اقتباسات بلال فضل

❞ أهمية التوقف عن الإيمان بوجود السعادة الدائمة، وضرورة التعايش مع الإحساس بالذنب والندم على أخطائك، وحتمية البحث الدائم عن الهدوء والسكينة "لعلك تتمكن من الإنصات إلى ما يجري داخلك دون أي مؤثرات دخيلة"، وقبل كل ذلك وبعده القتال من أجل ❝

ثم عبرت الشارع إلى بنزينة التعاون، وحين باركت لعامل البنزينة على بقاء وزير البترول في منصبه، قال لي بعدم اكتراث: «بس على الله نادي إنبي يعمل حاجة السنة دي في الدوري».

وواضح أنها مكونة من شقين: المرح والانقباض.. فالشخصية المرحنقباضية تجدها في بعض الأحيان شديدة المرح والابتهاج تكاد تطير من الأرض طيرانا، وفي أحيان أخرى تجدها شديدة الانقباض كأنها مضروبة ستين ألف صرمة قديمة، مع مرارة حقيقية في الحلق وثقل في الأطراف،

أود قول شيء عن الخوف، إنه خصم الحياة الوحيد، وحده الخوف يمكن أن يهزم الحياة، إنه عدو ذكي وغدار، لكم أعرف ذلك، إنه عدو يتمتع باللياقة، ولا يحترم قانونا أو ميثاقا، ولا يرحم،

لكن الأيام ستعلمه أن الفرم يقتل الأجساد لكنه يحيي الأحقاد، وأن البكاء على الماضي لأنه أقل سوءا لن يصنع لك مستقبلا أفضل حالا، بل سيعيد لك الماضي في نسخة أكثر شراسة وقبحا، وسيدرك في وقت نسأل الله أن يعجل به أن الشعب الذي يظن أن مشاكله يمكن أن يحلها زعيم مخلص لا يحصل في النهاية إلا على طاغية يفشل في كل شيء

«نعم أيها السيد الحلاق، إنهم لا يسمحون للإنسان بأي شكل بأن يكون نفسه، لا يدعون الإنسان أن يكون نفسه، لا يدعونه في أي وقت».

«يجدون في الفضائح والمشاكل لذة قصوى، على أن الواقع هو أن هناك شيئا آخر أخطر شأنا من هذا الظمأ إلى الفضائح، إنه حنق عام، إنه نوع من كره وحقد كاسر، يبدو أن جميع الناس كانوا مغتاظين، وكانوا يتوقون إلى تغيير ما، أيـًّا كان هذا التغيير، ولذلك كان يرين عليهم استخفاف غريب، واستهتار مقصود».

المهم أن دوستويڤسكي يذكرك بأن نجاح فرخونسكي وجماعته من الشياطين لم يأت من فراغ، لقد ساعدهم في ذلك الواقع المحيط بهم الذي اختلت فيه موازين الإدراك ولم يعد فيه الناس قادرين على تحديد أولوياتهم، ساعدهم أن الناس في زمانهم كانوا على حد تعبير دوستويڤسكي: «يجدون في الفضائح والمشاكل لذة قصوى، على أن الواقع هو أن هناك شيئا آخر أخطر شأنا من هذا الظمأ إلى الفضائح، إنه حنق عام، إنه نوع من كره وحقد كاسر، يبدو أن جميع الناس كانوا مغتاظين، وكانوا يتوقون إلى تغيير ما، أيـًّا كان هذا التغيير، ولذلك كان يرين عليهم استخفاف غريب، واستهتار مقصود».

‫ ‏كنا كلما اقتربنا من الماء أكثر زادت حدة الرائحة، وحين وصلنا إلى مطعم يقع على ما يفترض أنه النهر، صدمنا لون الماء الذي بدا أشد خضرة من الأشجار، كدليل على شدة ركوده وامتلائه بالطحالب. رأى السائق صدمتنا الواضحة، فقال بمزيج من الأسى والسخرية، أنه لم يرد أن يصدمنا حين حدثناه عما نتوقعه من جمال المنطقة، ثم استدرك أن المنطقة كانت جميلة بالفعل، قبل أن يخربها "أخوات الشرمو.."، وقبل أن يكمل الشتيمة اعتذر لزوجتي، دون أن يضطر للتلفت حوله في كل اتجاه، كما يفعل السوريون دائماً حين يذكرون ولاة أمورهم الشراميط بما يستحقونه، فلم يكن في السيارة سوانا. ‏

‏تذكرت أيضاً عدواناً بربرياً كانت قد تعرضت له قبل فترة قصيرة عدد من أكشاك الكتب والصحف التي اشتهرت بها محطة الرمل، وعدواناً مماثلاً استهدف أكشاك وفرشات الكتب في شارع النبي دانيال في عام 2012. ثم "هاجت الذكرى" فذكرتني باختفاء الأكشاك التي تخصصت في بيع الكتب الأجنبية وكان بعضها يقع ما بين سينما أمير وسينما ريو، كنت أذهب إليها وأنا صغير بصحبة خالي الأوسط حين كان يقوي إنجليزيته على أمل بهجرة لم تتحقق، ثم تذكرت مكتبة (الأهرام) القريبة من شارع النبي دانيال التي كانت أمي تشتري منها بعض المراجع التي تساعدها في دراستها ثم في تدريسها، وكي

❞ نظرت إلى الكاميرا وقالت بشفتين مرتعشتين «نفسي في حضن ماما، بس كده»، ❝

❞ أكثر ما يعجبني من شعر درويش قوله: «لا أريد من الحب غير البداية». ❝

ولعلك الآن تكون وصلت إلى العبرة، التي ما كتبت هذا الكلام إلا من أجل أن تصلك فتتعظ بها ومفادها: "حين يتعلق الأمر بالكتب لا تحدثني عن حقوق الصداقة، ولا تتردد في تفتيش أعز أصدقاءك قبيل خروجهم من بيتك، ولا تستبعد

هل سيزيد الموت من افتقادي لك، أم أن وجع غيابك عن الدنيا كلها لن يفرق كثيرا عن وجع غيابك عن دنياي.

تذكرتكِ وتذكرت كل أيامنا الجميلة، تذكرتها كأنها كانت بالأمس القريب ولم يمر عليها كل هذا الزمن، وأدركت أني لم أنسك أبداً كما كنت أقول لنفسي وأنني لا زلت أفتقدك كلحظة فراقنا بالضبط

كان جمالها لعنتها، وكان ضعفي أمام الجمال لعنتي، وكان توافق لعنتينا، لعنة أبنائنا.

ولم أعرف في حياتي ألماً كالذي عرفته حين حاولت أن أرفض الأذى، ولو حتى بالصراخ والعويل ومحاولة الانتحار

وأصبحت أؤمن أن من حق كل إنسان أن يمتلك روايته الخاصة عما جرى له، دون أن يناقشه فيها أحد، وأن ما يضيّعنا كبشر هو أن لدينا من المحققين والمتشككين والمتثبتين، أكثر مما لدينا من المنصتين والمتعاطفين.

سنوات مضت منذ أن حدث ما حدث، ولا زالت نفسي اللوّامة تسألني كل ليلة: كيف أمكن أن تُلدغي من نفس الثعبان وفي نفس الجُحر بدل المرة ألف مرة؟ فأجيبها ساخرة منها ومواسية لها، أنني لم أعرف في حياتي مؤمناً إلا وكان زبوناً وفياً للجُحر الذي لُدِغ منه

«فساد العلماء من الغفلة وفساد الأمراء من الظلمة وفساد الفقراء من النفاق».