على وصف الأماكن والمشاعر والأحداث!
أما اللغة فحدث ولا حرج! كلمات قوية دسمة مع أسلوب سهل فيه نعومة وانسياب لا تنقصها الفكاهة وخفة الدم رغم الأحداث المريرة!
هناك بعض القصص والأقوال التاريخية لم أجد لها سنداً - كتنصّر بعض قادة المسلمين أو ملحمة خالد بن الوليد رضي الله عنه و المهلهل!
"القشتاليون قوم غريبون مختلو العقول على ما يبدو، ولكن ما السبب في اختلال عقولهم؟ ألم تلدهم أمهاتهم أطفالا أصحاء عاديين مثل باقي الخلق؟ كيف تفسد عقولهم فيأتون بهذه الأفعال الغريبة؟ فكر نعيم في ذلك ولم يجد إجابة شافية. لعله البرد القارس في الشمال يجمد جزءا من رءوسهم فلا يسري الدم فيه فيموت أو يفسد، أو ربما هو لحم الخنزير الذي يسرفون في أكله فيصيبهم بالخبل؟"
""وكلما أوجعتهم أكثر تزعزعوا وهاجوا كالثور الذبيح."
"كانت تعرف أن لكل شيء ثمنًا، وكلما كان المطلوب عزيزا وغاليا ارتفع ثمنه وظل رغم ذلك زهيدا"
"مرادنا غال يا ولدي، ولكل شيء ثمنه، لكل شيء ثمنه! "
"فصار الصغار يأتون إلى داره في الأسبوع مرتين يعلمهم اللغة العربية، ويراهم يكبرون يوما بعد يوم. يلحظ ذلك في تحسن خطوطهم على اللوح، في طلاقتهم في الإلقاء، في سؤال فطن يطرحه أحدهم، وفي ثياب ضاقت أو قصرت على هذا الولد أو ذاك"
"تلتهم النار الكتب، تفحم أطرافها، تجفف أوراقها، تلتف الورقة حول نفسها كأنما تدرأ النار عنها ولا جدوى، فالنار تصيب وتأكل وتلتهم وتأتي عليها سطرًا سطرًا وورقة ورقة وكتابا بعد كتاب. نار موقدة تؤجج في الساحة، تستعر وتضطرم، تلهب العيون وتخنق بدخانها الصدور"
هذا الجزء ليس اقتباساً - ولكن وصف هذا الموقف وما يدور بخلد كل واحدة من شخصياته كان عظيماً الصراحة: "قضت سليمة وأمها وجدتها الليلة بلا نوم. كن يرقدن في القاعة نفسها على ثلاث فرشات متجاورة، ورغم ذلك فإن أيا منهنّ لم تتحدث مع سواها".
كما أن الفصل الذي وصف "سليمة" هي والسيدات في الحمام وهن يحنونها ويحضرونها لعرسها - كان رائقاً جداً.
أما هذا الاقتباس فهي من قصص الموريسكيين والملاحم التي تناقلوها بينهم عن بطولات المسلمين: "إذا طلعت جبلاً فاذكر الله , وإذا مررت بواد فكبر الله , وإذا فطر الحزن قلبك فاتل من القرآن , فإن القرآن شفاء للصدور المحزونة , وإذا بلغت هؤلاء القوم فلا يدخل قلبك الفزع ولا الخوف منهم."
"استغربت مثلكم عندما وجدت أن أهل مصر يكرهون حكامهم كما نكره نحن حكامنا الأسبان، واستغربت أكثر عندما رأيت بعيني وسمعت كيف يشير التركي أو المملوكي إلى الرجال من أهل البلاد فيقول: «مصريّ فلاّح!» يقولها بتعال وازدراء وكأنه واحد من الأسبان يشير لواحد منا «بعربيّ كلب!»."
"لا شيء مستحيل في حكم القويّ على الضعيف!"
استمعت إليها على تطبيق "ستوريتيل"!
#فريديات
-
Bahaa Atwa
ثلاثية غرناطة..
تلك الرحلة الممتعة الموجعة بين جنبات التاريخ.. الحياة والموت والوجع والفرح والاطمئنان والخوف والوحشة والأُنس والامل والرجاء والبأس واليأس والحب والبغض والفراق الموجع والعودة المقبضة والضحكة الصاعدة والدموع المنسدلة علي خدود الاحبة.
كم من الاحاسيس والمشاعر الرهيب علي مدي ثلاث اجيال كل جيل يحكي قصة الالم والاحتلال وتغير المفاهيم وتحول الطبيعة والجمال بفعل يد القبح والعدوان والاستغلال والنفوذ وما يفعله الانسان بانسان مثله لا لشئ سوي لاشباع رغبته في السيطرة والفتك بمعتقدات وحياوات غيره لانه يري انه الاصح والاصدق والاقرب الي الرب.
رحلة تمنيت لو لم تنتهي وان ابقي في سفوح الجبال وامام البحر اشم رائحة الزيتون وامر بغصن البان واتحرك بين السوق وابحث عن تلك السمراء البهية والنيرة التي تضيع عقل الساعي وراءها.. طالما فعلت ذلك مستملحاً كل وجه جميل وكل روح حرة تطبع نورانيتها في قسمات وجهها،توجعت مع الالم المطبق علي الانفاس من الذل والهوان وتمنيت لو ان النسيان يصبح نعمة حقاً لكن بعض الذكريات تستبد بك وانت تحب ذلك الاستبداد وتستصيغه لانه يغذي حنينك لما تتمني رجوعه ولو لثوان.
الرواية تتحدث عن الاحتلال وعن غرناطة ومدي تأثير احتلال الروم لهم مدي تأثير الحروب والعدوان علي روح وحياة السكان الاصليين وخراب الجو العام وتلبده بالوجع والوحشة طالما فزع الاطمئنان وفر هاربا من نزول اول قدم لجندي يحمل سيفا علي ارض طيبة نادية رطبة بماء حياتها.. كل التفاصيل والطرق الوصفية تطيب لها ان تستلقي علي ورقة رضوي عاشور.
الشخصيات وما لها من جمال وكل جانب له محبته وله حزنه وشجنه الدفين.. سليمة وحياتها من الصغر الي الشباب الي الوجع والالم والمعافرة والخوف والطموح والزهد.. مريمة وملاحتها وسماحتها واملها ويأسها ورجائها تلك الروح الباقية السامية التي تري فيها جدتك بكل محبتها وخوفها وشدتها ولينها مجتمعين في لون عينيها وفرحتها بك وبكونك موجود لها.. صرخة علي وكأنها اشق صدرك عند رحيلها لا صدرة هو.. بصفتك جار من زمن بعيد عشقت الحياة معهم فجلست جانب الجدار تعاشرهم وتشاركهم صامتا رغم اعتمال المشاعر داخلك.
الجولات والسفر بين الزمن وسلاسة وهدوء التواصل بين الاجيال والامانة التي يحملها الولد وينقلها للحفيد ويحفظها عن ظهر قلب هذا الالم المتوارث الذي تراه متجسدا بكل حواسه في عين كل من ولد وعاصر الذل والوحشة في الاحتلال والمحاولات المستميتة في الفرار والتخفي بالصلوات والذكر واحتفالات الجمعة والاعياد.. الحمامات والسنين والاسواق والبيوت وتفاصيل كل شبر في غرناطة وبالنسيه التي بت احفظها عن ظهر قلب لو عاد بي الزمان لحفرت عن صندوق مرمية لاحفظه لدي.. كل هذه الحكايات تعمل قلبك وعقلك في تحري الاحاديث وماوراءها من عشق وخوف ورهبة وتضعك ف الحدث لتري جمال الحياة والدفء بأهلك وتنعم بالحرية والنفس الممزوج بالامل
صندوق مريمة وصندوق علي لا مجرد اخشاب ولا حلي ولكن.. طوبي لكل من يحمي ذكرياته ويذوب شوقا وحنينا لاوقاتها ويهتم بها ويضعها جزءا من كيانه الخاص ومن محبته الدائمة لجزؤه المخفي عن اعين الناس وسبب شجنه الدائم الذي لا يقرؤه سوا من يعاشر مثله ليلا اذا خلي لنفسه.
رضوي عاشور. شكرا علي هذه الجولة الحرة المافحصة لغابات الجمال والشجن ولهذا الكم الوفير من الاحاسيس التي تحبس الانفاس من عمقها وثقلها وتحولها الحي بين جنبات الحروف والاوراق.. طبت وطابت روحك.. واظن كما ختمت روايتك انه حقا"لا وحشة في قبر مريمة"
-
جهاد حرب
عنواني لهذه المداخلة – حين يتطفل التاريخ على الأدب !
هذه الرواية التي تتناول تاريخ الاندلس, ربما هي الرواية الوحيدة إن لم أكن مخطئة, التي تغطي فترة مهمة من فترات التاريخ الإسلامي في هذه المنطقة.
الرواية طويلة جدا, ومرهقة بعض الشيء, مللت أحيانا من قراءتها. وبالرغم عن ذلك اوصي بقراءتها لما فيها من عناصر ومحاور جميلة.
المحور الأول الذي أعجبني في الرواية – هي الشخصيات النسائية التي تعتبر مركز تلك الرواية. هذه الشخصيات غير اعتيادية. لكل امرأة ما يميزها, مما يجعلها تبدو اكثر أهمية ودهشة من شخصيات الذكور (باستثناء شخصية نعيم المهاجر الى أمريكا والمتزوج من فتاة من الهنود الحمر – وباعتقادي هي وان لم تكن شخصية محورية في الرواية – هي التي حولته الى شخصية مثيرة !).
اكثر الشخصيات المثيرة في الرواية هي شخصية سليمة. نجحت رضوى برسمها لي, أوقعتني في حب هذه الشخصية. سليمة تمثل الحكمة والمعرفة, وفي العمق هي تمثل الغرابة أيضا, وهذا ما يجعل شخصيتها أكثر إثارة.
تم حرق سليمة وحرقت معها معرفتها, سليمة حرقت كما حرقت ملايين النساء في أوروبا بحجة السحر والشعوذة. هؤلاء النساء احرقتهن الكنيسة التي صادرت معرفتهن, لتستولي على فرع الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب الذي كان من مسؤولية النساء. النساء كانت الطبيبات والمولدات. حين أراد اية شخص استشارة ما كان يذهب الى احدى تلك النساء. حتى ان نظرنا الى اللغة العربية العامية التي نتحدث بها نجدها اكثر صدقا. فالعامية لا تطلق على هذه النساء اسم ساحرات او مشعوذات وانما "العرافات" – "العرافة" !.
أي ان محاكم التفتيش في ذاك العصر طالت بجانب المسلمين النساء تاركة وراءها ابشع محرقة عرفتها البشرية, حين أحرقت الكنيسة ما يقدر ب – 20 مليون امرأة بحجة السحر والشعوذة.
المستغرب ان رضوى عاشور لم تذكر اليهود بتاتا في الرواية !
فهؤلاء تم طردهم ايضا. في البداية طلبوا تنصيرهم, وفيما بعد تم طردهم جميعا. لم ادرك لما تغاضت رضوى عنهم في روايتها ؟! بالمقابل, اختارت عاشور ان توازي ما يحدث للمسلمين في الاندلس لما يحدث للهنود الحمر في الامريكتين على يد البيض. أحببت تلك المقابلة ولكني كنت أتمنى لو ان عاشور غاصت اكثر في تفاصيلها.
نقطة إضافية ومهمة تنطق بها هذه الرواية هي مسألة الانتماءات. او بالأحرى تسخيف هذه الانتماءات.
فالإنسان يولد, يحيا ويعيش طوال عمره وهو يحارب ويدافع عن دين او عن قومية معينة. الرواية قامت بتسخيف ذلك امامنا نحن القراء. فالعرب الذين كانوا مسلمين في السابق, ها هم يصبحون مسيحيين. في البداية بدافع الخوف والتستر, اما مستقبلا, ومع تتابع الأجيال هؤلاء المسلمين العرب اصبحوا مسيحيين إسبان, يستميتون من اجل دينهم وقوميتهم !
اذن فالرواية تريدنا ان نقوم بتأمل هذه المسألة والاستبصار منها.
كلمة أخيرة – كقارئة فلسطينية, لم استطع الا وان اقارن ما حدث للمسلمين في الاندلس لما يحدث لنا هنا !
بمعنى ان أهل الاندلس ترقبوا طيلة الوقت أن يأتي العرب لنصرتهم, إغاثتهم وتحريرهم. وكإن عاشور والمرتبطة بالشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي, تريد توصيل رسالة لنا – "لا تتكلوا" !!
-
أحمد عثمان
(( كلب عربي حقير ))
الذل و المهانه و قلة القيمة و الاستفزاز جمعت معاً في هذه الرواية لتذرف الدموع و انت تقرأ ,,
اعترف بانها رواية قاربت علي الكمال ( و الكمال لله ) و لكنها الحقيقه , و لنبدأ معا النقد :
###############
####### المكان : غرناطه و بالنسية و الجعفرية و ان امتد ذكر اماكن اخري كحشو للرواية .
الزمان : زمان سقوط الاندلس , و لعنه الله علي هذه فتره كنا فيها ( كعرب ) متخاذلين و تركنا اهلنا و ادرنا لهم ظهورنا .
الشخصيات : كثيرة و معتددة يصعب تقيمها ,
اولهم : ابو جعفر : الذي انشاء جعفر الصغير و علمه مهنه خياطه كعب الكتب و تجليدها , دوره غير ملموس و ان كان لا يؤثر علي مجري الاحداث ( لو قرأت الرواية مرة واحده فبالكاد تتذكر ذكره )
جعفر : ابو سليمة و حسن , و معلم نعيم و سعد , وافته المنيه حزنا علي الكتب التي تم حرقها عندما اجتاح الاسبان غرناطه , لم يتحمل المشهد و مات .
سليمة : العقل و الحكمة , انشأها ابوها علي حب العلم و السعي فيها فحصدت ان هجرها زوجها و لم ينجب منها سوي عائشة التي كانت السبب في وفاتها فقد اتهمتها الكنسية بان البنت بنت للشيطان ( التيس الذي تعاشرينه ) , كانت تلك التهمه و اي تهمه بعد الشرف , تحملت علي نفسها فحرقت امام الناس :(
سعد : زوج سليمة و ابو عائشة و هجر البيت و انضم للمجاهدين في الجبال فما كان الا الحبس و الذل و المهانة و اخيرا يعود علي عكازين ليرى زوجته تحترق فيموت حزنا عليها :(
حسن : زوج مريمة , انجب ولد و خمس بنات فرط فيهم جميعا بتزوجهم و جعلهم يرحلون من غرناطة في اتجاه بالنسية , اما الولد فهرب صوب الجبال للمقاومة , كان من المفترض ان يكون صوت الامه و كاتبها و لكنه كان جبانا و خائفا علي اهل بيته فلم يزده ذاك الا هما علي هم و خساره علي خسارة :(
مريمة : ام هشام و زوجه حسن و جدة علي , امرأة اشتهرت بالفطنة و الحنكة , تموت في الترحيل , و يكفي الما ان فصل كامل من فصول الرواية الثلاث كتب باسمها :(
علي : ابن هشام , لا زوجه و لا اولاد و اهداف , يحب فتتجوز حبيبته و يحاول ان يقاوم فلا يقدر و يدفن جدته :( , علي نموذج قوي للالم المتجسد في الانسان الذي وقف حائراً ( ماذا افعل ؟ )
الاحداث : بعض الاحداث و ليس جميعها :
حظر اللغة العربية , يمنع اقامة الشعائر الدينية الاسلامية , التنصر ( اعتناق المسيحية ) او الترحيل , الالتزام بتعاليم المسيحية او الموت , حرق الكتب , مصادرة الاسلحة , اجبار بعض العرب علي الاعمال القذرة ( كالدعارة ) , و اخيرا : الترحيل
في الواقع طوال قراتي للرواية كنت اتسأل : لماذا لم ينجدهم احد ؟ و لماذا لم يحاربوا وحدهم فأما النصر او الشهادة ؟ و عندما تذكرت حالنا اليوم عرفت الاجابة , هو الخضوع و الخنوع فانتظار النصر من عند الله بالتواكل و ليس التوكل , باخذ دروب الجبناء و التواري عن الانظار , و حتي عند عقدهم العزم في النهاية علي الحرب اعتمدوا علي الانجليز و الفرنسين فما كان الا ان خذلوهم ,
ملاحظاتي : هذا عذاب امة و تجربة تستحق القرأة كي تفهم ما مر به الاجداد , و الاهم ان تتعلم فالتاريخ دائما ما يعيد نفسه
-
BookHunter MُHَMَD
لا غالب الا الله.
انها التغريبة الأندلسيه فى رواية تمتد أحداثها لمائة عام تقريبا من الوجع و الصدمات و الحقائق المفزعه. كم تمنيت على غير العاده أن تحدث احدى الصدف الساذجة لتأتى بنهاية سعيدة لحكاية من عشرات الحكايا الكئيبة فى نهر الرواية و لكن يتدفق الحزن كثيفا و غزيرا و موجعا.
صدمات متتالية و جنازات متتابعه و كوارث بدون فواصل و مشاعر متناقضة متدافعة كموج البحر ترددا و استمرارا و تذبذبا.
لا غالب الا الله.
حيث أضاع الملوك دولة و أرض و شعب لمئات السنين قبل أن يعود البعض لغربة أخرى فى الشتات المغربى لعلنا نجدها رواية أخرى تنكأ جرحا أخر من جراح الماضى و الحاضر و المستقبل
01
لمَ لم يقل لها إنه أحبها منذ اللحظة التي طرقت فيها باب بيته لتطلب أخاها؟! اختارت سواه وكان ما كان. غضب منها وعليها ويدهشه الآن أن الغضب راح. يفتش قلبه ويحدق فيه فلا يجد سوى حبه مضفوراً بلهفة أم تدعو للصغيرة بهدوء البال والستر والسلامة
02
فما الذي يتبقى من العمر بعد اﻻقتﻻع.. وأيّ نفع في بيع أو شراء؟ ولماذا يخرجون مكنون بيوتهم تتعثر اﻷقدام فيه؟ ما الذي تمنحه حفنة دراهم لشجرة مخلوعة تشرئب جذورها في الفضاء لتمسك بتربة غائبة؟!
03
يسبق القلب العقل احيانا ولكن من قال لك ان خوان دى استوريا سينتصر ؟ مازالت الثورة مشتعلة فى الجبال ومازال اهلنا هناك يواصلون جهادهم الملك واخوه الامير وقادة جيوشهم لهم الملك والعتاد ولكن فوق كل جبار عنيد ونحن اقوى لاننا اصحاب حق والله معنا
04
- الله اكبر مسلمون يستبدون بالمسلمين ؟!
- استغربت مثلكم عندما وجدت اهل مصر يكرهون حكامهم كما نكره نحن حكامنا الاسبان.. واستغربت ااكتر عندما رايت بعيني وسمعت كيف يشير الحكام الى الرجال من أهل البلاد فيقول (( مصري فلاح )) يقولها بتعال و ازدراء وكأنه واحد من الأسبان يشير لواحد منا ((بعربي كلب ))
05
م تشاركهم سليمة الطهو ولا البكاء بل انسحبت إلى حجرتها. كانت تفكر في الموت الذي يقهر ويذل.. وفي الإنسان أمام الموت لا حول له ولا قوة.. وفي الله وفي السماء العالية. هل يشاهد كل شيء في صمت ولا مبالاة؟ أليس هو الذي يقبض الروح؟ فلماذا يقبضها ولماذا يطلقها أصلًا لتحط في القلب حينًا.. ثم يناديها فترحل تاركة عشها الدافئ قفبرًا؟ ... حدقت في صورة جدتها الساكنتة في الموت فسرت في بدنها رجفة.. واختنقت بغصة في الخلق واحتبست في عينيها الدموع. ميتة جدتها كالظبية والصغير الذي أرضعته.. فكيف ولماذاا؟
06
المشكلة يا ولد أن قادتنا كانوا أصغر منا.. كنا أكبر و أعفى و أقدر لكنهم كانوا القادة.. انكسروا فانكسرنا
-
Rama Almahasneh
-ثُلاثيّة غرناطة/ رضوى عاشور، ٥٠٠ص.
__________________________ عِشتُ في الأندلُس خلالَ رحلتي هذه في ٥٠٠ صفحة. عِشتُ في غِرناطة، ذهبتُ للبيازين، لعينِ الدمع، تخيّلتُ نفسي أمرُّ من أمامِ قصرِ الحَمراءِ المَهيب والحُزنُ يغشى قلبي وأنا أرى جنودَ القِشتالةِ يرفعونَ صَليبًا كبيرًا فوقَ أسوارِهِ ويُثبّتونَ علمَ قِشتالة.
لقدْ كُنتُ مَعَهُم حينَ هَرعوا لساحةِ بابِ الرَّمْلةِ وقَدْ سَرَتْ رجفةٌ في بَدني، إذ رأوا توافُدَ العرباتِ المُحَمَّلةِ بالكُتُبِ التي جمعَهَا الظَّالمونَ منَ المَساجِدِ والمَدارِس مُكدَّسةً فوقَ بعضِها، يُلقونها على الأرضِ وتتطايَرُ كأوراقِ الخَريفِ قَبلَ أن تَحُطَّ بِهدوء. تابَعوا تساقُطَ المصاحِفِ الكَبيرةِ والصَّغيرة تنفَصلُ عنها أغلفتها، تابعوا المَخطوطاتِ المُبعثرةَ وتابعتُ بصمتٍ بَعيدٍ وفي قَلبي نارٌ لا تَنطَفئ.
التَهَمت النِّيرانُ الكُتبَ سطرًا سطرًا، وورقةً ورقةً وكتابًا بعدَ كِتاب.. فحُرِقَ مجدُ المُسلمينَ، ولمْ تَكْفِ دموعُهُم لإطفاءِ اللَّهيبِِ الذي أكلَهُ. تصاعَدَ دُخانُ التَّاريخِ وحَرقَ أعيُنَهَم وخنقَ صُدورهم، وصارتْ قُلوبُهم رماد.
ولقدْ حُرِقَ النّاسِ أيضًا وقُتِلوا لسببٍ أو لغيرِ سَبب.
هُمِّشَ العَربُ المُسلمينَ أقبحَ تَهميش، وتعرّضوا للذلِّ والمَهانة. كتموا إيمانَهُم في قُلوبهم وأظهروا الكُفرَ مُكرَهين. خبَّؤوا العَربيةَ في صدورِهم وحَفظوا آيات اللهِ فيها وعلّموها أبناءَهم خِفية.
رُحِّلوا من بيوتِهم أكثرَ من مرّة تاركينَ وراءهم زيتونًا على الأغصانِ كانَ غرسةً صغيرةً يومًا وضعوها في الأرضِ بأيديهِم، وريحانًا وخُزامى تفتقدُ أهلَ الدَّارِ الذين كانتْ تحتضنهُم، وكُرومَ عنبٍ باتتْ وحيدةً فلا قاطِفَ لها بعدَ اليوم.
ذهبَ مَن ذهب، وبقي مَن بَقِي والأرضُ ما عادتْ هي الأرضَ التي ألِفُوها وكَبروا في أحضانِها.
”-لمْ يَعُد أمامنا سوى الرَّحيل!
-لو تَركتُ لَهمْ أرضي وداري أموتُ كمدًا قبل الوصول...
-واللّٰهِ يا أخي ما يُعذّبني أكثرَ منَ السّؤال: أينَ ذهبَ العربُ والمُسلمون؟
-لا أملَ في النّجاة.
-إذن فهو الرَّحيل..
-لا غالبَ إلا اللّٰه.“
الحَنينُ يَنهَشُ القلوبَ بلا رحمة، ولا وحشةَ في الدِّيار.
وإن لمْ تَعُد الدِّيارُ هي الدِّيار.. وإن ذَهبَ الأهلُ والأحبابُِ ولمْ يبقَ مِنهُم سوى التُّراب.
-النِّهاية.| ٢٢ أيلول-٢٠٢٠
-راما المحاسنة. |Rama Almahasneh
-
إخلاص
الكَمَنجاتُ تَبْكي مَعَ الْغَجَرِ الذَّاهِبينَ إلى ٱلأَنْدَلُسْ
الكَمَنجاتُ تَبْكي على ٱلْعَرَبِ ٱلْخارِجينَ مِنَ ٱلأَنْدَلُسْ
الكَمَنجاتُ تَبكي على زَمَنٍ ضائعٍ لا يَعودْ
الكَمَنجاتُ تَبْكي على وَطَنٍ ضائِعٍ قَدْ يَعودْ ...
قلبي ثقيل بعدها، والسّؤالات أكثر من ذي قبل، يا غرناطة الأندلس ويا غرناطتي، -ألم تقل رضوى أنّه "لكلّ غرناطته"- .. كنت أظنّني إذ أقرأها، وقد انتصف عام على حرب غزّة التي لم تبقي ولا تذر، كنت أظنّني أنشغل عن همّي وحَزَني بقراءة همّ قديم، نعرفه عنوانًا للغربة والمرارة والمراثي .. قلت لعلّه يجيب ما في القلب أو يسلّيه عن ملاحقة ما أجد .. كنت أعرف عن الأندلس أقلّ ممّا أجهل، فوجدتّني أتعرّف عليها وأشتاقها وأبكيها مع عليّ وأخاف وأستوحش راجيةً .. ❞لا وحشة في قبر مريمة❝ .. لا وحشة في قبور موتانا المظلومين المقهورين .. لا وحشة في قبور الشّهداء .. يا أحكم الحاكمين يا صاحب الزّرقاء العالية!
------------
❞ غرناطة إذن ليست فقط حكاية موت واندثار، غرناطة حياة، بستان من المعاني المكنونة في باطن الأرض نذهب إليه عبر الحكاية. والمدهش أن الحكايات التي تنتهي، لا تنتهي ما دامت قابلة لأن تروى. ❝
------------
❞ يسحبون الأرض من تحت قدميه، ولم تكن الأرض بساطًا اشتراه من السوق، فاصل في ثمنه ثم مد يده إلى جيبه ودفع المطلوب فيه، وعاد يحمله إلى داره وبسطه وتربع عليه في اغتباط.. لم تكن بساطًا بل أرضٌ ترابٌ زرع فيه عمره وعروق الزيتون. فما الذي يتبقى من العمر بعد الاقتلاع، وأيّ نفع في بيع أو شراء؟ ولماذا يخرجون مكنون بيوتهم تتعثر الأقدام فيه؟ ما الذي تمنحه حفنة دراهم لشجرة مخلوعة تشرئب جذورها في الفضاء لتمسك بتربة غائبة؟! ❝
------------
❞ لم يُودِّعوا الزيتون ولا اقتربوا من الحقول، فمَنْ يملك قلبا مدرّعا ليحدق في جذع زيتونة غرس شتلتها ورعاها وكبرها ورأى عقد الثمار عليها عاما بعد عام تهربوا من الزيتون، وغادروا في صمت وبلا سلام، وحين فاجأهم على الطريق النخيل، جفلوا وغضّوا الطرف وتشاغلوا بعيالهم. ❝
------------
❞ تبدو المصائب كبيرة تقبض الروح، ثم يأتي ما هو أعتى وأشد فيصغر ما بدا كبيرًا وينكمش متقلصًا في زاوية من القلب والحشا. ❝
------------
❞ لو تركت لهم أرضي وداري أموت كمدا قبل الوصول إلى الميناء.
ـ والله يا أخي ما يعذبني أكثر من السؤال: أين ذهب العرب والمسلمون؟!
ـ لا أمل في النجدة.
ـ إذن فهو الرحيل.
ـ لا غالب إلا الله! ❝
-
زهَرة الصّالح
هَذهِ الرِوايَة التَي بحَثُت عَنها طويلاً، وكُلما قرأتَ عنَها إزددتُ شوقاً لإقتِناءها، وكَثرة الإطراء لهَا جعَلني أؤمِن أن قراءتَها ورقياً تفُوق لذّة قراءتِها إلكترونياً لِذلك رفضَت الحُل الذَي أعطَاني لهَا نُسخة إلكترونَية وصَبرت حَتى ظَفرت بِها مِن #جملون ()
في البِدايَة الروايَة تأتيَك مُقَسمة إلى ثُلاثَية تبدأ مِن ( غرنَاطة وهُو الجُزء الأطول، مَريمة ، الرحَيل) تتنَقل مِن خِلالهَا في عوالِم غُرنَاطة وسُقوطِها المَرير، مِن خِلال التعَايُش مع أربعَة أجَيال، تبدأ بـ الورّاق أبو جعَفر وتنتهَي إلى حفَيدهِ عليَ إبن بنت بِنت ولدهِ سليَمة وإبن ولد ولد ولدهِ حَسن !
.
.
هَذهِ الروايَة تأتَي أحَداثَها لِتُربِكك، وتُبكَيك ألف مَرة .. حينَما ترسُم لكَ رضَوى صُوراً مِن حَرق الكُتب والمصَاحِف، أو الترحَيل الجَبري، أو السجن القسَري .. والقهَر الأبَدي لِمُسلمَين عاشَوا حَيثُ أندلُساً وغُرنَاطة الحمَراء !
.
.
درامَية الأحَداث رائِعة، تستحِق وقتك الذَي تقضَيه بين دفتيّها، ذكَاء الكاتِبة في سَير الأحَداث .. المَوت، الزواج، الوِلادة، الرحَيل، الإغتِراب، التذمُر، البُكَاء، الأمَل، السجَن، الإعدام، التنصُر، الهُجرة، كُلهَا جَاءت بِشكل رائع ولافِت .. رُغم تذمُري مِن موتِ فُلان أو رحَيل فُلانة !
.
.
أظُن إن الكاتِبة استطَاعت أن تجعَلنا نعَيش بين أهل غُرنَاطة (١٠٠) عَام لِنشعُر بِألمهم، مِن خِلال أُسرة أبو جعفَر وأحفادِه وما يُقاسُون مِن آلام الطردِ والتعَذيب مِن "القشتاليين" القذرُون ، وعُمق الوصَف حَتى لأدق الأشيَاء وكأنكَ ترى الأحَداث مُصورة مُما أجَبرني أن أُنهَيها سَريعاً !
.
.
السَرد الروائي رائع جِداً، الحِوارات مُذهِلة، القِصة مُقنِعة ... وبِكُل تأكَيد أن النهَاية مُبكَية !
أعَيبُ عليهَا الشركَيات التَي وقعتَ فيها، والسُؤالات الوجوديَة الخَانِقة والقُنوط واليأس مِن الله الغَير مُبرر والذي أزعجَني كثيراً!
بكَيت جِداً حينما جعَلت "أبو جعفَر" حينما رأى حَرق الكُتب والمصَاحف يمُوت مُلحِداً ويائساً مِن الله؛ وهُو الذي عَاش مُسلماً يخَدم الإسلام والمُسلميَن بِتغليف كُتبهم وحِمايتَها !
وكَذلك بعَض الأوصَاف الجِنسية التي لمَ أجِد لوجودِها حَاجة بل عاى العكَس شوهتَ سيَاق النَص.
-
أمين محمد حسين
البدايات هي أول ما لفت انتباهي في روايَتَي رضوى عاشور "ثلاثية غرناطة" و "الطنطورية" هذا وغيره ما جعلني اتحدث عن الروايتين معا في هذه المساحة ؛ ففي الأولى فتاة عارية يراها أبو جعفر الورَّاق تهيم على وجهها تمر من أمامه صامتة حزينة بوجه شاحب ثم تَتَردد فيما بعد أخبار عن غرق الفتاة في نهر شَنِيل ليفسر أبو جعفر الحادثة على أنها إشارة لسقوط غرناطة وتسليمها للقشتاليين فيَصْدُق حدْثُه. وفي الثانية فتى عاري يطرحه شاطىء الطنورة أمام رُقَّية بنت أبي الصادق ليكون الطبيب يحي الذي يتقدم لخطبتها ولكن يتزوجها طبيب آخر هو ابن عمها أمين. ومفتاح دار مريمة في البيازين ومفتاح دار رُقَّية في الطنطورة.
ولعل هنالك سبب آخر ساقني للحديث عن الروايتين في سياق واحد لا أجد بداً من الربط بينهما كون الكاتبة بروايتيها هاتين حلقت فوق سماء الأندلسي الأخير والفلسطيني المتشبث بأرضه بل غاصت في أعماق نفسيهما بين تشعبات الحزن وخلجات الألم ، الألم الذي يمتد من أصل واحد عند كليهما ؛ هو ألم الظلم والتهجير قسرا تحت تهديد السلاح وترك الديار دون جني الثمار ، ترك كل منهما ما ترك للإقطاعيين أو للاستيطانيين.
أجد نفسي مأسورا ومتأثرا بالأحداث أكاد أكون جزءا منها أو شاهدا عليها ملتصقا في احدى الزوايا أرقب ما يحدث تروعني الفظائع والتنكيل أبكي بحرقة فانكمش داخل نفسي تخنقني عبرة ويدمي قلبي جرح غائر قديم قِدم قرون مضت وسنون سلفت آخذة معها إرث إسلامي وفتوحات ومجد عظيم ، مخلفة وراءها ما يجدد ألم هذا القلب وينكأ جرحه.
جعلتني رضوى أتعايش مع الشخصيات على أنها واقعية عاشت في هذا الزمان أو ذاك لا كأنها من محض الخيال ، حين استمع إلى المُهَاهَاة الفلسطينية الآن كأني استمع إليها بصوت النسوة في عرس رقية أو بصوت وصال في عرس حسن.
لم أقرأ لرضوى عاشور (رحمها الله) سوي هاتين الروايتين وفقرات من "أثقل من رضوى" الذي هو على طاولتي الآن مع قهوتي التي لم أرشف منها سوى رشفات وفعل فيها البرد ما فعل ، سأجدد القهوة وأشرع في قراءة الكتاب.
أمين محمد حسين
نوفمبر 2018م
-
ميسم عرار
انتهيت أخيراً من قراءة رواية "ثلاثية غرناطة" للرائعة رضوى عاشور، علماً بانها أول رواية أقرؤها للكاتبة، ويسرني ان أرفع قبعتي احتراماً أمام هذا الإبداع..!!
بين الفرحة الغامرة لإنهاء هذه الرواية الطويلة والشيقة، والحزن على فراق كتاب بهذا الجمال،، وقفت أتأمل تلك الحياة وذلك التاريخ المجيد الذي كان يوماً واندثر..
الاندلس..!! أجمل البلاد وأعرقها..!!
كيف ضاعت.؟؟ وكيف سقطت..؟؟ وكيف اندثرت البلاد وغاب العباد.. وأصبحت الأندلس بكل ما فيها مجرد سطور أخرى في ثنايا التاريخ الاسلامي المجيد.!!
بكيت كثيراً أمام فصولها المختلفة، مذ بدأت القصة بأبي جعفر الوراق ونعيم وسعد الذين كانوا أطفالاً صغاراً حتى انتهت بحفيدهما علي الذي بقي شاهداً أخيراً على حقبة أخرى من حقبات ذلك الزمن..!!
بكيت كثيراً وشدّتني تلك الرواية على ما فيها من وجع واقعي وتاريخ عظيم ومؤلم.. كم هي موجعة لحظة سقوط البلاد!!
بعد أربعة أيام متواصلة من القراءة راودتني أمنية مستحيلة، هل لتلك الأيام أن ترجع لأعيش يوماً واحداً في غرناطة وأتأملها وأتأمل حياة أهلها الزاخرة، وأطوف الأندلس وبلادها الرائعة وأجول البيازين وعين الدمع وقرطبة والجعفرية والصنادقية وقطالونيا وشاطبة وطليطلة واشبيلية والمرية وغيرها وغيرها..
لقد كانت رضوى أكثر من رائعة في وصفها الدقيق لكل الشوارع والحارات والحمامات والبيوت والأشياء حتى الصناديق الصغيرة!!
لقد جلت الأندلس وتخيلت غرناطة وعشت في البيازين لأربعة أيام متواصلة دون ملل أو كلل، لكني أيضاً عشت الحرب وذقت ويلات الترحيل وفرض التنصير وموت الأحبة.. وسقوط البلاد وضياع اللغة!!
كانت رحلتي مؤلمة بقدر ما هي جميلة.. لكنها كانت رحلة رائعة بحق!!
إن الفرصة التي منحتني إياها رضوى لتخيل كل ما وصفت كانت تفوق كل الأشياء،، لكن الحسرة في قلبي تظل قائمة لأني لم أحظَ بفرصة العيش في ذلك الزمن ورؤية ومعايشة كل ما وصفته..!!
رواية أكثر من رائعة، ممتعة وجميلة وصادقة وقوية التعابير
#اسمتعت_جداً_بقراءة_ثلاثية_غرناطة
- ميسم عرار
-
Rosa
احم احم ....
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
أما بعد .....
فنحن أمام رواية قيل عنها أنها هزت أركان الرواية العربية و امتلأت بالاحداث و الأخبار عن الأندلس المفقودة جنة الله فى الأرض
سأحلل هذه الرواية من ناويتين :
1- تاريخيا
2- لغة وأسلوبا
1- تاريخيا :
لا أدرى لماذا يتميز المؤرخين المسلمين بالاستسهال و التضليل و الاستهبال !!!!!!!
إن هذه الكاتبة رحمها الله التى تبكى وترثى الأندلس و مسلمى الأندلس مما عانوه من تنصير وتشريد و تعذيب نست أو تناست كيف فتحت إسبانيا على يد الفاتحين المسلمين أو بمعنى أصح الغزاة بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير وما لاقاه الإسبان من قتل وتشريد و سبى أكثر من ثلاثين ألف فتاة بكر ليتسرى بها الجنود المسلمين ولتمتلىء قصور الملوك بالجوارى
فقد ورد فى خطبة طارق بن زياد قبيل الهجوم على اسبانيا أنه قال :
" وقد بلغكم ما أنشأت هذه الجزيرة من الحور الحسان من بنات اليونان الرافلات فى الدر والمرجان والحلل المنسوجة بالعقيان و المقصورات فى قصور الملوك ذوى التيجان وقد انتخبكم الامير الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عزبانا "
إن المؤرخين المسلمين يرون فى سبى وقتل وتشريد الآخرين نصر من الله وفتح مبين و لكن إذا كان العكس و كان القتل
و السبى فى المسلمين أخذوا يندبون و يشتكون
- تعاملت الكاتبة مع قضية حرق سليمه واتهامها بالسحر على أنها اضطهاد لسليمه لكونها من خلفية مسلمه مع أن هذا العقاب كان معمولا به فى أوروبا حتى للمسيحيات من أصل مسيحى الآتى يشكون فى ممارستهن للسحر أى ان الأمر كان عاما
2- اللغة و الحوار
لا أنكر سلاسة الأسلوب و قوة اللغة و لكن يعيبها أيضا :
- الاستغراق فى تفاصيل غير مهمه
- ظهور شخصيات عديده و اختفائها بدون داعى
- حشو بعض المشاهد الجنسيةالتى لم تضف شيئا
- فى الجزء الاخير _ الرحيل _ ذكرت الكاتبة تفاصيل لرحلة أحدهم ووصفه لمصر والقدس لا أدرى لماذا !!!!
النجمتين كى لا اكسر خاطر الكاتبة :D
-
Heba Almahrouq
ثلاثية غرناطة
رواية للكاتبة رضوى عاشور تتحدث فيها عن تلك الفترة التي كان العرب و المسلمون يسكنون في العديد من مدن إسبانيا و قد بدأت ضدهم الحملات الإسبانية في القتل و التهجير و الاستيلاء على مدنهم و قراهم و محاولة تنصيرهم و القضاء على اللغة العربية فتأخذنا الرواية من خلال شخوصها إلى ذاك العالم لنبدأ بتصور ألم فقد أشكال الحياة و ما اعتدنا على وجوده كمسلمات في مجتمعاتنا ابتداءاً بلغتنا التي نتحدثها و التي قد مُنعوا من التحدث بها و إغلاق بعض المحال التي لا بدّ من وجودها و التوقف عن طهي الطعام العربي انتهاء بتنصيرهم و قتل كل من يخالف ذلك
أبدعت الكاتبة في جعلنا نعيش مع الشخوص في جميع مراحلهم العمرية و التي تنتهي بموت أحدهم لتكمل القصة من جاء بعدهم و بذلك فأنت تحيا قرابة ال مئتا عام بداخل تلك الخمسمئة صفحة
لم أستطع أن أقتبس نصوصا من داخل هذه الرواية و ذلك لإنها حياة والحياة لا تقتبس بل تعاش
لكن من أكثر المواقف العالقة في مخيلتي عندما ماتت "مريمة" جدة علي أثناء ترحيلهم من أرضهم و قد كان يحملها بين ذراعيه و قد شعر بموتها و لكنه رفض التصديق ثم تابع السير إلا أنه في النهاية استسلم و توقف صارخا ب " ماتت جدتي "
جعلتني الرواية أستذكر بعض الشخوص التي التقيت بها و التي كانت شاهدة على مراحل هامة شهدتها فلسطين فلقد كان جدّ أبي يزور بيت جدي و يحكي لهم قصصا و مواقف كثيرة إلا أنني لا أذكر شيئا منها إن سمعت القليل منها
بعد قرائتي لهذه الرواية استشعرت أهمية التدوين فنحن ننسى و إن لم تدوّن الأحداث فستضيع و لقد أصبحت عملية التدوين سهلة مع وجود التقدم التكنولوجي فأصبحنا قادرين على تثبيت اللحظة و تدوينها بالصور و الفيديوهات
لكنني أشعر بالأسف على الحيوات التي لم تدوّن سابقا و التي ستندثر بمرور الأجيال
أنصح بقراءة هذه الرواية التي تمنيت لو أنها طالت أكثر و لو أنني لا أعرف نهايتها المسبقة
-
ايمي نور
ثلاثية غرناطة رواية من ثلاث فصول :غرناطة مريمة والرحيل،تأخذنا فيها الكاتبة إلى غرناطة في القرن ال15للميلاد وما حدث للمسلمين والعرب في تلك الفترة عن طريق وصف عائلة غرناطية بدءا بأبو جعفر الوراق وصولا لحفيد حفيدته علي،وتصف وقد أجادت وصف حارات غرناطة وازقتها فيخيل اليك من جمال الوصف انك تمشي فيها وتمتع عينيك برؤية تجار الحرير،والنجارين ينقرون على الخشب بدقة والوراقين وعملهم الدقيق في تغليف الكتب والكتابة عليها بخطوط عربية وزخارف إسلامية ثم تعرج على الناس وطباعهم وتصف البيوت المتاكتفة والنساء السمراوات ثم انقلاب الحال بعد دخول القشتاليين لغرناطة وأحكام قبضتهم عليها وما عانته عائلة أبو جعفر على امتداد اجيال وكيف مات هو كمدا بعد قرار حرق الكتب بعد أن شك في وجود الله،وتروي الكاتبة عن نفوس الناس كيف اضطربت وكيف داهمها الشك وكيف اقتصر الدين عند مسلمي غرناطة على الشكليات من العبادات بالاحتفال بالعيدين وتحدثت عن التنصير الاجباري ومنع اللغة العربية وما ترتب عن تلك القرارات،
ثلاثية غرناطة رواية جميلة لغتها مناسبة وصفها دقيق وعباراتها واضحةو،ممتعة للحد الذي لا يمكنك فيه أن تتركها من بين يديك،تطلعك على تاريخ اسلافك خاصة وأن الكاتبة لم تختر فترة الانتصارات ومجدته بل اختارت فترة مفصلية في تاريخ العرب امتازت بالشح في النصر ومنيت بالهزائم،فإن قارئها يخرج مستفيدا لا محالة ،وبين دمعة تسكب لموت شخصية ما وبين فرح يجبر ثغرك على الابتسام لحدث سعيد تجد أن الرواية وبالاخص الشخصيات قد لامسوا قلبك فلا يمكنك نسيانهم حتى وإن نسيت في يوم من الايام أحداث الرواية فإنك ستتذكر أثرها واضحا جليا في نفسك.