مملكة الفراشة

إنَّ الحب بحد ذاته هو إحدى حالات الحرب التي فقدت فيها الأخيرة راءها...

\

أما عن الرواية التي اتحد فيها الوهمـ بِـ الحقيقة, والشك بِـ اليقين فإنها أخذتني بين سطورها حتى طوحت بي هناكـ أغني مع ياما بانسيابية فراشات محترقة الاجنحة تتماهى مع انكساراتنا التي لا تنتهي وقلوبنا التي لا تعرف التواطؤ. " عمر الحب الكبير, قصير"

"ياما. أحبكِ ولكن...

يبدو أننا لا نصلح لهذا العالمـ. لا مكـان لهشاشتنا. لقد فشلنا في كل شيء حتى في ان نحب انفسنا قليلاً. أعطني يدكـ, احتاجك الآن قليلاً. أسكنيني في قلبك. أو طوحي بي من هنا نحو أعمـاق البحر, ربمـا صادفتُ أمي فأعود نحوها للمرة الأخيرة. الحياة لمـ تكن طيبة معنا. لمـ نكن طيبة أبداً"

اقتباس مثل هذا على لسان ديف سيدفعني مراراً وتكراراً الى هذه الرواية التي لن تنتهي فصولها أبداً

ومن الاقتباسات الأخرى:

" يبدو أنَّ الحب مثل الحرب, يمنحنــا الكثيـــر, ويسرق منّـا خلسة أكثر ممــا يمنحنــا.

الحـرب تسـرق العمر دفعة واحدة...

والحب يقسطها حتى يسهل عليه بلعها"

" أفهمـ فقط أن هذه الرؤوس التي نحملها على أكتافنا عليها ان تنفجر لأنها ملوثة, وعلينا أن ننبت مكانها رؤوساً أخرى أكثر قدرة على الحب والنور والحياة"

" أنا لا أكره أي اسمـ ولكني مولعة بأسماء الكتب لأني أراها أكثر أصالة وصدقاً, وتشبه أصحابها بشكل غريب.

الاسمـ في الروايات والمسرحيات غير اعتباطي.

الأسماء المدنية التي تُقيد في البلديات, قليلاً ما تطابق أصحابها. هكذا يبدو لي. فهي للحاجة الماسة كأن تضع علامة على كتلة بلا هوية حتى لا تخلطها مع بقية الكتل.

الاسم خيمياء غريبة من الصعب فهمها بالحواس العادية"

" يااااااااه كمـ الدنيا قاسية. كيف يتغير الناس ويشيخ الحب مثلما تشيخ الوجوه المتعبة, وتشيخ كل الأشياء الجميلة عنهمـ؟!!!"

" عندما نحب يصبح كل شيء بلا شكل ولا لون. بل نعيد تشكيله كما نشــاء ونلونه وفق مشيئة القلب, وكما يروق لنا. نرى كل شيء في من نحب إلا كونه يمكن ان يكون حاملاً أيضاً بين أصابعه, لحظة موتنا وجنوننا"

" لو يدري الكتّاب ماذا يفعلون في بشر مثلنا, ربما لكانوا أكثر رأفة بهشاشتنا. يمنحون الحياة باليد اليمنى, واليد اليسرى كثيراً ما تحمل الموت"

" أنتَ قلبهااااااااااااااااا الحي وذاااااااااااااااااااااااااااااااااااكرتها المتعبةةةةةةةةةةةةة.

اكبر وهم نعيشه بعد انتهاء اي حرب هو اعتقادنا بانها فعلا قد انتهت.

أول مرة اقرأ لواسيني الأعرج ، فرأت الرواية لإنها توفّرت لي أول ما صدرت مع مجلة دبي الثقافية .

تدور أحداث الرواية ما بين بيت جزائري ، و أصدقاء هذا البيت ، و الفايسبوك .. وجدت أن وجود فيسبوك كعنصر اساسي في الروابة بدا لي مبتذلاً ، لأن الفيسبوك جزء من حياتنا كلنا ، خصوصاً و أن حبكة الأحداث الفيسبوكية لم تكن بالدرجة التي تجعلك تتيقن الأحداث ، و "الشات" ع الفيسبوك هي خاصية حديثة العهد ، ليست كما بنى عليها الكاتب أن لها ما يقارب اربع سنوات

شيء آخر .. لم يعجبني أنا ، و قد يعجب آخرين ، وجود هذا الكم الهائل من اسامي المثقفين و الكتّاب و الفنّانين ، التّي في رأيي أثقلت على القارئ -من وجهة نظر متواضعة طبعاً- قد تعجب آخرين ، لكنّي شعرت أن الدفع بهذه الأاسماء ما هوا إلاّ مفاخرةً و تباهياً أن الكاتب مثقفٌ - و يحقُ له - / إن لم يكن واسيني الأعرج أستاذ الأدب هو المثقف ، إذاً من ؟ .. لكنّي عند رأيي .. هذا الدفع المبالغ به أثقل علي .

الرواية مليئة بالـ Qutations اللطيفة

و المقاطع المعبّرة التي يمكن استخدامها فيما بعد و الرجوع إليها ، وهذا نقطة حسنة .

بعض الجُمَل و الحقائق اعيد استخدامها أكثر من مرة لا لهدف ، و لا أجري لمَ !

الرواية تقع في 504 صفحة من القطع المتوسط ، لكن -في رايي- أنه قد كان بالإمكان اختزالها للثلث مثلاً مع عدم الإخلال بالمحتوى .

ما حيّرني في النهاية ، أن ورقات الرواية انتهت ، لكن الأحداث بقت مُعلّقة ، اي أن النهاية كانت مُبهمة .

أخيراً .. بقد حددت من هذه الرواية العديد من الجُمل التي بالتأكيد سوف أعود لها !

ربما اختصار او اختزال وصف الرواية في كلمة واحدة ليس دائم صائب او يمكن المرء من توصيف مضبوط ...ولكني لما اواجة ذلك عندما قررت ان اوصف هذه الرواية بانها الرواية "الهشة " كغزل البنات

بداية العنوان مملكة الفراشة

الفراشة في رقتها ولكن يحيطها مملكة !

و شخصيات الرواية نفسها التي تعاني من هشاشة في مواجهة الحياة و الحرب الاهلية او تبيعاتها انطلقا من ياما و محيطاها كله

تكرر وصف حالة بطلة الرواية بحالة الفراشة الهشة و المتجه غريزيا للموت احتراق عندما تتلمس ضوء النار او المصابيح المبهرة ،،،فهو اتجاه ليس بيد الفراشة وان كانت تفذ ما ترتاح اليه و تشبع غريزتها

هشاشة فكرة الرواية وهي فكرة معتادة جدا حتي لتجدها في الافلام العربية الركيكة و لكن الفكرة تمت ايحاطها بمسارات و اسلوب كتابة ممتع و مشوق و تراجيدي و هنا لاحظ البعض ...بعض المبلغات و هذا طبيعي فاسلوب الكاتب كان اكبر بكثير من الفكرة الهشة و البسيطة ولهذا شبهتها بغزل البنات ...منفوخ جدا و اذا بحثت عن اصله تجدها كمية صغيرة من الحلوي و الباقي هواء و لهذا انقصتها نجمة و ربما كانت نجمتين لولا اسلوب الكاتب المميز .

ايضا لم يسعفني خلفيتي الثقافية الضئيل من استعاب كل اسماء الكتاب و الروائين و الروايات و الاشعار التي ملئت الرواية ...احسست ان واسيني يفرد عضلاته الادبية امام قرائه المساكين امثالي من كتر اسماء الكتاب و الروايات في هذه الرواية ......الهشة

تنتهي حكاية لتبدأ اخري ..هذه هي الحياة !

إنتهيت من الرواية بالإمس

ومنذ إنتهيت منها لم استطع أن أفكر أو ان أكتب عنها شيئاً حتي الأن

إنها عن تلك الفتاة التي كانت تهرب كثيراً نحو الكتب وتعيش بها

وتخرج أبطالهم من الروايات ليصبحوا واقعاً امامها وحولها

تلقت الضربات من جميع الاتجاهات

وعاشت جميع أنواع الألم بلا إستثناء من فراق وفقد وموت وخذلان

حتي أملها الوحيد الذي عاشت لتنتظره لسنوات إكتشفت أنه مجرد سراب أو وهم

استيقظت من حلم علي كابوس لا تدري كيف ستتخلص من أثاره علي روحها

الرائع واسيني الأعرج ربما تكون تلك تجربتي الأولي مع كتاباته

أعتقد انها لن تكون الأخيرة

روعة الألفاظ وقوتها

استطاع في روايته ان يظهر الكثير مما قد يجول في خواطرنا من حين لأخر

اظهر ما تستطيع ان تفعله فينا الحكومات لو أرادت نفسياً ومعنوياً

كيف يمكن ان تقتلنا يومياً دون شفقة

ما تستطيع ان تفعله بنا الحروب الأهلية والحروب الصامتة

لكل شخصية في الرواية حكاية وكل حكاية تخرج منها بالكثير

علي الرغم من حبي للرواية إلا انها أرعبتني مما قد يحدث يوماً

بالتأكيد سأقرأها مرة أخري لأستمتع بها أكثر

وبالفعل تحتوي علي كم هائل من المعلومات فنية وموسيقية وادبية وشخصيات تحتاج ان تقرأ عنها لتعرفهم أكثر

إنها تثير الفضول بالفعل :)

كم مرة قررت الا أقرأ لواسيني الأعرج ولكني دائما أقع في فخ الاقتباسات المغوية والتي تمنحك احساسا ما بأن هذه الرواية تختلف وعلي ان اخوض التجربة ولن اندم ولكن في كل مرة اندم ..لم اقرأ احدا اكثر مللا من ذلك

لكن يبقي لي انه دائما يضيف لي كثيرا عن الجزائر وما مرت به من قسوة حياتية وحرب اهليه اتت علي الاخضر واليابس

باستثناء جمال اللغة لن تجد .. رغم اختلاف الحكايا ظاهريا الا انه متقاربة جدا ف العمق

**ياما وفاوست والجحيم جحيم مارك والتخفي

عن الصدمة واعتصار قلبي الما عندما سقطت الثلاث سنوات وعشرة اشهر وتسعة وعشرون يوما وست ساعات واربع وخمسون...و777رسالة ..وخيبة الحب..ومرارة الانتظار..

انهار كل شئ ولكنه كان بداية جديدة وطاقة قوة

*مش هقرالك تاني ..ان شاء الله

بلغة بسيطة اعتمدها الكاتب الجزائري واسيني الاعرج. ليصف لنا حال الجزائر بعد الحرب الاهلية.. او كما اسماها فترة الحرب الصامتة والتي كسرت ظهر العديدين واخدتهم نحو الهاوية الفكرية والنفسية.. صحيح ان بداية الرواية كانت مملة مع بعض الاطناب. الا ان توالي الاحداث اكتسبها روعة خاصة. اعجبني اسلوب الرواية وشخصياتها وعديد الافكار والاقتباسات التي اكتنفت طياتها. هي ثاني قراءة لواسيني بعد "نساء كازانوفا" وعلى العموم احببت فكره واسلوبه

رواية اهم ماشدني فيها هو المعلومات الادبية التي تعطيك الفضول للقراءة عنها مع المثالية التي اعطيت للبطلة مع التذكير باللام التي اعدمت الافراد وهم في كامل عافيتهم ايام الدم والدمار ...لكن غير ذلك الرواية غير متجانسة الاحداث بين العشرية السوداء والتكنولوجية الحديثة ..مع احداث مملة للاسف تترجم واقع خيالي في عالم حقيقي ...

يبدو أن الروائي واسيني الاعرج قد اختلط عليه الوقت ، من خلال قراءتي للرواية اتضح أن أحداثها تدور في وقت العشرية السوداء التي كانت بداية من التسعينيات الى غاية بداية الالفين لكنه تغافل او بشكل أدق تعمد أن تبدو الأوضاع الأمنية بكل هذا السوء الذي تتكلم عنه الرواية ... بدت لي ايضا الرواية فيها الكثير من المبالغة لانه يتكلم عن الوقت الحالي في الجزائر زمن يتحكم فيه و

التكنولوجيا و التغيرات التي طرأت في مجالات عديدة ، لكن صور الوضع كما لو أنه قبل 18 عام او اكثر صحيح هناك الكثير من الحقائق من خلال النص و لكن أيضا هناك الكثير من المبالغات المقصودة.

ما زلت أقرأ أعمال الكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج

وهذه المرة قرأت هذه الرواية الممتعة في كل تفاصيلها.. رواية اجتماعية سياسية مع نهاية صادمة وغير متوقعة .. كل ذلك نتيجة الظروف حيث أن ماريّا لم تختر المنفى نحو مدن الشمال ونسيان أرضها برغبتها. لم تغرق أختها ياما في العزلة الافتراضيّة اشتهاء في ذلك. لم ينته أخوهما رايان في المخدّرات بإرادته. لم يذهب والدهم زبير أو زوربا، وهو الخبير الطبّي العالمي، نحو عزلة الخوف والموت برغبته، قبل أن تسرق منه مافيا الأدوية حياته. الأمّ فريجة أو فيرجينيا لم تذهب نحو عزلة الجنون والموت بين كتبها برغبتها. لم تختر هذه العائلة النهايات التراجيديّة والمآلات القاسية، ولكنّها العزلة التي فرضتها عليها الحرب الصامتة التي أعقبت الحرب الأهليّة.

تناولت الرواية ظروف و أحداث الحرب الأهلية المؤلمة التي مرت بالجزائر، و بعائلة البطلة وقصة حبها الإفتراضية في الفضاء الأزرق والتي أصبحت ككثير من الحكايات مكررة

الجميل في الرواية ذلك الخليط مابين التاريخ و الأدب و الفن ، استعمل الكاتب نصوص بالفرنسية جميلة قد يتذمر منها البعض من القراء المشارقة المؤلف اضافها لانها جزء من لهجتنا و لغة طاغية على عليها متداولة بحياتنا اليومية لا يمكن الاستغناء عنها وهذا ليس خطئنا ففرنسا احتلتنا ١٣٠ سنة عملت فيها على طمس لغتنا العربية صحيح أننا أخذنا الاستقلال لكن للأسف التبعية لازالت لوقتنا الحاضر، هذه أبيات لأغنية ذكرها واسيني بالفرنسية لازال البعض يتغنى بها وأرى أنها أحسن من ذلك الجاز الذي تحبه البطلة أنا عن نفسي لا أفقه فيه شيئا

... Sur le pont d Avignon

L on y danse ,l on y danse

Sur le pont d Avignon

L on y danse tous en rond

لم أكن أتوقع تلك النهاية مع أنها منطقية

للإطلاع على مراجعة الرواية يسعدني تشريفكم لي على رابط المراجعة في مدونتي الشخصية:

****

في انتظار تعليقاتكم ومناقشاتكم في خانة التعليقات على المدونة

كما يسعدني متابعتكم للمدونة من خلال رابط المتابعة بها ليصلكم كل جديد

احسنت يا واسيني هدا حال امراة الحاضر

ممتاز