اقتباسات محمود درويش

.

ألحنينُ مسامرةُ الغائب للغائب، والتفات البعيد إلى البعيد. الحنين عَطَشُ النبع إلى حاملات الجرار، والعكس أَيضاً صحيح.

تَصِفْ ماترى الكاميرا من جروحك.

‫ واصرخ لتسمع نفسك، واصرخ لتعلم

‫ أنك ما زلتَ حيّاً وحيّاً، وأن الحياة

‫ على هذه الأرض ممكنةٌ. فاخترع أملاً

سلام على النائمين

‫ سلام على الحالمين

‫ ببستان فردوسهم آمنين

‫أكلما وقفتْ غيمة على حائط

‫تطايرت إليها جبهتي كالنافذة المكسورة

‫ونسيت أني مرصود بالنسيان

‫وفقدت هويتي؟

‫إنني قابل للانفجار

هناك، على المقعد الخشبي المقابلِ

‫ بنتٌ يُفتِّتُها الانتظار

‫ قال لي صاحبي، والضبابُ كثيفٌ

‫ على الجسر:

‫ هل يُعْرَفُ الشيءُ من ضدِّهِ؟

‫ قلت: في الفجر يتَّضحُ الأمرُ

‫ قال: وليس هنالك وقتٌ أَشدّ

‫ التباساً من الفجر،

إن لا وعيه هو الذي يقاوم الموت. ولكن استعدّوا لما هو أَسوأ! وفكرتَ فيما بعد، أيهما أسوأ، أن ينتصر عليك الموت فتطير في رحلة البياض؟ أم أن تنتصر على الموت بالجنون فتسير في شوارع الفضيحة؟

قُلْ للغياب: نَقَصْتَني

‫ وأَنا حضرتُ … لأُكْملَكْ!

وأدركت ما لم تدرك من قبل: أدركت أن الموت لا يوجع الموتى، بل يوجع الأحياء.

الصرخة هي الصرخة في البابين: باب الدخول، وباب الخروج. أَمَّا العَدَم، فإنه يكتفي ببلاغة الوعيد من بعيد.

⁠‫كلما ٱزداد علمي

⁠‫تعاظَمَ هَمِّي؟

⁠

⁠‫لا شيءَ يبقى على حالِه

⁠‫للولادة وَقْتٌ

⁠‫وللموت وقتٌ

⁠‫وللصمت وَقْتٌ

⁠‫وللنُّطق وقْتٌ

⁠‫وللحرب وقْتٌ

⁠‫وللصُّلحِ وقْتٌ

⁠‫وللوقتِ وقْتٌ

⁠‫ولا شيءَ يبقى على حالِهِ

خفيفةٌ روحي، وجسمي مُثْقَلٌ بالذكريات وبالمكان

أَنا الأُولى

⁠‫أَنا الأُخرى

⁠‫وحدِّي زاد عن حدِّي

⁠‫وبعدي تركُضُ الغِزلانُ في الكلمات

⁠‫لا قبلي… ولا بعدي/

⁠‫كلما أَصغيتُ للقلب ٱمتلأتُ

⁠‫بما يقول الغَيْبُ، وارتفعتْ بِيَ

⁠‫الأشجارُ. من حُلْم إلى حُلْمٍ

⁠‫أَطيرُ وليس لي هَدَفٌ أَخيرٌ

فلم أَكُنْ

⁠‫ما كُنْتُ إلاّ مَرَّةً. ما كُنْتُ إلاّ

⁠‫مرَّةً تكفي لأَعرف كيف ينكسرُ الزمانُ

⁠‫كخيمة البدويِّ في ريح الشمال

لا أَحَدٌ هنالك

⁠‫في انتظاري. جئْتُ قبل، وجئتُ

⁠‫بعد، فلم أَجد أحداً يُصَدِّق ما

⁠‫أرى. أَنا مَنْ رأى. وأَنا البعيدُ

⁠‫أَنا البعيدُ

أَنا لستُ مني إن أَتيتُ ولم أَصِلْ

⁠‫أَنا لستُ منِّي إن نَطَقْتُ ولم أَقُلْ

⁠‫أَنا مَنْ تَقُولُ له الحُروفُ الغامضاتُ:

⁠‫ٱكتُبْ تَكُنْ!

⁠‫وٱقرأْ تَجِدْ!

⁠‫وإذا أردْتَ القَوْلَ فافعلْ، يَتَّحِدْ

⁠‫ضدَّاكَ في المعنى …

⁠‫وباطِنُكَ الشفيفُ هُوَ القصيدُ

وأَنا الغريبُ. تَعِبْتُ من «درب الحليب»

⁠‫إلى الحبيب. تعبتُ من صِفَتي.

⁠‫يَضيقُ الشَّكْلُ. يَتّسعُ الكلامُ. أَفيضُ

⁠‫عن حاجات مفردتي. وأَنْظُرُ نحو

⁠‫نفسي في المرايا:

⁠‫هل أَنا هُوَ؟

⁠‫

سأصيرُ يوماً ما أُريدُ

⁠‫سأَصير يوماً فكرةً. لا سَيْفَ يحملُها

⁠‫إلى الأرضِ اليبابِ، ولا كتابَ…

⁠‫كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من

⁠‫تَفَتُّح عُشْبَةٍ

أَنا وحيدٌ في البياض،

⁠‫أَنا وحيدُ …