المؤلفون > واسيني الأعرج > اقتباسات واسيني الأعرج

اقتباسات واسيني الأعرج

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات واسيني الأعرج .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.


اقتباسات

  • والآن يقتلون المدينة والجياد. أغلقوا كل شيء، حتّى الأنفاس

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • أما تعبت؟ أنام الآن بين القلم والألم والحلم والذاكرة، أدعوك إلى آخر غوايات هذا الحلم الّذي بدأ يتآكل داخل جحيم الكلمات وقلق المدينة. كل شيء يعيد الحزن إلى بداياته الأولى، إلى القلق المحرج، وأنت تدورين وتدورين، كالمجنونة داخل فاجعة الموت، مستقرك البعيد ومداك. تتأملين بحزن وبعينين نصف مفتوحتين الوجه الّذي لا ينام إلا على تقاطيعك الملونة

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • وأنت أيّها الرّجل المحزون، أيّها الصَّغير، العابر للشوارع مثل عقارب ساعة ذرِّيّة، أما تعبت؟ أما تآكل حذاؤك؟ أما أنهكك المطر الّذي يلفك داخل فرحه وكآبته؟ لقد تعبت! تعبت من قراءة الشوق والنسيان والصمت! لكِ الجنون وكل حماقات الدنيا وأنت داخل برودة الثلج؟ أما تعبت يا زوجة سلطان الكلمات والأبجديَّات الّتي تدخل القلب بلا استئذان؟

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • أهلاً بالحزن العظيم

    «أما تعبت أيّها الرّجل الصغير؟»

    أنت تملئين قلب الرجل الصغير. إني أراك بكل امتدادك وعنفوانك. ها أنت تعودين مثل الريح الساخنة الّتي صارت تملأ هذا الدماغ المتعب. وجهك غارق بين غبار الكتب والاسطوانات والأشرطة، تتأملين انعكاسات العينين اللتين لا تتعبان والأشواق المدفونة بين حروف الغواية المدهشة. هو المطر، يعيدني إليك بخوفي وقلقي وارتعاشاتي، إلى البرودة الّتي تأكلك، إلى الحنين المملوء بتكسر الموج، وزرقة البحر. تعيدني الأمطار إليك كما تعيدك إلى وسط هذا القفر الّذي لم يبق فيه إلا المطر والبحر.

    هو العمر كلّه، يَمْضي في عشقك.

    عمرٌ من الحنين وبعض السنوات..

    عمرٌ من الفرحة والحزن وبعض السنوات..

    عمرٌ من الحماقة وبعض السنوات..

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • بنو كلبون صنعوا الموت وجاؤوا بهذا الوباء، عندما سرقوا استقلال هذا الوطن وملأوا المدن بالكذب والسرقات. ثمَّ قالوا المدينة بدون ثقافة. سطحوها. ملؤوا المكتبات بالمطبوعات الّتي تستعيد الخرافات والدروشات. قالوا ليعش الفراغ، أحسن من أن يفكروا في السلطة. وذات صباح فوجئوا بحراس النوايا يقفون عند أقدامهم ويدقون على أبوابهم الموصدة، يزاحمونهم في سلطانهم. الكثير من بني كلبون والتجار والسماسرة وبياعي الكيف(1)، والتربانديست والحيطيست، صاروا من الوافدين الجدد على هذه المدينة. ما يحدث في هذا البلد كارثة، كارثة!.

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • حراس النوايا لا يتدخلون عادة بعنف إلا عندما يكون الرجل مصحوباً بامرأة. أو يشمون رائحة الأجساد الّتي تعيش لحظة عنفوان شائقة. من صفاتهم، أنهم يقرؤون في عينيك ما تفكر به ولا يهم إن كان صحيحاً أو غير صحيح. المهم أنهم فكروا أنك على خطأ، فيجب أن تكون على خطأ بدون ثرثرة. عندما يفكرونك، وعادة يفعلون ذلك عندما يختلفون معك، عليك أن تقبل، لأن أي نقاش سيقودك إلى تعميق الأزمة. الحاكم لا يناقش. الحاكم يُنفَّذُ أمره. ثمَّ تُقَبَّلُ يَدُهُ البيضاء السخية، ويطلب غفرانها.

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • كيف تقتل الحماقة كوناً هائلاً من الشعر؟ مريم كانت القصيدة المنسية الّتي لا يقولها الشاعر إلا مرة واحدة ويمضي في سبيله. مريم كانت الكلمة الأولى في كتاب المقتولين.

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • رائحة جسدك ما تزال عالقة بجسدي مثل الذاكرة المثقلة بالأوشام والتواريخ والأرقام والسحب الّتي ركضنا وراءها ذات طفولة فقيرة. والبحر الّذي كلما اكتشفناه ولمسنا اتساعه، ازددنا صغراً. شيءٌ ما في طفولتنا المشتركة، يحن إلى ذاته المقتولة، نبحث داخل الكلمات عن أشيائنا الضائعة، لماذا تجن الكلمات على اللسان عندما يكبر الهم ويصير للعشق معنى؟ فيك، مريم، الكثير من الفوضى والجنون. اللّي يَعْرِفَكْ، يَهْبَلْ! مريم يا شوق المنسيين وحنين الغرباء داخل مدن الريح السخنة، تقولينها وأنت تعبرين الممرات الضيقة في الأحياء الشعبية المكتظة بالنّاس.

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • بنو كلبون سحقوا العقول، وقالوا: رجلٌ يفكر معناه مشكلة إضافية، ولكنهم كانوا يعبدون الطريق لحراس النوايا الذين يقولون: رجل جاهل، رجل مضمون. أغْرِقْهُمْ في الإيمان وفي عالم الشياطين والجن وأهوال القيامة ومرر أرزاق السوق السوداء، والتراباندو، ثمَّ بيضها، سيقف معك أئمة المساجد والتجار والعاطلون وتجار الشنطة… ألم يكن الرسول تاجراً؟ لقد مات شهداء البلاد ورجالها الصالحون الذين ملأت صرخاتهم أسواقها الشعبية وأحياءها الفقيرة. ذهب الذين كانت قلوبهم واسعة سعة البحر. تتحمل الأخضر واليابس وتمضي نحو حتفها وصدقها ولا تسأل. ذهب الزمن الّذي كان المرء فيه يأكل قطعة خبز صغيرة سمراء وينام، ويأكل اليوم الواحد فيهم مدينة بكاملها ويطلب المزيد!

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • هل بإمكاني الآن أن أعد الأزمنة المنقرضة على هوامش هذه الأفراح المقتولة؟! يحزنني الحنين وتقلقني برودة الأمكنة الصامتة وطقوس المدينة الجميلة الّتي تذهب ولا تعود

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • قلنا خرج بنو كلبون وأصبحنا ديمقراطيّين, وها فجأة نكتشف أنّهم غيّروا اللّباس فقط, ليصبحوا هم هم، حرّاس النوايا. يدخلون من الأبواب على دمّنا، وعلى أنقاض الرّصاصة الّتي تنام في دماغك.

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • عندما تبدأ المشانق تنصب داخل هذه الفراغات، سيعرف ديمقراطيُّو آخر زمان، كم كانوا أغبياء. إنّهم الوجه الآخر لأمّية السّلطة ولعَمَاها. في أيّ شيء يختلفون عن حرّاس النّوايا؟!

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • هذا البلد الجميل، يعود الآن بخطى حثيثة إلى القرون الوسطى، وحياتك الموت يدق على الأبواب. المسألة مسألة وقت، مادام البؤس يملأ العيون.

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • الثقافة ميّتة أو يقتلون الآن جثّتها. البطالة. السكن. الندرة في كلّ شيء إلا الولادات، الوجوه المستوردة الّتي تعلّمنا ديننا وأخلاقنا كأنّنا فجأة نكتشف الإسلام، ونكتشف أنّنا صُيَّعْ وبدون أخلاق!

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • أردْتُ أن أفتح فَمِي. أن أقول، أُحِبّكِ مريم، يا حليب الطّفولة والحلوى والشَبّاكيّة(1) وكرّاسات المدرسة المليئة بالألوان والأرقام. وَضَعَتْ أصَابِعَهَا على فمي بِحُنُوّ كَبير:

    ـ أُشْشْتْ.. أُشَشْتْ.. أُشْشْتْ..

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • البحر الّذي انسحب فجأة، يعود حينما تمتدّ مريم وتمدّ يديها إلى عاشقها الولهان، إلى الجدار الّذي سقط ثمَّ قام من جديد، فيندى الرمل النّاشف وتتلوّن الصخور السوداء بخضرة الأعشاب البرِّيّة والبحريّة. تدور مريم زهواً. تدور شهرزاد بنشوة الانتصار. انتصار الحكاية على الخطاب

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • يضعون الرماد في الأغاني. هل جاء وطن الخوف؟ إنّه يتأسَّس على أشلاء الأجساد الّتي ترى. سيغلقون كلّ الأبواب. النّوافذ. الأسطح. وتبدأ لحظة الأفول الرهيب. مع ذلك، سيحفر النّاس حفراً صغيرة وثقوباً داخل الحيطان ويخرجون إلى فسحة النّور.

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • هَاهْ أنتِ! هِيتِ لي!! لا يا سيّدي. أنا لنفسي. لنفسي وحدي. للحكاية المسحورة الّتي تقتل أكبر العتاة وأفظع الطغاة. آه!!

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • مريم! يا زرقة المدن الساحليّة المسروقة وبنفسجة ظلال حقول الجنّة وتفَّاحة المجانين. أهذه أنتِ؟ العرق يملأ جسدك. يغسلك. يعطّرك. يكفّنك. يدخلك طقوس العبادة, لتبدأ الحكاية الجديدة، الّتي تولد من رحم الحكاية الميتة

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام

  • لا! لا! شهرزاد.. يا ابنة الجرح المقيّح في الصدر، يا ابنة القلب المدفون تحت ركام الخوف: هل يموت الإنسان باستسلام؟ لْيُلْقِ بنفسه من الطابق الخامس في باب الوادي! هذا أفضل من هذا الموت الرخيص، من أن يستسْلم لحدّ السكين المعقوف الرأس. الموت عظيم، عندما نختاره بعظمة، لا أن يختارنا لحظة الانهيار والانهزام. والمقاومة وسط كلّ هذا، أعظم.

    مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

    سيدة المقام