اقتباسات نيكوس كازانتزاكيس

"أية رغبة شهوانية في الحزن تستطيع ان تولّدها فيك تلك الساعات من المطر الخفيف، الذكريات المرة كلّها تصعد إلى السطح: فراق الأصدقاء، ابتسامات النساء التي انطفأت، الآمال التي فقدت أجنحتها كفراشة لم يتبق منها سوى الدودة، وتلك الدودة زحفت على ورقة قلبي وراحت تقضمها."

-زوربا اليوناني.

الكون دافئ وحبيب إلى النفس وأليف يبعث روائح جسدي، إنّه عشق وحرب في آن، إنّه قلق متأجّج. إصرارٌ وحيرة. رعبٌ وحيرة.

‫ أصغ إلى قلبك واسمعه حطّم جسدك واستيقظ: نحن كلّنا جسد واحد ‫ أحبب الإنسان لأنه هو أنت نفسك ‫ أحبب الحيوانات والنباتات لأنّك كنت كذلك، وهي الآن تتبعك مؤمنة ومتعاونة وخادمة لك ‫ أحبب جسدك فبجسدك وحده تستطيع

‫ نحن كلّنا كينونة واحدة. جوهر واحدٌ مهدّد. لو أنّ روحاً في أقاصي العالم الذي ينحدر هابطاً سقطت، فإنّها تحطّم أثناء سقوطها روحنا أيضاً. لو أنّ عقلاً في أقاصي العالم يغرق في البلاهة فإنّه يملأ أصداغنا بالظلام.

كأنّ هذه الحياة مشهد مصيدة خالدة، لزوج غير مرئي يطارد الخلود من جسد إلى جسد، يطارد الزوجة التي لا يمكن ترويضها ونحن، كلّ المدعوِّين لحضور حفل مراسم الزواج، نباتات وحيوانات وبشراً، نقفز مرتجفين أمام بيت الزوجيّة، وكلّ فرد منّا يحمل

ما معنى الضوء؟

‫ أن ترى بعين غير معتمة كل الظلمات.

تحرّر من السلالة أيضاً. جاهد لكي تحسّ بالإنسان المكافح في كل مكان. انظر كيف يتميّز عن الحيوان، وكيف يكافح لينتصب واقفاً، ولينظّم الصيحات العشوائية، وليحمي الشعلة متَّقدة، وليحافظ على العقل بين عظام رأسه.

أنت لست جسداً ضعيفاً ويائساً، فخلف قناعك الترابي المتحرِّك يقبع وجه منذ آلاف السنين. إن عواطفك وأفكارك أكثر قدماً من قلبك ومن عقلك.

نأتي من هاوية مظلمة وننتهي إلى مثيلتها. أما المسافة المضيئة بين الهاويتين فنسمّيها الحياة.

كززت على أسناني وقلت في نفسي بشيء من الحدّة، «حاول أن تصبّ ألمك الضئيل في ألم العالم الهائل، لا تسمح لحالتك الفردية أن تتخذ أبعاداً سخيفة، كن رجلاً، هيا غنِ الآن أنشودة الحرية».

نظمنا كلّ قوى الأرض المرئية وغير المرئية ودفعناها إلى الأعلى، إذا قاتلنا جميعاً معاً كرفاق يقظين إلى الأبد، عندها يمكننا إنقاذ الكون

ما ندعوه بانتصار تغيير القناع هو ما نسميه التحرر والحرية».

‫ ما المقصود بالسعادة؟ أن تعيش كلّ تعاسة. ما المقصود بالنور؟ أن تحدّق بعينين غير خافتتين في الظلام كلّه

ما الكراهية والجوع والعطش والانتقام سوى قوى هائلة يجب حشدها؟ لا تكفي الفضائل، سواء أكانت برجوازية أم غير برجوازية، لإيقاظ البشر من سباتهم.

‫ الأجيال القادمة لا تبعد عنك في زمن غير محدد؛ إنها تعيش وتشتهي وتعمل بين ساقيك وفي قلبك.

خرجت ذات يوم من بقعة مظلمة (الرحم)، وأسير الآن إلى بقعة مظلمة أخرى، (القبر). قوة تقذفني خارج الحفرة المظلمة، وتجرني قوة أخرى نحو الحفرة المظلمة التي لا رجعة منها.

‫ أجبته ضاحكاً: «قال غوته: أنا آكل لحم الخنزير وأحوّله إلى غوته» ‫ فقال الرجل الأبيض ساخراً: «سمعت ذات مرة خنزيراً يقول متبجحاً: «أنا آكل غوته وأحوّله إلى لحم خنزير» ‫

إذا كان جميع الركاب يتعفنون، فقد كان هؤلاء المسلمون وحدهم الذين يقاومون التعفن.

وأدركت أن الفضيلة هنا في موانئ الشرق قد تصبح شهوانية وسخية، وأن للخطيئة أعذاراً؛ لا بل براءة لا يمكن تصورها في بلاد الثلج الهمجية.

لقد رأيت الحرية ترقص بسعادة في احد الزوايا ... فرقصت معها