لا أعرف حقاً إن كنتُ قد أعجبت بها أو لا، لم تكن تعنيني بالدرجة الأولى اللغة والأسلوب لفرط ما أصابني من الذهول،
إن مجرد التفكير في مستقبل كهذا يجعلني أحبس أنفاسي لحظة بلحظة، لقد نجح الكاتب في جعلي أصدقّه حقاً، لا إراديأ تفاعلت مع الأحداث منذُ الوهلة الأولى، دون تفكير كثير وجدتني أناصر أولئك المنبوذين الذي حرموا من كلّ شيء، بل ولاحقوهم ليجعلوا منهم متعةً لهم..
لا أنكر أنّي كجابر لم أحبّ يوماً القتل والدّماء، لذلك كنت أمسك قلبي وأنا أتمنّى في أعماقي ألاّ ينحدر إلى ذلك المستوى من الغلّ، جابر لم يخيّب ظنّي، لكنّي توّسمت ولو للحظات بعض الإنسانية في ذلك الفتى، وتمنّيت فقط لو أنّه قابل معروف جابر بالشكر والامتنان بدل قتله وقطع يده، ربّما نسيت للحظة أنّ ذلك العالم الذي وجدوا أنفسهم تخلّى عن الإنسانية والآدمية منذّ سمحوا لأنفسهم بقتل أحلام الآخرين..