اقتباسات بلال فضل

وأتخيل عندها عمر المختار وهو يبكي في أسى، تماماً كما يبكي إلى جواره رفاقه أحمد عرابي ويوسف العظمة وعبد القادر الجزائري وعبد المنعم رياض وعز الدين القسام وعبد القادر الحسيني وغيرهم من الذين ضحوا بأرواحهم الغالية من أجل طرد المستعمر الأجنبي واستبداله بمستخرب محلي يعيش ويستمر ويتوغل وينتشر.

حين قال بمنتهى الهدوء: «ما هو مش كل إنسان لازم يبقى ليه حكاية، في ناس بتعيش وتموت عادي كده»، فأغلق بقولته تلك باب الحكاي

‫ لكنك في كل الأحوال ستدرك أن الحب ليس أمراً سهلاً، وأن الحفاظ عليه أصعب بكثير من الحصول عليه، وأنه لا وجود فيه لمنحة تديمه إلى الأبد أو نقمة تزيله إلى الأبد، وأنك ستحتاج إلى الكثير من التجارب والأخطاء والكوارث أحياناً لتتعلم الرضا بمن تحبه وكل ما لدى من تحبه: شامات الوجه وتجاعيده، حسنات الذراع وسيئات الطباع، لطف المزاج وشطحاته، جميل الطباع وصعبها، «وأهو من ده وده».

ولعلك الآن تتوقع مني إذا كنت ما زلت محباً مبتدئاً، أن أقول لك إن مفهومي للحب اختلف بعد أن تجاوزت الأربعين ودخلت على الخمسين، في الحقيقة لا، إطلاقاً، سيظل الحب كما كان في البدء، أن ترى الأمور كما تتخيلها، وليس علي حقيقتها

لكنك في كل الأحوال ستدرك أن الحب ليس أمراً سهلاً، وأن الحفاظ عليه أصعب بكثير من الحصول عليه، وأنه لا وجود فيه لمنحة تديمه إلى الأبد أو نقمة تزيله إلى الأبد، وأنك ستحتاج إلى الكثير من التجارب والأخطاء والكوارث أحياناً

الخمسين

لن ألومك إذا كنت لم تسمع بعزيز نيسين من قبل، فثمة جهل مطبق لدى كثير من مثقفينا ونقادنا به، فهم لا يقدرون عادة إلا من يجد تقديرا في الأوساط الغربية التي نستهلك كل ما تصدره لنا، حتى لو كان نطيحة

إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قبلها هل في عائلتك ضابط جيش أو شرطة أو مخابرات برتبة لواء فما فوق؟

مع كل سطر تكتبه من غير التفكير فيمن ستخسره، ستكسب نفسك.

أحياناً تكون محظوظاً حين تتوحد الرؤية بين ما تراه وما تتخيله، وأحياناً لا تحصل من الحب على شيء، سوى الضلالات اللذيذة التي تتمنى أن تظل فيها إلى الأبد.

كيف تحارب الوحوش بدون أن تتحول إلى وحش؟»، كان هذا السؤال الذي طرحه من قبل الفيلسوف العظيم نيتشه،

أورويل المتميزة مثل (متشرداً في باريس ولندن) و(الطريق إلى رصيف ويغان) و(أيام بورمية)، وروايته (الصعود إلى الهواء) التي قرأتها بترجمة أسعد الحسين والتي تحضرني كثيراً في هذه الأيام الخنيقة التي تعلو فيها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أصوات تدافع

يمكن أن تعيش بسعادة إلى الأبد، لو أقنعت نفسك أن الأبد ينتهي حين تنام، ليبدأ في اليوم التالي أبد جديد سينتهي بدوره حين تنام.

ربما كانت أوضاعنا ستتغير إلى الأفضل، لو كان الملايين من أبناء وطننا، قد طرحوا سؤال: «إيه اللي ودّاها هناك؟»، من باب الرغبة في الفهم، وليس من باب الندالة.

إن مما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا أجرم فيهم الفقير والهلفوت طالبوا برأسه ورأس من يتشدد له، وإذا أجرم فيهم المسنود والقوي طالبوا له بـ «فرصة تانية».

حظر النشر، حظر التجول، حظر السفر، حظر التداول، وحدها البلاد المنحطة، التي يرتبط فعل الحظر فيها بالحقوق فقط.

من تمام مأساتنا، أن دماء الشباب التي يتسبب العواجيز الذين يحكمون بلادنا في إراقتها، نابعة عن رغبة أولئك العواجيز في تأمين رأي أحفادهم فيهم في المستقبل.

كلما انتخب الناس في بلادنا حاكماً على أمل أن يُنضِّف لهم الشوارع من الزبالة، أضاف إلى عقول الناس وشوارعهم زبالة من نوع يستحيل تنظيفه.

عندما يقوم الإنسان بتخليص بضعة أفراد من أبناء وطنه من قبضة خاطفيهم يصبح بطلاً، وعندما يسعى لتخليص الملايين منهم من قبضة خاطفهم، يحاكمونه بتهمة قلب نظام الحكم.

ستتحقق عدالة السماء، فقط حين تنعقد القمة العربية بأكملها في قفص اتهام المحكمة الجنائية الدولية.