اقتباسات محمود درويش

" خذِ المعاني كلَّها

ضمِّدِ النسيانَ

واصعدْ ما استطعتَ بنا إِلى إلِانسانِ

لكي يَرَى … ما لا يَرَى

من قلبِهِ

واصعد بنا، واهبط بنَا نحو المكان

فأَنتَ أدرى بالمكان … وأنت ادرى بالزمان. "

‫لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي

‫بالختام السعيد، ولا بالردى

‫أريد لها أن تكون كما تشتهي أن

‫تكون:

ههنا… والآن‏

‫ههُنا والآن… لا يكترثُ التاريخُ بالأشجار

‫والموتى. على الأشجار أن تعلو، وأن

‫لا تشبه الواحدةُ الأخرى سمواً وامتدادا.

‫وعلى الموتى، هنا والآن، أن يستنسخوا

‫أسماءهم، أن يعرفوا كيف يموتون فرادى.

ومَن كفَّ يوماً عن الاحتراق

‫أعارَ أصابعه للضماد

‫وصرَّح للصحفيِّ وللعدسات:

‫جريحٌ أنا يا رفاق

‫ونال وساماً .. وعاد.

ومَن كفَّ يوماً عن الاحتراق

‫أعارَ أصابعه للضماد

‫الأرض؟

ما قيمة الأرض؟

أتربة ووحول.

نقاتل أو لا نقاتل؟

‫ليس مهماً سؤالكَ

ما دامت الثورةُ العربيةُ

محفوظةً في الأناشيد

‫والعيد والبنك والبرلمان.

‫وتعرف أن الغزاة عِصِيٌّ

بأيدي المماليك.

وما القدس والمدن الضائعهْ

‫سوى ناقة تمتطيها البداوة

‫إلى السلطة الجائعهْ

‫وما القدس والمدن الضائعهْ

‫سوى منبر للخطابهْ

‫ومستودعٍ للكآبهْ.

هنا القدس ‫

يا امرأة من حليب البلابل، كيف أُعانق ظلّي ‫وأبقى؟ ‫خُلقتَ هنا وتنامُ هناك ‫

مدينته لا تنام وأسماؤها لا تدوم

بيوت تغيَّر ‫سكانها والنجوم حصى

‫وخمسُ نوافذ أخرى، وعشر نوافذ أخرى

تغادر ‫حائط ‫وتسكن ذاكرة و السفينةُ تمضي.

وما كان حُبّاً

‫يدان تقولانِ شيئاً، وتنطفئان

‫قيودٌ تلد

‫سجون تلد

‫منافٍ تلد.

‫ونلتفُّ باسمكِ،

‫ما كان حُبّاً

حلمت؟

‫- كثيراً.

‫بماذا؟

‫- بأشياء لم أرها في حياتي

دائماً،

‫أسمعُ في الليل خُطًى مقتربهْ

‫وتصيرين منافيَّ..‫تصيرين سجوني

‫حاولي أن تقتليني ‫دفعةً واحدة

‫لا تقتليني ‫بالخطى المقتربهْ!

‫.. وإني أُحبُّكِ

‫لكنني

‫لا أُحبُّ الأغاني السريعهْ

‫ولا القُبَلَ الخاطفهْ

‫وأنت تحبّينها

‫كبحّارة يائسين ..

الطفلة احترقتْ أُمُّها

‫أمامها …

‫احترقتْ كالمساءْ.

‫وعلَّموها: يصير اسمُها ــ

‫في السَّنةِ القادمهْ ــ

‫سيِّدَة الشهداءْ

‫وسوف تأتي إليها

‫إذا وافق الأنبياء!

وأنا أحاول أن أكون

‫ولا أكون.

كانوا يبيعون العذاب لأي عصفور مهاجر

‫مرَّةً أُخرى

‫اتّحدنا

‫أنا والقاتل والموت المعاد

‫أصبحت حريَّتي عبئاً

‫على قلبي

‫وعيناها منافي وبلاد

هذا البحرُ لي ‫ هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي ‫ واسمي - ‫ وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت- ‫ لي ‫ أَما أَنا -وقد امتلأتُ ‫ بكُلِّ أَسباب الرحيل- ‫ فلستُ لي ‫ أَنا لَستُ لي ‫ أَنا لَستُ لي

فاصنع بنا، واصنع بنفسك ما تريدُ ‫ وأَنا أُريدُ، أُريد أَن أَحيا، وأَن ‫ أَنساك أَن أَنسى علاقتنا الطويلة ‫ لا لشيءٍ، بل لأَقرأ ما تُدَوِّنُهُ ‫ السماواتُ البعيدةُ من رسائلَ كُلَّما ‫ أَعددتُ نفسي لانتظار قدومِكَ ‫ازددت ابتعاداً

فما نَفْعُ الربيع

‫ السمح إن لم يُؤْنسِ الموتى ويُكْمِلْ

‫ بعدهُمْ فَرَحَ الحياةِ ونَضْرةَ النسيان؟

وأشعارَ الحنين إلى الوطنْ

‫لا ماؤها يروي

‫ولا أشواقها تكوي

‫ولا تبني وطنْ.